"شاه جراغ " يتلألأ في قلب مدينة شيراز بأنواره القدسية وعمارته وزخارفه الجميلة +فيديو وصور
تزخر محافظة فارس بالآثار القديمة والمناظر الطبيعية والأماكن الدينية في شتى أكنافها ومركزها شيراز تتألق بين سائر مدن إيران وكأنها نجمة الصباح فهي قبلة السائحين والزائرين من مختلف أنحاء إيران والعالم للتلذذ بطبيعتها الجميلة وزيارة مرقد السيد أحمد المعروف بـ "شاه جراغ".
خاص بوكالة تسنيم الدولية للأنباء -هذا التقرير هو من سلسلة التقارير الخاصة بوكالة تسنيم الدولية للأنباء حول أجمل المعالم الأثرية والأماكن السياحية والدينية في إيران والتي تستقطب سنوياً الملايين من السائحين والزائرين المحليين والأجانب، وهناك الكثير من المناطق التي ما زالت بكراً ولم تشيد فيها مواقع خاصة لتقديم خدمات سياحية لكن يمكن للمتكتشفين ومحبي الطبيعة شد الرحال إليها لاستطلاع معالمها عن كثب والتلذذ بمناظرها الطبيعية والجغرافية الفريدة من نوعها، وإيران هي واحدة من البلدان الأكثر أماناً في العالم وجميع السائحين والزائرين يمضون أوقات ممتعة في أجواء آمنة حين يقصدونها كما أن نفقاتهم المالية أقل بكثير مما ينفقونه فيما لو قصدوا أي بلد سياحي آخر، لذلك فإن أعدادهم تتزايد عاماً بعد عام.
مدينة شيراز هي مركز محافظة فارس، ولا يختلف اثنان في أن طبيعتها المعتدلة الرائعة فريدة من نوعها وآثارها في غنى عن الوصف، لكن الميزة الأخرى التي زادت من مكانتها هي تلك البقاع الدينية المنتشرة في شتى أكنافها وأبرزها ضريح السيد أحمد بن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) الملقب بـ "شاه جراغ" ومسجد نصير الملك.
* "شاه جراغ" أحمد بن موسى الكاظم (عليه السلام)
هذا الضريح المبارك معروف بين السكان المحليين أيضاً باسم حرم أحمد ومحمدي لأنه يضم رفات سيد آخر إلى جانب رفات السيد أحمد، وهو يتلألأ في قلب مدينة شيراز بأنواره القدسية وعمارته وزخارفه الجميلة التي تعكس فن العمارة الإسلامي الإيراني الأصيل حيث تقصده في كل عام أعداد هائلة من الزائرين من شتى أنحاء إيران والعالم.
فن العمارة لهذا الضريح المقدس فريد من نوعه إذ يعكس أجمل معالم الطراز الصفوي والزندي والقاجاري، وكل زائر حينما يتأمل فيه يدرك عظمة جهود الخبراء والمتخصصين المعماريين الذين جادت أيديهم بزخارفه ونمط بنائه وتكتنفه روحانية إسلامية تسمو بروحه إلى أعلا عليين.
إضافة إلى كون هذا الضريح المبارك مركزاً دينياً وتحفة فنية، فهو أثر تأريخي عريق حيث يضرب بجذوره إلى قبل ستة قرون من الزمن حينما شيدته سلسلة حكام الأتابك في شيراز وفي في بادئ الأمر لم تكن مساحته بهذا الحجم الكبير لكن السيدة تاشي خاتون والدة الحاكم أبي إسحاق إينجو أمرت بتوسيع مساحته وتطوير بنائه في عهد سلسلة حكام آل المظفر.
في عام 997 هـ هز مدينة شيراز زلزال كبير ما أدى إلى انهيار أجزاء من الضريح والقبة لذلك تم تشييدهما من جديد وترميم سائر أجزاء المبنى بواسطة حاكم المنطقة آنذاك، وأما المبنى الحالي فقد شيد قبل 50 سنة تقريباً حيث قامت السلطات آنذاك بتخريب السوق القديم بين ضريح السيد أحمد بن موسى الكاظم (عليه السلام) وضريح السيد محمدي لتبلغ مساحة حرم السيد أحمد الإجمالية 2000 متر مربع وحرم السيد محمدي 1000 متر مربع، وهما مشيدان في طابقين بارتفاع 13 م وفي الطابق الثاني توجد العديد من الغرف.
تحيط بجدران الحرم مختلف أنواع النقوش والزخارف بالآجر والفسيفساء بألوان زاهية في غاية الروعة وفي معظمها دونت آيات قرآنية وعبارات مقدسة، وأما المداخل فيبلغ عددها خمسة منتشرة في جميع جهاته.
* مسجد نصير الملك
مسجد نصير الملك أو (مسجد صورتي) كما يسميه السكان المحليون هو أحد المعالم التراثية القديمة في مدينة شيراز ويندرج ضمن أجمل المساجد في الجمهورية الإسلامية من حيث طرازه المعماري الرائع وقد تم تشييده في العهد القاجاري.
جدران المسجد ومختلف مكوناته الأخرى مزينة بزخارف ونقوش بالألوان الزاهية ونظراً لغلبة اللون الوردي فقد أطلق عليه (مسجد صورتي) إذ إن كلمة (صورتي) في اللغة الفارسية تعني اللون الوردي.
يقع هذا المسجد التراثي في حي "كود عربان" القديم جنوبي شارع لطف علي خان زند وقد تم تشييده بأمر من الميرزا حسن علي الملقب بـ "نصير الملك" الذي هو أحد أكبر شخصيات العهد القاجاري وتحت إشراف المعماري الشهير محمد حسن المعمار ودامت عمليات بنائه 12 سنة تقريباً حيث وضع حجر الأساس له سنة 1293 هـ ش وتم الانتهاء منه سنة 1305 هـ ش.
شمالي المسجد توجد باحة واسعة وبوابته الأصلية يعلوها طوق كبير مزين بالفسيفساء، وفيه رواقان كبيران أحدهما في الجانب الشرقي والآخر في جانبه الغربي وفي كل واحد منها سبعة أبواب قديمة مرصعة بزجاج ملون يضفي جمالاً إلى الزخارف والنقوش الجميلة التي تحف بجدرانه.
ومن الجدير بالذكر هنا أن نقوش أروقة مسجد نصير الملك مستلهمة من نقوش مسجد وكيل في مدينة شيراز، إلا أن زخارف الفسيفساء فيه فريدة من نوعها الأمر الذي جعله أجمل مسجد في إيران بأسرها.