اعلامي فلسطيني لـ"تسنيم": العرب يتعاملون مع إيران من خلال النافذة الأمريكية..ترامب غير مهتم بالشأن الفلسطيني
رأى المدير التنفيذي السابق لقدس برس ورئيس منتدى فلسطين للاعلام حسن حيدر، أن العرب يتعاملون مع إيران من خلال النافذة الأمريكية، مشيرا الى ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب غير مهتم حاليا بالشأن الفلسطيني.
وفي حوار مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء أوضح حسن حيدر أن الرد الفلسطيني خلال العدوان الاخير قام بخربطة الأوراق لأن غرفة العمليات المشتركة التي فيها حماس و بقية الفصائل تولت عملية الرد و تحولت إلى حرب شاملة في غزة. و جعل الرسالة التي تريد اسرائيل ايصالها رسالة مشوشة.
واوضح ان عقلية ترامب رجل كاو بوي و دائما يعشق الفائزيين و يحترم الفائزيين فقط و لذلك ابتعد عن نتنياهو لأنه لم يدرك كيف يكون فائزا, و ترامب غير مهتم حاليا بالشأن الفلسطيني.
ونوه الى ان النظام العربي يخشى من إيران لأسباب عديدة أهمها أن العرب يتعاملون مع إيران من خلال النافذة الأمريكية، قائلا، ان دول الخليج (الفارسي) وبقيه الدول العربية لا تستطيع أن تخطوا خطوة اتجاه إيران دون موافقة أمريكية و الثقافة اتجاه إيران مرتبطة بثقافة الأمريكان اتجاه إيران.
وفي ما يلي نص الحوار:
س: لو تسمح تعرفنا بشكل مختصر بحضرتك وكذلك بمنتدى فلسطين للإعلام؟
ج : حسن حيدر عضو الأمانة العامة لمنتدى فلسطين للإعلام , المدير التنفيذي السابق لقدس برس ورئيس منتدى فلسطين للاعلام.
اهلا و سهلا بك في ايران و نتمنى أن يكون هذا الاجتماع بداية لمزيد من التعاون بين تسنيم و المؤسسة التي تعمل بها.
س: أين يقع المقر الرئيسي لمؤسستكم (منتدى فلسطين للاعلام )؟
ج: في استانبول , و أنا مقيم في الأردن.
س: ماهي القضايا التي تركزون عليها في المنتدى؟
ج : منتدى فلسطين للاعلام هي مؤسسة انطلقت سنة 2014 , تهدف إلى خلق منصة يتجمع عليها كل وسائل الإعلام التي تؤمن بالرواية الفلسطينية للصراع مع الاحتلال . يعني مؤسسات أو أفراد كل مؤسسة تؤمن بحق الفلسطينين بأن يعودوا الى وطنهم و تؤمن بأن وجود الصهاينة على ارض فلسطين هو احتلال. و بغض النظر هي مؤمنة بالعودة بالمقاومة أو بغير المقاومة فالمنتدى لايتدخل بهذا الموضوع لأن هو مؤمن بأن اسرائيل احتلال , و أن هناك حق مغتصب من الفلسطينيين . و مؤسسة فلسطين للإعلام خلقت هذه المنصة و سمحت لكل هذه المؤسسات أن تتجمع عليها في محاولة لخلق لوبي اعلامي ضاغط كهدف استراتيجي و لخلق قنوات تبادل خبرات و تدريب . اليوم كتابة خبر لفلسطين أو قصة أو تقرير استقصائي لفلسطين بحاجة ألى بعض المهارات الخاصة و هذه القضية ملفها يتطور بسرعة, و كل يوم يدخل عليها معلومة جديدة و أنت بحاجة الى أن تكون ابديت ( جاهز او متابع ) معها . المنتدي ينظم دورات لتدريب الناس أي الصحفيون و المؤسسات على التعاون مع هذا الملف كيف يكتبون له و يتابعونه . اليوم المعلومة التي تحصل عليها مؤسسة يمكن أن يتم تبادلها مع مؤسسة ثانية لغرض نشرها في أكبر فضاء ممكن.
س: أنت تتابع تسنيم و الوكالات الإيرانية الأخرى ماهي نقاط القوة و الضعف في هذه الوكالات و انت تنظر لها من الخارج؟
ج : نقاط القوة الاهتمام المركز في الملف الفلسطيني والخبر الذي عادة تغيبه وسائل الاعلام العربية. و تجده موجود في وسائل الاعلام الايرانية , و أقصد الخبر المعني بالمقاومة و خيار المقاومة المسلحة و تطورات المرتبطة فيه. أنت تجد هذه الأخبار موجودة تحديدا في الإعلام الإيراني. أما نقاط الضعف هي مرتبطة بأسلوب مخاطبة الرأي العام العربي. هناك سؤال انا طرحته منذ عدة أيام, لماذا الاعلام الايراني فشل في تسويق روايته الخاصة بتواجده مثلا في الملف السوري , و لماذا الاعلام الايراني لم يستطع أن يوصل روايته الخاصة في الملف العراقي , لقد هوجمت ايران لعدة سنوات بخصوص تدخلها في الملف العراقي, هناك رواية ايرانية مقنعة لتواجد ايران , ولكن لماذا لم تصل هذه الرواية للرأي العام العربي ولم تكن مقنعة ايضا. هي يجب أن تصل و يجب أن تكون مقنعة للرأي العام العربي. أنا اقول أن الرواية الايرانية في الملف الفلسطيني واضحة تماما, لكن لكي تكون مؤثرة يجب على الرأي العام العربي أن يفهم السياسة الخارجية لإيران و يفهم التحديات التي تواجهها إيران , التحديات التي دفعتها الى أن تتدخل في الملف السوري , و ان تتدخل في الملف السعودي و اليمني , لماذا السعودية نجحت في أن تقدم نفسها على أنها هي داعمة "للشرعية" أمام الرأي العام العربي و الأخرون هم الخارجون عن الشرعية!. هنا القضية قضية إعلامية.
س: السؤال الذي طرحته مهم. لماذا باعتقادك لم تستطع إيران بشكل كامل أن تقنع الشارع العربي أن التدخل في العراق هو من أجل دعم الشعب العراقي. و من أجل محاربة الإرهاب. وأن ايران وقفت مع العراق لكي لاتصل داعش إلى بغداد, وكذلك الأمر في سورية لكي لاتفتت سورية, و في لبنان لكي يتمكن حزب الله من مواجهة الاحتلال الاسرائيلي و في اليمن لكي تدعم هذا الشعب المظلوم بعد ما تم الاعتداء عليه عسكريا من قبل جيوش عشرة دول, فإذن كل هذه المواقف من قبل إيران مشرفة, لكن رغم ذلك باعتقادك لماذا يتم مهاجمة ايران من قبل بعض الاعلام العربي وتوصف على أنها دولة تتدخل في الشأن العربي!!, هل السبب في ذلك يعود الى ان الإعلام الإيراني ضعيف ولا يعرف كيف يخاطب الشارع العربي ام ان السبب في تشويه سمعة إيران يعود الى ان الانظمة العربية المنخرطة في المشروع الأمريكي تمتلك امبراطوريات اعلامية ضخمة تمكنها من تحريف الحقائق كيف ما تشاء؟
ج : ربما هي كل الأسباب التي تفضلت فيها , يعني بالتاكيد أنا اعتقد كان يجب أن يكون قرار سياسي أكثر تركيزا للتوجه نحو الرأي العام العربي , هذا القرار يبنى عليه اعلاميا بناء سياسات تحريرية , و فهم الشارع و مايؤثر في الشارع , ثانيا الإعلام المضاد كان ضخما جدا الذي تم فيه ضخ مئات الملايين من الدولارات , وتم استخدام أحسن التقنيات . الإعلام المضاد تجاوز الإعلام التقليدي و جيش الجيوش الإلكترونية و ذهب نحو شركات العلاقات العامة (والدعاية الاعلامية) حيث أصبح هناك شركات علاقات عامة دورها شيطنة إيران, و وسائل اعلام تعمل ليل نهار في هذه المعركة . و بالتالي الإعلام المضاد كان ضخما جدا و الإعلام المضاد أكثر فهما لما يؤثر في عقلية الإنسان العربي من الإعلام الإيراني. دائما ايران في ادبياتها و من خلال متابعتي للاعلام الايراني واضح تماما أن السياسات التحريرية لكل الإعلام الإيراني لايتم التطرق إلى البعد المذهبي أطلاقا, يعني ايران تتحدث عن أي حدث في المنطقة في البعد السياسي, أما الإعلام المضاد لم يخجل و هو يتهم ايران بالمذهبية. و هذا الملف يروق للعقل العربي يعني يروق له أن تكلمه عن الفرسنة و التشييع و يخوض في تاريخ الدولة الفارسية و يصبح يقرأ التاريخ بصورة خاطئة و يقدمه نحو المستقبل, هذا النوع من الخلطات تناسب العقل العربي لأنها سريعة الهضم و ليس بحاجة الى تقديم تحليل له. فالاعلام المضاد كان قويا استعمل كل وسائل الإعلام و بلأخص الجيوش الالكترونية و شركات العلاقات العامة, و هو اخترق الإعلام الغربي, فانت تتعجب عندما ترى كتاب في الصحافة الأميريكية و البريطانية يكتبون معلومات و كلام تمثل بشكل واضح لسان حال بعض الانظمة العربية. فهل يعقل ان يكون فلان من الصحفيين الأجانب يخاف على المنطقة العربية من خطر التشيع المزعوم و يكتب عن خطر التشيع في العالم العربي, وهذا ليس موجود اساسا في ثقافتهم. يعني هناك حتما شركة علاقات عامة أعطته المال و المحاور و كلفته الكتابة في هذا الإتجاه , فمثلا يكتب هذا الصحفي عن خطر التشيع المزعوم و يتم اعتبار ماكتبه شيء مقدس, لان الناس سيعتبرون أن من كتب شخص محايد ولا يتبع هذه الانظمة. فهم جعلوا الناس يتحدثون نيابة عنهم و هذه هي فكرة العلاقات العامة. ماكينة الإعلام المضادة لايران استخدمت هذا الموضوع في أبشع صوره , و أفسدوا حتى الإعلام الغربي. و الأزمة القطرية السعودية أفسدت ماتبقى من الصالحيين في الإعلام الغربي , لأن عملاقين ماليين في حالة صراع و مابات يعرف أيهما على حق, هذا النوع من المعارك الإعلامية بحاجة لتشغيل كل شيء له علاقة بالتلأثير على الرأي العام و حتى تؤثر في النخب.
س: كيف توصف لنا العدوان الأخير الذي شنه الكيان الإسرائيلي على غزة؟، هل لعبت الأزمة التي يعاني منها نتانياهو اثر فشله في تشكيل الحكومة الجديدة دورا بارزا في شن هذا العدوان على الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة وهل اراد نتانياهو من خلال هذا العدوان ان يقول للإسرائيليين أنه الوحيد الذي يستطيع حمايتهم حسب زعمه؟
ج : الرد الفلسطيني خلال هذا العدوان قام بخربطة الأوراق لأن غرفة العمليات المشتركة التي فيها حماس و بقية الفصائل تولت عملية الرد و تحولت إلى حرب شاملة في غزة. و جعل الرسالة التي تريد اسرائيل ايصالها رسالة مشوشة, ماتفضلت به جزء من ادبيات دولة الإحتلال , دائما الإحتلال الإسرائيلي عندما يصبح لديه أزمة داخلية يهرب إلى مثل هذا النوع من العمليات . رئيس الحكومة الإسرائيلية أو المسؤولون الإسرائليون الذين يكونون في حالة مواجهة مع المقاومة الفلسطينية هم في عقلية سكان فلسطين المحتلة أبطال، فطبعا هذه محاولة للهروب من الأزمة الداخلية , لذلك الرد الفلسطيني عبر الصواريخ هو لإفشال هذه المحاولة , وذكروا الإسرائيليين أن صواريخهم قادرة على أن تصل إلى أبعد مما يتخيلوا.
س: لأول مرة في تاريخ اسرائيل لايزال الكيان الإسرائيلي لايتمكن من تشكيل حكومة جديدة بسبب حدة الخلافات بين الاحزاب الصهيونية, هل باعتقادك سوف تستمر هذه الخلافات على تشكيل الكابينة الجديدة؟
ج- هذا السؤال سياسي بحت الإجابة عليه تحتاج لخبير في الشؤون الإسرائيلية, هذه الأزمة الداخلية بإسرائيل أثرت على علاقتها مع الإدارة الأمريكية , لأن عقلية ترامب رجل كاو بوي و دائما يعشق الفائزيين و يحترم الفائزيين فقط و لذلك ابتعد عن نيتنياهو لأنه لم يدرك كيف يكون فائزا, و ترامب غير مهتم حاليا بالشأن الفلسطيني.
س: لطالما سمعنا حكاية المصالحة الفلسطيية مرات عديدة وعقدت الكثير من المؤتمرات في هذا السياق ولكن للأسف في كل مرة يتحدث الزعماء الفلسطينييون عن أنهم أنجزوا مشروع المصالحة، لا تكاد تمر اياما قليلة حتى تعود الأمور الى ما كانت عليه سابقا وترجع الخلافات لما كانت عليه، ما السبب في فشل مشروع المصالحة؟
ج :موضوع المصالحة يفشل و سيبقى يفشل لسبب مهم , لأنه ليس مطلوب من المصالحة أن تخلق تحالف فلسطيني لأنه هذه المصالحة بين تيارين تيار عباس الذي يرى أن التسوية مع الإحتلال ستعيد لنا حقوقنا و تيار يرى أن حقوقنا لن تعود إلا بالمقاومة المسلحة. و هم لن يجتمعو أبدا, و بالتالي المصالحة يجب أن تناقش كيف يمكن لهذين التيارين أن يديروا شؤون الحياة العامة للناس و لكن ليس مطلوب من أحد أن يتنازل للآخر, المصالحة دائما تقع تحت نيران الضغوط الإسرائيلية و المصرية و العربية و دائما الوسيط في المصالحة وسيط غير محايد, والسلطة تحتاج للمصالحة للمضي في مشروعها في التسوية مع الإحتلال و حماس تريد مصالحة للمساعدة على مشروعها في مقاومة الإحتلال, عندما يكون هناك جلسات بين الفصائل الفلسطينية يكون هدفها خلق حالة تسمح بإدارة شؤون الناس بعيدا عن هذا الخلاف, عندها ستنجح المصالحة.
س: بعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني هل ما زال محمود عباس يؤمن بمشروع المفاوضات مع الكيان الصهيوني؟
ج : أبو مازن في عدة تصريحات قال أن المفاوضات خياري الوحيد. وأن التنسيق الأمني مع الإحتلال مقدس.
س: لماذا الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية لايثور و ينتفض على سياسة الانحياز الأمريكية لصالح الكيان الصهيوني خاصة بعد قرار ترامب والذي اعترف خلاله بالقدس الشريف عاصمة لكيان الاحتلال مع العلم أن القدس رمز من رموز الأمة الإسلامية؟
ج : القبضة الأمنية محكمة جدا, اليوم السلطة الفلسطينية تستدعي الناشطين للتحقيق و بعد ذلك يسمحون له بالذهاب و عندما تخرج تجد الإسرائيليين في انتظارك و هذا هو التنسيق الأمني. وللأسف هو مؤلم جدا, فأنا أعتبر السلطة الفلسطينية اليوم جزء من المشروع الصهيوني.
س: لماذا بعض الدول العربية بدأت تبني علاقات مع الكيان الصهيوني و في مقابل ذلك بدأت تخوف شعوبها من إيران على أنها خطر على الشعوب الإسلامية والعربية حسب زعمها!, بالرغم من ان دخول إيران الى سوريا كان بدعوة رسمية من الحكومة السورية ويهدف الى الحيلولة دون تقسيم البلاد من قبل الفصائل المسلحة ومن أجل مكافحة الإرهاب، والأمر في العراق ايضا كان كذلك، اي بعبارة اخرى كان من أجل محاربة تنظيم داعش الإرهابي، وفي هذا السياق تدعم إيران الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة من أجل مواجهة كيان الاحتلال الإسرائيلي، فبالرغم من كل هذه التضحيات لماذا أصبح البعض يحاول الترويج الى أن إيران هي الخطر واسرائيل هي الصديق!؟
ج : النظام العربي يخشى من إيران لأسباب عديدة أهمها أن العرب يتعاملون مع إيران من خلال النافذة الأمريكية, ودول الخليج (الفارسي) وبقيه الدول العربية لا تستطيع أن تخطوا خطوة اتجاه إيران دون موافقة أمريكية و الثقافة اتجاه إيران مرتبطة بثقافة الأمريكان اتجاه إيران , وانعكس عبر أداء إعلامي لشيطنة إيران , و أصبح هناك مصطلح العدو الإيراني , و تم اعادة الرأي العام و توجيهه و تضليله لكي لايفهم حقيقة مايتم , عن طريق فبركة الصور و نشر صور الدم و الكيماوي لتضليل الرأي العام و التي بين تقرير الأمم المتحدة أنها مفبركة و لكنهم لم يصدقوا.
/انتهى/