هل ستخسر السعودية ابرز حلفائها في بلاد الشام؟
مما لا شك في ان الاردن احد اهم حلفاء السعودية ودول الخليج الفارسي في منطقة الشرق الاوسط، وكانت داعما لاي خطة سعودية في المنطقة، وكان اخرها التدخل السعودي في الازمة السورية حيث لعبت الاردن دورا كبيرا الى جانب السعودية فيه.
تغيرت مجريات الاحداث في المنطقة وبدأت السعودية وحلفاؤها يتجرعون طعم الهزيمة مما انعكس سلبا وبشكل كبير على الاردن الذي بدأ يعيد حساباته ويحاول اعادة صياغة سياساته وعلاقاته الدولية.
القى منذ عدة ايام الشيخ احمد هليل امام الحضرة الهاشمية وقاضي قضاة الاردن خطبة نارية حذر فيها ملوك وامراء الخليج الفارسي من انهيار البلاد بسبب الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به وخاصة بعد ازمة السياحة التي تعانيها الاردن بسبب الاعمال الارهابية التي تتعرض لها المدن الاردنية.
انتظرت الحكومة الاردنية حتى نهاية العام الماضي على امل ان تجدد دول الخليج الفارسي منحتها الخمسية، حيث تقدم للاردن خمسة مليارات دولار اخرى على مدى خمس سنوات، ولكن خاب هذا الامل واصبح الاردن يمر بظروف مالية صعبة، حيث بلغ الدين العام حوالي 37 مليار دولار، ووصل العجز في ميزانية العام الجديد حوالي 1.1 مليار دولار، مما دفع حكومة السيد هاني الملقي الى فرض ضرائب تصاعدية على حوالي 95 سلعة في محاولة لسد هذا العجز جزئيا.
وبما ان دول الخليج الفارسي لم تقدم الدعم للاردن من الممكن بسبب الضائقة الاقتصادية التي تمر بها بسبب دفعها لمليارات الدولارات على حروبها وعلى زعزعة استقرار دول المنطقة، كان لا بد لملك الاردن عبد الله الثاني من اتخاذ اجراءات فورية واعادة النظر في سياساته وتحالفاته .
كانت زيارة الملك الاردني الاخيرة لموسكو مؤشرا على ادراك الاردن للدور الفاعل لروسيا في المنطقة ومن الممكن ان تكون محاولة منه للتقرب من المحور الذي تدعمه ، حيث تكون روسيا وسيط لمصالحة الاردن مع سوريا والتقرب من ايران وبهذا تكون دول الخليج قد خسرت احد حلفاءها الذي اختار روسيا حليفا له على غرار مصر التي توجهت نحو محور المقاومة من خلال العراق.
كاتب و صحفي سوري
/انتهى/