إعلامية يمنية لـ"تسنيم": السعودية تتحمل النصيب الأكبر من جرائم الحرب في اليمن.. الرياض لا تريد إعادة هادي
رأت الإعلامية والناشطة السياسية اليمنية منى صفوان ان السعودية تتحمل النصيب الأكبر من جرائم الحرب في اليمن، منوهة الى ان هناك عقوبات مستقبلية على السعودية والامارات.
وفي تصريح لمراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء قالت الإعلامية والناشطة السياسية منى صفوان ان تقسيم اليمن الى اقاليم يمكن تحت راية يمن واحد موحد او يمن اتحادي وهذا الامر يجب ان يكون مع وجود حوار يمني يعني ان يعودوا مرة اخرى الى طاولة الحوار والتفاوض، لاحل الا بهذه الطريقة وهي ان يقبلوا بعضهم وان يقبل كل طرف الاخر.
واضافت، الحرب دمرت اليمن واعادته 50 سنة الى الوراء، انها حرب تدميرية واجرامية وحرب مقصودة وعمدية وليست عبثية.
ونوهت الى ان الامارات تريد السيطرة على الموانئ ليس فقط في اليمن ولكن في القرن الافريقي ايضاً.
وأوضحت ان السعودية تريد ان تسيطر على اليمن واحتلاله وتكون المسيطر الاول لان اليمن كانت تحت الوصاية السعودية لاكثر من 50 سنة وفشل حلفائها في ابقاء هذه السيطرة لانه قد ظهرت قوة جديدة وهي قوة الحوثيين.
وبيّنت أنه لا يوجد حرب من دون جرائم ولكن السعودية تتحمل النصيب الاكبر ولجنة الخبراء قالت انه يمكن ادراج اسم محمد بن زايد ومحمد بن سلمان ضمن لجنة العقوبات لانه قد تكون عليهم عقوبات مستقبلية لذلك اتوقع ان تكون هناك عقوبات مستقبلية على السعودية والامارات وبالذات بالاسم على محمد بن زايد ومحمد بن سلمان.
وفي مايلي نص الحوار مع الإعلامية والناشطة السياسية اليمنية منى صفوان:
تسنيم: ماهي رؤيتك لحل شامل في اليمن ينهي حقبة الحرب والصراع الحالية ويدفع خطر التقسيم عن البلاد ويؤسس لمرحلة جديدة من التعاون البناء بين كافة الفرقاء اليمنيين؟
منى صفوان: اولا بالنسبة للتقسيم تم اقرار التقسيم في مؤتمر الحوار الوطني الذي رعته السعودية وشارك فيه كل الاطراف منها انصار الله (الحوثيين) والجنوب، وتم الاتفاق على تقسيم اليمن الى 6 اقاليم، ولم يكن هناك مشكلة مع الاطراف اليمنية في تقسيم اليمن للاسف والذهاب الى يمن اتحادي، ولكن المشكلة الحقيقية الان هي الصراع بين هذه الاطراف التي كانت في مؤتمر الحوار، الحل الحقيقي لليمن هو ان يكون هناك ديمقراطية تشاركية، لدينا مشاكل قديمة ليست مشاكل متعلقة بالحرب، مشاكل متعلقة بالجنوب وبالمناطق الوسطى والشمالية وهذه الامور تحتاج ان يصل اليمنيون الى حل عن طريق المشاركة بالحكم، بحيث يكون الجميع مشارك بالحكم فإذا كانت الدولة المركزية في اليمن سقطت، واذا كانوا هم مصممين على فكرة الاقاليم والتي سيقرها الدستور الجديد، فليذهبوا الى تقسيم الاقاليم لكن تحت راية يمن واحد موحد، او يمن اتحادي وهذا الامر يجب ان يكون مع وجود حوار يمني يعني، وان يعودوا مرة اخرى الى طاولة الحوار والتفاوض، لاحل الا بهذه الطريقة وهي ان يقبلوا بعضهم وان يقبل كل طرف الاخر.
تسنيم: لماذا باتت السعودية تعلن اليوم رسميا أنها مستعدة لتعترف بحركة أنصار الله باعتبارها جزء من النظام السياسي في اليمن حيث قال عادل الجبير خلال حوار روما الأخير إن" الحلّ الوحيد في اليمن سياسيّ"، مشيرا الى أن "كل اليمنيين، بمن فيهم الحوثيون، لهم دور في مستقبل اليمن"، لماذا اليوم وبعد تدمير البنى التحتية وصلت الرياض الى هذه القناعة ولماذا كانت في السابق ترفض أي مبادرة سياسية للتعامل مع الملف اليمني وأصرت على الحل العسكري؟
منى صفوان: بالنسبة للسعودية اليوم تعترف بالحركة الحوثية بانها جزء من النظام السياسي في اليمن، كما اعلن الجبير، ففي خلال هذه الحرب خلال الخمس سنوات كان هناك مراحل هبوط وصعود، يعني احيانا يتم التحدث عن القضاء على الحوثيين واحيانا يتم الحديث ( حتى الجبير نفسه يقول نفس الكلام ) ان الحوثيين جزء من النظام السياسي وسيتم القبول بهم، وان كل اليمنيين لهم دور في مستقبل اليمن بما فيهم الحوثيين، احيانا يصرح بهذا الكلام واحيانا تعود السعودية الى الخلف وتقول انها لن تعترف ولا تريد حزب الله جديد وما الى هنالك من هذا الكلام، ان الامر مرتبط بالسياسة الامريكية في المنطقة، كلام الجبير في هذا التوقيت له علاقة بالسياسة الامريكية، فهذه السياسة تريد ان تذهب السعودية الى سياسة التهدئة والتبريد مع كل الجوار وليس فقط مع اليمن، لذلك نلاحظ انه اقترب موعد المصالحة القطرية وتهدئة الاجواء مع سلطنة عمان وبقية المنطقة، هذه المصالحة والتهدئة التي تريدها امريكا في المنطقة ربما لانها لا تريد ان تؤثر حرب اليمن على صراعها مع ايران، او ان تحيد اليمن من الصراع مع ايران، يبدو ان هذا الامر له علاقة بارامكو وله علاقة ايضا بضرب المنشآت الامريكية والبوارج الامريكية في الخليج (الفارسي)، لذلك يريدون ان تهدأ هذه المنطقة وان يكون هناك حلف امريكي قوي تديره السعودية، وهي سياسة تهدئة ربما قد تنجح وربما قد تفشل، وهي تأتي قبيل الانتخابات الامريكية وربما انها ستكون جزء من سياسة التهدئة التي ستمهد للمفاوضات مع ايران فيما يخص الملف النووي.
تسنيم: أكدت مصادر إعلامية غربية من بينها "فورين بوليسي" ودراسات نشرت من جامعات مرموقة من بينها جامعة هارفارد الأمريكية أن السعودية باعتبارها رابع أكبر دولة في العالم إنفاقا على السلاح، أهدرت عشرات المليارات من الدولارات لا بل مئات المليارات على حربها في اليمن، فكيف يمكن تفسير تبديد هذه الأموال الضخمة على حرب وصفت من قبل الكثير من الخبراء العسكريين بأنها عبثية لم تحقق أي من أهداف السعودية؟
منى صفوان:السعودية هي الدولة الاولى الاكثر تسليحا في المنطقة، وهذا واضح ان الحروب اغلبها تقوم من اجل شراء الاسلحة لخدمة مصانع الاسلحة التي يمتلكها سياسيين، بالضرورة يعني هي جزء من صفقة عالمية فالحروب هي جزء من هذه الصفقة العالمية، وحرب اليمن للاسف استخدمت وجربت فيها اسلحة جديدة وكانت جزء من حقل التجارب لاسلحة جديدة، وكانت صفقات اسلحة بمئات المليارات، فهي حرب عبثية اذا ما نظرنا الى الاهداف المعلنة، هذه هي الاهداف المعلنة، ولكن الاهداف غير المعلنة لم تكن حرب عبثية، هي حرب تدميرية للشعب اليمني، لا استطيع ان اقول عن حرب قتلت ربع مليون يمني انها عبثية، ولا استطيع ان اقول عن حرب دمرت اليمن واعادته 50 سنة الى الوراء انها حرب عبثية، هذه حرب تدميرية اجرامية حرب مقصودة وعمدية لم تكن عبثية.
تسنيم: هناك من يتهم الإمارات بان لها أطماع في اليمن ومن بينها السيطرة على مواقع استراتيجية من بينها جزيرة سقطرى والمياه الإقليمية اليمنية وأيضا تتهم (أبوظبي) بأنها تعمل بشكل سافر على تقسيم البلاد وفق مشاريعها الأمنية والاقتصادية لأكثر من 5 أقاليم، فما هو مشروع الإمارات تحديدا في اليمن؟
منى صفوان:مشروع الامارات في اليمن واضح منذ اول يوم كما هو مشروع السعودية، كما مشروع كل الدول، كان واضحا الامارات تريد السيطرة على الموانئ ليس فقط في اليمن ولكن في القرن الافريقي ايضا، هذا هو المشروع المعلن لدولة الامارات، لانها لاتريد لاي ميناء عربي او افريقي ان ينافس جبل علي ودبي، وميناء عدن موقعه الاستراتيجي، اهم ميناء المخا الذي هو في الحديدة على البحر الاحمر اهم من عدن واهم من جبل علي ودبي، فهي تسيطر على المخة وسوقطري كما انها حاولت التوجه في الصومال وجيبوتي وفي منطقة القرن الافريقي من اجل بقاء ميناء دبي صاحب الامتياز الافضل في المنطقة، هذا الهدف الاقتصادي هو هدف اقتصادي بحت يعني هي لاتهتم بتقسيم اليمن هي لاتهتم بقتال الحوثيين فهي تريد ان تحييد هذه الموانئ، وان لا تكون موانئ منافسة، هذا الهدف الاقتصادي تحميه من خلال وجودها العسكري المباشر في الحرب على اليمن ومن خلال انشاء ميليشيا، فهي دربت اكثر من 50 الف يمني في الجنوب ليكونوا جزء من ميليشا تابعة للامارات، سلحتهم بأقوى واحدث الاسلحة، هي تنفق مليارات على ميليشياتها في اليمن من اجل حماية تواجدها العسكري المباشر وغير المباشر. اليمن اليوم تحت الاحتلال العسكري الاماراتي والسعودي المباشر، الحرب السعودية في اليمن تغييرت من الوصاية الى الاحتلال، فكيف اقول انها فشلت وهي محتلة بلدي، اليوم 80 بالمئة من الموانئ والمنافذ البحرية والبرية تقع تحت سيطرة السعودية والامارات، كيف نقول ان هذه الحرب فشلت، تكون هذه الحرب قد فشلت عندما يكون هناك قرار السيادة اليمنية، ولكن اليوم كل الموانئ ومنها ميناء الحديدة يقع تحت سيطرة الحوثيين، وكل المطارات ومن ضمنها مطار صنعاء المقفل كلها تقع تحت سيطرة السعودية او التحالف السعودي، لا يمكن فتحها وغلقها ولا يمكن لاي سفينة ان تمر حتى لو كانت سفينة مساعدات دون موافقت السعودية، لا يمكن لاي طائرة ان تهبط حتى لو كانت طائرة الامم المتحدة دون موافقة السعودية، لقد سيطرت السعودية على اليمن عسكريا واليوم الحاكم الفعلي لليمن هو الضابط السعودي والسفير السعودي.
علينا ان لا نقع لما تروج له السعودية بأن هدفها هو اعادة الشرعية او اخراج الحوثيين، هذه الاهداف المعلنة ليست هي الاهداف الحقيقية للحرب، ونحن وقعنا في الفخ، نحن الاعلام العربي واليمنيين وربما حتى الايرانييين وقعوا في فخ السعودية التي تروج بأن هدفها هو اعادة الشرعية اليمنية، لا تريد اعادة الشرعية ولا تهتم بالحوثيين، السعودية تريد ان تسيطر على اليمن واحتلاله وتكون المسيطر الاول، لان اليمن كانت تحت الوصاية السعودية لاكثر من 50 سنة وفشل حلفائها في ابقاء هذه السيطرة، لانه قد ظهرت قوة جديدة وهي قوة الحوثيين، يعني تريد ان تضعف من قوة الحوثيين في اليمن، فدخلت السعودية بشكل مباشر وادارة الحرب بشكل مباشر عسكريا وجمعت صفقات بالمليارات والاسلحة والمرتزقة من كل العالم، اليوم السعودية تحتل اليمن علينا ان نقف امام هذه الحقيقة لنراجع انفسنا، هذه هي الحقيقة المؤلمة التي يريد الكثريون ان يهربوا منها كيف نقول ان الحرب السعودية فشلت ونساعد السعودية على الخروج من اليمن وهي موجودة ادواتها المباشرة وغير المباشرة، لا يتم تعيين رئيس وزراء في الحكومة "الشرعية" اذا لم يوافق عليه السفير السعودي، اليوم كل ادوات "الشرعية" تابعة للسفير السعودي، اضف الى ذلك السعودية اليوم هي صاحبة القرار الاول العسكري والسياسي والاقتصادي، اليوم لا تصرف الرواتب الا اذا وافقت السعودية. اليوم البنوك معطلة بسبب السعودية، ايرادات النفط في مأرب وشبوة والجوف وحضرموت تذهب الى السعودية. الموانئ اليمنية، التصدير والاستيراد (بيد السعودية)، نحن ممنوعون في اليمن خلال الـ 5 سنوات من تصدير عائدات النفط ومشتقاته والغاز بسبب السعودية، وممنوعون ايضا من الاستيراد. اقتصادنا متوقف بسبب السعودية، هناك احتلال اقتصادي وعسكري وليس فقط سياسي اما القرار السياسي فهو مسلوب بالكامل و مرتهن بالكامل. لو كان القرار اليمني متحررا فإنه لاتوجد مشكلة بين اليمنيين، لا بين الاصلاح ولا بين الحوثيين ولا بين المؤتمر ولا بين "الشرعية"، واذا كان القرار اليمني حر سترى ان اليمنيين سيجتمعون ويتقاسمون الحكم فيما بينهم، ولاتوجد اي مشكلة وكل طرف سيقبل الاخر، المشكلة ان القرار السياسي مرتهن والرئيس هادي لا يستطيع ان يتحرك، الرئيس هادي برغرماتي فلو كان حرا وقادرا على التحرك ويأتي الى اليمن كان سيعقد صفقة مع الحوثيين، اليمنيين برغماتييين بطبيعتهم السياسية، كان يمكنه ان يعقد صفقة مع الحوثيين وان يعود الى صنعاء وان تهدأ الامور ويتقاسم الحكم مع الحوثيين ولا يكون هناك مشكلة، ولكن لان السعودية تعلم بأن الرئيس برغماتي فهي لن تسمح له بالعودة لانه بمجرد العودة ستكون هناك صفقة بين القوى اليمنية لانهاء الحرب.
تسنيم: ما هو باعتقادك سهم الدول الغربية من بينها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا في الجرائم الإنسانية التي ارتكبها الإتلاف السعودي ضد المدنيين في اليمن من خلال توفير السلاح الفتاك للسعودية والذي تم استخدامه في استهداف المدنيين خلال الأعوام الـ 5 الماضية؟
منى صفوان:بالنسبة الى جرائم الحرب اعتقد ان التي تتحمل النسبة الاكبر هي الامارات والسعودية، لم يكن هناك تدخل مباشر من امريكا ربما كانت هناك طلعات جوية نفذتها امريكا على القاعدة وعلى بعض الجماعات التي تسميها ارهابية، عملية قتل هذه المجموعات تعتبر قتل خارج القانون بحسب النظام الامريكي وهؤلاء ينتمون الى تنظيم القاعدة وكان من ضمنهم اطفال وضحايا ومدنيين وتم الاعلان عن مثل هذه الغارات الجوية وكان هناك انزال جوي ( مارينز ) في بعض المحافظات كمحافظة البيضا والرداع التي تم فيها الانزال الجوي وتم الاشتباك مع قوى قيل انها ارهابية او تتهمها امريكا لانها تابعة للقاعدة، (...) وربما اول حملة حصلت في عام 2007 في مأرب ولكن هذه حرب موازية وليست لها علاقة بالحرب التي تقودها السعودية التي كانت تدمر فيها البنية التحتية بعمد والمدارس والبيوت و تستهدف الاطفال والقرى والمصانع ومستودعات ومخازن الاغذية، فهذه الحرب التي كانت تدميرية بالنسبة لليمن تتحملها السعودية، ولجنة الخبراء قالت ان السعودية تتحمل من 60 الى 70 في المئة، قالت كل الاطراف المشاركة في جرائم الحرب بما فيها الاطراف اليمنية، المليشيات اليمنية، والحوثيين والحكومة "الشرعية" كلهم مشاركون بجرائم الحرب التي حدثت، لانه لا يوجد حرب من دون جرائم ولكن السعودية تتحمل النصيب الاكبر ولجنة الخبراء قالت انه يمكن ادراج اسم محمد بن زايد ومحمد بن سلمان ضمن لجنة العقوبات، لانه قد تكون عليهم عقوبات مستقبلية لذلك اتوقع ان تكون هناك عقوبات مستقبلية على السعودية والامارات وبالذات بالاسم على محمد بن زايد ومحمد بن سلمان.
تسنيم: كيف يمكن تقيم نتائج الحرب على اليمن بالنسبة للسعودية وفق ميزان الربح والخسائر بعد فشلها في نيل الأهداف التي رسمتها في بداية الحرب ومن بينها القضاء على حركة أنصار الله وإعادة عبدربه منصور هادي والسيطرة على العاصمة صنعاء؟، اليوم وبعد حوالي 5 أعوام من الحرب لم تتحقق جميع هذه الأهداف فهل منيت السعودية بفشل يصفه البعض بانه استراتيجي ليس بسبب عدم تحقيق الأهداف المرسومة فحسب، بل بسبب عدم قدرتها على حماية أماكنها الحيوية والاستراتيجية من بينها المنشآت النفطية والمطارات؟
منى صفوان: كل حرب في العالم لديها اهداف معلنة واهداف مستترة، لا يوجد دولة تاتي وتقول لك انها تريد دخول الحرب في اليمن لنسيطر على اليمن، ولكنها ستقول كذبا الاهداف المعلنة انها تريد اعادة الشرعية في اليمن والحقيقة ان السعودية هي من اخرجت هادي وهي من منعته من العودة، وربما هي من لوحت له بأن يستقيل فكيف تريد ان تعيده وهي من تمنعه اليوم من العودة. السعودية لا تريد اعادة الرئيس هادي الى اليمن لان هادي كان مع الحوثيين حتى عام 2014، لم يكن هناك اي مشكلة سياسية بين هادي والحوثيين وهذه حقيقة موثقة ومعروفة ولا بين هادي والاصلاح ولابين هادي والمؤتمر، هادي رجل بروغروماتي يمكن ان يتفق مع اي احد، المهم ان يبقى في الحكم وهذه هي طبيعة السلطة هذه هي طبيعة السياسة والسعودية تعلم ذلك, لذلك هي لاتريد اعادة هادي لأنه اذا عاد إلى اليمن يمكن أن يتوجه إلى صنعاء و يحدث صفقة بين هادي و(السيد) عبدالملك الحوثي، و أنا لا أستبعد أن يحدث هذا الأمر و بسهولة و أن يبقى هادي الرئيس الشرعي مع بقاء حكومة الحوثيين, هذه هي طبيعة السياسة برغماتية, كما تلاحظ أن من تحاربوا في حروب صعده أصبحوا حلفاء, كالمؤتمر الشعبي العام و الرئيس علي عبدالله صالح و الحوثيين، أو بين الإصلاح و المؤتمر الشعبي العام, هذا هو تاريخ اليمن من يتحاربون اليوم ممكن أن يتحالفون غدا, والحوثيون اليوم جزء من اللعبة السياسية، من يتحاربون معهم اليوم ممكن أن يتحالفون معهم غدا, اذا ليس في السياسة صديق دائم بل هنالك مصالح عامة يحافظ عليها, والسعودية لأنها تعرف هذه الحقيقة هي تريد أن تبعد الأطراف اليمنية عن بعضها لزيادة القتال, لذلك الأهداف المعلنة للسعودية التي تبدو أنها فشلت, ولكن الأهداف الحقيقة للحرب, هو زيادة الصراع بين اليمنيين و هذا الهدف للأسف ينجح و هو تقسيم اليمن بشكل عدائي و ليس بشكل توافقي، و هذا الهدف ينجح و هو أيضا احتلال اليمن و السيطرة على موارده المائية و البحرية و ثرواته.
و هذا الأمر ينجح و الهدف الرابع هو رهن القرار السياسي اليمني, اليوم السعودية تقول أنها تدخلت و هذا قد نجح, فالسعودية لاتقول أنها تدخلت لأن الرئيس اليمني قد طلب منها ذلك، فالرئيس اليمني لايستطيع أن يطلب منها عدم التدخل لأن القرار السياسي مرتهن, السعودية تريد التقسيم بطريقتها وهي الطريقة التي تبقي التناحر و التنافر بين أبناء الوطن الواحد يعني المشكلة ليست في الفدرالية فاليمنيين متفقين أن يذهبوا الى فدرالية، ومتفقين أن يقسموا اليمن إلى أقاليم, ولكن ستبقى تحت اسم اليمن الواحد وأن يكون تقسيم توافقي لايولد الصراع و لا يؤجج خلافا. لكن السعودية _ وهذا هدف أي مستعمر في العالم _ من أهدافها أن يبقى الخلاف بين اليمنيين وأن تثير النعرات المناطقية و القبلية والطائفية وللأسف الجميع انجر إلى هذا، الحوثيين أخطئوا كثيرا أنهم يحرضون ضد الداخل، وأخطأت "الشرعية" من أنها تتصرف من منطلق أنها طرف وتحاول أن تعادي بقية الأطراف كالحوثيين أو الجنوبيين, اليوم "الشرعية" لديها مشكلة مع المجلس الانتقالي و ليس فقط مع الحوثيين, لذلك هذه المشاكل الداخلية في اليمن هي ستطيل أمد الحرب, هي التي تغذي الحرب وهي التي تساعد السعودية على البقاء, السعودية لايمكن لها أن تبقى أو أي دولة. فبريطانيا بقت في اليمن 150 سنة لأنها استاطاعت أن تؤجج الخلاف بين السلاطين و السلطنات اليمنية التي هي نظرية فرق تسد. و اليوم هذا ماتفعله السعودية, و هي اليوم لها ست سنوات في اليمن. و قد تبقى ستين سنة أخرى اذا لم تتواصل الأطراف اليمنية. لذلك يجب أن تتواصل الأطراف اليمنية مع بعضها وأن تقف كل الأطراف لموقف مسؤولية و شعور بالمسؤولية الوطنية. وأن تتوقف عن التحريض ضد بعضها وأن يكون التنازل الذي تقدمه تنازل من أجل اليمن يعني بينها البين. واذا كان الحل أن هادي غير قادر على العودة وأن السعودية تمنعه من العودة وهو الذي بيده الشرعية فهو الرئيس الشرعي، فليتم اسقاطه من خلال مجلس النواب أو إقالته فهناك أسباب دستورية كثيرة, يمكن من خلالها اسقاط هادي ومن ضمنها أنه طلب بالتدخل الخارجي، ويتم انتخاب وترشيح رئيس جديد بشكل شرعي وانتخابات شرعية و اعطاء الشرعية لرئيس جديد توافقي مع كل الأطراف وعلى مسافة واحدة من كل الأطراف, هناك شخصيات وطنية محترمة من الشمال والجنوب على مستوى من الوعي والإدراك والوطنية على مستوى واحد من كل الأطراف اليمنية, يمكن ترشيح أحد هذه الشخصيات وتعيين مجلس رئاسي يمثل فيه كل اليمنيين دون استثناء من كل القبائل والمذاهب والتيارات السياسية، ومن كل الأطراف و الأحزاب و يتم تمثيلهم ويتم بعد ذلك ادارة الأمور السياسية بينهم وحلها ويكون أول قرار هو سحب تشريع التدخل الخارجي واعفاء التحالف من التدخل الخارجي، ويقول له شكرا اذا كنتم تريدون أن تعود الشرعية فقد عادت، والشرعية للشعب والشعب لم يخرج من اليمن وبالتالي الشرعية موجودة في اليمن ولا داعي للتدخل الخارجي و مشاكلنا سنحلها بين بعضنا. وتعود اليمن بلد ديمقراطي فهو ليس من الممكن أن يكون إلا ديمقراطيا, فكيف يمكن لدولة غير ديمقراطية أن تحكم اليمن, فاليمنييون قد تحدث بينهم حرب أهلية كبيرة و بعدها يتفقون بينهم إلى حل سياسي بشرط أن لايكون هناك أي تدخل، ويعيدون صياغة دستور يتم صياغته في الداخل وليس الخارج ويكون هناك وعي و إدراك, أن اليمن اليوم يختفي من على الخريطة للأسف و هذا غدا سيؤثر على الإقليم وعلى السعودية وكل المنطقة وليس فقط على أبناء اليمن.
حاورها / سعيد شاوردي
/انتهى/