روايات وآهات لأمهات الأطفال الشهداء في استهداف أهالي الفوعة وكفريا +فيديو وصور
حلب - تسنيم: لم يشفع لهم أنهم أطفال صغار جياع يتطلعون إلى الحرية، فكان مصيرهم أن يرتقوا شهداء جراء تفجير بسيارة فيها انتحاري، دعاهم لتوزيع أكياس البطاطس والحلويات فلم يذوقوا منها شيئاً بل ارتفعوا إلى السماء، هذا ما أخبرتنا به الأمهات المفجوعات بأطفالهن.
جولة أجرتها مراسلة تسنيم في حلب التقت فيها بذوي الضحايا وسألتهم عن مشاهداتهم، تجيب إحدى السيدات وهي ممددة على السرير: " جاء المسلحون ليوزعوا أكياس بطاطا (شيبس) على الأطفال وفجأة طار كل شيء"
تقول سيدة أخرى: "كانت الأمور تجري بشكل طبيعي وكنا ننتظر لحظة الفرج التي بقينا 3 أيام بانتظارها بكامل الشقاء والتعب بالطبع، كنت أنا وأطفالي نمشي وفجأة حصل التفجير، كان التفجير قوي جداً وبعد التفجير حصل إطلاق نار وبعدها صعدنا إلى سيارات الإسعاف ولا أعلم ماذا حصل بعدها"
تسأل المراسلة إحدى الفتيات التي تملأ الدموع وجنتيها: ماذا حصل معكم؟ تجيب الفتاة: "لا أدري كيف أصف لك ما حصل، حصلت مأساة كبيرة، كانت الأمور تسير بشكل طبيعي، شعرنا فجأة بانفجار كبير، وبعدها لا ندري ماذا حصل اتجهنا مباشرة إلى سيارات الإسعاف والآن لا ندري أي خبر عن أهلنا أبداً"
سيدة تندب وتنوح: "أهالي الفوعة ماتوا، ماتوا من دون أن يشعر بهم أحد، بقينا سنتين من دون أن يشعر بنا أحد، والآن بقوا 3 أيام بالعراء لا أكل ولا شرب، فقط على الخبز والماء، ووعدوا الأطفال بالمصاص (حلويات) وأكياس البطاطا فتتفجر؟!"
أخرى تروي مأساتها: "كنا في سيارات الإسعاف حين حصل الانفجار، ولا أدري الآن أي خبر عن طفلي، وأهلي أيضاً لا أعرف عنهم أي شيء"
تقول أخرى: "مضى علينا 3 أيام، جمعة وسبت وأحد ونحن في الطرقات، من دون طعام وشراب، وخرجنا باتفاقية على أن نتبادل نحن والمسلحون"
تضيف السيدة: "أغلب الشهداء والجرحى أطفال، نحن كنا جالسين في سيارات الإسعاف، لم نشعر إلا والغبار يملأ المكان والأشلاء طارت، هناك أشلاء ممزقة لا نعرف عنها شيء أبداً"
تلتقي مراسلة تسنيم على معبر الراموسة إحدى السيدات من اللجنة المنظمة لاستقبال أهالي الفوعة وكفريا، وتسألها عن خلفيات ما حدث، تجيب السيدة: "ما حصل أنه كان يوجد اتفاقية من المفترض أن يتم تبديل بين البلدات الأربع مضايا والزبداني وكفريا والفوعة، على أن يتم إخلاء كامل لأهالي الفوعة وكفريا مقابل إخلاء أهالي مضايا والزبداني ولكن الفصائل المتواجدة في الطرقات هم عبارة عن مئة رأس ولا يعنيهم أحد لا تركي ولا إيراني ولا روسي ولا سوري، لا يعنيهم إلا أنفسهم فقط"
تضيف السيدة: "أحضر المسلحون سيارة فيها أكياس بطاطا ونادوا للأطفال كي يأخذوا الطعام على اعتبار أنهم يتعاملون بشكل إنساني!! ولكن كانت السيارة مفخخة وتفجرت وسقط عدد كبير من الضحايا"
تسأل المراسلة: "على هذا الطرف يتواجد أهالي مضايا والزبداني وعلى الطرف المقابل يوجد أهالي كفريا والفوعة، كيف رأيت معاملة الجيش لأهالي مضايا والمسلحين؟
تجيب السيدة: "بكل صدق، اليوم أدخل الجانب السوري لهم (للمسلحين وعوائلهم) سندويش شاورما (دجاج)، وأخبرناهم أن أهالي الفوعة وكفريا يقضون وقتهم من دون طعام، فأجابونا أننا نحن (السوريون) لا نتعامل مع الناس بهذا الشكل بل نتعامل بأخلاق" مؤكدة أن أهل مضايا والزبداني ليسوا أسرى بالأصل بل هم مدنيون سوريون ونحن لا نرضى بالأصل أن تتم معاملتهم بسوء".
/انتهي/