كيف ينظر قائد الثورة الإسلامية الى ثورة 14 فبراير بالبحرين؟
كلما صفع الشعب البحريني سلطات آل خليفة، وجهت الأخيرة اصابع الاتهام نحو إيران الإسلامية بروايات لم تقدم ادلة على صحة اي منها؛ فكيف ينظر قائد الثورة الإسلامية الى البحرين؟
دخلت ثورة 14 فبراير في البحرين، اليوم الثلاثاء العام السابع من عمرها الذي شهد احداثا مريرة من هدم المساجد، تدنيس القرآن الكريم، اعتقال النساء، استقدام مرتزقة من خارج البلاد، اسقاط الجنسيات عن المعارضين، اعدام المدنيين رميا بالرصاص، التصفيات الجسدية والتعذيب.
كل هذا وغيره فشل في ايقاف عجلة ثورة البحرين التي استمرت تدور وتتقدم بلا هوادة، وخلال هذه المدة، كان حُكام البحرين يلقون اللوم على الجمهورية الإسلامية الإيرانية في كل مرة يفشلون فيها أو يتعرضون لصفعة مدوية من الشعب البحريني.
اليوم تنفخ الثورة شموع ذكرى انطلاقها فيما تذرف الثكالى والأرامل الدموع على زهور قطفتها أيدي الغدر الخليفية على مدى الاعوام الستة الماضية، وفي هذه المناسبة تعيد وكالة تسنيم الدولية للأنباء كلمات قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي التي تناول فيها موضوع البحرين على مدى العام السادس من عمر ثورة 14 فبراير.
حكومة جائرة لأقلية مستكبرة
في كانون الثاني من عام 2016 أكد الإمام الخامنئي على أن الجماعات التكفيرية لا تميّز بين شيعة و سنة، فهي تستهدف أي فرد مسلم يناصر الثورة الإسلامية و يعادي أمريكا، و أشار إلى أحداث البحرين قائلاً: في البحرين أيضاً ليست القضية قضية سنة و شيعة، إنما أصل القضية هو حكومة جائرة لأقلية مستكبرة أنانية على الأكثرية الواسعة.
الشيخ قاسم صمام الأمان
وعدّ قائد الثورة الإسلامية اعتداء حكام البحرين على العالم المجاهد الشيخ عيسى قاسم علامة تدل على جهلهم، مؤكداً: الشيخ عيسى قاسم شخص طالما استطاع التحدث مع شعب البحرين فقد منعه من التحركات العنيفة و المسلحة، لكن حكام البحرين غير ملتفتين إلى أن الاعتداء على هذا العالم المجاهد بمعنى رفع المانع أمام الشباب البحريني المتحمس المندفع للقيام بأية أعمال ضد الحكومة.
تحويل النزاعات السياسية الى حرب أهلية
وخلال استقبال قائد الثورة الإسلامية مسؤولين وجمعاً من مختلف شرائح الشعب الإيراني، في شهر تموز عام 2016، وأكد على أن الأمة الإسلامية بحاجة إلى معرفة العدو والإطلاع على مخططاته، مردفاً: نشهد في البحرين نموذجا آخرا للمساعي الرامية لتبديل النزاعات السياسية إلى حرب داخلية.
إيران لم ولن تتدخل في قضايا البحرين
وأكد سماحته قائلاً: لم تتدخل الجمهورية الإسلامية الإيرانية في قضايا البحرين أبداً ولن تتدخل، و لكن إذا كان في هذا البلد وعي و عقل سياسي فيجب أن لا يسمحوا بتبديل النزاع السياسي إلى حرب داخلية، و ينبغي أن لا يضعوا أبناء الشعب بعضهم في مواجهة بعض.
لن نتدخل لكننا ننصحهم
وفي كلمة اخرى له خلال استقباله مدراء النظام الإسلامي وسفراء البلدان الإسلامية قال سماحته: إننا لم نتدخل أبداً في قضية البحرين و لن نتدخل، لكننا ننصحهم، فالقضية هناك أيضاً قضية نزاع سياسي، و هم يفعلون ما يحوّل هذا النزاع السياسي إلى حرب داخلية، فإذا كان لديهم وعي و معرفة و إذا كان العقل السياسي يسودهم فلا يفعلوا هذه الأفعال. الخلافات و النزاعات السياسية قد تحصل في أي بلد، فلماذا يفعلون ما يدفع الشعوب إلى العنف؟ وإلى أن يقف الناس بوجه بعضهم؟ هذه أخطاء نشاهدها للأسف في بعض البلدان الإسلامية الأخرى.
مثيرو الفتن ينشرون مديات ظلمهم إلى البحرين
وخلال نداء الإمام الخامنئي لحجاج بيت الله الحرام في العام الهجري 1437، في شهر سبتمبر عام 2016 قال الإمام الخامنئي: الحكام المثيرون للفتن الذين ورّطوا العالم الإسلامي في حروب داخلية و قتل و جرح للأبرياء عن طريق تأسيس و تجهيز الجماعات التكفيرية الشريرة، و راحوا يغرقون اليمن و العراق و الشام و ليبيا و بلدان أخرى في الدماء، هم متلاعبون سياسيون لا يعرفون الله، و يمدون يد الصداقة نحو الكيان الصهيوني المحتل، مغمضين أعينهم عن آلام الفلسطينيين و مصائبهم المهلكة، و ينشرون مديات ظلمهم و خيانتهم إلى مدن البحرين و قراها.
يد أمريكا ضالعة في القضية
في أغسطس عام 2016 اعتبر سماحة آية الله الخامنئي قضية البحرين ودخول قوات عسكرية اجنبية اليه لفرض الضغوط على شعب هذا البلد مثالا آخر للاجراءات المدعومة من جانب اميركا وأضاف: ان الحكومة السعودية اليوم هي بيد افراد لا يتصفون بالحكمة ولكن التحليل الدقيق للامور يكشف بأن يد اميركا ضالعة في كل هذه القضايا.
ضوء اخضر أمريكي
وفي كلمة لسماحة قائد الثورة اثناء استقباله جمعاً غفيراً من أبناء الشعب خلال شهر اغسطس عام 2016، قال: وفي قضية البحرين يدخل جيش أجنبي إلى داخل البحرين من أجل الضغط على شعب البحرين، هنا أيضاً جاء الضوء الأخضر من أمريكا. هذه الحكومة السعودية حكومة تدار بأيدي الأطفال، أطفال لا يفقهون حقاً، إنها بأيديهم، لكن ما يدركه الإنسان بتحليل الأمور و مشاهدتها هو أن لأمريكا حقاً يدٌ في هذه الممارسات، و هي التي تدعم.
نشر الأدب المقاوم
وخلال استقبال قائد الثورة الإسلامية كوكبة من الشعراء والأدباء في ليلة النصف من شهر رمضان المبارك بمناسبة ميلاد الإمام الحسن المجتبى (ع) شدد على نشر الأدب المقاوم، وقال: لو تمت ترجمة هذه الأشعار (الأدب المقاوم)، وإرسالها إلى الأماكن التي يُذاع صيته فيها، كم ستترك من الآثار، وكم سترفع من المعنويات! ولكننا لا نفعل ذلك، ونحن مقصرون حقاً في هذه المجالات. أو الأشعار التي تنظم في قضية فلسطين، أو اليمن، أو البحرين، وأمثال ذلك، أو التي يتم نظمها فيما يخص الخيانات الأمريكية. ففي الاتفاق النووي لم نشهد خيانات قليلة من الجانب الأمريكي، وهذا ما يجب الإفصاح عنه، وهو أمرٌ لا يقتصر على السياسيين، بل الأفضل منهم هم الفنانون الذين عليهم أن يكشفوا هذه الحقائق.
اعد التقرير: ياسر الخيرو