السيد حسن نصر الله: حسين شيخ الإسلام كان لي ولكل حزب الله أخا كبيرا وحبيبا وعزيزا وداعما ومضحيا ووفيا
قال سماحة السيد حسن نصرالله الامين العام لحزب الله في لبنان في كلمة بعث بها بمناسبة الذكرى السنوية الاولى لرحيل الفقيد حسين شيخ الإسلام، ان "الراحل السيد حسين شيخ الإسلام لي ولكل من ينتمي إلى حزب الله في لبنان كان لنا أخا كبيرا وحبيبا وعزيزا ومساندا وداعما ومحبا ومضحيا ووفيا".
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء، ان السيد حسن الله قدم في كلمته التي القاها نيابة عنه احد المندوبين عنه التعازي لاسرة عائلة المرحوم شيخ الاسلام وذلك في مراسم الذكرى الاولى لرحيل شيخ الاسلام والتي عقدت اليوم الاثنين في مركز الثورة الثقافي بطهران. وجاء في كلمة السيد نصرالله:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله سيد الرسل وآله الطاهرين وصحبه المنتجبين.
الأخوة والأخوات الاعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أتمنى أن أكون حاضرا معكم وبينكم في هذا اللقاء الكريم وهذه الذكرى العزيزة لأخينا الكبير والحبيب السيد حسين شيخ الإسلام رضوان الله تعالى عليه، لكنني أعلم أنكم تعذرونني وتقدرون ظروفي الأمنية التي لا تسمح بذلك، إلا أنني أشارككم هذه المناسبة بروحي وكل مشاعري ووجودي.
لقد كان الراحل السيد حسين شيخ الإسلام لي ولكل من ينتمي إلى حزب الله في لبنان كان لنا أخا كبيرا وحبيبا وعزيزا ومساندا وداعما ومحبا ومضحيا ووفيا.
لقد عرفناه منذ الأيام الأولى التي تأسس فيها حزب الله في لبنان وانطلق في الميدان كحركة إيمانية جهادية مقاومة في العام 1982م، وتعاوننا معه في كل المواقع التي شغلها في وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية خصوصا عندما كان معاونا للشؤون العربية والأفريقية في الوزارة أو مستشارا للوزير أو سفيرا للجمهورية الإسلامية في سوريا أو في معاونية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية أو معاونا لرئيس مجلس الشورى الإسلامي للشؤون الدولية.
لقد عملنا سويا ما يقارب 38 عاما وفي أصعب الظروف والأوضاع في منطقتنا في مواجهة حروب العداون الصهيوني والأمريكي وفي مواجهة مشاريع الفتن الداخلية وفي مواجهة الكثير من المؤامرات الكبيرة والخطيرة، وكان الأخ شيخ الإسلام رحمه الله في كل هذه المراحل حاضرا معنا بفكره وعقله وحكمته ودرايته وخبرته وأيضا حاضرا معنا بأخوته ومحبته وتواضعه وصدقه وإخلاصه لله تعالى والثورة الإسلامية ولشعوب منطقتنا، ووجدنا فيه الإنسان المؤمن التقي العارف العابد الزاهد، الزاهد بكل ما للكلمة من معني، المتعلق بالله تعالي. أنا أذكر في بعض المراحل الصعبة كان يبقى معنا في لبنان لأسابيع متواصلة وأحيانا لعدة شهور متواصلة بعيدا عن عائلته الكريمة ومواقع عمله في طهران ويعمل ليل نهار دون كلل أو ملل.
أنا شخصيا كانت تربطني علاقة قوية بالأخ شيخ الإسلام رحمه الله على المستوى الروحي والأخوي والإنساني والمحبة الشديدة، وقد استفدت كثيرا من هذه الصداقة الطويلة من تجربته السياسية وخبرته العميقة في هذا المجال ومن روحيته العالية وطهارته وصفاته وأدبه وأخلاقه وصبره في الشدائد والمحن.
عندما رحل عن الدنيا شعرت أنا وإخواني أننا فقدنا قطعة غالية من روحنا ووجودنا.
في كل الأحوال، هذه الكلمات القصيرة هي أعجز من أن تؤدي جزءا بسيطا من حق هذا الأخ الكبير علينا وعلى مقاومتنا وشعوبنا المظلومة.
إنني في هذه الذكرى أعبر مجددا عن مواساتي وتعازي لعائلته الكريمة فردا فردا وأنا كنت قد تشرفت في زيارتهم ولقائهم أكثر من مرة أيام حضورهم في دمشق خصوصا، وكذلك العزاء والمواساة لكل أقاربه وإخوانه وأصدقائه ومحبيه وأسأل الله تعالى أن يمن عليكم جميعا بالصبر والرضا والسكينة وأن يتفضل على أخينا الحبيب بالرحمة والرضوان وعلو الدرجات وأن يحشره الله تعالى مع رسوله الأعظم وأهل بيته الأطهار وأوليائه الصالحين والشهداء الأبرار.
/انتهى/