الاهداف اللاحقة بالشمال السوري والموقف من القوات الأمريكية والتركية+فيديو
دمشق - تسنيم : قال اللواء في الجيش السوري هيثم خليل لمراسلة تسنيم في دمشق إن الهدف التالي بعد الوصول إلى نهر الفرات هو تحرير مدينة الرقة، لافتاً أنه لا فرق بين القوات الأمريكية أو التركية الموجودة على الأراضي السورية فكلاهما معتدي وسيخرج من أراضينا عاجلاً أم آجلاً.
وحول الأهمية الاستراتيجية لمنطقة الخفسة التي استعادها الجيش السوري خلال عملياته العسكرية شرق مدينة حلب، قال اللواء هيثم خليل: "تعدّ منطقة "الخفسة" التي سيطر عليها الجيش السوري، أحد المناطق الحساسة المعترف عليها دولياً أنها تحوي داعش وغير داخلة في اتفاق وقف إطلاق النار فمن حق الدولة السورية أن تتابع عملياتها العسكرية هناك" لافتاً أن "أهمية الخفسة تكمن في أنها تغذي 5 ملايين مواطن حلبي بمياه الشرب، فالمياه القادمة منها تصب في مضخات منطقة "سليمان الحلبي" بمدينة حلب، وعندما حرّر الجيش السوري مدينة حلب بالكامل، عمد الإرهابيون إلى قطع المياه من محطة الضخ الأساسية على نهر الفرات الموجودة في منطقة الخفسة، ليضغطوا بذلك على الدولة السورية لتحقيق بعض المطالب مقابل إعادة ضخ المياه.
وأضاف خليل: "تقع منطقة الخفسة على نهر الفرات، وقد وصلت القوات السورية يوم أمس إلى منطقة الخفسة إلى الشط الغربي لنهر الفرات، وهذه أول مرة منذ خمس سنوات تصل أي قوة سورية إلى هذا النهر العظيم، وبوصولها إلى هذه المنطقة يكون الجيش قد حقق إنجازاً كبيراً تكمن أهيمته أولاً في تحرير منطقة كبيرة وباتجاه الهدف اللاحق للعملية المتمثل بمدينة "الطبقة" وسد الطبقة الهام، والذي تهدد المجموعات الإرهابية بقصفه وإغراق المدن السورية بالمياه.
وتابع اللواء خليل: "الهدف الثاني بعد الطبقة هو الوصول إلى معقل داعش الأساسي، وتحرير الرقة، خاصة بعد أن حرر الجيش السوري منطقة تدمر واتجه باتجاه الشمال الشرقي والشرق وصولاً إلى السخنة والطبقة"
وأشار اللواء خليل: "كما نلاحظ هذه الفترة المتسارعة التي تتقدم فيها القوات السورية، ففي مؤتمر أستانا الأول كان الجيش السوري على مفارق، مدينة "الباب" التي تبعد 30 كيلومتر عن حلب أما الآن أصبحنا على أطراف "الطبقة" وسد الفرات الذي يبعد من 90 كيلومتر إلى 110 كيلومتر عن حلب، بمعنى أنه خلال فترة بسيطة، حققنا إنجازات كبيرة وسنحقق المزيد من الإنجازات في المستقبل إن شاء الله."
الجيش السوري والقوات الكردية
وعن طبيعة القوات الكردية المقاتلة في الشمال السوري وما إذا كان هناك تنسيق أو تعاون بين الجيش السوري والوحدات الكردية، لفت اللواء هيثم خليل: "القوات الكردية هي بالأصل ليست فقط من الأكراد، بل هناك قبائل عربية مشاركة مع الأكراد ويُعتبرون من النسيج السوري الأصلي، ولكن درءً لخوفهم في المناطق التي لم تكن تصلها قوات الجيش السوري، شكّلوا هذه القوات لحماية أهاليهم ضد داعش وضد العدوّ الاستراتيجي لهم (للأكراد) المتمثل بتركيا"
ولفت اللواء هيثم خليل أنه "لا يوجد تنسيق مع القوات الكردية، ولكن يمكن القول أنّ هناك اتفاق ضمني، بمعنى أنه عندما يتواجد الجيش السوري فليس للأكراد دور، ولذلك عندما وصلت القوات السورية إلى منبج، اعتبر الأكراد أن هذه المناطق أصبحت تحت تصرف الدولة السورية، وهذا الأمر من حق الدولة ولا منّة به لأحد علينا"
الدولة السورية كفيلة باستعادة كافي الأراضي
وعن الخطوة التركية اللاحقة، بعد أن قطع الجيش السوري الطريق على القوات المدعومة تركياً شرق "الباب"، قال اللواء خليل: "تركيا وصلت لطريق مسدود، ولم يعد لها مجال للتحرك أو التوسع، وقد صرّح (رئيس الوزراء التركي) بن علي يلدريم" أننا لا نطمع بأي أرض سوريا، وأنها ستعود للدولة السورية" وأنا أقول له: لا تُمنّنا بهذا الكلام، فنحن الدولة السورية وهي كفيلة باسترداد كافة الأراضي التي يوجد عليها الأتراك والإرهابيون" مضيفاً: "أنا باعتقادي أن التركي سيكتفي بهذا الوضع حالياً إلى أن يكون هناك حل شامل إما سياسياً أو عسكرياً"
كل قوة موجودة على الأراضي السورية من دون إذن هي قوة معادية
وحول نظرة الدولة السورية إلى القوات الأمريكية المتواجدة على الأراضي السورية والتي تدّعي أنها تبذل جهوداً لمحاربة الإرهاب المتمثل بداعش، أشار اللواء خليل: "كل قوات موجودة على الأرض السورية من دون تنسيق وإذن من الدولة السورية تعتبر قوات معادية، والأمريكي موجود على الأراضي السورية بأكثر من مكان ونعتبره جيش احتلال حاله حال التركي، دخل إلى الأراضي السورية من دون التنسيق، حتى ولو افترضنا أنه يضرب عدونا – وهو يدّعي أنه يضرب داعش وهذا الكلام محض كذب – فلو كان يريد ضرب داعش لكانت قد انتهت من زمن بعيد، وبتواجده على هذه الأرض يُعتبر دخيلاً عليها، ولن نقبل لا بمساومة ولا بمفاوضات إلا أن يخرج من أرضنا وسيخرج إن عاجلاً أم آجلاً"
وأشار اللواء هيثم خليل إلى أن الفصائل المسلحة في سوريا تسعى جاهدة لتحقيق إنجاز عسكري على الأرض لكنها تفشل في كل مرّة" لافتاً أن "الفصائل الإرهابية حاولت منذ عشرة أيام أن تدخل مدينة حلب، كي يقولوا أنّ لهم تواجد عسكري في المدينة وبالتالي يكسبوا أوراقاً في مؤتمر جنيف، ولكنّ الطيران الحربي السوري بمساندة الطيران الروسي شن غارات على تجمعاتهم ولم يسمح لهم بالتمدد متراً واحداً، بل على العكس استعدنا بعض النقاط منهم، وعندما يئسوا من هذا العمل قاموا بعمل إرهابي في مدينة حمص تمثّل بضرب مركزين أمنيين، حتى يقولوا أنهم مازال لهم يد في العملية العسكرية بسوريا.
/انتهى/