طلال عتريسي لـ"تسنيم": بعض المجموعات المرتبطة مباشرة بالسياسة الأمريكية تنظم التحرك في الشارع اللبناني
أكد الأستاذ في الجامعة اللبنانية د. طلال عتريسي، ان بعض المجموعات والشخصيات السياسية المرتبطة مباشرة بالسياسة الأمريكية هي التي نظمت التحرك في الشارع اللبناني تحت شعار نزع سلاح المقاومة.
وحول من يقف وراء تحريك الشارع اللبناني وماهي الاهداف من وراء ذلك، قال المحلل السياسي اللبناني والأستاذ في الجامعة اللبنانية الدكتور "طلال عتريسي" في حوار خاص مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء، من الواضح ان بعض المجموعات والشخصيات السياسية والجمعيات المرتبطة مباشرة بالسياسة الأمريكية هي التي نظمت مثل هذا التحرك تحت شعار نزع سلاح المقاومة. هذه التجمعات ليلة البارحة تختلف عن التجمعات التي بدأت قبل عدة أشهر تحت عنوان محاربة الفساد واصلاح النظام واسترداد الاموال المنهوبة وما شابه ذلك. هذه كانت بداية التحركات الشعبية قبل بضعة اشهر ورفعت مطالب يلتقي حولها معظم الناس في لبنان. لكن البارحة الأمر كان مختلفاً كان ينسجم مع ضغوط امريكية وعقوبات اقتصادية على لبنان وسوريا وروسيا وايران في القوانين الجديدة التي صدرت ضد سوريا.
واضاف، هذه المجموعات تريد ان تجعل من سلاح حزب الله هو العنوان الاساسي للمشكلة في لبنان تحت شعار ان حزب الله يحمي الفساد وسلاح حزب الله يحمي الفساد. لكن من خلال ما جرى البارحة، اولا: لم يكن هناك مشاركة كثيفة وفاعلة من قبل الجمهور كانت الاعداد محدودة جدا. النقطة الثانية: فشل هذا التجمع وحاولوا تحويله الى مشروع فتنة مذهبية بالقول في ان هناك من يشتم أم المؤمنين السيدة عائشة زوجة الرسول وان الشيعة يشتمونها وبالتالي هذا يعني يجب ان يرد الطرف الاخر وتحصل فتنة. هذا يعني فشل المشروع السياسي بتحويله الى مشروع مذهبي. ايضا فشل لأن كل القيادات الاسلامية كانت واعية ان هذا الامر هو امر فتنة واعلام فتنة ركز على هذه المسألة. لهذا السبب فشلت بتقديري جولت البارحة برعاية مباشرة او انسجام مباشر وتام مع الاهداف الامريكية في المنطقة.
وحول موقف الحريري وبعض القيادات السنية التي حذرت من هذه الفتنة ودعوا الى الالتزام بحدود الوعي والحكمة وعدم الانسياق وراء ردود فعل، ومدى ادراك الشارع السني بان اللعبة تدار من قبل أعداء لبنان داخلياً وخارجياً قال الدكتور طلال عتريسي: انها ليست المرة الأولى التي يتم فيها محاولة جر لبنان الى فتنة مذهبية، فقد كان هناك تحركات سابقة وتظاهرات واحتجاجات، وبالإضافة الى ذلك حدث مثل هذا الامر بما في ذلك الشعارات المذهبية وما الى ذلك، لكن باعتقادي ان القيادات الاساسية سواء في دار الفتوى وحتى الرئيس سعد الحريري نفسه يدرك جيداً انه ليس هناك نية لأي صدام مذهبي لا عند القيادات الشيعية ولا عند القيادات السنية لأن الجميع يعرف ان هذه الفتنة لا أفق لها ولا منتصر فيها، والهدف منها فقط هو اضعاف الجبهة الداخلية وإدخال الأمور في حرب داخلية تستفيد منها إسرائيل ويتم توريط حزب الله فيها ويتحول السلاح فيها الى مشكلة داخلية وتنتهي بقيام حرب أهلية لا أفق لها، ولهذا السبب أنا أعتقد ان هناك وعي بذلك والدليل على ذلك ان دار الفتوى أصدرت بياناً يعبر عن هذا الوعي، والرئيس الحريري أصدر مثل هذا البيان لكن القيادات الأخرى المتورطة في هذا المشروع، لم تصدر أي بيان بالتأكيد.
وعن محاولة البعض زج اسم حزب الله وحتى حركة أمل وربطهم بأي شخص يطلق شعارات طائفية أو يستهدف بعض الرموز الدينية السنية، وتصوير ان حزب الله هو من يقف وراء هذه القضايا، بينما نلاحظ ان مواقف سماحة السيد حسن نصر الله واضحة جداً فيما يخص الرموز الدينية السنية وحرمة التعرض لها قال: ان أي شخص عاقل أو أي متابع يعرف تماما ان موقف حزب الله هو موقف دعوى الى الوحدة الإسلامية والحرص على الوحدة الوطنية ايضاً، ولكن مشروع الفتنة يريد ان يحول الامر من خلال الاعلام او من خلال بعض الأشخاص الذين يطلقون مثل هذه الاتهامات او شعارات معينة، بحيث تشير الدلائل والاعلام يلعب دوراً كبيراً في هذه المسألة من خلال التركيز على بعض الشعارات وتكرارها بشكل دائم لاستفزاز الناس وتحريك عصبيات الجمهور من هنا وهناك، وربط هذه الشعارات بالشيعة عموماً وبحزب الله خصوصاً لتشويه سمعة حزب الله ولنفي جوهر حزب الله كحركة مقاومة، فهذه عبارة عن محاولات يلعب فيها الاعلام دوراً أساسياً، لكن في الحقيقة فانه في كل مرة تفشل هذه المحاولات ولنذكر على سبيل المثال ان السفير الأمريكي في لبنان "جفري فيلتمان" قال مرة عقب فشل عدوان عام 2006 خلال حديثه امام الكونغرس الأمريكي ان الولايات المتحدة الامريكية قد أنفقت 500 مليون دولار لتشويه صورة حزب الله، فهذه الأموال قد أنفقت على وسائل الاعلام والشخصيات والكتاب والمحللين الذين يغتنمون مثل هذه الفرص لتشويه هذه الصورة، لكن في المحصلة تأتي النتائج دائماً على عكس رغبة هؤلاء.
/انتهى/