خبير في شؤون الجماعات المسلحة لـ "تسنيم": الفصائل المسلحة جبهة غير متماسكة و"سورية" ستتحرر
خاص / تسنيم || ثماني سنوات عانت خلالها الدولة السورية من التنظيمات الإرهابية والتكفيرية، ويحقّ للجميع التساؤل عن مصير تلك الفصائل التي يتم ترحيلها إلى إدلب، وما الدور التركي في ذلك؟.
وفي حوار خاص أجرته وكالة تسنيم الدولية للأنباء، تحدث الخبير في شؤون الجماعات المسلحة الأستاذ "حسام الدين طالب" بداية عن المجموعات المسلّحة الخارجة من دمشق والتي "انقسمت إلى "جبهة النصرة" و"فصائل القاعدة" إلى إدلب وريف إدلب، أما "جيش الإسلام" الإرهابي فبقي في "جرابلس" لعدم استقباله من قبل جبهة النصرة، بينما توجّه قادة المسلحين إلى تركيا للتمتّع بالأموال، أما المقاتلين الذين رحلوا إلى جرابلس وإدلب ومنطقة الباب، هؤلاء كالعادة تستخدمهم تركيا اليوم لتعزيز هذه القوة الإرهابية، لتكون لها قوة على الأرض السورية، وتكون مؤثرة على الواقع السوري لكن هذا أمر صعب".
وفي ردّه حول إجراءات الدولة السورية في نقل جميع الفصائل المسلحة إلى "إدلب" أشار "طالب" إلى أن "الدولة السورية تدرك تماماً أن معظم الإرهابين دخلوا من "تركيا" لذلك عليهم العودة إلى البلاد التي أرسلتهم ليمارسوا "القتل" عبر الطريق الذي جاؤوا منه، إضافة إلى أن منطقتي "إدلب" و"ريف حلب" أصبحتا نقطة تجمع الفصائل المتناحرة الإرهابية؛ التجمع الذي خفف عن الدولة الضغط لأنهم جبهة غير متماسكة، مؤكّداً أن هذا الأمر مهم جداً للجيش العربي السوري وللحلفاء، ومهم أيضاً على الصعيد الأمني والعسكري بعد أن كانوا منتشرين على كامل الجغرافيا السورية، فالجيش السوري نجح في هذه المعركة بتخفيف الجبهات وتعزيز الدفاعات.
وعن دخول الجيش إلى إدلب بدون معارك، علق "طالب" بأن "إدلب وريفها وريف حلب ستنقسم إلى ثلاُثة أقسام؛ المصالحة أو القتال أو الاستسلام، مشيراً إلى أن غالبية المناطق والأرياف ستحرر بهجوم من الجيش السوري واندحار الإرهاب أمامه ،كما حصل في ريف إدلب فقد تمّ الوصول إلى "سراقب" و"حدود تركيا"، أما الأرياف ستُؤخذ بالمعارك المحسومة لصالح الجيش السوري في سورية، والقسم الأخر عبر مصالحات مع "الجيش الحر" وهناك "جبهة النصرة" و"القاعدة الأجانب" سيتم تصفيتهم وربما نشاهد لاحقاً "قصف" الدول الغربية لإدلب المدينة، مبيّناً أن الغرب أمام خيارين إما إعادتهم لدولهم أو ضربهم بسوريا، فالأمر محسوم في جبهة الشمال وبالأخص أن تركيا موقفها غير واضح وتلعب على جميع الحبال لتأخذ حصتها وهذه الحصة لن تكون من الجغرافيا السورية".
وحول الاقتتال بين الفصائل الجماعات المسلحة في إدلب أشار "طالب" إلى "احتمال نشوب معارك بين الفصائل المجتمعة في إدلب، لافتاً إلى أن كل دولة كان لها الدعم لفصيل إرهابي على الأرض، مبيّناً أن الهزيمة الكبرى كانت "للسعودية" التي دعمت "داعش" في البادية و"تدمر"، إضافة إلى "الإمارات" التي دعمت "جيش الإسلام"، مؤكّداً هزيمة هذه الفصائل الإرهابية كلها، ومعظمهم لم يعد لديه أرض ويعيش في المخيمات مع عائلاتهم من الذين رفضوا التسوية".
كما لفت إلى تصارع الدول؛ واليوم عندما اختلفت هذه الدول الإقليمية من قطر والسعودية وتركيا بدأت بالصراع على الأرض لكسب النفوذ، موضحاً "أن هذا الخلاف ينعكس على الأرض، والايدلوجيا التكفيرية الوهابية هي منهج جميع هذه الفصائل، مضيفاً أن أمريكا اليوم تأخذ أموال السعودية بحجة أن هناك خطر إيراني وتأخذ أموال قطر بحجة الخطر السعودي".
وتابع "طالب" في الحديث عن التمويل غير المباشر للفصائل الإرهابية في إدلب مؤكدا أن "هناك جهود دولية لمنع أحرار الشام من الاندماج مع النصرة، وذلك لأن الأخيرة لا يمكن أن يقال عنها "فصيل معتدل"، وأشار إلى كلمة "الجولاني" التي ندم عليها عندما بايع الظواهري "علناً" ليتقي شر "داعش" الإرهابية التي أرادت السيطرة على كل الفصائل الإرهابية وكانت أمريكا ترسل الأسلحة إلى فصيل من الجيش الحر الذي يسمى بانه "معتدل" ثم تقوم "جبهة النصرة" بالهجوم على "الفصيل" الذي حصل على مئات الصواريخ ويكون هذا تمويل غير مباشر، مشيراً إلى أن قطر قامت بدفع ملايين الدولارات "للنصرة" عندما خطفت قوات "الأندوف" في القنيطرة -وهذه كلها لعبة- فالعلاقة سيئة بين "أحرار الشام" و"النصرة" ومن الصعب الاندماج فيما بينهم.
وعن تصريح الرئيس التركي الذي قال فيه إنه سيبحث مع روسيا وإيران تفادي النزوح من إدلب في حال اشتعلت المواجهة بين الجيش السوري والمسلحين قال "طالب" "لنكن منطقيين.. لماذا تجري الدولة السورية هذه المصالحات.. ليبقى أصحاب الأرض في أرضهم، مشيراً إلى أن الدولة السورية كانت متسامحة وأعطت الفرصة لمن أراد البقاء عبر تسوية وضعه ويعيش حياةً طبيعية، وأضاف نحن لسنا معنين بالباكستاني والشيشاني والأوزبك الذين يبلغ عددهم بالآلاف، مؤكّداً أن "أرودغان" مجبر بأن يأخذهم مثل ما أدخلهم من أرضه ويعيدهم إلى بلادهم".
وختم "طالب" "نحن -السوريون- لن نقبل بهذا الامر، مشيراً إلى أن المناطق التي يحتلها التركي وما حصل في عفرين هو تغيير ديموغرافي، وليس كما يدّعي البعض بأن "الدولة السورية" تهجّر سكانها وتقوم بتغيير ديموغرافي، مؤكّداً بأن "سورية" ستتحرر ومن يريد أن يعود إلى حضن الوطن ما عليه إلا أن يرمي سلاحه ويعمل على تسوية وضعه ويمارس حياته الطبيعية".
/انتهى/