قيادي في كتلة "النصر" لتسنيم: هذا موقفنا من العقوبات على إيران.. ودور السعودية في العراق سلبي أو معدوم
أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن العراق لا يتعاطف مع العقوبات الأمريكية على إيران ولكنه سيلتزم بها لحمالة مصالح الشعب العراقي، فهل كان هذا القرار قرارا عراقياً أم أن هناك أطرافاً خارجية دفعته لذلك؟ كذلك أي تأثير سيتركه هذا الالتزام العراقي بالعقوبات على العلاقات بين البلدين فيما لا تزال جهود تشكيل الحكومة العراقية تراوح في المكان.
وكالة تسنيم الدولية للأنباء أجرت حواراً خاصاً مع عضو ائتلاف النصر في العراق، فيصل العيساوي، وطرحت عليه هذه التساؤلات وغيرها .
وفيما يلي نص الحوار..
لو تحدثنا بداية عن موقف العراق من العقوبات الأمريكية التي فرضت على إيران لماذا اتخذ السيد حيدر العبادي هذا الموقف؟
لا شك أن الشعب العراقي حريص على العلاقة الوطيدة مع الجارة إيران، وحريص أيضا على رد الجميل للحكومة الإيرانية والشعب الإيراني لمساندتهم للعراق طيلة الفترة الماضية، ولكن الموقف الأخير للسيد رئيس الوزراء العبادي هو ليس ضد الجارة إيران، وهو وضّح وقال إن هناك فرق بين قرار العقوبات المجمل وبين شيء جزئي من هذه القرارات، فالحكومة العراقية والشعب العراقي يرفض هذه العقوبات مجملا ولا يلتزم بها إلا فيما يخص الدولار الأمريكي، باعتبار أن الدولار عملة أمريكية ومن حق أي دولة أن تمنع التعامل بعملتها في هذه الدولة أو تلك، لذلك فإنه في هذه الجزئية يأتي التزام العراق بها كونها عملة أمريكية، أما كل التوجهات الأخرى والتعليمات الأخرى، العراق غير معني بها لأن هذا القرار في الحقيقة غير أممي حتى يكون ملزماً للدول، وإنما قرار من جانب واحد، وكذلك العراق حريص على عدم فرض عقوبات إضافية عليه بالتالي سيتعقد المشهد على العراق وإيران، ويريد أن يظل وضعه الاقتصادي لأن وضعه لا يتحمل أي أزمة اقتصادية أولاً، وثانياً يبقى متنفس رئوي للجارة إيران للمساعدة في تخفيف الأزمة عنها وتخفيف العقوبات.
هناك من يقول أن التزام العبادي بالعقوبات هو محاولة لإرضاء السعودية وأمريكا لضمان بقائه في رئاسة الحكومة كيف تردون على ذلك؟
أبداً، قرار الحكومة العراقية والسيد حيدر العبادي هو قرار منبثق من مصلحة وطنية أولا، وأيضا من مصلحة الجارة إيران، لأن أي إجراء ضد هذا القرار سيوقع العراق بعقوبات اقتصادية متعلقة بحركة الدولار، بالتالي هذه العقوبات ستربك الوضع في العراق، وستمنع العراق من تقديم أي عون لإيران، لذلك فإن العراق من حرصه على المصلحة الداخلية، وحرصه بأن يكون هناك متنفس للأزمة الإيرانية لحين الوصول إلى حل أمثل أو حتى تتخذ دول العالم موقف من النظام العالمي من هيمنة أمريكا على الاقتصاد بهذا الشكل وبعدها بالتأكيد لن يتخلى العراق عن هذه الدول.
هل القرار العراقي كان تحت ضغط أطراف خارجية كما يقول البعض؟
القرار العراقي انطلق من مصلحة عراقية وهو قرار عراقي بحت، جاء بعد دراسة كل الخيارات. وبشأن الزيارة إلى إيران، فإن الفكرة كانت قائمة قبل التظاهرات ولكن بسبب التظاهرات وما حصل في العراق فقد أُجلت ولم يحدد لها موعد حتى الآن، الجارة إيران لم ترفض الزيارة والموعد لم يحدد، كذلك الزيارة لم تلغ حتى الآن ولكن لم يحدد لها موعد.
وسائل إعلام قالت أن السيد العبادي توصل إلى تفاهمات جيدة مع الكتل السياسية لتشكيل الكتلة الأكبر، ماهي أبرز هذه التفاهمات؟
اليوم التفاهمات متقدمة بين أغلب الكتل السياسية، مأخذ "النصر" هو محور رئيسي في التفاهم بين جميع الكتل، وجميع الكتل بالنسبة للنصر لها مقبولية وتفاهم ومشتركات كبيرة معها، لكن في الحقيقة هذه التفاهمات لم ترقى لتكون تحالفات ولم يحسم حتى الآن بين هذه التحالفات من هو المرشح الأوفر حظاً لرئاسة الوزراء، ولكن أكيد "النصر" هي الأقوى حظوظاً والأكثر مقبولية بين كل الكتل، وتلقى دعم داخلي وخارجي كبير، على هذا الأساس فإن كل الكتل أبدت استعدادها لدعم كتلة "النصر" في تشكيل الحكومة.
هل هناك سقف زمني لإعلان تشكيل الكتلة الأكبر؟
إعلان الكتلة الأكبر متوقف على المصادقة، بعد المصادقة مباشرة ستبدأ الخطوات العملية لإعلان الكتلة الأكبر والتي ستبدأ بالدعوة إلى اللقاء الوطني الذي سيجمع جميع الكتل، وطرح البرامج والأسس والأولويات للحكومة القادمة، ومن خلالها ستنبثق الكتلة الأكبر والتي ستلتزم بالتوقيتات الدستورية.
هل هناك نقاط خلاف بين الكتل السياسية من أجل تشكيل الكتلة الأكبر؟
بالتأكيد هناك نقاط خلاف كبيرة وجوهرية، ولكن هناك آليات لحل نقاط الخلاف هذه، هناك خلاف في آلية تشكيل الكتلة، حيث أن بعض الكتل تسعى لتشكيل كتلة طائفية ونحن في نصر مصرون على تشكيل كتلة وطنية، كذلك فإن بعض الكتل تسعى لتشكيل أغلبية وتدفع ببعض الأطراف إلى المعارضة ولكننا حريصون على أن نجمع أغلب هذه الكتل والتحالفات في اللقاء الوطني، وهناك أيضا اختلاف في البرامج الحكومية، ولكن هناك أيضا تقاربات وتطور لهذه التفاهمات وصولاً الى التحالف النهائي.
قلتم في كتلة نصر أنكم طرحتم رؤيا من أجل تشكيل الكتلة الأكبر، ما أبرز ملامح ونقاط هذه الرؤية؟
النقاط التي ركزنا عليها في تشكيل الكتلة الأكبر أو في تشكيل التحالف الكبير، كان أولها ألا يبنى على أسس طائفية، وثانياً ألا يلجأ طرف إلى المعارضة ولا يضع خطوط حمراء، ولا شروط مسبقة، وإنما تطرح الرؤية الوطنية للنقاش، وللكل المشاركة في تصحيحها وإنضاجها بالشكل الأمثل، كذلك فإن المناصب الرئيسية لا تُختار من المكونات فقط، وإنما تختار بشكل وطني، يعني رئيس الوزراء مع أنه شيعي لكن ليس المجموعة الشيعية هي فقط من تشارك في اختياره وإنما كل المجموعات تشارك في ذلك، وكذلك رئيس البرلمان ورئيس الجمهورية.
أي الكتل والتحالفات تتفقون معها ككتلة النصر دون غيرها؟
لدينا التفاهم في شقين، التفاهم مع (سائرون-حكمة)، وتفاهم مع (فتح-دولة القانون)، والتفاهمات متطورة ونأمل أن تتجمع هذه الكتل جميعها في تيار في تكتل وفي مشروع واحد، كي نجنب العراق الخلافات والصراعات السياسية التي لاتجلب له الخير، ويتحد العراقيون جميعا لحمل أعباء المرحلة المقبلة. هل تعتقد أن التظاهرات التي خرجت في العراق كانت ذات طابع شعبي أم أنها تحمل أبعاداً سياسية؟ ومن هو المستفيد برأيك؟ المظاهرات في الحقيقة منطلقاتها أسسها وأسبابها، كانت "شعبية-خدمية-حقيقية-مطلبية"، لكن من المؤكد أن هناك أطراف تحاول أن تلعب على هذه الوتيرة وتشنج الأجواء وتحصل وتستفيد من هذا الوضع ببعض المكاسب ، ولكن من المؤكد إن تحرك الشارع هو أوسع، وأكثر انتباه من أن يحركه هذا الطرف أو ذلك.
أين السعودية من كل ما يحصل في العراق، هل هناك ضغوط تمارسها فعلاً على بعض الكتل كما يقال لأخذ موقف معاد لإيران؟
لا شك اليوم جميع الدول حريصة على أن يكون لها تأثير في الدول المجاورة للحفاظ على مصالحها ليس الا، والسعودية حالها حال بقية الدول، لكن يقيناً إن السعودية تأثيرها ضعيف، لأنه ليس لديها هذه القدرة على بناء علاقات أو تطويرها، وإنما هي تعتمد على العلاقات الشخصية، وليس لها أي تأثير واضح بشكل مباشر، كذلك فإن هناك تأثير سعودي معه تأثير تركي وأميركي، يحاولون أن يوحدوا مواقف بهذا الاتجاه، ولكن العراقيين هذه المرة وبصورة عامة واعون لتدخل هذه الدول، وحريصون على أن ينطلق أو يخرج القرار بالمصلحة العراقية أولا، ولا يرضخ لأي ضغوط ولا يرعى أي تدخلات جانبية، مع ذلك العراق يعطي رسائل اطمئنان لدول العالم ودول الجوار بشكل خاص بضرورة أن العراق لا يتقاطع مع مصالحهم، وليس له مصلحة بأن يتقاطع معهم، بل هو حريص على الانفتاح على الجميع وعلى عدم الاشتراك أو الانضمام لأي محور معاد للمحور الآخر.
من بالتحديد من الكتل السياسية له علاقات شخصية مع السعودية ؟
لا نستطيع أن نقول هذا الشخص أو ذاك، ونحن لسنا بجهة أمنية حتى نتابع علاقات الأشخاص ، لكن يقيناً هناك علاقات شخصية بين بعض السياسيين وبعض الزعماء والأمراء لهذه الدول أو أجهزتها المخابراتية وهذه العلاقات قسم منها عشائري، وقسم منها يأخذ طابع تجاري، وقسم منها في تفاهمات وسياق آخر، وهي واضحة وليس من وضعنا أو طبعنا أن نتكلم عن هؤلاء الأشخاص .
برأيك هل تلعب السعودية دوراً ايجابياً أم سلبياً في العراق؟
السعودية ليس لها دور ايجابي في العملية السياسية حتى الآن، لكن أيضا ليس لها تأثير سلبي كبير على العملية السياسية، هناك ربما رسائل تخرج للشارع والمجتمع بشكل آخر، ونحن نأمل أن السعودية تطور وضعها، وتعي المرحلة و خطورة المواقف، وتطور تعاملاتها مع الجانب العراقي أقلها في الجانب الاقتصادي، نحن حريصون على أن نطور التعامل معهم، ولكنهم في الجانب السياسي والاجتماعي فدورهم إن لم يكن سلبي فهو معدوم.
هل تعتقد أن التظاهرات التي خرجت في العراق كانت ذات طابع شعبي أم أنها تحمل أبعاداً سياسية؟ ومن هو المستفيد برأيك؟
المظاهرات في الحقيقة منطلقاتها وأسسها وأسبابها، كانت "شعبية-خدمية-حقيقية-مطلبية"، لكن من المؤكد أن هناك أطراف تحاول أن تلعب على هذه الوتيرة وتشنج الأجواء وتحصل وتستفيد من هذا الوضع ببعض المكاسب، ولكن من المؤكد إن تحرك الشارع هو أوسع، وأكثر انتباه بأن يحركه هذا الطرف أو ذلك.
/انتهى/