خبير استراتيجي لـ"تسنيم": النزاع بين السعودية وقطر مستمر
يعتقد الخبير في تطورات منطقة الخليج الفارسي وغرب آسيا "صباح زنغنه" أن أمير قطر لا يثق بالمملكة العربية السعودية، وطالما استمرت الرياض في سياستها المهيمنة، فمن غير المرجح أن ينتهي النزاع السعودي-القطري.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء ان أمير قطر قد تغيب عن القمة الخليجية الأربعين التي عقدت في الرياض يوم أمس الثلاثاء وهو اجتماع كان يعقد عليه آمال كبيرة في حل الأزمة بين الدوحة والرياض.
وكان العاهل السعودي قد وجه لأمير قطر للمشاركة في القمة، حيث غادر أمير قطر يوم الاثنين إلى رواندا لحضور حفل ليس في ذاك الأهمية، وأرسل رئيس الوزراء والدولة "عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني" نيابةً عنه لحضور القمة.
وفي تصريح لوكالة تسنيم الدولية للأنباء قال الخبير في تطورات منطقة الخليج الفارسي وغرب آسيا "صباح زنغنه" ان دعوة أمير قطر للمشاركة في القمة يأتي في سياق رغبة المملكة العربية السعودية في إعادة علاقاتها مع قطر إلى المرحلة السابقة، ويبدو أن أمير قطر لا يثق بالسعودية. حيث ظن الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني أن المملكة العربية السعودية ستقوم باجراء غير طبيعي ضده أثناء مغادرته قطر. كالانقلاب مثلاً. فلقد شهد أمير قطر المؤامرات السعودية ضد رؤساء الدول الآخرين. مثل ما فعلته الرياض بشأن رئيس الوزراء اللبناني. حيث اعتقلت المملكة العربية السعودية سعد الحريري، الأمر الذي خلق مشاكل على المستوى الإقليمي. ربما وضع الشيخ تميم احتمال ان السعودية قد خططت لمؤامرة ضده لذا فقد رفض حضور اجتماع مجلس التعاون الخليجي وأرسل رئيس الوزراء القطري بالنيابة عنه.
وحول خطة حصار قطر التي تنفذها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر قال: لقد آل الحصار الى الفشل، حيث دفعت الولايات المتحدة المملكة العربية السعودية وقطر كحليفين لها في المنطقة لإنهاء خلافاتهم. وغني عن القول إن إنهاء هذه الاختلافات يتطلب من المملكة العربية السعودية تغيير العديد من سياساتها والدخول في وادي السلام والصداقة بدلاً من الحرب. وفي الوقت نفسه، حاولت الرياض فرض سياساتها على قطر. يبدو الأمر كما لو أن الدوحة ستتوقف عن دعم الإخوان وتقطع علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتعيد النظر في علاقاتها مع تركيا.
وأشار خبير التطورات في غرب آسيا الى ان الولايات المتحدة تعطي المملكة العربية السعودية أولوية في السياسة الإقليمية قائلاً: رغم أنها تمتلك أكبر قاعدة أمريكية في قطر، إلا أن واشنطن تجتمع في سياساتها الإقليمية مع المملكة العربية السعودية، مثل الضغط الشديد على إيران. وغني عن القول أن المملكة العربية السعودية اقتربت مؤخرًا من روسيا في مجال النفط والغاز، وهذا غير مقبول بالنسبة للولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن المملكة العربية السعودية أكثر ارتباطًا مع الولايات المتحدة بشأن التطورات في العراق وسوريا. تريد واشنطن من الرياض أن تدفع ثمن هذه الخطط والإجراءات المدمرة في هذه البلدان، والتي قد تجبر قطر على تحمل بعض التكاليف أيضاً. ومع ذلك، فيما يتعلق بالسياسة الأمريكية تجاه الإخوان المسلمين ، هناك نظرتان مختلفتان تجاه هذه الحركة. لذلك، من المستحيل أن تتبنى الولايات المتحدة سياسة موحدة تجاه الإخوان المسلمين.
وحول إمكانية فض النزاع بين السعودية وقطر قال زنغنه: طالما استمرت المملكة العربية السعودية في سياستها المهيمنة، فمن غير المرجح أن ينتهي النزاع بين الرياض والدوحة. وان بدت العلاقات السعودية القطرية مستأنفة، فسوف يستمر الخلاف الأساسي بين الرياض والدوحة.
/انتهى/