خبير عسكري سوري لـ"تسنيم": ترامب نمر من ورق.. على دول المنطقة أن تتعلم من إيران كيف ترد على الاعتداءات الأمريكية
قال الخبير العسكري العميد المتقاعد في الجيش السوري تركي الحسن: إن الرئيس الأمريكي ترامب محرج داخلياً وخارجيا لأنه لم يستطع الرد على الضربة الإيرانية وبدا كأنه نمر من ورق، لافتاً الى أن إيران أعلنت أنها لن تقبل بعد هذه الضربة بأقل من جلاء قوات الاحتلال الأمريكي عن المنطقة برمتها.
وحول قراءته لنتائج الرد الإيراني على اغتيال الشهيد قاسم سليماني من قبل الولايات المتحدة وتداعيات هذا الرد في الأيام القادمة، قال الخبير العسكري العميد المتقاعد في الجيش السوري تركي الحسن في تصريح لمراسل وكالة تسنيم الدولية للانباء: هذا الرد كان مفاجئاً بنتائجه، ولكن من حيث المبدأ لم يكن مفاجئاً لأن إيران كانت قد أعطت وعداً به"، لافتاً أن "ما كان مفاجئاً هو القدرة الإيرانية على الرد بهذه الطريقة بعشرات الصواريخ التي استهدفت قاعدتين أساسيتين؛ "عين الأسد" والقاعدة الموجودة في أربيل"
وأضاف الحسن: "في تقديري أن هذا الرد هو تحول استراتيجي في كيفية فهم الرد في المنطقة بشكل عام، فلأول مرة بعد الحرب العالمية الثانية في القرن الماضي، تقوم دولة باستهداف الولايات المتحدة، بعد أن تعودت الدول أن تتلقى الضربات وأن تُهزم وتُدمّر وأن تُهاجم بالطيران وأن تسرق الولايات المتحدة الأمريكية خيراتها ولا تتجرأ على الرد".
وأشار العميد المتقاعد تركي الحسن الى أنه "اليوم لأول مرة يتم الرد وبشكل مسبق ومعلن مع تهديد أيضاً بأنه إن تم الرد من قبل الولايات المتحدة سيكون هناك رد أقسى وأقسى وبالتالي أجد أن هذه الإرادة هي نقطة تحول وستشكل في المستقبل علامةً فارقة وأساسية ونموذجاً يجب أن يحتذى من الدول الأخرى في مجابهة الولايات المتحدة الأمريكية".
واضاف: "في تقديري ثانياً أن هذا الأمر يشكل عملياً تراجعاً للدور الأمريكي في المنطقة وسيكون بمثابة اللبنة الأولى في إنهاء الوجود الأمريكي في المنطقة، والحكومة الإيرانية تعلن أنها لن تقبل بعد هذه الضربة بأقل من جلاء قوات الاحتلال الأمريكي عن المنطقة، تبدأ بالعراق وسورية ومن ثم تشمل المناطق والدول الأخرى".
وحول الخطاب الذي أدلى به الرئيس الأمريكي ترامب ومحاولته تقليل شأن الرد الإيراني وتسخيف نتائجه، قال الخبير العسكري تركي الحسن: "ترامب محرج داخلياً وخارجيا لأنه لم يستطع الرد وفي نفس الوقت هو عاجز عن الرد وبدا كأنه نمر من ورق، الولايات المتحدة وقفت عاجزة رغم قوتها وهي الدولة رقم واحد في العالم والأقوى عسكرياً واقتصادياً إلا أنها عجزت عن الرد، وهذا الأمر سيؤثر في الداخل الأمريكي ويوثر في الخارج بنفس الوقت".
ولفت الحسن الى أن "النقطة الأهم في هذه المسألة هي أن العديد من الدول والأنظمة في المنطقة تهرع إلى الولايات المتحدة الأمريكية طالبة حمايتها وبالتالي الإدارة الأمريكية الحالية ومن سبقها من الإدارات تقول أن وجودها في الشرق الأوسط ووجود قواعدها هو عبارة عن وجود يستهدف ثلاث قضايا؛ القضية الأولى حماية "إسرائيل"، والقضية الثانية النفط والمصالح الأمريكية أما القضية الثالثة هو حماية الأنظمة والدول التي تدور في الفلك الأمريكي".
وتساءل الخبير الحسن: "السؤال المطروح هنا؛ من لا يستطيع حماية قاعدته فهل يستطيع حماية باقي الدول؟ أمريكا لم تستطع أن تحمي نفسها من الضربات الإيرانية، إذاً انتهى العرض الأمريكي في المنطقة وسمعنا ترامب يقول اليوم في مؤتمره الصحفي: "إنني لا أحتاج إلى نفط الشرق الأوسط"، إذاً ما هو العامل الذي يبقيه في المنطقة؟ عليه أن يترك المنطقة لأنه لم يعد هناك أي مبرر لوجوده.
/انتهى/