أسامة السعيدي لـ "تسنيم": من المتوقع ان يلجأ ترامب لعمليات انتقامية تحت ذريعة مكافحة الارهاب

وفي تصريح لوكالة تسنيم الدولية للأنباء اشار أستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي في جامعة بغداد الدكتور أسامة السعيدي الى اخر التطورات الامنية وتحديداً التعرضات التي تشهدها القطعات العسكرية على تخوم المحافظات وتخوم العاصمة بغداد وقال : ان الغاية من هذه التعرضات هو لتحقيق أهداف سياسية وأمريكية، فالأهداف السياسية تتعلق بطبيعة الوضع العام في العراق والظرف السياسي الذي تمر به البلاد والاستقرار الذي تعيشه الدولة العراقية عقب الانتصار على داعش، فمن الواضح ان التنظيمات الارهابية تريد ان ترسل رسالة على انها لا تزال موجودة وانها لا تزال فاعلة وتستطيع القيام باعمال متى تشاء.

واضاف:  اما الرسالة الامريكية التي تخدم الجانب الامريكي فهي تحديدا انه عندما صرحت أمريكا عن نيتها تخفيض عدد القوات الامريكية الموجودة في العراق فهذه العمليات تعطي اشارة ودلالة على ان تراجع الولايات المتحدة وعدم وجودها سيؤدي الى تنامي تنظيم داعش الارهابي ومن هنا تكمن لعبة القط والفأر في انه عند تواجد القوات الامريكية فستقل عمليات التعرض والعمليات الارهابية وعندما تنسحب القوات الامريكية او تلوح بالانسحاب فتبدأ التعرضات والعمليات الارهابية بالازدياد، وهذا ما قد شهدناه ما بعد الانسحاب عام 2011 عندما انسحبت القوات الامريكية ثم عادت مرة اخرى عام 2014 تحت عباءة وغطاء مكافحة الارهاب بحجة القضاء على داعش سواء في سوريا ام العراق وجاءت بموجب قرارات دولية وتحديدا القرار رقم 2170.

وفيما يتعلق بتصريحات وزير الخارجية الامريكي الاخيرة بشان العراق قال الدكتور السعيدي : الكل متفق اليوم على ان دونالد ترامب يعاني من انكسار نفسي ومن هزيمة وبالتالي فهو يريد تعويض هذا الانكسار بفعل يحاول من خلاله تغطية فشله ويحاول ان يشغل الرأي العام ووسائل الاعلام حيث ان هذا الفعل يخص ايران ويخص الجهات المتعاونة والمتحالفة مع ايران، كما ان أبرز الجبهات او الملفات والتي من الممكن ان تمارس فيها الولايات المتحدة توجيه ضربات لايران هي الملف السوري والعراقي ولربما يكون الملف العراقي أكثر حيوية وأكثر وضوحاً من الحالة السورية وبالطبع فان الذريعة التي يمكن ان يتدخل بها ترامب لاجراء عملياته الانتقامية هي (مكافحة الارهاب) وهذا عنوان عريض وفضفاض سيحاول من خلاله استهداف عدداً من القيادات او معسكرات المقاومة او الحشد الشعبي على انها مقرات ايرانية متواجدة في العراق وان هذه المقرات تحوي صواريخ ايرانية موجهة ضد المصالح الامريكية .

واضاف : لذلك فهذا هو الامر المتوقع باعتقادي الشخصي، اي القيام بعمليات انتقامية للتغطية على فشله في الانتخابات تحت ذريعة مكافحة الارهاب خاصة ان هناك عدد كبير من الفصائل والقيادات مدرجة أسماؤهم اساسا في لائحة الارهاب وفق المنظور الامريكي، لذلك فهذا الامر متوقع ووارد بنسبة كبيرة.

وحول الوضع الرسمي الحكومي في العراق اليوم قال: ان الوضع اليوم يشهد تخبطاً كثيراً حيث ان رئيس الوزراء يعاني من مشاكل كثيرة ومن الواضح ان الملفات كثيرة ومعقدة وقد يكون الملف المالي والاقتصادي هو الاكبر بينها والذي سيطر على أجندة الحكومة وجعلها غارقة وغير قادرة على التمييز في اجراءاتها ودقتها.

واضاف :ان موضوع الانتخابات يسير حالياً في الاتجاه الصحيح والمفوضية لديها اجراءات قد تكون منقوصة لكنها تحتاج ان تستكمل وقانون الانتخابات قد تم اقراره ويحتاج بعض التمويل وباعتقادي يمكن ان يتم تمويله وبالتالي يمكن ان تكون هذه الانتخابات المبكرة ان حصلت هي الفيصل في تحديد وفرز القوى التقليدية التي بدأت بها العملية السياسية والتي يمكن ان تعبر الى المرحلة القادمة ومن هي القوى السياسية الجديدة التي أفرزتها التظاهرات والاعتصامات والتي يمكن ان يكون لها وزن في المرحلة السياسية المقبلة.
/انتهى/