الدكتور صادق خورشا؛ شخصية لامعة تركت بصمات واضحة في التقارب الثقافي بين إيران والكثير من البلدان العربية
يعتبر الدكتور صادق خورشا من الشخصيات اللامعة والشهيرة التي تركت بصماتها الواضحة والناصعة في إرساء أسس وقواعد التقارب العلمي والثقافي بين جامعات إيران والكثير من جامعات البلدان العربية، وعلى وجه الخصوص جامعات مصر والسعودية والعراق، وهكذا مدّ جسور التقارب والتواصل الأدبي الإيراني والعربي بين إيران والعالم العربي.
يعدّ الأستاذ الدكتور صادق خورشا أحد الأعلام الإيرانيِين البارزِين من ذوي اللسانين والباع الطويل في الأدبين الفارسي والعربي في إيران والعالم العربي. كما يعتبر من الشخصيات اللامعة والشهيرة التي تركت بصماتها الواضحة والناصعة في إرساء أسس وقواعد التقارب العلمي والثقافي بين جامعات إيران والكثير من جامعات البلدان العربية، وعلى وجه الخصوص جامعات مصر والسعودية والعراق، وهكذا مدّ جسور التقارب والتواصل الأدبي الإيراني والعربي بين إيران والعالم العربي.
وتنطوي أجندته التدريسية على الجم الغفير من المواد الدراسية الأكاديمية التي درّسها في الجامعات الإيرانية والعربية العديدة التي نأتي على ذكر بعضها في إيران، ومنها جامعات: العلّامة الطباطبائي وطهران والخوارزمي وكردستان (في سنندج) والإمام الخميني (ره) الدولية (في قزوين) ومؤسسة "لغتنامه دهخدا"؛ والإشراف على رسائل الماجستير وأطاريح الدكتوراه في تلك الجامعات آنفة الذكر وجامعة سمنان أيضاً. وبعضها الآخر في العالم العربي، ومنها: في مصر، جامعات: الإسكندرية وعين شمس والقاهرة والأزهر والأزهر أقاليم (المنصورة)، بمجموع 12 عاماً؛ والسعودية: جامعة الملك سعود، بمجموع 7 سنوات ترأس فيها برنامج اللغة الفارسية لمدة 5 سنوات؛ والعراق - كردستان: جامعة سوران - أربيل، بمجموع 11 عاماً، ترأس فيها قسم اللغة العربية لمدة 5 سنوات، كما كان عضواً في مركز البحث العلمي لمدة 4 أعوام فيها. وقد حصل سعادته على جائزة دولية عالمية في الترجمة من مركز الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي.
وعن مراحله الدراسيّة (وهو من مواليد 1955 )، فقد نال شهادة الثانوية من مدرسة دار الفنون الثانوية بطهران (وهي أول مدرسة عصرية شبه جامعيّة أسّسها الإصلاحي الإيراني الشهير والبارز أمير كبير الذي اغتيل غدراً وغيلة بيد آثمة غاشمة ظلامية قبل موعد افتتاحه لها بخمسة عشر يوماً، وقد أنشأها على غرار دار العلوم في جامعة فؤاد الأول سابقاً وجامعة القاهرة حالياً)؛ وشهادة الليسانس (البكالوريوس) في الترجمة بين العربية والفارسية من كلية الآداب الفارسية واللغات الأجنبية من جامعة العلّامة الطباطبائي (المعهد العالي للترجمة سابقاً)؛ وشهادة الماجستير (الدراسات العليا) والشهادة العالِمية (الدكتوراه) في الأدب المقارن والترجمة من جامعة الأزهر الشريف بمصر.
كما كان هذا الأستاذ والمترجم والأديب الألمعي اللوذعي النحرير عضواً في الهيئة العلمية بقسم الترجمة من الفارسية إلى العربية في الموسوعة الإسلامية الكبرى "دائرة المعارف بزرگ اسلامى"، وعضواً الهيئة العلمية والتحريرية للترجمة في مجلات، منها: مرآة التراث ( في مكتب نشر التراث المكتوب). ورسالة بهارستان (في مكتبة مجلس الشورى الإسلامي). وشيراز (في مركز الفنون). والحوار (في مركز حوار الحضارات). واللغة والأدب (في جامعة العلّامة الطباطبائي). والباحث (في جامعة سوران). ومستشاراً علمياً لـ "مركز تنظيم الترجمة" في "دار نشر الهدى الدولية" في منظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية.
وللأستاذ الدكتور صادق خورشا ما يربو على 20 أثراً مؤلفاً ومترجماً ومحققاً، وما يزيد على 300 مقالة مترجمة في دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، وتقريباً 20 بحثاً مؤلفاً.
ومن نافلة القول أنه التحق في مرحلة الماجستير بجامعة الأب يوسف (جوزيف) "الجامعة اليسوعية" إلّا أن الحرب الأهلية آنذاد حالت دون مواصله الدرب في الدراسات العليا فيها.
"بشرى سارّة وأمنية منشودة"
على هامش سيرة غيرية وسيرة ذاتية وتجربة مُعاشة أعلن الأستاذ الدكتور صادق خورشا، أستاذ الأدب المقارن والترجمة في جامعة العلّأمة الطباطبائي عن إمكانية تأسيس قسم للغة الكردية وآدابها في كلية الآداب الفارسية واللغات الأجنبية في جامعة العلّأمة الطباطبائي وقسمين للغة الفارسية وآدابها في جامعتَي سوران ودهوك في كردستان العراق في القريب العاجل.
ومنذ أيام قد بادرت "دار مفكري العلوم الانسانية" في العاصمة الإيرانية طهران إلى إقامة ندوة وجلسة تحت عنوان "تجربة معاشة: سلسلة حوارات وديّة مع اساتذة اللغة العربية وآدابها" وقد شارك فيها سعادة الأستاذ الدكتور صادق خورشا حيث أعرب في بداية حديثه عن تعازيه للأوساط الأدبية في إيران والعراق والدول العربية في وفاة الشاعر العراقي الشهير مظفر النواب، ووصف مظفر النواب بأنه شاعر عظيم و "شهيد محراب الكلمة"، وقال إن وجع مظفر النواب هو امتداد لوجع رائد الشعر الحر، الشاعر العراقي الفذّ بدر شاكر السياب الذي ذاق طعم الغربة والمنفى والنفي والعذاب وعاد كمظفر الى وطنه محمولا على الأكتاف بتابوت يحمله فقط أربعة من أحبائه الذين فوجئوا عند بلوغهم داره بأسرته وهي تنقل أثاث المنزل لطردهم منه لكونه منزلاً إدارياً حكومياً؛ وهاهي اليوم، ومن المفارقات، تحتضن مدن العراق تمثالاً له أو تتشرف بتسمية أحد شوارعها الرئيسة باسمه!!! وهي من المفارقات المضحكات المبكيات!!! كما أشار الى لجوء بدر شاكر السياب إلى إيران بعد مغادرة العراق، ثم نزوحه منها بعد عام إلى الكويت بعد أن أعدّ له زملاؤه الشيوعيون الإيرانيون من حزب الشعب جوازاً باسم مستعار خانته ذاكرته من أن يتذكره، وأشار إلى بعض قصائد هذا الشاعر حول الغربة وحب الوطن.
ثم استأنف وواصل سعادته الحديث عن تجربته المعاشة بتبيان وتبيين أنشطته العلمية، وقال -كما مرّ- إنه قام بالتدريس في 12 جامعة إيرانية وخمس جامعات مصرية، وسعى جاهداً لفتح قسم للغة الكردية في جامعة الإسكندرية، وإنّه عيّن رئيساً لبرنامج اللغة الفارسية للترجمة في جامعة الملك سعود، وأشاد بطلبته الجامعيين الذين أضحوا الآن أساتذة فيه.
وقال سعادة الدكتور خورشا إنه قام بفهرسة المخطوطات الفارسية في جامعة القاهرة، وأثناء قيامه بذلك عثر على ترجمة منظومة لقصيدة تائية ابن الفارض نظمها الشاعر الشهير عبد الرحمن الجامي.
وقال إنه سعى ويسعى جاهداً إلى إنشاء قسمين للغة الفارسية وآدابها في جامعتَي سوران ودهوك في إقليم كردستان العراق، وبالمقابل سيتم تأسيس قسم للغة الكردية وآدابها في كلية الآداب الفارسية واللغات الأجنبية بجامعة العلّامة الطباطبائي. كما رغب في الحديث عن نشاطاته العديدة في جامعة سوران وفي مركز بحوثها، ولكن ضيق وقت الندوة لم يسمح له بذلك وحال دونه.
وأشار الدكتور خورشا إلى مسار تأثير إيران ومصر وتركيا على بعضها البعض في السابق، وقال إنه عند حدوث تغيرات ثقافية وعلمية في إحدى الدول الثلاث، لا سيما في مجال الترجمة، كانت الدولتان الأخريتان، تبدأن نفس الإجراءات والتغييرات بعد مرور عدة أشهر قليلة.
كما أشار إلى الأواصر الثقافية بين إيران والعراق والتأثير الثقافي لإيران واللغة الفارسية على العراق، وقال، إن التشابك والعلاقات بين هاتين الثقافتين واللغتين العربية والفارسية كبيرة للغاية. حيث يمكن القول ان في بيت كل عراقي هناك إيراني كما "أن هناك تركي في بيت كل مصري" على حدّ قول الأستاذ الدكتور طه حسين.
تقرير: حسن رستمي
/انتهى/