تعاون السعودية مع "إسرائيل" في إدارة الحج يأتي في إطار سياسة التطبيع
أكد أمين عام إتحاد علماء المقاومة "الشيخ ماهر حمود" أن الجرائم التي يرتكبها النظام السعودي في اليمن وسوريا وليبيا ومصر ولبنان، تفوق جريمته في منع المسلمين من أداء مناسك الحج.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء أن تصريحات الشيخ ماهر حمود جاءت في حوار أجراه معه موقع الوقت الإخباري، قال في معرض رده على سؤال حول منع السعودية عشرات الملاين من السلمين في ليبيا وسوريا واليمن وإيران من أداء مناسك الحج: إن منع الحجاج من الحج ما حجمه مقابل الحرب على اليمن أو بالنسبة لتدمير سوريا و ما يحصل في ليبيا و ما يحصل للجيش المصري و ما يحصل في لبنان، يعني حجم الجرائم التي ترتكب بإسم الإسلام و بإسم خادم الحرمين و تحت شعار لا إلاه إلا الله محمد رسول الله أكبر بكثير من منع الحجاج من الذهاب إلى الحج، فكيف نستغرب جريمة "صغرى" أمام جرائم كبرى.
دموية الملك لا مثيل لها
وأوضح الشيخ حمود أن دموية الملك سلمان وحاشيته لا يمكن مقارنتها بالحكام السعوديين الآخرين، حيث قال: هناك فرق واضح بغض النظر عن بعض الأمور بين الملك عبدالله و ما حاول القيام به من تقريب وجهات النظر بين سوريا و سعد الحريري مثلاً و بين الملك سلمان و حاشيته الذين لا أدري لما هم بهذه الدموية و المغامرة و الفجور.
يسألون عن دم البعوضة وينسون دماء الحسين (ع)
وفي مقارنته لجريمة صد السعودية عن سبيل الله من خلال منع الحجاج من أداء مناسك الحج، مقارنة بالنسبة للجرائم الاخرى التي يرتكبها النظام السعودي، أشار الشيخ حمود الى حديث "عبدالله إبن عمر" وقال: عندما ما مرّ عبدالله إبن عمر في الكوفة بعد كربلاء، فراح أهل الكوفة يسألونه عن دم البعوضة إذا ما أصاب الثوب إن كان ينجس أم لا، فقال لهم عجباً تسألون عن دم البعوضة و لا تسألون عن دماء الحسين و آل بيت رسول الله (ص)، لذا هذا الإنحراف موجود في بعض المراحل التاريخية و مراحل العالم الإسلامي في بعض المناطق، وللأسف الشديد أنا أرى أن منع الحجّاج هو جريمة صغرى أمام الجرائم الكبرى التي ترتكب و هذا واضح في حديث الرسول الأكرم (ص) عندما قال: إن حرمة دم المؤمن عند الله أشد من حرمة الكعبة.
تعاون السعودية مع "إسرائيل" في إدارة الحج يأتي في إطار سياسة التطبيع
وفي ما يخص إستعانة السعودية بشركة إسرائيلية في تنظيم أمور الحجاج قال أمين عام إتحاد علماء المقاومة ان "هذا أمر مستنكر و نحن سبق و ذكرنا الموضوع في ذكرى تأبين الشهيد غضنفر ركن أبادي وكنا أول من أثار الموضوع في الإعلام و ذكرناه في خطبة الجمعة، بإعتبار أن استخدام هذه الشركة يعتبر جريمة جديدة ضمن جرائم النظام السعودي ضد المسلمين و الحجيج و هو أمر خطير جداً، و يتوافق مع حملة التطبيع التي يقوم بها انور عشقي و تركي الفيصل".
من يسيس الحج إيران أم السعودية؟
وحول إتهام إيران من قبل السلطات السعودية بانها تعمل على تسيس الحج، قال الشيخ حمود، اولا "علينا ان نتفق ما معنى تسيس الحج فقد بدأ الموضوع في سنة 87 عندما حصلت مجزرة الحجاج الإيرانين و أنا كنت موجود وقتها".
وأضاف متسائلا هل أن "حرق العلم الأمريكي و الإسرائيلي (من قبل الحجاج الإيرانيين) تسيس للحج" وتسآئل أيضا: جمع التبرعات لجهات مشبوهة بتورطها بالإرهاب ليس تسيساً؟ هل إعتبار قيام السعودية أن جيشها يقوم بمهمة جهادية في اليمن ليس تسيساً؟ و الحديث عن حتمية زوال إسرائيل تسيس مثلاً؟، لا بد من تحديد ماذا يعني التسيس، فإذا كانت هناك قضايا مختلف عليها، ممكن أن نقول تسيس كالوقوف بين حكومتين متخاصمتين مثلاً أو أي شيء خاضع للإجتهاد، أم في الحديث عن حتمية زوال إسرائيل و هو حقيقة قرآنية و الموت لإسرائيل و إسرائيل غدة سراطانية فهل يمكن ان نقول أن هذا تسيس؟ طبعاً هذا ليس تسيس. بل هذا إعلان لمبادئ إسلامية في الحج، لذا هنا تقع الخطورة عندما نتفق على معنى التسيس عندها نقول من سيّس و من لم يفعل.
الدول العربية والإسلامية أهملت دماء مواطنيها الذين استشهدو في كارثة منى
وفي ما يخص إهمال الكثير من الدول العربية والإسلامية لحقوق مواطنيها الذين استشهدوا في منى العام الماضي بسبب سوء إدارة السعودية لمناسك الحج، وعدم ممارسة هذه الدول أي ضغوط على السعودية قال الشيخ حمود: أنا لم أرى أي دولة إسلامية تنتقد السعودية أو حريصة على حجاجها، فسألت لم دُفنوا قبل أن يعلموا هم، أو طالبوا بدية مثلاً، لم نسمع أي شيء كهذا، لأن هناك إرادة مسحوبة عند هذه الدول، فالسلطة المعنوية و المالية للسعودية و للأسف تجعلهم يخرسون أمام الحقائق، أما فيما يتعلق بإيران فبأقل تقدير لديها الحق بمسآلة كل من استهان بأرواح مواطنيها من الحجاج مرّات و مرّات.
إدارة إسلامية دولية مشتركة لتنظيم امور الحج
وفي نهاية حديثه قال أمين عام إتحاد علماء المقاومة في معرض إجابته على سؤال حول أن "هل تعتقدون انه هناك إمكانية لإقامة إدارة إسلامية دولية مشتركة لتنظيم امور الحج؟" فاجاب: نظرياً نعم، أما الآن و بطرحها من إيران خاصة أو من جهات واضحة الأفق في مواجهة الجو الامريكي فالأمر مستبعد، فلديهم قدرة فائقة في تزوير و تحوير و تسيس الأمور من خلال وسائل إعلامهم، لذا لا أراه أمراً ممكناً، إلا إذا ما جاء من طرف آخر إذا ما استفاق المسلمون في أنحاء العالم وواجهوا السعودية بأنه لا بد من تدويل الجهة المشرفة على الحج او أقلّه الإطلاع على أمور الحج، فما قلناه نحن مثلاً مجزرة الحج التي حدثت السنة الماضية إذا ما اعتبرناها قضاءاً و قدراً لماذا لم يُطلعوا الناس على التحقيق و لماذا أغلقت تلك البوابة التي بسببها احتشد الناس و بدأ التدفع ثم فتحت جزئياً ثم أغلقت، هل لأن أميراً مرّ أو أحداً خالف الأوامر، للأسف مثل قطعان الماشية عاملوا الحجاج، و قالت السعودية انتهى الموضوع فأنهاه الجميع و لم يجرؤا على مواجهتها فالجميع بحاجة اموالها او يهابونها لأمور عدة مثل منع حجاجهم من الحج في السنوات القادمة و هذا هو التسيس بعينه.
/انتهى/