خبير روسي لتسنيم: بوتين و ترامب سيبحثان وجود إيران في سورية..ودمشق هي من تقرر
/خاص تسنيم/ بعد أقل من أسبوع ستنطلق القمة المرتقبة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب.. فأي ملفات شرق أوسطية ودولية ستحلها القمة؟، وأي ملفات ستزداد تعقيداً، لصعوبة التوافق الروسي الأمريكي حولها ....؟ وأين سورية من هذا اللقاء..؟ وماذا عن الجمهورية الاسلامية الإيرانية التي لا تزال في عين عاصفة الأحداث التي تمر بها المنطقة..؟
وحول هذه التساؤلات، أجرت وكالة تسنيم الدولية للأنباء لقاءً مع الخبير الروسي والمتخصص بشؤون الشرق الأوسط، أندريه أونتيكوف.
وفيما اذا كانت القمة المرتقبة بين الرئيسين الروسي ونظيره الأمريكي ستنجح في إطفاء الحرائق المشتعلة في المنطقة، اعتبر الخبير الروسي أن من المستحيل خلال لقاء واحد اطفاء جميع حرائق المنطقة لأن هناك الأزمة السورية والأزمة في اليمن، والازمة الفلسطينية – الاسرائيلية، كذلك في شمال ليبيا وهناك الكثير من المسائل الأخرى في المنطقة، كل ماشاهدناه من لقاءات بين بوتين وترامب، كان له نتائج معينة مثلا بعد اللقاء الأول اتفق الرئيسان على إنشاء منطقة خفض التوتر جنوب سوريا، وبعد اللقاء الثاني كان هناك تصريح مشترك بخصوص سوريا، لذلك لا أستبعد أن نتائج ايجابية ونوعية وتوافق بين الرئيسين حول سوريا، سيحصل بعد القمة الثالثة المنتظرة.
وتابع "أونتيكوف"، "سيركز الرئيسان على موضوع عملية السلام في الشرق الاوسط، ومن المعروف أن الولايات المتحدة الامريكية تحضر لمايسمى بصفقة القرن، وما تحتاجه هو الدعم الروسي لهذه الصفقة لأن روسيا لاعب هام وجزء أساسي في عملية السلام، وهي تلعب دوراً وسيطاً في الرباعية الدولية، لذلك لا أستبعد أن يحاول دونالد ترامب اقناع فلاديمير بوتين بضرورة الموافقة عل اقتراحات واشنطن بخصوص صفقة القرن، ولكني أشك أن بوتين سيوافق على هذه الشروط، لأنه ومن خلال التسريبات في وسائل الاعلام، واضح أن هذه الشروط غير مقبولة".
دور إيران في سوريا على طاولة المباحثات..!
وفيما إذا كانت واشنطن ستطلب من روسيا الضغط على إيران لتعديل مواقفها حيال بعض ملفات المنطقة لا سيما سورية اعتبر الخبير الروسي أن مسألة تواجد القوات الإيرانية في سورية سيكون على طاولة البحث بين الرئيسين، ولكن هناك نقطة مهمة وهي أن تفاهماً مثمراً موجود بين روسيا وايران، كذلك فإن البلدين يتعاونان بشكل مستمر بخصوص سوريا، كما تجدر الاشارة الى أن ايران دولة مستقلة وذات سيادة وروسيا من الممكن أن تحاول اقناعها بشكل أو بأخر، ولكن ايران هي صاحبة القرار وليست روسيا .
وشدد الخبير أونتيكوف على أن تواجد القوات الايرانية في سوريا ليس بدعوة من روسيا وانما بدعوة من سوريا، بالتالي الجواب على أي سؤال حول تواجد القوات الايرانية أو انسحابها يجب أن تتخذه السلطات في دمشق وليس السلطات في موسكو، وهو ما أشار اليه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بكل وضوح حين قال إن من المستحيل اخراج ايران من كل مناطق سوريا واقفال ملف وجودها.
وفي ذات السياق اعتبر الخبير الروسي أن الموقف الروسي واضح تماما قبل اللقاء بين بوتين وترامب ، وكذلك فإن روسيا تفهم تماماً أن إيران لاعب أساسي في منطقة الشرق الأوسط وفي سوريا، وبالتالي فإن من يتصور ان روسيا ممكن أن تضغط على إيران كي تنسحب فهذا موضوع مبالغ فيه تماما، لأنه كما قلت إيران دولة مستقلة ذات سيادة وهي صاحبة القرار ، وروسيا لا تتخذ القرارات بخصوص السياسة الايرانية" .
وحول تصريحات واشنطن الاخيرة بأنه لا مشكلة لها مع الرئيس الأسد، وانما مشكلتها الأساسية مع ايران، قال الخبير الروسي، "إن ما تهتم به الولايات المتحدة قبل كل شيء، وقبل مصير الرئيس الأسد،والحفاظ على نفوذها في سوريا، وحتى قبل الحفاظ على المعارضة المسلحة التي تدعمها وداعش والاكراد هي الحفاظ على الامن القومي الاسرائيلي، لافتا إلى أن من بين البنود التي تم التوصل اليها من أجل انشاء منطقة خفض التوتر جنوب سورية هي ضرورة ابعاد القوات غير السورية من هذه المنطقة، كذلك فإن المشاورات والمفاوضات ركزت على ضمانات حول الحفاظ على الأمن القومي الاسرائيلي، مرجحا أن تكون روسيا هي من اعطت هذه الضمانات أو على الاقل هناك نوع من التفاهم بين روسيا وأمريكا واسرائيل حول هذا الموضوع، لان الولايات المتحدة الأمريكية أرسلت رسالة واضحة للمعارضة بأنها لن تتدخل في معركتها مع الجيش السوري وهو ما أكده المسؤولون الأمريكيون بأنهم لن يتدخلوا في الجنوب ".
"لذلك ماتهتم به أمريكا هو أولاً الحفاظ على الأمن القومي الاسرائيلي، وثانيا خروج إيران من المنطقة، ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، كان قد قدم في شهر مايو، اثنا عشر شرطاً لمواصلة المباحثات حول برنامج إيران النووي، ومن بين هذه الشروط كان هناك شرط واضح هو سحب القوات الايرانية من سوريا بشكل كامل، ومن دول المنطقة وهو ما تصر عليه اسرائيل، وهنا لا بد من التذكير مجدداً بتصريحات الوزير لافروف، بأنه لا يمكن اقفال ايران بحدودها أو أن تقتصر السياسة الايرانية على ايران، حيث أن لدى ايران نفوذ معين في سوريا وفي اليمن وفي العراق وفي دول اخرى بالتالي كل المحاولات الأمريكية لن تنجح في ابعاد ايران.
كما لم يستبعد الخبير اونتيكوف أن يشهد اللقاء توافقا ما بخصوص القاعدة العسكرية الأمريكية مشيراً إلى وجود القوات الأمريكية في شرق الفرات ، التي لا تترك أي دليل على أن واشنطن تريد الانسحاب ، ومن الواضح أنها تريد أن تكون لاعبا في الساحه السورية ولن تتركها بهذه السهولة .مذكرا في ذات السياق بتصريحات دونالد ترامب بأنه يريد سحب كل القوات الامريكية من سوريا، وعليه يمكن القول أن هنالك تناقضات في التصريحات ما بين الرئيس الأمريكي والقيادة في التحالف الدولي ، لكن الولايات المتحدة لا تريد أن تتخلى عن فكرة التواجد في سوريا بشكل كامل، حتى أن ترامب يقول يجب أن تكون هناك قوات عربية بديلا لقواته أو أن تدفع دول عربية غنية له مقابل بقاء قواته في سوريا .
قمة بوتين ترامب ستحقق نجاحا..!!
وعن السيناريو المتوقع والمطروح فيما لو فشلت القمة المرتقبة بين الرئيسين، أوضح أونتيكوف، أن هذا اللقاء لن يفشل ولكن في حال شهدنا تصعيداً للاوضاع في المنطقة فمن المستبعد أن تكون ايران ساحة لحرب جديدة بالعكس ايران تهدد باغلاق مضيق هرمز وهي تهديدات واقعية ستنعكس بالسلب على تصدير النفط في المنطقة وعلى الاسواق العالمية بالتالي اذا بدأت حرب جديدة ستكون ساحتها سوريا بتوقعاتي، وفي الحقيقة اللقاءات بين بوتين وترامب هي تنعقد ليس من أجل فشل وانما من أجل نجاح، بالتالي السؤال هنا ماهو حجم هذا النجاح الذي سنشاهده في المستقبل؟.
/انتهى/