التماثيل الطبيعية في قرية "ورديج " إحدى ضواحي العاصمة طهران+ صور
محافظة طهران لا تختلف عن سائر محافظات البلاد من حيث جمال طبيعتها ومعالمها الجذابة، فهي محاطة بجبال شاهقة وقرى جميلة هي الجنان بعينها، ومن أبرزها قرية اسمها " ورديج " التي زينتها المؤثرات الطبيعية بصخور منحوتة في أروع صورة وكأن فنان قدير نقش عليها تماثيل متنوعة الأشكال، وإلى جانبها قرية جميلة أخرى اسمها " واريش " تعد مصيفاً ينعش الروح في فصل الصيف.
خاص بوكالة تسنيم الدولية للأنباء - هذا التقرير هو من سلسلة التقارير الخاصة بوكالة تسنيم الدولية للأنباء حول أجمل المعالم الأثرية والأماكن السياحية والدينية في إيران والتي تستقطب سنوياً الملايين من السائحين والزائرين المحليين والأجانب، وهناك الكثير من المناطق التي ما زالت بكراً ولم تشيد فيها مواقع خاصة لتقديم خدمات سياحية لكن يمكن للمتكتشفين ومحبي الطبيعة شد الرحال إليها لاستطلاع معالمها عن كثب والتلذذ بمناظرها الطبيعية والجغرافية الفريدة من نوعها، وإيران هي واحدة من البلدان الأكثر أماناً في العالم وجميع السائحين والزائرين يمضون أوقات ممتعة في أجواء آمنة حين يقصدونها كما أن نفقاتهم المالية أقل بكثير مما ينفقونه فيما لو قصدوا أي بلد سياحي آخر، لذلك فإن أعدادهم تتزايد عاماً بعد عام.
العاصمة طهران لا يقتصر جمالها على شوارعها ومبانيها الشاهقة وحدائقها الغنّاء، إذ تحيطها ضواحي جميلة وخضراء هي الروعة بعينها ومن جملتها قرية " ورديج " الواقعة في الناحية الغربية منها، فهذه القرية قد شيدتها يد الطبيعة لتنتحت صخورها على هيئة تماثيل جميلة تبهر كل من يزورها.
* قرية " ورديج " لوحة فنية نقشتها يد الطبيعة
" ورديج " قرية صغيرة لا تبعد سوى عدة كيلومترات من مركز مدينة طهران وفي ناحية " كن وسولقان " بالتحديد، وهي تعد أكبر القرى في الضواحي الغربية من المدينة حيث يبلغ عدد سكنتها 500 نسمة، ومن أبرز ميزاتها أن صخورها قد نقشت جراء العوامل الطبيعية على شكل تماثيل جميلة ناهيك عن وجود العديد من الينابيع الزاخرة بالمياه الصافية العذبة.
*جمال الطبيعة واعتدال الجو صيفاً في قرية "واريش"
وإلى القرب من هذه القرية هناك قرية أخرى اسمها " واريش " حيث يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 2250 م تقريباً وأجواؤها أكثر برودةً من ورديج لدرجة أن معظم سكنتها يغادرونها في فصل الشتاء القارس وفي غير الشتاء تقطنها 40 أسرة فقط إذ لا يبقى فيها في فصل البرد سوى 15 أسرة.
في قرية واريش توجد ينابيع تتدفق منها المياه العذبة وبعض أهالي العاصمة يقصدونها في فصل الصيف نظراً لاعتدال أجوائها ونقاوة هوائها وخضرة أراضيها وجمال حدائقها، حيث ترفل بمختلف الأشجار المثمرة وغير المثمرة ولا سيما البرقون والكرز بنوعيه الحلو والحامض والتوت والمشمش والعديد من من الأشجار المثمرة الأخرى.
* المعالم السياحية في قرية "ورديج "
الربيع هو أجمل فصل في قرية " ورديج " حيث تزهو أشجارها بالزهور الجميلة بشتى الألوان وكأنها ترتدي حلة بيضاء ناصعة مزوقة بألوان وردية وحمراء، وأوديتها الخضراء ترفل بالأشجار والنباتات الخضراء التي تمتد إلى أعالي الجبال المحيطة بها.
* شلال "لت مال "
كلمة " لت " بالفارسية تعني الحجر، وكلمة " مال " تعني ممرغ، وهذا التركيب هو اسم لشلال تنهال منه المياه العذبة الصافية على الصخور الملساء الجميلة ومن ثم تجتمع مياهه مع مجاري أخرى لتكون نهراً فصلياً تنسال فيه المياه في أواخر فصل الشتاء حتى أواخر الربيع.
هذا الشلال في الحقيقة مكون من ثلاثة شلالات متصلة ببعضها إذ يبلغ ارتفاع الأول خمسة أمتار والثاني أعلا منه قليلاً والثالث الذي هو الأكبر فيبلغ ارتفاعه 35 م وهو بشكل مدرج وقد أدت مياهه الجارية إلى صقل الصخور التي تحتك بها لتنحت منها تحفة طبيعية رائعة.
* التماثيل الحجرية الطبيعية في قرية "ورديج "
حينما يرى الناظر تلك الصخور الجميلة المنحوتة في أطراف قرية " ورديج " يتصور أن عددا من الفناني اجتمعوا ونقشوها بأشكال جميلة على هيئة أوجه بشر ويتصور أن بعضها بقايا لأطلال قلاع قديمة قد اندرست على مر العصور، لذلك هناك أساطير محلية عديدة حول سبب تصويرها بهذه الأشكال الفريدة من نوعها إلا أن علماء الجغرافيا يؤكدون على أن المؤثرات الطبيعية وحركات القشرة الأرضية على مر العصور هي التي نقشتها بهذه الصورة الرائعة، ومن أبرز هذه النقوش أشكال على هيئة جمجمة إنسان وأجسام حيوانات برية.
* مرقد العلوية "بي بي زرّين قمر "
في القرب من قرية " واريش " مرقد مقدس لإحدى علويات بني هاشم يسميها السكنة المحليون " بي بي زرّين قمر " وإلى القرب منها هناك مبنى استراحة لهواة تسلق الجبال.
يقول السكنة المحليون إن هذه العلوية هي إحدى أخوات الإمام الرضا (عليه السلام) حيث هربت هي وأختها بدر النساء من بطش الظلمة الجائرين الذين كانوا يفتكون بأهل البيت أينما وجدوهم وقد التجئتا إلى صخرة في الجبل المحاذي لقرية واريش واختبئتا في أحد شقوقه بعد مطارة الأعداء لهما.
* شارع "مسيح الله دين محمد "
بعد أن يجتاز السائح قرية " واريش " يجد طريقاً يسلكه هواة تسلق الجبال والسائحون حيث يمتد إلى الناحية الشرقية من القرية حتى ينتهي إلى سهل واسع، وقد أطلق عليه اسم شارع مسيح الله دين محمد نسبة إلى طيار استشهد في العراق بعد أن أسقطت طائرته في هجوم جوي شهير شنته القوات الجوية الإيرانية على أراضي العدو آنذاك.
* مرتفعات" بهنه حصار "
الجبال المحاذية لقريتي ورديج وواريش هي جزء من سلسلة جبال " ألبرز " والمنطقة التي تقعان فيها تسمى ناحية " كن " وهناك مرتفعات اسمها " بهنه حصار " وتطلق عليها أسماء أخرى مثل بهنه سار وبهن حصار وبشته بند وكندم جال، وهي جميلة وفيها معالم طبيعية رائعة فريدة من نوعها.
/ انتهى/