الانتخابات الإيرانية عرس ديموقراطي يتكرر كل 4 سنوات
كتب مدير المركز الدولي للدراسات الامنية والجيوسياسية، الدكتور رضا حرب مقالا خص به وكالة تسنيم الدولية للأنباء تطرق فيه الى حقائق حول التجربة الديمقراطية في إيران، لافتا الى أن ادنى نسبة اقبال في الانتخابات الايرانية اعلى من اعلى نسبة اقبال في الانتخابات الامريكية.
بعد ايام يتوجه الشعب الايراني الى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس الدولة واعضاء مجلس النواب والمحافظين ومجالس البلديات. وخلافا لكل الانظمة الظلامية والاستبدادية التي تحكم المنطقة اختار الشعب الايراني الديموقراطية الاسلامية بموجب استفتاء، واختار دستور الجمهورية الاسلامية بموجب استفتاء اخر. اختار الشعب الايراني النظام الذي يحكمه. كل اربع سنوات يمارس الايرانيون حقهم في اختيار الرئيس واعضاء المجلس التشريعي والمحافظين ومجالس البلديات، وكل 8 سنوات يذهب الناخبون الى صناديق الاقتراع لاختيار اعضاء مجلس الخبراء الذي يختار قائد الثورة الاسلامية، حتى الحرب الظالمة التي شنها احد اسوأ طغاة العصر الحديث والقديم، صدام حسين، لم تمنع الشعب الايراني الحي عن ممارسة حقه وواجبه الانتخابي.
الانتخابات في ايران ليست شعار ولا يقررها المال الانتخابي ولا تقرره مجموعات الضغط، لكل المرشحين فرص متساوية من الظهور وطرح البرامج التنموية والاقتصادية والسياسية في مناظرات حقيقية وشفافة. لا مكان للمال السياسي، ولا تعطي الدولة لنفسها الحق في التحريض والاستقطاب. في الانتخابات الامريكية الاخيرة، اخفى مدير مكتب الفيدرالية ملف اتصالات اعضاء في فريق ترامب بالسفارة الروسية، وقبل اسبوعين من الانتخابات اعاد فتح ملف المرشحة هيلاري كلينتون المتعلق ببريدها الالكتروني. التصرف غير الحيادي جاء بضغط من قبل اعضاء في الدولة العميقة على رأسهم جون ماكين. لا بد ان الفضيحة كان لها بعض الاثر على النتائج. هذا ممنوع في ايران.
مهما كانت الظروف الداخلية والاقليمية تحرص الدولة الايرانية على اجراء الانتخابات المقررة في موعدها لانها تعزز الديموقراطية، ولهذا نرى ان الديموقراطية في ايران في تطور مستمر، وبدلا من التباهي يقول الايرانيون "لا زلنا نتعلم" وهذه تحسب لهم لا عليهم.
الملفت ان الاعلام الغربي يبدي اهتماما ملحوظا بالانتخابات من الناحية السلبية. لا يسلط الضوء على اقبال الشعب الايراني على ممارسة حقه بالاقتراع ولا يسلط الضوء على التطور الديموقراطي لان الغرب الطفيلي يقيم كل شيء من خلال مصالحه. عندما اعلن محمد بن سلمان عن احتمال السماح للنساء بسياقة السيارات، طبل وزمر الاعلام الغربي وكان اسوأ نظام ظلامي عرفته البشرية اصبح ممثلا شرعيا للديموقراطية وحقوق الانسان. الغرب المنافق يقيس القيم الاخلاقية والانسانية بالمكاسب.
وجد الغرب حصر الترشح بستة فرصة للانقضاض على الجمهورية الاسلامية. النظام الانتخابي في الولايات المتحدة الأمريكية يقمع اي مرشح من خارج الحزبين فنجد دائما ان هناك مرشحين فقط، واحد عن الحزب الديموقراطي واخر عن الحزب الجمهوري، ديكتاتورية الحزبين. اليس ملفت ان ادنى اقبال في الانتخابات الايرانية اعلى من اعلى اقبال في الانتخابات الامريكية.
الاعلام العربي الهابط بأغلبه حدث ولا حرج. يطرح الكذبة ثم يصدقها. والاسوأ قابل للتوظيف لمن يدفع. لا داعي للتشبيه. تأتي المكافأة مع التعليمات فتبدأ الحملة. لا اجد غرابة في الامر لان الدول الاستبدادية والظلامية تخاف من انتقال عدوى "الديموقراطية والانتخابات الحرة" الى شعوبهم. منذ اليوم الاول لانتصار الثورة اعلنوا العداء لها ووظفوا كل قلم مرتزق لتشويه صورة ايران خوفا من انتقال عدوى الثورة الى شعوبهم.
بعد مرور 38 سنة على انتصار الثورة وانتصار الديموقراطية وحق الاختيار على الاستبداد الشاهنشاهي يمارس الشعب الايراني بحرية مطلقة حقه في اختيار الرئيس واعضاء المجلس التشريعي والمحافظين واعضاء مجالس البلديات بينما لا تملك معظم شعوب المنطقة العربية هذا الحق. برأيي المتواضع، السبب يعود للديناميكية التي يتمتع بها الشعب الايراني والى الدستور الاسلامي الذي يمنح الشعب هذا الحق بينما في الدول العربية تم توظيف الاسلام لقمع الشعوب وتصوير الحاكم الظالم المستبد انه خليفة الله على الارض، ولي الامر الواجب الطاعة.
رضا حرب - المركز الدولي للدراسات الامنية والجيوسياسية
/انتهى/