ايران أبهرت العالم وحيرت الغرب بعد افشالها للمخططات الأمريكية في سوريا
رغم الدعم الصهيوأمريكي الكبير لوهابيي داعش في سوريا، لكنهم هزموا وسحقوا ولم تبق لهم أية قاعدة على الأرض بفضل تضحيات الجيش السوري وقوات المقاومة التي وقفت معه في جميع جبهات القتال لمواجهة الإرهاب التكفيري، وذلك بدعم مباشر من الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي أثارت إنجازاتها العظيمة في هذا البلد تعجب الجبهة الغربية المؤازرة للمشروع الأمريكي في المنطقة.
لقد انهار مشروع داعش في المنطقة دون ان يثمر سوى عن إزهاق أرواح الأبرياء وإهدار ثروات البلدان الإسلامية وتدمير بناها التحتية، ولا سيما في العراق وسوريا؛ وكان قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني وعد سابقاً بتحقق هذا النصر المؤزر في مدة قياسية بفضل دماء شهداء أبطال المقاومة والقوات المسلحة العراقية والسورية، ومن هذا المنطلق تنشر وكالة تسنيم الدولية للأنباء عدداً من التقارير الخاصة بهذا الإنجاز العظيم الذي أبهر العالم بأسره وفي الحين ذاته أغاض أعداء الإسلام والإنسانية من صهاينة وأمريكان و وهابية.
انتهت خرافة الدولة الإسلامية المزعومة في العراق والشام، وهذا ما أكد عليه سيادة اللواء قاسم سليماني قبل فترة، بعث رسالة تهنئة لقائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي (حفظه الله) بارك له فيها هذا الإنجاز العظيم وأكد له على اجتثاث هذه الشجرة الخبيثة من باطن البلاد الإسلامية، وقد اعتبر فيها أنّ النصر قد تحقق بفضل قيادة سماحته الحكيمة وفتوى المرجعية المتمثلة بالسيد علي السيستاني وصمود الشعبين العراقي والسوري وحكومتيهما إلى جانب تضحيات جيشيهما وقوات المقاومة بجميع أصنافها، فدماء الشهداء هي التي ضمنت هزيمة الإرهاب الظلامي التكفيري.
وفي جانب آخر من رسالته، أكد اللواء سليماني على الدور الأمريكي السلبي المتمثل في تشيكل زمرة داعش الإرهابية، وأضاف قائلاً: "كلّ هذه الجرائم وباعتراف أرفع مسؤول أمريكي - ألا وهو رئيس الجمهورية - قد تمّ التخطيط لها وتنفيذها بواسطة مسؤولين أمريكان ودوائر رسمية أمريكية، وإلى يومنا هذا فهؤلاء ما زالوا يخططون لهذه المشاريع الإجرامية وينفذونها".
* اعتراف الأمريكان بتأسيسهم لتنظيم داعش الإرهابي
القاصي والداني يعرف أنّ تنظيم داعش الوهابي ولد من رحم صهيوأمريكي، ولكن مع ذلك لا بأس بتوثيق هذا الأمر كي لا يبقى أدنى شكّ للقراء الكرام حول حقيقة الأمر، فقد تمّ تسريب وثائق من وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكتين تفيد بأنّ السلطات الأمريكية هي التي ابتدعت فكرة تأسيس ما يسمى بدولة الخلافة في العراق والشام "داعش".
في أواسط عام 2011م اكتشفت وثائق في القنصلية الأمريكية الكائنة بمدينة بنغازي الليبية تؤكد على قيام بعض القوى الدولية والإقليمية بتأسيس مجاميع وهابية مسلحة في سوريا، وقد تمّ تنفيذ هذا المشروع بدعم مباشر من قبل بلدان مجلس التعاون في الخليج الفارسي وتركيا.
المسؤولون الأمريكان أنفسهم أقروا بأنّهم هم الذين أسسوا تنظيم داعش، وهذا الأمر بكلّ تأكيد يعتبر وثيقة دامغة على ضلوع الولايات المتحدة في إراقة دماء المسلمين وتدمير البنى التحتية في العراق وسوريا، كما نشرت مؤسسة جوديشال ووتش غير الرسمية للمراقبة في عام 2015م وثيقة تؤكد هذا الأمر، وهذه الوثيقة مسربة من ملفات وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية وهي عبارة عن رسالة موجهة لحكومة واشنطن تحذرهم من مخاطر ما يسمى بالمعارضة السورية، حيث تثبت أنّه في شهر آب / أغسطس عام 2012م أي بعد عام واحد من حدوث الاضطرابات على الساحة السورية، كانت الحكومة الأمريكية وسائر القوى الغربية الموالية لها على علم استخباري كامل بأنّ المعارضة السورية خاضعة بشكل أساسي لتنظيم القاعدة الوهابي وتفريعاته بشتى المسميات الأخرى، وذلك بهدف الإطاحة بحكومة الرئيس بشار الأسد.
وتفيد هذه الوثيقة المسربة أنّ حكومة باراك أوباما لم تكتف بالتزام جانب الصمت إزاء سيطرة إرهابيي القاعدة على تشكيلات المعارضة السورية المسلحة، بل قدمت لهم مساعدات عسكرية ومالية ولوجستية إلى جانب الدعم الإعلامي الكبير، وهذا الموقف يتناقض مع ما كان يصرح به مسؤولو البيت الأبيض آنذاك حينما كانوا يزعمون أنّهم يدعمون المساعي السلمية وغير المسلحة الرامية للإطاحة بنظام الحكم في دمشق، إذ كانت واشنطن ترسل الأسلحة الفتاكة لهم بشكل سري مباشر أو عن طريق وسائط دولية وإقليمية.
الملفت للنظر أنّ ساسة البيت الأبيض توقعوا بأنّ دعمهم للإرهابيين سوف يساعد على الإطاحة بحكومة رئيس جمهورية سوريا بشار الأسد، وقد تمادوا في دعمهم هذا للحركات المتطرفة بحيث تمخض عنه ولادة تنظيم داعش في العراق وسوريا، وفي هذا السياق باركوا بهذا التنظيم المشؤوم وسائر التنظيمات الوهابية التكفيرية رغم أنّ الرسالة المذكورة والتي بعثتها وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية لحكومة واشنطن تؤكد على أنّ تنظيم داعش الموسوم بدولة الخلافة الإسلامية في العراق والشام والذي اختصر اسمه بـ ISI يهدف إلى ضم سائر الحركات الإرهابية في صفوفه وصهرها ضمن تشكيلاته مما يشكل تهديداً جاداً لوحدة الأراضي العراقية وجاء في جانب منها: "القوى المسلحة التي تنتهج الفكر السلفي منطلقاً لها هي التي تشرف على أعمال الشغب المسلحة في سوريا " وأكدت على أنّ الدعم الأمريكي للمعارضة السورية سوف يسفر عن تأسيس تنظيم سلفي سري أو علني في شرق سوريا وغربي العراق، وجاء فيها أيضاً أنّ الهدف من دعم الحركات السلفية التي تشرف على المعارضة السورية هو الإطاحة بنظام بشار الأسد أو تهميشه على الساحة الدولية كقدرة استراتيجية وتضييق النطاق على المد الشيعي.
وفي هذا السياق فإنّ مدير وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية السابق الجنرال مايكل فلين والذي تم تعيينه لفترة كمستشار أمني للرئيس دونالد ترامب، أكد في عام 2015م خلال لقاء خاص أجرته معه قناة الجزيرة القطرية على أنّ حكومة باراك أوباما تجاهلت جميع النشاطات الإرهابية التي تقوم بها التشكيلات التابعة والمتفرعة على تنظيم القاعدة ولم تكترث بكل تلك التحذيرات التي وجهت لها من مخاطر هذا التجاهل مما أدى إلى ولادة تنظيم داعش الذي لم تتصدى له بأي شكل كان وتجاهلته بالكامل، وعند إجابته عن سؤال وجه له في هذه المقابلة حول السبب في عدم توقف واشنطن وحلفائها عن تقديم الدعم العسكري والتسليحي والإعلامي لهذه التنظيمات الإرهابية، قال: "هناك أمر لا أحب أن أذكره، ولكن مهمتي في هذا المضمار اقتصرت على توفير معلومات دقيقة للحكومة الأمريكية".
وكلنا يعلم أنّ دونالد ترامب في حملاته الانتخابية أقر مراراً بأنّ باراك أوباما وهيلاري كلنتون هما من أوجدا تنظيم داعش الإرهابي، وصرح في إحدى المناسبات الانتخابية: "لو ألقينا نظرةً على ما جرى بكل صدق وصراحة لما جرى في سوريا وهجرة الشعب السوري، وما جرى في ليبيا والعراق، لوجدنا أنّها - هيلاري كلنتون - هي التي قدمت لنا داعش حيث تسببت مع باراك أوباما في إيجاد فراغ كبير أسفر عن ظهور الدواعش على الساحة في إطار تنظيم صغير ببادئ الأمر ... ولكن اليوم أصبح هذا التنظيم ناشطاً في 32 بلداً، وأنا أسمع اليوم أنّها تسعى اليوم إلى استئصال هذا التنظيم في برنامجها المقبل! لكنها تكذب فهي سوف لا تفعل ذلك مطلقاً".
فضلاً عما ذكر فغالبية وسائل الإعلام الغربية أكدت في بادئ أحداث سوريا في الكثير من التقارير الخبرية والميدانية على أنّ حكومة واشنطن والاستخبارات الأمريكية السي آي أي والحكومة السعودية وقطر وتركيا، هي الجهات الداعمة الأساسية للتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها القاعدة.
رغم كل هذا الدعم الكبير لكن الجيش السوري مدعوماً بالمقاومة الإسلامية أعقم هذه المساعي الخبيثة وخلط الأوراق على الجبهة الغربية المعادية للشعب السوري والتي يتزعمها الصهاينة والأمريكان وأحبط جميع أحلام أعداء سوريا وكسر شوكة الإرهاب، وهذه الحقيقة نوه عليها الخبير البريطاني في الشؤون السياسية روبرت فيسك.
* دور الجمهورية الإسلامية الإيرانية في كسر شوكة داعش
بعد اندلاع أعمال الشغب والتخريب في غالبية المدن السورية والتي تمخض عنها قتل الكثير من الأبرياء وتدمير البنى التحتية للشعب السوري وانتعاش النشاطات الوهابية التكفيرية التي تمثلت بطبيعة الحال في الخطف والذبح والحرق والتفجير، بادرت طهران إلى مد يد العون للمظلومين في هذا البلد الجريح وقدمت العون الاستشاري واللوجستي للجيش السوري بغية عرقلة المد التكفيري الذي يحرق الأخضر واليابس، وبعد مدة أدركت الحكومة الروسية خطورة ما تواجهه دمشق وتيقنت بمصداقية المقاومة الإسلامية المدعومة من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فتدخلت لدعم الشعب والجيش في سوريا وآزرت حكومة الرئيس الشرعي بشار الأسد.
ويؤكد باحثون ومراقبون أنّ موسكو لم تكن قادرة على تقديم الدعم العسكري لسوريا بنجاح لولا مساعدة طهران، أي أنّ هزيمة داعش في سوريا كان أشبه بالمستحيل دون الدعم الإيراني الصادق، وهو ما أكد عليه وزير الحرب الإسرائيلي ليبرمان قبل ثلاثة أشهر في مؤتمر هرتزليا، حيث قال إنّ حكومة بشار الأسد كادت تسقط لولا الدعم الإيراني وأنّ روسيا لم تكن قادرة على توفير الغطاء الكافي بنجاح دون معونة طهران.
كما اعترف رؤوس ما يسمى بالمعارضة السورية في مختلف وسائل الإعلام العالمية وفي قناة الجزيرة بالتحديد بأنّ تواجد إيران على الساحة السورية هو الذي أبقى بشار الأسد على رأس السلطة في دمشق، وقد أكد على هذه الحقيقة العديد من المنشقين عن الجيش السوري والمنضمين لصفوف الإرهاب المسلح من أمثال فاتح حسون وبشار الزوبي وغيرهما.
إذن، الجمهورية الإسلامية لعبت دوراً إنسانياً في سوريا وحقنت دماء الشعب السوري وحفظت الأبرياء من الذبح والتنكيل والاستعباد والجلد جراء الفكر الظلامي المتقوم على النهج السلفي الوهابي الوافد من الرياض والمدعوم صهيوأمريكياً، فالموقف الإيراني المشرف أبهر العالم وحير الغربيين بعد أن أفشل المخططات الأمريكية في سوريا.
/ انتهى/