مدينة "شهرضا" أرض الجبال والمنتجعات الصيفية، وقرية "هونجان" جوهرة فذة منقطعة النظير+صور
مدينة "شهرضا" في محافظة أصفهان تزخر بالمناظر الطبيعية الخلابة من سهول خضراء وجبال باسقة محفوفة بجداول وأشجار تبعث الطلاوة في النفوس بنسيمها العليل، لذا فهي تضم أفضل المنتجعات التي يقصدها السائحون في فصلي الربيع والصيف، وعلى رأس معالمها الطبيعية قرية "هونجان" المعروفة بجمال طبيعتها عذوبة مياهها وروعة أجوائها.
خاص بوكالة تسنيم الدولية للأنباء -هذا التقرير هو من سلسلة التقارير الخاصة بوكالة تسنيم الدولية للأنباء حول أجمل المعالم الأثرية والأماكن السياحية والدينية في إيران والتي تستقطب سنوياً الملايين من السائحين والزائرين المحليين والأجانب، وهناك الكثير من المناطق التي ما زالت بكراً ولم تشيد فيها مواقع خاصة لتقديم خدمات سياحية لكن يمكن للمتكتشفين ومحبي الطبيعة شد الرحال إليها لاستطلاع معالمها عن كثب والتلذذ بمناظرها الطبيعية والجغرافية الفريدة من نوعها، وإيران هي واحدة من البلدان الأكثر أماناً في العالم وجميع السائحين والزائرين يمضون أوقات ممتعة في أجواء آمنة حين يقصدونها كما أن نفقاتهم المالية أقل بكثير مما ينفقونه فيما لو قصدوا أي بلد سياحي آخر، لذلك فإن أعدادهم تتزايد عاماً بعد عام.
محافظة أصفهان التراثية الجميلة تضم في مساحتها الجغرافية العديد من المدن الكبيرة التي هي آيات من الروعة والجمال الطبيعي، وبما فيها مدينة "شهرضا" المحفوفة بقرى جميلة وسهول خضراء وجبال باسقة تتناثر فيها الأشجار بشتى أنواعها، وقرية "هونجان" التي تبعد عنها مسافة 60 كم هي إحدى آيات الجمال الطبيعي هناك حيث تستقر بين سلاسل جبلية، ونظراً لتنوع طبيعتها وتعدد معالمها الفريدة من نوعها واعتدال أجوائها في فصلي الصيف والربيع فقد أصبحت قبلة سياحية لمحبي الطبيعة والسائحين الذين يفدون عليها من جميع أرجاء الجمهورية الإسلامية والعالم.
* قرية "هونجان" منتجع صيفي لا نظير له
فصل الشتاء في قرية "هونجان" بارد لكونها تقع في منطقة جبلية، ولكن أجواءها معتدلة تنعش النفوس في فصلي الربيع والصيف، لذلك فهي في هذين الفصلين تستقطب أعداداً كبيرة من السائحين وعشاق الطبيعة من شتى أصقاع إيران وبعض البلدان الأخرى، ومن جملة معالمها الطبيعية الفريدة من نوعها تلك الضفاف الخضراء الرائعة التي تحف نهر "آبكا" الذي تمخره المياه المعدنية العذبة.
نظراً لتنوع مساحاتها الخضراء ووفرة أشجارها ونباتاتها فهي محط رحال أكثر من 350 أسرة عشائرية رحالة في فصلي الربيع والصيف من كل عام، وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن سكنتها يحيون شهري محرم الحرام وصفر المظفر بشعائر دينية يشوبها الخلوص والوفاء لديننا الإسلامي الحنيف وحملة راية الحق والشهادة في سبيل الله من آل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله)، كما أن سائر المناسبات الوطنية والشعبية تقام وفق تقاليد وأعراف خاصة ولا سيما مراسيم الزواج التي تحظى بأهمية كبيرة هناك.
* لماذا سميت هذه القرية باسم "هونجان"؟
ذكر الدكتور معين في قاموسه المعروف "معين" بأن وجه تسمية هذه القرية يعود إلى إحدى القبائل التركية المهاجرة إلى تلك الديار، وهي قبيلة "هون" حيث هاجر أبناؤها إلى شتى بقاع قارة آسيا ولا سيما مناطق شمال الصين وصحراء منغوليا وسهول تركمانستان وإيران، وفيما بعد تغيرت هذه الكلمة إلى "هونان" ومن ثم أصبحت "هونجان".
* تأريخ قرية "هونجان" العريق
تشير بعض المصادر التأريخية الموثقة إن هذه القرية الجميلة العريقة قد استوطنت في القرن الرابع أو الخامس الهجري، وما يؤكد ذلك الشواهد التالية:
1 ) أطلال حصن قديم يسمى "قلعه غازيان" أي المحاربون والذي تم تشييده في العهد المغولي، لكنه انهار شيئاً فشيئاً إثر الكوارث الطبيعية.
2 ) في عهد الملك عباس الصفوي كلف أحد المسؤولين المحليين بجبي الضرائب من أهلها، وقد دون في الأمر الملكي أن هذه القرية قد تأسست واستوطنت إبان القرنين الرابع والخامس الهجريين.
3 ) هناك أحجار لقبور تدل على أن الموتى الأوائل المدفونين فيها كانوا من معتنقي الديانة الزاردشتية.
4 ) وثائق وعقود بيع وشراء الأراضي والممتلكات يرجع تأريخها إلى العهد الصفوي.
5 ) وجود مبنى قديم تشير الشواهد التأريخية فيه إلى أنه بني قبل 350 عاماً وفيه أحجار نقش عليها تأريخ قرية "هونجان"، ويعرف هذا المبنى باسم "قلعه إسماعيل كني".
6 ) وجود مسجد تراثي يعود تأريخ تشييده إلى قبل أكثر من 280 عاماً .
7 ) يؤكد أحد الباحثين في جامعة أصفهان على وجود سجادة قديمة قد حيكت في هذه القرية إبان تلك الفترة المشار وإليها، وهذه السجادة موجودة الآن في متحف اللوفر بفرنسا.
8 ) هناك سجادة قديمة يعود تأريخ حياكتها إلى تلك الحقبة الزمنية، وهي موجودة اليوم في متحف العتبة الرضوية المقدسة.
9 ) وجود أطلال حما قديم تم تشييده بأمر من الملك فتح علي شاه القاجاري، ووثيقة تشييده موجودة حتى الآن حيث تؤكد هذه الوثيقة أن كلفة البناء بلغت 26 توماناً، وقد تولى تشييده السيد قاسم خان قبا زر في منطقة تسمى "يورد شاه" تابع قرية "هونجان".
10) العثور على الكثير من الآثار القديمة في مختلف نواحيها والكثير من الأواني الخزفية التي كانت تصنع في تلك الآونة.
* منتجع "زر چشمه" ينبوع يتدفق بأعذب المياه من قلب الجبل المطل على قرية "هونجان"
على مسافة 12 كم من قرية "هونجان" يوجد جبل فريد من نوعه مميز بينبوع زاخر بالمياه العذبة، ويطلق عليه اسم "زر چشمه"، وما زاد من روعة هذه المنطقة أنها محفوفة بالمساحات الخضراء والأشجار المتنوعة المثمرة وغير المثمرة ناهيك عن الورود الجميلة التي تستنشق النسيم العليل في فصلي الربيع والصيف.
نظراً لروعة الطبيعة إلى جانب ضفاف هذا الينبوع فقد أصبحت منتجعاً سياحياً يعرف باسم "زر چشمه" أيضاً، وبعد تدفق المياة العذبة الباردة من هذا الينبوع الفريد من نوعه تجري لتكون نهراً هو شريان الحياة وعصب الطبيعة هناك.
هذه المنطقة الجميلة مليئة بالأشجار البرية بمختلف أنوعها وهي معروفة أيضاً بأعشابها الطبية النادرة التي لا يمكن الحصول عليها بسهولة إلا هناك.