صحفي كندي بارز: مهرجان أفلام المقاومة جدار يتصدّى للهيمنة السينمائية الاميركية
قال "اريك فالبرغ" الصحفي الكندي والباحث في شؤون الشرق الأوسط: تضاعفت أهمية انعقاد مهرجان افلام المقاومة الدولي على المستوى العالمي، لهذا لابد أن يواصل المهرجان مسيرته بكل قوّة، لاسيما انه جدار يتصدّى للهيمنة السينمائية الاميركية.
وفي حوار للصحفي الكندي "اريك فالبرغ" مع مراسل مهرجان أفلام المقاومة الدولي بدورته السادسة عشر، أشاد بدور السينمائيين المستقلين والسينما الوثائقية في مواجهة تيار هوليوود.
وتابع خريج جامعتي كامبريدج وتورنتو، صاحب العديد من المقالات والكتب السينمائية والفلسفية مجيباً على سؤال حول دور المنتجين والمخرجين المستقلين في تعزيز الحقيقة والسلام والعدالة من خلال مهرجانات أفلام مستقلة مثل مهرجان أفلام المقاومة الدولي: على وجه التحديد بسبب هيمنة الأفلام الأمريكية، فإن مهرجانات من قبيل مهرجان أفلام المقاومة تتربع على رأس الأكثر أهمية. لمهرجان تورنتو السينمائي الدولي في كندا تأثير ضئيل على تطوير الأفلام. يعرض مهرجان كندا للأفلام الوثائقية (HotDocs) العديد من الأفلام المستقلة المضادة للإمبريالية. مهرجان فلسطين-تورنتو السينمائي، الذي يقام تقليديا بعد مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، له أهمية خاصة.
وبشأن سبب كل هذه الكراهية للإيرانيين والمسلمين في هوليوود، وعن الطريقة الصحيحة للتعامل مع الإسلاموفوبيا وكراهية إيران، تابع الصحفي والكاتب الاميركي: التحيز ضد إيران والمسلمين بشكل عام هو نتاج ضغوط الثقافة الأمريكية. هذه الثقافة تتغذى على الإمبريالية. تمامًا مثل روما القديمة، اعتقد مواطنوها أن الإمبراطورية الرومانية كانت أبدية وبمشيئة الله.
وأضاف: المسلمون مناهضون للإمبريالية بسبب عقيدتهم. حتى الإمبراطوريات الإسلامية العظيمة في الماضي، مثل العباسيين والساسانيين والمغول، لم تسعى أبدًا لغزو العالم بأسره مثل بريطانيا، ولم تجبر أبدًا المواطنين غير المسلمين على التخلي عن دينهم ومعتقداتهم. إن قمع فلسطين يضمن أن المسلمين سيقاومون الكيان الصهيوني الاستعماري في إسرائيل والولايات المتحدة بشكل عام. تتمتع إيران بمكانة متميزة باعتبارها أكثر منتقدي هذه الإمبراطورية أمام العلن، وهذا هو السبب في أنها كانت هدفًا للدعاية المشينة والمستمرة.
وقال: هذا يذكرنا بالعداء الغربي للاتحاد السوفيتي، الذي كان أيضًا مناهضًا للإمبريالية وقاوم الولايات المتحدة وإسرائيل. وبنفس الطريقة فقد مصداقيته وهُزم أخيرًا أمام الضغوطات.
كما عرج الصحفي الاميركي على اتجاه أفلام هوليود في العقود الأخيرة، قائلا: عندما نشاهد الأفلام الأمريكية منذ 50 عاما، يمكننا التعرف على قيم الأسرة الأمريكية التقليدية. أشياء لم تعد موجودة في هوليوود على الإطلاق، بينما يركز بعض مخرجي هوليوود على العنف والعلاقات اللا أخلاقية...
وعن الصورة التي تعطيها الأفلام الإيرانية للعالم وعن الأفلام التي فازت بجوائز الأوسكار أو في مهرجانات كان أو برلين أو غيرها من المهرجانات السينمائية الغربية، قال فالبرغ: نادرًا ما تُشاهد الأفلام الإيرانية هنا، لكني أبحث عنها دائمًا وأشاهدها أينما استطعت. الأفلام الإيرانية هي أعمال من الدرجة الأولى. لسوء الحظ، استحوذت هوليوود على كل شيء. نادرا ما يتم عرض الأفلام الأجنبية أو الترويج لها. هذه هي طريقة الثقافة التجارية الجماعية. عليك البحث في كل مكان للعثور على لآلئ السينما المتعالية بدون الزخارف المؤيدة للحرب والموالية لأمريكا.
وتطرق فالبرغ للموضوعات التي لا تهتم بها الأفلام الأمريكية والأوروبية وكان يجب أن تتناولها، قائلا: نعم، هناك 5 أشياء يمكنني ذكرها، بما في ذلك؛ الدفاع عن القيم العائلية وتعزيز نمط الحياة الصحي، وتعزيز السلام والاحتجاج ضد العدوانية ، والنظر إلى التاريخ من منظور شرقي على سبيل المثال من منظور المسلمين والبوذيين، وتعزيز الإسلام باعتباره طريقًا للسلام واستكشاف المزيد من النماذج البديلة للمستقبل، المدينة الفاضلة والمجتمع ما بعد صناعي ومستوحى من البيئة.
وأَضاف: لقد تمكنت من رؤية مقتطفات من معظم العناوين في أفلام HotDocs وعناوين افلام من مهرجان صندانس السينمائي. الأفلام الوثائقية التي تتناول هذه القضايا مفيدة لأنها تلتقط مشاهد ملموسة معرضة لخطر الرفض بسبب ابتذالها.
الفيلم الوثائقي لسفينة الفضاء الأرض هو أحد منتجات الفيلم الوثائقي الأمريكي لعام 2020 حول تجربة في عام 1991 تم فيها عزل ثمانية أشخاص لمدة عامين في فضاء محاكاة للنظام البيئي للأرض أطلق عليه بيئة الكرة 2 (بيئة الكرة 1 الارض).
وعُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان صندانس السينمائي في يناير 2020. إن مشاهدة فيلم وثائقي عن بيئة الكرة 2 يعيد إلى الأذهان فكرة إنشاء بيئة مستدامة. تم إنتاج العديد من الأفلام الوثائقية التي تظهر معاناة السكان الأصليين في جميع أنحاء العالم بهذه الطريقة. مثلما تلتهم الرأسمالية الغربية وثقافة الأعمال تقاليدهم ومنازلهم. تعد الأفلام الوثائقية من أفضل أسلحتنا في النضال من أجل عالم أفضل.
انتهى/