محافظة خوزستان إيران مصغرة تجمع بين غابات البلوط ومزارع النخيل + صور

خاص بوكالة تسنيم الدولية للأنباء - هذا التقرير هو من سلسلة التقارير الخاصة بوكالة تسنيم الدولية للأنباء حول أجمل المعالم الأثرية والأماكن السياحية والدينية في إيران والتي تستقطب سنوياً الملايين من السائحين والزائرين المحليين والأجانب، وهناك الكثير من المناطق التي ما زالت بكراً ولم تشيد فيها مواقع خاصة لتقديم خدمات سياحية لكن يمكن للمتكتشفين ومحبي الطبيعة شد الرحال إليها لاستطلاع معالمها عن كثب والتلذذ بمناظرها الطبيعية والجغرافية الفريدة من نوعها، وإيران هي واحدة من البلدان الأكثر أماناً في العالم وجميع السائحين والزائرين يمضون أوقات ممتعة في أجواء آمنة حين يقصدونها كما أن نفقاتهم المالية أقل بكثير مما ينفقونه فيما لو قصدوا أي بلد سياحي آخر، لذلك فإن أعدادهم تتزايد عاماً بعد عام.

محافظة خوزستان تتصف بميزات فريدة من نوعها وتتجلى فيها الفصول الأربعة بأروع صورة كما أنها تجمع في آن واحد بين الأجواء الحارة صيفاً في بعض نواحيها وبين الاعتدال وعذوبة الجو في نواح أخرى مما جعل البعض يصفها بأنها جنة خفية.

تقع خوزستان في الناحية الجنوبية الغربية من إيران وتبلغ مساحتها الإجمالية 64,057 كيلومتر مربع وعدد نسماتها حسب آخر الإحصائيات يقدر بأربعة ملايين ونصف المليون نسمة لذا فهي تحتل المرتبة الخامسة بين سائر محافظات البلاد، وأهاليها معروفون بالطيبة والضيافة الأمر الذي جعلها مقصداً للسائحين من شتى أرجاء إيران والعالم.

عند ذكر اسم هذه المحافظة عادة ما يتبادر إلى الذهن حرارة جوها اللافحة في فصل الصيف ولكن فيها مناطق جبلية تختلف أجواؤها بالكامل في فصل الصيف حيث الاعتدال والمياه العذبة ناهيك عن آثارها التأريخية التي تضرب بجذورها في مختلف مراحل التأريخ البشري.

* مدينة "شوش" مهد الحضارة

مدينة "شوش" ذات تأريخ عريق وطبيعة خلابة لذا فهي قبلة للسائحين الذين يبهرون بمناظرها الفريدة من نوعها واعتدال جوها وبآثارها التي تدل على حضارة عمرها سبعة آلاف عام، ومن أبرز معالمها الدينية التأريخية مدينة "جغا زنبيل" المعروفة بزقوراتها القديمة التي كانت مراكز عبادة للأمم السالفة، وقد أدرجت هذه المدينة ضمن الآثار العالمية من قبل منظمة اليونسكو ويقال إن قدمها يعود إلى 1250 قبل الميلاد وتقع جنوبي مدينة شوش على مسافة 45 كم من مركز المدينة ومسافة 35 كم غربي مدينة شوشتر بمحاذاة منطقة "هفت تبه" الأثرية.

كما أن قصر "آبادانا" الشهير يقع في هذه المدينة وقد تم تشييده في العهد الإخميني بأمر من داريوش الكبير وذلك سنة 515 قبل الميلاد تقريباً حيث تم استكشافه سنة 1880 م من قبل علماء آثار فرنسيين قاموا بنقل بعض أعمدته إلى فرنسا واليوم لم يبق منها سوى عدد قليل ومعظم الآثار التي اكتشفت فيه معروضة اليوم في معرض اللوفر بباريس.

وأما منطقة "هفت تبه" الأثرية فهي تقع على مسافة 15 كم جنوب شرقي مدينة "شوش" وهي مكونة من عدة تلال وفيها مقابر تعود للعيلاميين.

متحف مدينة "شوش" زاخر بالآثار القديمة التي تضرب بجذورها في مختلف العصور كما أن مرقد النبي دانيال (عليه السلام) هو أحد المعالم الدينية الأثرية في هذه المدينة العريقة.

* مدينة "ديزفول" تأريخ يتجاوز الـ 34 قرناً قبل الميلاد

مدينة "ديزفول" تجمع بين الحضارة العريقة والطبيعة الغناء، فهي معروفة بأنهارها العذبة التي تبعث الحيوية والنشاط في النفوس ومن يتجول في أكنافها يتصور أنه عاد قروناً إلى الوراء وكأنه في ذاكرة التأريخ وأبرز معالمها الفريدة من نوعها تلك الحفر الواسعة في الصخور الجبلية والتي تشبه الكهوف حيث كان القدماء يستوطنونها إبان فصل الصيف لكونها ذات أجواء باردة ومنعشة ومعدل عرض الواحدة منها 5 م وطولها تقريباً 100 م وهي إلى اليوم تتصف بهذه الأجواء الرائعة فمن يدخلها يشعر بالارتياح والطمأنينة وينأى عن ضجيج المكائن والسيارات التي تعج بها المدن اليوم، وأبرز هذه الحفر هي حفرة الحاج فرج ويطلق عليها باللغة الفارسية عنوان "كت".

تأريخ مدينة ديزفول بعمق تأريخ البشرية وأبرز آثارها القديمة تلال "جغاميش" الواقعة في باطن سهل واسع وهي تبعد عن مركز المدينة اليوم 40 كم وفي الناحية الشرقية بالتحديد وقد كانت في سالف العصور مدينة عامرة وعمرها يتجاوز 34 قرناً قبل الميلاد.

ومن المعالم الأثرية الأخرى في هذه المدينة حمام "كرناسيون" وهو أحد الأماكن السياحية التي يقصدها السائحون طوال العام نظراً لعمارته الجميلة وقد تم تشييده في العهد القاجاري وهو اليوم متحف للتراث الشعبي وتحيط به بعض المباني الأثرية وبما فيها مسجد قديم ومقبرة الشاعر والعارف الشهير السيد عبد الله داعي.

نهر مدينة ديزفول الزاخر بالمياه تحيط به معالم جذابة تحفل بالسائحين طوال ساعات الليل والنهار وتحفه العديد من الأماكن الأثرية كغرفة آغا مير وجسر نهر الكرخة وحمام وزير و"اسيوا رعنا" و "بند بالا رود" و "هورمس" وجسر ديزفول القديم والنزل التراثي.

* مدينة "إيذه" أو "إيزه" الجميلة

مدينة "إيذه" التي تلفظ باللغة الفارسية "إيزه" معروفة بطبيعتها الخلابة وقراها الجميلة وأجوائها التي تبعث النشاط في النفوس ومن أبرز قراها قرية "شيوند" المحاذية لنهر الكارون والسد الذي شيد في طريقه وكذلك تحيط بها سلسلة جبال زاكرس الشاهقة الحافلة بأشجار البلوط والشلالات الزاخرة بالمياه العذبة، وهي تقع ضمن محمية وطنية.

أهم شلال فيها هو شلال "شيوند" الذي ينبع من قلب الجبال المحيطة بها مما جعلها قبلة للسائحين ناهيك عن آثارها القديمة التي تضرب بجذورها في العهد الصفوي وفيها أيضاً آثار لقلاع قديمة يعود تأريخها للألفيتين الثالثة والرابعة قبل الميلاد.

وعلى مسافة ثلاثة كيلومترات غربي إيذه هناك كهف شهير اسمه "غار سلمان" وهو كامن في باطن صخرة عظيمة وفيه ينبوع تتدفق منها المياه العذبة.

* منطقة "باغ ملك" طبيعة غناء

منطقة "باغ ملك" معروفة بأنهارها الجارية وغاباتها الكثيفة وسمائها الصافية التي تبعث الحيوية والنشاط في النفوس مما جعلها مادة دسمة للرسامين المحبين للطبيعة الجميلة حيث تخط أناملهم أجمل المناظر لدى تجوالهم في مختلف أكناف هذه المنطقة.

قرية "مال آغا" هي واحدة من أبرز معالم هذه المنطقة حيث تقع على مسافة 32 كم عن مركزها وهي تتصف بمبانيها التقليدية المترامية الأطراف على سفوح سلسلة جبال زاكرس ويجري في باطنها نهر زاخر بالمياه وكل من يقصدها يتصور أنه يعيش في عالم آخر نظراً لجمالها الفريد من نوعه.

هذه بعض النواحي الجميلة في محافظة خوزستان والتي جعلت منها جنة خفية وهناك الكثير الكثير الذي لا يسع المجال لذكره هنا، فمن أراد أن يطلع عن كثب فليشد الرحال إلى هناك وينظر بعينيه مدى جمال وعظمة هذه المحافظة العريقة الرائعة التي تجمع بين الماضي العريق والطبيعة الخلابة.