"صومعه سرا" جيلان عروس الطبيعة في إيران+فيديو وصور
محافظة جيلان أرض الطبيعة الغناء التي تحفها الأعشاب والأشجار في جميع نواحيها ومدينة "صومعه سرا" تتلألأ في وسطها وكأنها جوهرة تسحر الأبصار.
محافظة جيلان الخضراء قبلة لأعداد هائلة من السائحين المحليين والأجانب في كل عام وبعض مناطقها ما زالت طبيعية بالكامل دون أن تطالها النشاطات الحياتية البشرية مما جعلها من المناطق التي يرغب بزيارتها كل إنسان.(الجزء الاول)
المناخ في مدينة "صومعه سرا" معتدل ورطب أحياناً والنشاطات الاقتصادية فيها تتمحور حول الزراعة، وأهم المحاصيل الزراعية فيها هي الأرز والتبغ والحرير ومختلف الخضار والفواكه والسكر والبقوليات، وهي معروفة بمعالمها التراثية الدينية والسياحية الجميلة.
هذا التقرير هو الرابع في سلسلة التقارير الخاصة بوكالة تسنيم الدولية للأنباء حول أجمل المعالم والأماكن السياحية والدينية في إيران والتي تستقطب سنوياً الملايين من السائحين والزائرين المحليين والأجانب، وهناك الكثير من المناطق التي ما زالت بكراً ولم تشيد فيها مواقع خاصة لتقديم خدمات سياحية لكن يمكن للمتكتشفين ومحبي الاستطلاع شد الرحال إليها لاستطلاعها عن كثب والتلذذ بمناظرها الطبيعية والجغرافية الفريدة من نوعها، وإيران هي واحدة من البلدان الأكثر أماناً في العالم وجميع السائحين والزائرين يمضون أوقات ممتعة في أجواء آمنة حين يقصدونها كما أن نفقاتهم المالية أقل بكثير مما ينفقونه فيما لو قصدوا أي بلد سياحي آخر، لذلك فإن أعدادهم تتزايد عاماً بعد عام.
محافظة جيلان توصف بأنها عروس طبيعة إيران وهي معروفة بجبالها الخضراء وسهولها الغناء وهوائها النقي المنعش وسواحلها الرائعة الواقعى على ضفاف بحر قزوين حيث تغطي مساحة شاسعة من إيران وكأنها جنة الله في الأرض.
من الناحية الجغرافية تتكون هذه المحافظة من 16 مدينة جميعها ذات طبيعة غناء تبهر الناظرين وتطل بعضها على سواحل بحر قزوين وفيها الكثير الكثير من المناظر الطبيعية التي تسحر النفوس وتستقطب أنظار السائحين من كل أنحاء إيران والعالم ناهيك عن وجود بعض البقاع المقدسة فيها والتي يقصدها الزائرون أيضاً والأهم من ذلك هو الهدوء الذي يسودها ويزرع الطمأنينة في نفس كل من يتواجد هناك.
السكان المحليون في هذه المحافظة معروفون بحسن ضيافتهم وكرمهم على مر التأريخ وكانت لهم مواقف مشرفة من مختلف النواحي السياسية والاجتماعية والثقافية.
مدينة "صومعه سرا" تقع في وسط محافظة جيلان وتبعد عن مركزها مسافة 25 كيلومتراً فقط وهي معروفة بطبيعتها الرائعة وتبلغ مساحتها 600 كيلومتر مربع حيث تحدها من جهة الغرب مدن "ماسال" و "شاندرمن" و "تالش"، ومن جهة الشمال يحاذيها ميناء "أنزلي" ومن الشرق مدينة "رشت" ومن الجنوب مدينة "فومن"، وتفيد آخر الإحصائيات التي أجريت أن عدد سكانها يبلغ 130 ألف نسمة وهي تنفسم إلى ناحية مركزية ومنطقة "تولمات" و منطقة "سردارد جنكل" أو ما يسمى "كوراب زرميخ".
أطلق على هذه المدينة اسم "صومعه سرا" لسببين، أحدهما انتماء العارف الشهير الشيخ عبد الله صومعه إي إليها والذي يقع مزاره اليوم في بداية الطريق المؤدية إليها من جهة مدينة فومن، والسبب الآخر هو وجود زهرة كانت تنمو في هذه المنطقة فحسب وكان اسمهما "صومعه".
أهالي مدينة "صومعه سرا" يتكلمون باللغة الجيلكية التي هي في الحقيقة لهجة محلية متفرعة على اللغة الفارسية، لذلك فإن السكان المحليون وحسب تلفظهم الخاص يسمون مدينتهم "سوماسرا" وبما أن كلمة "سوما" في هذه اللغة تعني الإنسان الزاهد والورع فمن المرجح أن يكون السبب في تسميتها هو الأول، وتجدر الإشارة إلى وجود عدد من مزارات السادة من أبناء الأئمة والكثير من المساجد التراثية في هذه المدينة والتي قد تكون سبباً في تسميتها أيضاً.
المناخ في هذه المدينة معتدل ورطب أحياناً والنشاطات الاقتصادية فيها تتمحور حول الزراعة، وأهم المحاصيل الزراعية فيها هي الأرز والتبغ والحرير ومختلف الخضار والفواكه والسكر والبقوليات، إضافة إلى إنتاجها كميات كبيرة من أخشاب أشجار الصنوبر لكونها قطب إيران على صعيد زراعة هذا النوع من الأشجار.
وقد أجرى مراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء مع المدير العام لدائرة الترث الثقافي والصناعات اليدوية في محافظة جيلان السيد رضا علي زاده تمحور حول واقع النشاطات السياحية في هذه المحافظة وبما في ذلك ميزات مدينة صومعه سرا الفريدة من نوعها، حيث قال إنها إحدى أهم المدن في المحافظة وهي مكونة من ثلاث نواحي وثلاث أقضية وسبع أرياف و150 قرية.
وأكد علي زاده على أن السكنة المحليين في هذه المدينة لهم تراثهم الخاص وتقاليدهم الجميلة وأنهم معروفون بلطفهم وأخلاقهم الحسنة، وصرح بالقول: بما أن مدينة صومعه سرا تحاذي الضفاف الجنوبية لأهوار "أنزلي" فهي تستضيف سنوياً ملايين الطيور المهاجرة من مختلف الأصناف بحيث تبعث البهجة والسرور لناظريها، كما هناك العديد من المراكز الدينية مثل ضريح بي تشاره محمد وبقعة آغا سيد زكي وبقعة السيد عبد الله والسيد إبراهيم كسما والسيد جواد وسبز قبا والسيد إبراهيم كلاشم والسيد إبراهيم بن الإمام موسى بن جعفر والسيد إبراهيم (غير ما ذكر) والسيد سليمان، وهذه البقاع المقدسة تستقبل سنوياً أعداداً هائلةً من الزوار والسائحين من مختلف نواحي إيران.
وأكد هذا المسؤول على وجود الكثير من الأماكن التراثية التي تستقطب السائحين، وبما فيها أطلال أحد الحمامات القديمة في منطقة "كسما" وآجري جسكر المعروف بـ (مناره بازار)، إضافة إلى متنزه تولم شهر الساحلي والمعروف بـ (مرجقل) والذي يؤي الكثير من الحيوانات البرية، وكذلك براري سرخانكل وسلكه وأهوار سلكه وسياه درويشان ونركستان وتبه ييلاقي لمنطقة بير سرا وسهول منطقة بلنكان وغار خونابكش، فهذه المناطق هي جزء من طبيعة هذه المدينة الجميلة.
وأكد السيد علي زاده على أن أهوار صومعه سرا تعد واحدة من المناطق الفريدة في العالم والتي يمكن اعتبارها بكراً ولم تطؤها أقدام البشر، وتحيط بها العديد من القرى الجميلة وهي مرتبطة بهور "أنزلي" الدولي ونظراً لكون طبيعتها ما زالت بكراً فهي تبعث في النفوس البهجة ولا سيما تلك الأصناف العديدة من الطيور التي تقطنها وتهاجر إليها من كل مكان، كما أن سلسلة جبال "تنيان" الواقعة في هذه المدينة تتصف بميزات طبيعية مذهلة تسحر ناظري كل سائح يقصدها لذلك يشد الرحال إليها سنوياً الكثير من السائحين ومحبي الطبيعة.
وأضاف قائلاً: فضلاً عما ذكر من أضرحة وبقاع مقدسة، هناك أخرى أود أن أشير لها وهي ضريح السيد جعفر والسيد مهدي والسيد سلمان والسيد جلال الدين والسيد زكي، وهؤلاء السادة الكرام كلهم أحفاد الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)، وكذلك مرقد العلوية فاطمة المعروفة بـ (خير النساء)، كما في هذه المدينة مرقد بير ولي خان (محمود الخوارزمي). كما أن هذه المدينة تضرب بجذورها في 1000 عام مضت وهي رمز للحضارة في محافظة جيلان حيث تقع فيها منطقة "جسكر" القديمة والتي كانت مركزاً للحكم في العهود السالفة، ومنارة جسكر المشيدة بالطابوق هي إحدى المعالم التراثية هناك ناهيك عن بعض المناطق التراثية الأخرى كمنارة السوق والسيد خروسه وحمام كسماء وجسر كازروبار وجسر كوراب تولم المشيد من اللبن ودار آية الله ضيابري التراثية.
وأشار هذا المسؤول المحلي قائلاً: هذه المدينة معروفة بمحاصيلها الزراعية كالأرز ومختلف أنواع الفواكه مثل الفراولة والسكر الطبيعي الأسود وأنواع الحلويات والأطعمة المجففة والصناعات اليدوية كالحصير والمنتوجات الفخارية، كما أنها معروفة بإنتاج محاصيل نسيج وحياكة فريدة من نوعها ويمكن لكل سائح وزائر اقتنائها من أسواق المدينة التي تتنوع فيها السلع المعروضة للبيع وبما فيها نتاجات المواشي المحلية، فضلاً عن أهل هذه المدينة لهم طقوسهم وتقاليدهم الشعبية الخاصة بهم حيث تقام سنوياً العديد من المهرجانات المحلية في شتى المناسبات ويحضرها السكان المحليون وسائحون من شتى الأصقاع والذين تستضيفهم الفنادق طوال ايام السنة، وهناك فندقان مختصان لإرشادهم ونقلهم إلى مختلف المناطق الطبيعية والتأريخية والدينية.