الشهيد النمر: العبودية لله لا تتحقق مع الاعتراف بمشروعية الطاغي
خاص\تسنيم: في مثل هذا اليوم من عام 2004، ألقى الشيخ الشهيد، نمر النمر خطبة في ذكرى عاشوراء تناول فيها الشعائر الإلهية التي خرج الإمام الحسين (عليه السلام) من أجلها.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء، أن الشيخ الشهيد قال في خطبته:من الشعائر الإلهية التي خرج الإمام الحسين (عليه السلام) ويجب علينا أن نسعى من أجلها رضا الله إن كنا من شيعة الإمام الحسين (عليه السلام) أو من محبيه (..) ومن أجل إظهار الشعائر الإلهية قام الإمام الحسين (عليه السلام) بعدة خطوات رسالية منها:
1. رفض الاعتراف بمشروعية الخلافة للطاغوت: لأن الطاغوت هو العقبة الكأداء التي تحول بين الناس وممارسة أو إظهار شعائرهم الإلهية وهذا ما سجله التاريخ، وما نشاهده حيث نجد القماش السوداء حزنا على الإمام الحسين (عليه السلام) ترهبهم، ومسيرة العزاء تقض مضاجعهم، ومنبر الحسين (عليه السلام) يكشف سوءتهم، والكلمات الحسينية تلهم الجماهير الشجاعة والحكمة التي تفشل كل مخططاتهم.
إن الطواغيت هم رموز الفساد والضلال، وهم من يفتح الباب واسعاً لأهل الفساد والضلال لعمل ما يشاءون من إفسادٍ وإضلالٍ للمجتمع «ألا وإن هؤلاء لزموا الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطلوا الحدود، واستأثروا بالفيء» احتكار الثروة والاقتصاد «وأحلوا حرام الله» الخمور والمجون والسفور التعذيب والاعتقال والقتل «وحرموا حلاله» تعظيم الشعائر والحريات «وأنا أحق من غير».
ولذلك لا يتحقق الإيمان ولا التمسك بالدين إلا بالكفر بالطاغوت {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (256) سورة البقرة .
ولا تكتمل العبودية لله بل لا تكون حقاً إلا باجتناب الطاغوت {أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} فالكفر بالطاغوت واجتنابه هو الخطوة الأولى والأساسية لإظهار الشعائر الإلهية وتحقيق التوحيد الخالص لله.
فالعبودية لله لا تتحقق مع الاعتراف بمشروعية الطاغي كان اسمه يزيد أو فرعون أو نمرود أو أي اسم كان «ويزيد شارب الخمور وراكب الفور وقاتل النفس المحترمة ومثلي لا يبايع مثلك» يقول الإمام علي (عليه السلام): «متى كنتم يا معاوية ساسة الرعية وولاة أمر الأمة؟».
لقد كتب الوليد بن عتبة رسالة إلى يزيد "أما بعد فإن الحسين بن علي لا يرى لك خلافة ولا بيعة فرأيك فيه" وكان الجواب من يزيد "بين لي كل من في طاعتي أو خرج عنها وليكن مع الجواب رأس الحسين بن علي".
ولما أصبح لقيه مروان ابن الحكم فقال للإمام الحسين (عليه السلام): إني أمرك ببيعة يزيد أمير المؤمنين فإنه خير لك في دينك، ودنياك. فقال الإمام الحسين (عليه السلام): «إنا لله وإنا إليه راجعون، وعلى الإسلام السلام إذا بليت الأمة براع مثل يزيد".
«فلعمري ما الإمام العادل إلا العامل بالكتاب والآخذ بالقسط والدائن بالحق، والحابس نفسه على ذات الله».
ولذلك لم يقبل مسلم بن عقيل الاعتراف بإمارة ابن زياد حينما أدخلوه عليه فلم يُسلم عليه مسلم فقال له الحرس: ألا تسلم على الأمير.
قال مسلم: "اسكت أنه ليس لي بأمير" وأضاف "السلام على من اتبع الهدى وخشي عواقب الردى وأطاع الملك الأعلى". فقال ابن زياد: لقد خرجت على أمامك وشققت عصا المسلمين وألقحت الفتنة. فقال مسلم "كذبت إنما شق العصا معاوية، وابنه يزيد والفتنة ألقحها أبوك".
2. التصدي لقيادة الأمة:
«أنا أحق من غير».
«إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة بنا فتح الله وبنا يختم».
«فإنكم إن لم تنصرونا وتنصفونا قوي الظلمة عليكم وعلموا في إطفاء نور نبيكم».
3. إقامة الصلاة أول وقتها مصاحبة لرمي السهام والنبال وتطاير الرؤوس «إني أحب الصلاة».
يقول الرسول صلى الله عليه وآله «أحب من دنياكم ثلاث . . . وقرة عيني الصلاة».
4. التضحية بنفسه وأهل بيته قرباناً لله وفداء للشعائر الإلهية، فجعل الشهادة سبيلاً لإحياء القيم وتعظيماً للشعائر، فجعل الشهادة سبيلاً لإحياء القيم وتعظيماً للشعائر. هذا نهج الإمام الحسين (عليه السلام) لتعظيم شعائر الله وسيبقى هو النهج الأمثل والأفضل السنن التي جاء بها الأنبياء والرسل، وإماتة البدع التي ابتدعها الظلمة والجبابرة والطواغيت، وهكذا سيبقى نهجاً للرساليين والصالحين والصادقين {الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً}.
ويشار الى أن سلطات ال سعود اقدمت مطلع العام الجاري علي إعدام الزعيم الديني السعودي اية الله الشيخ نمر النمر و46 شخصا آخر. ويعد الشيخ نمر النمر المعارض السعودي ، الفارس والاسطورة وعالم الدين الذي رفع صوته لمحاربة الفساد في المملكة ، وهز عرش الظلم السياسي الواقع علي المواطنين الشيعة في مملكة الرمال، وكان الشيخ النمر قد اعتقل في تموز 2012.
النص الكامل للخطبة: موقع آية الله النمر
/انتهى/