السفير العراقي في طهران لـ"تسنيم": العراق لن يسمح في اتخاذ أراضيه قاعدة للهجوم على دولة اخرى.. تم اتخاذ إجراءات دفاعية لحماية الاجواء العراقية

تسنيم ـ ولد الدكتور "سعد جواد قنديل" عام 1955 في مدينة كربلاء المقدسة، وهو حاصل على شهادة الهندسة الميكانيكية من بريطانيا، كما عمل كمدرس في جامعة امير كبير الصناعية في العاصمة الإيرانية طهران وجامعة هيرتفوردشاير البريطانية.
كان قنديل يعيش خارج العراق وعضواً في المعارضة خلال عهد النظام البعثي السابق وعمل أيضاً رئيساً لمكتب المعارضة العراقية في مكتب الأمم المتحدة في جنيف بسويسرا.
وبعد الإطاحة بالنظام البعثي السابق، أصبح عضواً في المجلس الانتقالي ولجنة صياغة الدستور العراقية، وعمل كمستشار سياسي لنائب الرئيس العراقي وسفير للعراق في فنلندا وبولندا وسفير غير مقيم في لاتفيا وليتوانيا وإستونيا.
وقبل تعيينه سفيراً للعراق في الجمهورية الاسلامية الايرانية، كان مسؤولاً عن السفارة العراقية في جنوب إفريقيا.
وبمناسبة بدء مهامه في ايران، أجرت وكالة تسنيم الدولية للأنباء حواراً مع سفير جمهورية العراق حيث رحب بنا بحرارة وأجاب بسعة صدر على عدد من الأسئلة المتعلقة بالعلاقات الايرانية - العراقية في مختلف المجالات، اذ كشف عن مهمته لتعزيز وتعميق العلاقات الثنائية، بحيث يمكن أن تصبح نموذجاً لبلدان أخرى، وبالطبع أجاب السفير العراقي بارتياح، على عدد من الأسئلة الإضافية في مجالات أخرى.
 

وفي ما يلي النص الكامل لتفاصيل هذا الحوار:

تسنيم: سعادة السفير شكراً جزيلاً لحضرتك لأتاحتك هذه الفرصة لوكالة تسنيم ونتمنى أن تكون ان شاء الله بداية خير من اجل أن نستمر في التواصل الاعلامي مع حضرتك خلال تواجدك في طهران، ولو تسمح أن نسأل في البداية ما هي خارطة الطريق وأهم البرامج التي حددتموها خلال مهمتكم في الجمهورية الاسلامية الإيرانية؟

جواد قنديل: في البداية نرحب بكم ونتمنى عليكم أن تكونون امناء في نقل ما نتحدث به ليس من ناحية الدقة في النقل ولكن من ناحية النقل الكامل من دون اقتطاع لأن أحيانا ًبعض وسائل الاعلام يقتطعون جزء من الحديث وهذا طبعا سوف يخل في المعنى.

الاهداف الرئيسة لمسؤوليتنا في السفارة هو تطوير العلاقات الثنائية بصورة رئيسة والجانب الثاني هو توثيق الروابط والعلاقة مع الجالية العراقية الموجودة هنا فهذان الهدفان يتمان عن طريق:

بالنسبة للهدف الأول يتم عن طريق الزيارات المتبادلة بين البلدين وعلى مختلف المستويات من مستوى الخبراء إلى الوزراء إلى المستوى الرئاسي وكذلك توقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات بين الاطراف المتناظرة وفي مختلف القطاعات واخص بالذات القطاع الاقتصادي والتعليمي والسياسي والامني والعسكري والثقافي. وفي هذا المضمار كان هنالك العديد من الزيارات ومذكرات التفاهم في كل هذه القطاعات تم توقيعا ويكاد لا يخلو اسبوع يمر في الفترة الزمنية دون وجود زيارة أو وفد بهذا الاتجاه أو ذاك.

في الموضوع الثاني توثيق العلاقة مع الجالية العراقية هذا يتم عن طريق زيارة المراكز الدينية والثقافية الموجودة للجالية والحضور مع النشاطات والتواصل مستمر معهم ونحن فعلا هذا ما نقوم به. وهذا جزء من خطة العمل بحيث أن الجالية لا تشعر أن هنالك مسافة بينها وبين السفارة العراقية طبعا هذا كله يضاف إلى مسألة اساسية ومهمة هو تحسين الخدمات القنصلية لزوار العتبات المقدسة من الايرانيين خصوصا ونحن مقبلين على زيارة الاربعين ونتوقع ثلاثة ملايين زائر فالسفارة تبذل كل ما في وسعها لتقديم أفضل الخدمات لهؤلاء الزوار.

تسنيم: سعادة السفير تم توقيع مذكرة تفاهم بين إيران وجمهورية العراق ونتيجة لذلك تم إلغاء تأشيرة زيارة الاربعين ونظراً الى زيادة عدد الزوار كما تفضلتم في حديثكم فقد افتتح معبر خسروي لاستقبال زوار الأربعين، فهل لديكم المزيد من المعلومات حول التفاصيل لهذه الاتفاقات؟

جواد قنديل:أولا لم يتم الغاء التأشيرة وانما استبدلت التأشيرة بختم على الجواز في النقطة الحدودية وهذا الاجراء هو فقط في موسم الاربعين الذي هو محدد من 10 محرم إلى 20 صفر وبعد ذلك تعود الامور إلى ما كانت عليه. من الناحية العملية لقد تم تفعيل هذه المذكرة فعلا من رحل محرم ولكن بصورة محدودة جدا.

تسنيم: اعتقد اننا سمعنا إلى نهاية شهر صفر لأنه في 20 صفر هو يوم الاربعين فالكثير من الزوار بطبيعة الحال سوف يكونون في ذلك اليوم وبعده لعدة أيام موجودين في العراق!

جواد قنديل: أنا قلت هذا من الناحية النظرية أما من الناحية العملية فإن الاجراءات بدأت من 1 محرم وتنتهي إلى نهاية صفر، وهذا لان بعض المواكب والمسؤولين وبعض الزوار الذين يأتون مقدماً، فهذا يعني بصورة محدودة، من 1- 10 محرم لان المذكرة فيها تفاصيل غرضها هو تسهيل مهمة زوار ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) وهذا يشمل المواطنين من الجنسيات الاخرى المقيمين بصورة قانونية في إيران. فتلك الجنسيات الاخرى تشملهم المذكرة من 1 صفر ولكن من الناحية العملية بالنسبة للايرانيين، فبعد 10 محرم المنافذ الحدودية تبدأ بالعمل بطاقتها الكاملة. من 1 إلى 10 محرم سوف تعمل ولكن ليس بطاقتها الكاملة، فالتفاصيل غرضها كما قلنا هو تسهيل مهمة الزائرين وخصوصا التنسيق الذي يتم بين المنافذ الحدودية حتى تكون حركة الزائرين انسيابية ليس فيها ضغط كبير وصعود ونزول، فلابد أن يكون هنالك انسيابية في العمل والترتيب الموجود، المنافذ تعمل 24 ساعة حتى تقدر على أن تخدم الزوار.

تسنيم: ما هي سعادة السفير التدابير والاجراءات التي اتخذتها الحكومة العراقية لضمان رفاهية زوار الامام الحسين (عليه السلام) خلال شهر محرم وأيام الاربعين وماهي خططها بهذا الشأن؟

جواد قنديل:أولا المعابر إلى الان تم توسعتها لاستيعاب عدد اكبر من الزوار و الان تعمل على مدى ثلاثة نوبات في كل معبر في اليوم الواحد و تعمل لمدة 24 ساعة، و هناك اجراءات لتوفير وسائل النقل كاملة لنقل العدد المتوقع من الزوار وهو ثلاثة ملايين زائر من النقطة الحدودية وصولا الى كربلاء، اضافة الى توفير الحماية ابتداء من حماية المنافذ الحدودية إلى حماية الزوار في الطريق من المنفذ الحدودي إلى كربلاء، اضافة إلى حماية الزوار داخل مدينة كربلاء و خلال موسم الزيارة و حمايتهم عند العودة الى لحظة خروجهم وعودتهم الى ايران، اضافة الى تقديم الخدمات الطبية، اضافة الى الخدمات الاخرى من قبيل الاتصالات و تواصل الزوار مع أهلهم في ايران، اضافة الى الخدمات المجانية التي تقدمها منظمات المجتمع المدني و المواكب من وجبات غذائية و محطات استراحة واقامة و مبيت بالإضافة الى الكثير من مثل هذه الخدمات.

تسنيم: ونحن أيضا بصفتنا كمؤسسة إعلامية ونيابة عن الزوار الإيرانيين نشكركم ونشكر الشعب العراقي الكريم كما دائما قائد الثورة الإسلامية يشكر المسؤولين العراقيين عندما يلتقي بهم هنا في طهران على حسن الاستقبال وكرم الضيافة التي يقدمونها للزوار الإيرانيين وغير الإيرانيين طيلة مشاركتهم في مسيرة الأربعين

جواد قنديل: نحن الشعب العراقي والحكومة العراقية ونحن هنا في السفارة نشعر أن هذا واجبنا لتقديم كل التسهيلات وخدمة زوار ابي عبد الله الحسين (عليه السلام).

تسنيم: بالنظر الى عزم المسؤولين العراقيين والايرانيين كان من المقرر أن يصل التبادل التجاري بين الجانبين إلى 20 مليار دولار سنويا هل تحقق ذلك الامر وإن لم يتحقق ما هي التدابير واجراءات الحكومة العراقية لتحقيق ذلك المستوى من التبادل الاقتصادي بين البلدين؟

جواد قنديل: لم يتحقق هذا الهدف (حتى الآن) و هذا الهدف هو على المدى البعيد ممكن أن يتحقق على مدى سنيين بشرط وجود الجهد المشترك، و هذا الجهد المشترك موجود و هناك جملة امور تم الاتفاق عليها ولقد بدأت الخطوات الاولى لهذه الامور واهم هذه الامور التي سوف تعزز مستوى التبادل التجاري هو انشاء خمس مدن حرة حدودية، والتي سوف تساعد في النشاط التجاري للتبادل بين البلدين وكذلكدعوة الشركات الايرانية للمساهمة في إعادة اعمار المدن المحررة من الارهاب أو المدن التي اصابها الدمار بعد تحريرها من عصابة داعش الإرهابية، والمسألة الثالثة هي تنشيط حركة الزوار للعتبات المقدسة بالاتجاهين، الزوار الايرانيين الى العراق و الزوار العراقيين الى ايران، وطبعا هذا تم من خلال الغاء رسوم التأشيرة والتسهيلات التي تم تقديمها في موسم الاربعين، وكذلك هناك مباحثات حول تقديم تسهيلات مشابهة من الطرف الايراني للزوار العراقيين الذين يزورون مشهد وقم المقدستين.

تسنيم: صحيح أن رغم 20 مليار دولار هو رقم كبير جدا لكن هناك تصور أنه بالإمكان الوصول الى هذا الحد من التبادل التجاري بين البلدين، فما هي الفترة الزمنية التي نحتاجها لبلوغ هذا الهدف؟

جواد قنديل:أنا اعتقد أنه من الصعب تحديد اي إطار زمني لهذه المسألة، وخصوصا بعد الاخذ بعين الاعتبار القوات الامريكية الموجودة التي تضع الضغط على الطرفين،والجانب العراقي تحت الضغط أكثر في هذه المسألة، طبعا هذه العقوبات سوف تضع بعض العراقيل وتبطئ من هذه العملية، لن تتوقف المسألة لان العراق لا يعترف بهذه العقوبات ولا يعترف بشرعيتها ولكن بالنتيجة أن عدم اعترافه يضعه تحت الضغوط الامريكية وبالتالي من الصعب تحديد اي إطار زمني ولكن نحن نتحدث باختصار عن سنين وليس أشهر.

تسنيم: سعادة السفير هل هناك اخبار جديدة عن تفاصيل اتفاقية نهر شط العرب (اروند) والاتفاقية الثنائية مع إيران أم لا؟، الى اين وصل عمل اللجان المشتركة بين إيران والعراق في هذا المجال وماهي النتائج التي حققتموها خلال اجتماعاتكم؟، ومتى يبدأ تنظيف نهر شط العرب (اروند)؟

جواد قنديل: بالنسبة الى التطور الذي حصل أنه ما زالت اللجان الفنية في اجتماع لغرض وضع خارطة طريق لإعادة مجرى النهر من وضعه الحالي إلى ما كان عليه عام 1975، اللجان الفنية أكملت اعمالها، فيما يخص الاجراءات الاخرى مثل الكري و تنظيف شط العرب و هذه اكملت اعمالها وتم الاتفاق عليها، ولكن المسألة الاخيرة هو موضوع اعادة المجرى، هذا بعد قيد المباحثات في اللجان الفنية بين الطرفين وبعد اكمال هذه المسألة تتحول المسألة إلى الجانب التنفيذي ويبدأ العمل التنفيذي في موضوع كري شط العرب وكذلك موضوع اعادة المجرى الى ما كان عليه سابقا.

تسنيم: شهدنا مؤخراً هجمات من قبل طرف أجنبي على مواقع للحشد الشعبي حيث حَمَّلَت فصائل المقاومة العراقية الكيان الصهيوني مسؤولية تلك الهجمات كما أن نتنياهو صرح بشكل رسمي تقريبا أن تلك الهجمات كانت من قبل اسرائيل، برأيكم لماذا تحدث تلك الاعمال ولماذا يتم استهداف مواقع الحشد الشعبي؟

جواد قنديل: تم تشكيل لجنة تحقيقية للنظر في الجهة المسؤولة عن هذه الهجمات وهذه اللجنة لم تصدر تقريرها النهائي بعد، وتم اتخاذ التدابير الاحترازية لمنع حصول هكذا هجمات.

تسينم: ماذا عن الاتهامات الأمريكية التي اتهمت من خلالها إيران وادعت أنها دعمت جهات عراقية للهجوم على شركة أرامكو!، ما هو ردكم على مثل هذه الاتهامات، طبعا الجمهورية الاسلامية الايرانية نفت هذه الاتهامات جملة وتفصيلا؟

جواد قنديل: بالنسبة للعراق سياسة العراق واضحة ومعلنة. إن العراق لن يسمح لأي طرف أجنبي في اتخاذ الاراضي العراقية وسيلة او قاعدة للهجوم على دولة اخرى وخصوصا دولة مجاورة.

تسنيم: جرى مؤخرا استدعاء القائم بالأعمال في السفارة الامريكية في العراق وطالب وزير الخارجية العراقي امريكا في الالتزام بالاتفاقيات الاستراتيجية مع بغداد، فهل يمكن أن يكون استهداف قواعد الحشد الشعبي قد حدث من دون علم الامريكيين وضوء أخضر من قبلهم؟

جواد قنديل: أنا طبعا لا أستطيع أن اتحدث نيابة عن امريكا، بأن لديهم علم أو ليس لديهم علم، في الاشياء التي يتخذونها ولكن الشيء الذي أستطيع أن اتحدث به، أن لدينا اتفاق مشترك مع امريكا وهذا يضع واجب على امريكا في الدفاع عن العراق في حال تعرض أمن العراق الى خطر الهجمات الارهابية.

تسينم: حسنا، طبعا سعادة السفير احببت أن تشرح لنا أكثر حول هذا الموضوع ولكن يبدو بأن حضرتك تكتفي بهذا القدر من الإجابة، حيث يقال إنه ليس بإمكان اسرائيل أن تضرب هذه الاماكن دون ان تحصل على الغطاء الأمريكي في العراق

جواد قنديل: الحكومة العراقية، اصدرت بيان في أول ما وقعت الاحداث واستبعدت هذا الاحتمال ولكن يبقى الرأي النهائي للجنة التحقيق والذي لم يصدر بعد، ولكن الحكومة العراقية، في وقتها، استبعدت احتمال أن تكون اسرائيل هي المسؤولة عن هذه الهجمات.

تسنيم: وحول هذا الموضوع سعادة السفير سمعنا جميعا انه عندما سؤل نتانياهو عن استهداف مقرات الحشد الشعبي في العراق، قال بالحرف الواحد، اينما توجد قوات مدعومة من إيران، وإذا ما شعرنا بأنها يمكن أن تشكل علينا خطرا، فنحن سنضربها!

جواد قنديل: على أي حال، هذا هو الذي صرحوا به، وهذا الذي ما صرحنا به.

تسنيم: سعادة السفير ماهي الإجراءات العملية التي اتخذتها الحكومة العراقية لمنع هكذا هجمات (اقصد الهجمات على مواقع الحشد الشعبي) والتي تعتبر انتهاكا لسيادة العراق؟

جواد قنديل: تم اتخاذ اجراءات دفاعية على المستوى العسكري لحماية الاجواء العراقية من اي اختراق أمنى من هذا النوع.

تسنيم: هل أن هذه الإجراءات يمكن ان تضمن عدم تكرار مثل هذه الهجمات؟

جواد قنديل: نعم.

تسنيم: في الآونة الاخيرة توجهت بعض التيارات السياسية العراقية نحو المعارضة وأصبحت معارضة للحكومة العراقية، فنظرا الى نشاطات بعض الجماعات الإرهابية في بعض مناطق العراق، الم تكن مثل هذه المعارضة من الممكن ان توفر مجال للانتهازيين لضرب الامن القومي في العراق، كيف تفسرون مثل هذه المعارضة؟

جواد قنديل: أنتم سألتموني عن رأيي، وانا سأطرح رأيي الشخصي. في رأيي الشخصي إن وجود معارضة برلمانية للحكومة في العراق يساهم اولا بإيجابية في الاستقرار السياسي، وهو دعم واسناد للحكومة العراقية وتقوية لها وليس اضعاف بها هذا هو رأيي الشخصي، والعكس صحيح في رأيي الشخصي، فعدم وجود معارضة يضعف الحكومة ويساعد في عدم الاستقرار السياسي كما كان عليه الوضع سابقا، ولذلك في رأيي الشخصي؛ اعتبر هذه الخطوة ايجابية وفي الاتجاه الصحيح.

تسنيم: اذاً هي لا تشكل خطرا على الامن والاستقرار وفق رأيك الشخصي؟

جواد قنديل: هذا رأيي الشخصي، ووضحت ذلك؛ فهذه خطوة ايجابية في الاتجاه الصحيح لتقوية الحكومة ولتعزيز الاستقرار السياسي. السبب لان عدم وجود معارضة برلمانية يعني أن هذه المعارضة موجودة داخل الحكومة وبالتالي وجود معارضة من داخل الحكومة فإن هذا يضعفها ويضعف الية اتخاذ القرار داخل الحكومة وكذلك يساهم في عدم الاستقرار لان الحكومة تحمل ترقباتها في داخلها.

تسنيم: سعادة السفير كيف تقيمون محاولات بعض وسائل الاعلام المعادية للعلاقات الطيبة بين إيران والعراق والتي تحاول استهداف هذه العلاقات من خلال فبركة الاخبار وكذلك تضخيم بعض الاحداث الصغيرة التي قد تحدث هنا او هناك للزوار العراقيين او الايرانيين، خاصة وأننا نقع على اعتاب زيارة الاربعين

جواد قنديل: طبعا العلاقات الوطيدة بين العراق وإيران هذه العلاقات لا تريدها كثير من الدوائر السياسية الاقليمية والدولية وهذه الدوائر تحاول عبثا عبر فبركة الاخبار وبث الاشاعات وإطلاق التصريحات و ... الخ تحاول عبثا زعزعة هذه العلاقات الوطيدة بين البلدين أو العبث في هذه العلاقات ولكن دون جدوى. فهذه العلاقات هي علاقات تاريخية وعميقة وتجمعها الكثير من الامور المشتركة و أهم واعمق ما فيها هي العلاقات بين الشعبين وهذا هو الذي يقويها، فهي ليست فقط علاقة بين الحكومتين؛ هي علاقات بين الشعبين وابرز معالم هذه العلاقة هي الزيارات المتبادلة بينهما، الان نحن نتحدث عما يقارب بنحو خمسة ملايين زائر ايراني إلى العراق سنويا وما يقارب نحو اربعة ملايين زائر عراقي إلى ايران سنويا، خصوصا بعد ما ألغيت رسوم التأشيرة، وربما العدد يكون أكثر من ذلك ولا يوجد اي بلدين او اي شعبين في العالم بهذا المستوى من التزاور بينهما وهذا هو فقط ما يعبر عن عمق هذه العلاقة والتي لا يمكن ان تزعزعها تصريحات، فبركة اخبار ومثل هذه الامور العبثية التي لا جدوى منها وتبقى العلاقات عميقة بين البلدين وبين الشعبين وهذا تحدي موجود فليس هنالك اي شعبين في العالم يوجد بينهما ربع هذا المستوى من التزاور الذي يحصل بين شعبينا.

تسنيم: واجهت زيارة السيد مقتدى الصدر الأخيرة الى إيران ترحيبا كبيرا في إيران والعراق واعتبرت من قبل الكثير من المحللين على أنها ستساهم في تعزيز العلاقات الوطيدة بين البلدين، هل يمكن أن نعرف كيف نظرت انت الى هذه الزيارة؟

جواد قنديل: نحن في السفارة ليس لدينا معلومات حول هذه الزيارة ونعتقد ان هذه الزيارة هي زيارة شخصية ولذلك لا أستطيع التعليق عليها لعدم وجود معلومات لديّ حولها.

تسنيم: على الرغم من الاتفاقات المبرمة بين المصرفين المركزيين الايراني والعراقي، فإن المصرف العراقي التجاري "تي بي اي" بوصفه أكبر مصرف في العراق يوفر امكانية اجراء تبادلات مصرفية ضخمة في العقود الكبيرة بما في ذلك تصدير الغاز الإيراني والكهرباء إلى العراق، وبسبب معارضة وعرقلة مؤسسة "JP" مورجان الامريكية أحد المساهمين في هذا المصرف، تم تصميم ألية لحفظ ديون إيران من العراق في حساب واحد، ويمكن لإيران استخدام هذه الأموال لشراء سلع غير خاضعة للعقوبات، كما ان البعض اطلق عليها "انستيكس العراقية "، إلى أي مدى تعتبرون هذه التسمية صحيحةً ، وهل يمكن توقع استخدام هذه الألية في إعادة مستحقات إيران من العراق أم لا؟

جواد قنديل: أنا مطلع على الاشكالات التي حصلت جراء العقوبات الامريكية احادية الجانب التي وضعتها امريكا على ايران و التي اثرت على موضوع استيراد العراق للغاز و الكهرباء من ايران، وبعبارة ادق في الواقع لم تؤثر على موضوع الاستيراد لان العراق مستمر في سياسة الاستيراد ــ كان سابقا ـــ يستورد الكهرباء والغاز من ايران ومازال وسوف يستمر ولكن الاشكال هو في آلية الدفع، فهناك الان ديون مترتبة على العراق لصالح ايران بخصوص كميات الغاز والكهرباء التي استوردها سابقاً وبناء على ذلك تم بدء المباحثات بين البنكين المركزيين لمعالجة امرين:

المعالجة الاولى لآلية دفع هذه الديون، الغاز والكهرباء، التي فعلا استوردها العراق سابقا.

والمسألة الثانية معالجة الية الدفع بالنسبة للمستقبل القادم من استيراد الغاز والكهرباء، هناك عدة اقتراحات طرحت والمباحثات حسب معلوماتي هي مستمرة بين البنكين وهذه واحدة من المقترحات. وهذا الموضوع ما يسمى (انستكس) العراقي الذي الهدف منه وضع آلية لاستلام ايران حقوقها من الديون، ولكن على شكل مواد انسانية حتى يتم التعامل معها بطريقة قانونية ضمن العقوبات الامريكية والاعفاءات الامريكية الموجودة في المجال الانساني فهذه هي واحدة من الآليات، وهناك آليات اخرى مطروحة من قبيل التعامل بغير الدولار والتعامل بالعملة العراقية ...الخ وهذه الامور لم يعلن عنها بصورة رسمية و برأيي كل هذه الاحتمالات هي ممكنة للتعامل معها والشيء المهم هو أن هذه المباحثات مستمرة وأن العراق مستمر في طلب الغاز والكهرباء الايرانية.

تسنيم: يقال ان أحد المشاكل في مجال المراودات الاقتصادية بين إيران والعراق هو عدم وجود قانون في مجال الترانزيت، وسمعنا أن مجلس النواب العراقي يحاول حل هذه المشكلة، وفي حال تم حلها فإن المراودات والمبادلات التجارية بين إيران والعراق ستتسع وستشمل سوريا أيضا؛ باعتقادكم متى يتم حل هذه المشكلة نهائيا وكم ستساهم في تنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين؟

جواد قنديل: هذا امر مطروح في المباحثات ودائما يطرح في كل المباحثات بين البلدين ولكن لا يوجد اتفاق لأنه لسبب تشريعي في العراق واسباب اقتصادية اخرى او سياسية اخرى فباختصار هذه الآلية مطروحة وهي قيد البحث ولكن لا يوجد اتفاق حولها.

تسنيم: وأخيرا سعادة السفير لدينا سؤال حول حرق معمل تابع لشركة "كالة" للألبان في العراق، حيث رشحت بعض المعلومات بان حرق هذا المعمل كان عمل متعمد، فهل لديك معلومات حول هذه القضية؟

جواد قنديل: المعلومات التي لدي هي ان الحكومة شكلت هيئة تحقيقية وتحقق في هذا الامر وحسب معلوماتنا يتم الاعلان عن نتائج هذا التحقيق وليس لديّ اي شك انه في حال وجود دليل على اي طرف بتعمد هذا الفعل فسوف يتم اتخاذ الاجراءات لانزال العقوبات القانونية بهذا الطرف وكذلك التعامل حول تعويض الجهة المالكة لهذا المعمل بالطرق القانونية وحسب القانون العراقي.

وفي نهاية هذا الحوار لا يسعنا الا ان نشكرك سعادة السفير الدكتور سعد جواد قنديل، سفير جمهورية العراق الشقيق ونتقدم اليكم بالشكر الجزيل لإتاحتكم هذه الفرصة لوكالة تسنيم وعلى الاجابة على جميع الاسئلة...بأمل ان نلتقي بكم خلال المرات القادمة ان شاء الله. شكراً لكم.

حاوره / سعيد شاوردي ورضا مهري

/انتهى/