كهكيلوية وبوير أحمد: الحرف اليدوية الفريدة + صور وفيديو
أهالي محافظة كهكيلوية وبوير أحمد عرفوا منذ قديم الأيام بشجاعتهم وكرمهم وبراعتهم في صناعة أروع النتاجات اليدوية ولا سيما حياكة السجاد الملون بألوان زاهية وبمختلف الأحجام والأنواع.
خاص بوكالة تسنيم الدولية للأنباء - هذا التقرير هو من سلسلة التقارير الخاصة بوكالة تسنيم الدولية للأنباء حول أجمل المعالم الأثرية والأماكن السياحية والدينية في إيران والتي تستقطب سنوياً الملايين من السائحين والزائرين المحليين والأجانب، وهناك الكثير من المناطق التي ما زالت بكراً ولم تشيد فيها مواقع خاصة لتقديم خدمات سياحية لكن يمكن للمتكتشفين ومحبي الطبيعة شد الرحال إليها لاستطلاع معالمها عن كثب والتلذذ بمناظرها الطبيعية والجغرافية الفريدة من نوعها، وإيران هي واحدة من البلدان الأكثر أماناً في العالم وجميع السائحين والزائرين يمضون أوقات ممتعة في أجواء آمنة حين يقصدونها كما أن نفقاتهم المالية أقل بكثير مما ينفقونه فيما لو قصدوا أي بلد سياحي آخر، لذلك فإن أعدادهم تتزايد عاماً بعد عام.
لا يختلف اثنان في أن محافظة كهكيلوية وبوير أحمد - بمركزية مدينة ياسوج - تجميع في جميع أكنافها بين التراث العريق والطبيعة الخلابة، وأهاليها منذ سالف العصور عرفوا ببراعتهم في الزراعة وتربية المواشي والحرف اليدوية التي تتجلى في أحلا صورها في تلك السجاجيد التي تحاك بشتى الأحجام والألوان، وما يثير الدهشة فيها أنها مستوحاة من الطبيعة وكل مكوناتها وألوانها وموادها الخام طبيعية مئة بالمئة.
وفيما يلي نشير إلى جانب يسير من هذه الفنون الثقافية الفريدة من نوعها إلى جانب ذكر بعض الميزات التي تنفرد فيها هذه المحافظة من النواحي السياسية والتراثية والاقتصادية والثقافية:
* حياكة سجاد النمط "گليم"
أهم منتوج محلي طبيعي في محافظة كهكيلوية وبوير أحمد عبارة عن نوع شهير من السجاد يعرف بسجاد النمط أو ما يسمى باللغة الفارسية "گليم" وسجادته عبارة عن بساط مؤلف من طبقتين متلاصقتين من صوف الغنم المطلي بألوان طبيعية، حيث تتم حياكته في أحجام وأشكال ونقوش مختلفة وتستخدم في طليه ألوان زاهية طبيعية مئة بالمئة.
* حياكة سجاد الزينة المعلق على الجدران " گچمه"
سجاد الزينة الذي يعلق على الجدران يطلق عليه في محافظة كهكيلوية وبوير أحمد اسم " گچمه" وهو نوع من السجاد الذي تركب فيها أساليب حياكة السجاجيد الأرضية والنمط "گليم" ولكن مع الأسف الشديد بدأ هذا الفن التراثي الأصيل يتلاشى شيئاً فشيئاً بعد انتشار السجاجيد المحاكة في المعامل وإثر صعوبة حياكته ولكن هناك جهود لإحيائه من جديد لأنه فن أصيل في غاية الروعة والجمال.
* بيوت الشعر
في مختلف نواحي الجمهورية الإسلامية عرف منذ الأزمنة السالفة فن حياكة بيوت الشعر التي عادة ما يستفاد منها كبيوت للرحل في المناطق الصحراوية والجبلية، ومحافظة كهكيلوية وبوير أحمد هي أشهر المناطق في هذا النوع من الحياكة، حيث يعتمد فيه على شعر الحيوانات الأهلية كالماعز والجمال، ومن أبرز خصوصياته أنه يحول دون نفوذ ماء المطر إلى داخل الخيمة كما توجد فيه منافذ خاصة للتهوية.
هذا الفن التراثي الأصيل هو الآخر أمسى اليوم في طي النسيان وبدأ يتضاءل شيئاً فشيئاً بعد استقرار الرحل في المدن والأرياف وانتشار المعدات الحديثة في البناء.
* حياكة سجاد الوسائد المزركش "رند بافي"
إحدى المهارات التراثية الفنية الأخرى التي تشتهر بها محافظة كهكيلوية وبوير أحمد حياكة سجاد الوسائد المزركش بخيوط وذؤابات ملونه والذي يعرف باللغة الفارسية باسم "رند بافي"، حيث يحاك في أحجام وأشكال عديدة وبألوان رائعة وزاهية ومنوعة.
يستخدم هذا النوع من السجاد في تزيين الوسائد التي تعتمد كمتكئ والمقاعد المحلية ومختلف أنواع الفراش والحشايا.
* حياكة سجاد الزينة لتغطية الوسائل المنزلية "مشته بافي"
هناك قرية في محافظة كهكيلوية وبوير أحمد اسمها "درغك" تابعة لمدينة "ديشموك" معروفة بحياكة نوع خاص من السجاجيد الصغيرة تسختدم للزية ولتغطية الوسائل المنزلية ويطلق عليها في اللغة الفارسية اسم "مشته بافي"، حيث تحاك بأحجام وأشكال مختلفة تتناسب مع أحجام وأشكال الوسائل التي تحاك لأجل تغطيتها أو تزيينها والطريف في هذه الصناعة المحلية أن الفنان الذي يصوغها لا يعتمد على خارطة أو أسلوب حياكة خاص، بل يحاكي ذهنه الطبيعة وينقشها بشتى النقوش والألوان.
* حياكة السجاد اليدوي "جاجيم"
محافظة كهكيلوية وبوير أحمد معروفة أيضا بحياكة أفضل أنواع السجاد اليدوي الذي يسمى باللغة الفارسية "جاجيم" وهو نوع من البسط التي تحاك عادة على شكل خيوط متداخلة مع بعضها وليس كسائر السجاد اليدوي الذي يحاك باستخدام صوف الغنم، وعادة ما تستخدم فيه نقوش مضلعة وبألوان عديدة لكن الطابع الغالب فيها هو اللونان الأحمر والأسود، وفي طرفي السجادة تحاك خيوط على شكل ذؤابات في بداية الحياكة ونهايتها في حين أن طرفي السجادة الأيمن والأيسر ليسا كذلك، وغالباً ما تستخدم في دور الضيافة والمناسبات العامة نظراً لجماله وخفة وزنها.
* حياكة الأقمشة والمناديل "سفره بافي"
كان المواطنون قديماً في مختلف نواحي الجمهورية الإسلامية ولا سيما القرويون وسكنة الجبال والصحاري بحياكة ما يحتاجون إليه من أقمشة تستخدم كمناديل وموائد بأيديهم، و محافظة كهكيلوية وبوير أحمد هي الأخرى لها مكانة هامة في هذه الحرفة التراثية، حيث تحاك هذه الأقمشة والمناديل لأغراض منزلية عديدة ولا سيما لحفظ الخبز والقمح والدقيق.
* حياكة سجاد النمط المضغوط "نمد مالي"
هناك فن خاص في صناعة نوع من النمط المحلي في محافظة كهكيلوية وبوير أحمد وفي بعض المدن الإيرانية، ألا وهو حياكة النمط المضغوط بالأرجل، حيث يختص الرجال بهذه الحرفة لكونها تتطلب جهداً عضلياً كبيراً، وذلك بجمع قطع من صوف الغنم وجمعها على شكل نقوش مختلفة وبألوان شتى ثم تبلل وتضغط بالأرجل بشدة ولمدة طويلة وهي مطوية، وعادة ما يستخدمها سكنة القرى والجبال من العشائر والرحل كبسط للجلوس عليها وبعضها يستخدم كثياب شتوية.
* خياطة الثياب المحلية
أهالي محافظة كهكيلوية وبوير أحمد لهم زيهم الفولكلوري الخاص بهم ورغم الحداثة والهجمات الثقافية لكنهم تمسكوا بهذا الزي الأصيل بحيث نشاهد اليوم أن معظم نواحي هذه المحافظة ولا سيما قراها وأريافها وجبالها تزخر بالسكنة المحليين الذين يرتدون هذه الثياب الجميلة، فالنساء يرتدين فستاناً طويلاً مزركشاً ومكوناً من عدة طبقات، والرجال يرتدوين سراويل واسعة ويعتمرون قبعات خاصة محاكة بأسلوب حياكة النمط.
* حياكة السجاد اليدوي المعروف بـ "گليم برجسته"
هذا النوع من السجاد اليدوي يعرف يطلق عليه باللغة الفارسية عنوان "گليم برجسته" لأنه يتكون من بعض العقد البارزة على سطح السجادة، فكلمة "برجسته" باللغة الفارسية تعني بارز، حيث يحاك بألوان مختلفة وأحجام صغيرة ومتوسطة، وهو يشابه سجاد الزينة الذي يعلق على الجدران.
* حياكة أغطية سروج الخيل "جـُل اسب"
سكنة محافظة كهكيلوية وبوير أحمد منذ قديم الزمان أعاروا أهمية كبيرة للخيول، ومن جملة مهاراتهم في مجال السروج والأقمشة المخصصة لهذه الحيوانات أنهم يحوكون قطعة من البساط الصغير كي تحل محل السرج وتوضع على ظهر الحصان مباشرة أو على سرجه، حيث تحفظ ظهرهن الأذى وكذلك من العرق، وعادة ما تستخدم هذه القطع من الأقمشة المحاكة يدوياً لتزيين هذه الدواب.
* حياكة بساط مستطيل لتغطية أسفل بيت الشعر "ني چيت بافي"
بيوت الشعر عادة ما تكون مرتفعة عن الأرض، لذا لاجتناب هبوب الرياح ودخول الحيوانات البرية إليها تحاك في محافظة كهكيلوية وبوير أحمد أنواع خاصة من البسط المعروفة باسم "ني چيت" وهي على شكل مستطيل طويل ويحاك بحجم محيط بيت الشعر لتغطيته من الأسفل، ويعتمد في حياكته على صوف الغنم أو شعر الماعز، إذ يغزل أولا على شكل خيوط متراكمة ومن ثم تنسج هذه الخيوط لتصبح على شكل بساط طويل.
* تطريز القماش
النساء البارعات في محافظة كهكيلوية وبوير أحمد قد عرفن منذ عهود ببراعتهن في فن التطريز، لذلك نجدهن يطرزن مختلف الأقمشة التي تستخدم كملاحف أو أغطية للوسائد وسائر الأقمشة التي تغطى بها الوسائل المنزلية، بل وحتى إنهن يطرزن بعض الثياب بأشكال وألوان زاهية وبخيوط الصوف أو الحرير.
* تطريز الثياب والألبسة بالحلي والأحجار الثمينة وصناعة وسائل الزينة "مهلو وميخك"
إضافة إلى تطريز الأقمشة بالخيوط، هناك فن آخر شهير بين أبناء محافظة كهكيلوية وبوير أحمد ألا وهو إضافة بعض الحلي والأحجار الثمينة إليها حيث يطلق على هذا الفن في اللهجة المحلية اسم "مهلو وميخك"، كما يستخدم هذا الفن في صناعة مختلف وسائل الزينة للنساء والرجال كالأساور والقلائد وما شاكلها، إضافة إلى أنه يستخدم لتطريز الصناديق والعلب بمختلف أشكالها.
وأبرز مادة لهذه الصناعة هي ثمرة بيضاء معطرة اسمها "مهلو" يتم قطفها من أشجار تنمو في تلك الديار وحجمها أصغر من حبة اللوبياء ومهما تطاول الزمان تبقى رائحتها عطرة.