ضغوط بعض الدول العربية تحول دون اقتراب مصر وايران + فيديو
التقى مراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء في القاهرة، السفير السابق ومساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، معصوم مرزوق، حيث أجرى معه حوارا حول العلاقات الإيرانية المصرية وتطورها خلال الحقبة الماضية.
واكد السفير مرزوق خلال الحوار أن طهران والقاهرة تمثلان قوة هامة في الشرق الاوسط، لافتا الى ان مصر اتخذت موقفا غير وديٍ تجاه إيران نتيجة لضغوط بعض الدول العربية.
وقال مرزوق انه لا ينبغي ان تكون العلاقات بين الدول مبنية على حسن او سوء العلاقات مع طرف ثالث، ينبغي ان تكون العلاقات مع ايران شانها شان باقي دول الشرق الاوسط علاقات طيبة مبنية على مصالح مشتركة و على عدم تدخل في الشؤون الداخلية لاي منهما.
واضاف : منذ زمان و نحن نقول ان ايران لابد من ان تهتم بالمحاور التي هي بتهم مصر، لاستعادة زخم العلاقات الدبلوماسية مرة اخرى، و مصر ايضا عليها ان تراعي بعض الخصوصيات الخاصة بايران، ومما لا شك فيه ان طهران و القاهرة يمثلان قوة هامة في الشرق الاوسط، ويمكنهما معا ان يقيما حاجزا قويا يمنع التدخلات من خارج الاقليم و الاقليم.
معصوم مرزوق:انا اتصور انه هناك حسابات خاطئة لدى الطرفين، و هذه الحسابات بنيت عليها تقديرات وموقف خاطئ ايضا، نتيجة لبعض الضغوط من بعض الدول العربية الصديقة اتخذت مصر موقفا غير ودي تجاه الجانب الايراني، انا اقول ان هذه الحسابات هي تحتاج الى نوع من الدبلوماسية العاقلة من اجل بناء الجسور مرة اخرى بين كل من مصر و ايران، لان من مصلحة البلدين ان تكون بينهما علاقات طيبة.
تسنيم: هل بامكان كل من ايران و مصر ان تلعبا دورا في اعادة هذه العلاقات، ام ان مفتاح هذه العلاقات موجود بيد دول اخرى لديها دور في هذه العلاقات ؟
معصوم مرزوق: يمكن لخطوة اكثر دفئا من ايران الى القاهرة بان تقابل بشكل طيب في القاهرة .
تسنيم: كمواطن مصري كيف تقيم وضع و موقف الشارع المصري اقتصاديا و سياسيا لدعم عودة العلاقات بين البلدين؟
معصوم مرزوق: انا اعتقد بان الشارع المصري حاليا مهموم بظروفه الداخلية ، لدرجة ان المسائل التي تتعلق بالعلاقات الدولية لم يهتم بها كثيرا الشارع المصري حاليا، الا بالقضية الفلسطينية فقط، ما عدا ذلك فان الشارع المصري غير مهتم لانه مهموم و مثقل باعباء الحياة اليومية، لدرجة انه لا يفكر بها كثيرا.
تسنيم: يقال بان عودة العلاقات بين مصر و ايران هو بحاجة لموافقة جهاز الامن المصري بذلك هل هذا صح ؟
معصوم مرزوق: لا هو انه طبعا للجهاز الامني من دون شك دور كبير في ذلك، لكن المسالة هي بحاجة الى مسائل اكثر من كونها امنية، فانه بحاجة الى وجود تواصل دبلوماسي حميم و هناك قنوات دبلوماسية كانت و اغلقت لابد من اعادة فتحها، و مع فتح هذه القنوات انا اتصور بان المياه سوف تجري مرة اخرى في مجاريها الطبيعية بين البلدين.
تسنيم: هل يمكن ان يكون للسياحة و الاقتصاد دورا من اجل اعادة العلاقات بين مصر و ايران؟
معصوم مرزوق: نعم هي مجموعة عوامل و نحن تحدثنا عن العامل الامني و العامل السياسي و العامل الدبلوماسي و للسياحة و الاقتصاد طبعا يمكن ان يلعب دور مهم جدا ولا اجد اي مانع من اجل استعادة هذه الفوائد لان مصر فيها سوق كبير جدا و ايران ايضا فيها سوق كبير جدا، ويستطيع البلدان ان يتبادلا المنافع الاقتصادية و طبعا للسياحة تمثل قدر كبير جدا و انا اتصور ان هناك العديد من المصريين الذين يرغبون بزيارة الاراضي الايرانية بزخمها التاريخي و الثقافي الذي لايمكن ان ينكره احد، مثلما ان هناك العديد من الايرانيين الذين يرغبون في زيارة لمصر و خاصة للمزارات هنا في القاهرة و بالتالي فانني اتصور بان هذا الملف مهم جدا و من الممكن ان يساعد لترطيب العلاقات بين البلدين.
تسنيم: هل ان عودة العلاقات بين مصر و ايران يمكن ان تعود بسبب سوء هذه العلاقات بين مصر و السعودية وهل يمكن لهذه العلاقات ان تعود بسبب الازمة المصرية مع بعض الدول العربية في الخليج الفارسي ؟
معصوم مرزوق: انا قلت في البداية انا شخصيا مقتنع تماما انه لاينبغي لدولة ان تبني علاقاتها مع دولة ثالثة بناء على علاقات مع دولة اخرى، انت تبحث عن مصالحك مع هذه الدولة بناء على حساباتك انت الخاصة بك، وليس لعلاقاتك مع دولة خاصة اخرى، سواء بالسلب او الايجاب، هي التي تبني علاقاتك مع الدولة هذه، و طبعا للدول العربية في الخليج (فارسي) هناك دول لها علاقات جيدة مع ايران يعني مثلا هناك علاقات دبلوماسية مع الامارات و بين ايران و هذه العلاقات هي طيبة وهي من احسن العلاقات التجارية في العالم العربي كله.
/انتهى/