بدء دراسة أهلية مرشحي الانتخابات الرئاسية .. ورفسنجاني وجليلي ومشائي أبرز مفاجئات الترشيح
شكّل ترشيح آية الله هاشمي رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام و سعيد جليلي سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي و اسفنديار رحيم مشائي مدير مكتب رئيس الجمهورية و الحليف الرئيسي لمحمود احمدي نجاد ، لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة أبرز المفاجئات التي قلبت معادلات المشهد الانتخابي بالكامل ، حيث يبدو ان المنافسة ستكون محتدمة بين رفسنجاني ومرشح الحكومة مشائي و مرشح تيار الاصوليين الذي قد يكون سعيد جليلي ، وفقا لتوقعات مراقبين .
و قال مراسل وكالة "تسنيم" الدولية : بينما لم يكن يفصل بيننا و بين اغلاق باب الترشيح سوى خمس دقائق و اذا بنا امام مشهد مثير للغاية الا و هو دخول اية الله هاشمي رفسنجاني مبنى وزارة الداخلية ليقدم طلب خوض المعترك الانتخابي بشكل رسمي ، و بذلك بشكل متزامن مع حضور اسفنديار رحيم مشائي مستشار رئيس الجمهورية و حليفه الرئيسي المقرب منه جدا برفقة محمود احمدي نجاد . و بحضور هاشمي رفسنجاني و سعيد جليلي و رحيم مشائي اضحينا امام مشهد انتخابي جديد يغير كل الخارطة السياسية الانتخابية التي تكونت حتى هذه اللحظة . و حتى الساعة الاخيرة كان هاشمي رفسنجاني مترددا كثيرا في دخول هذا المعترك ، فيما كانت هناك دعوات من طيف سياسي واسع من الاصلاحيين المعتدلين خاصة ، و كذلك جزء من تيار الاصوليين لرفسنجاني لدخول هذا المعترك . و كان هاشمي رفسنجاني يرفض خلال تصريحاته في الاشهر الماضية ، نهائيا دخول المعترك لعدة اسباب من بينها تقدم العمر و كذلك المعارضة التي يمكن ان يلقاها و التي تصل في بعض الاحيان الى مستوى الاساءة اليه من بعض التيارات التي تعارض وجوده في منصب الرئاسة ، لكنه في النهاية حسم امره و قرر الحضور . و يحظى الشيخ رفسنجاني بتأييد طيف واسع من الاصلاحيين خاصة المعتدلين و كذلك من التيار الاصولي والتكنوقراط ، و يمتلك خبرة طويلة جدا حيث تقلد الرئاسة لولايتين و رئاسة البرلمان و رئاسة مجلس خبراء القيادة . و يواجه رفسنجاني انتقادات حادة من قبل تيار الحكومة و الرئيس احمدي نجاد ، الذي دخل لجنة الانتخابات برفقة اقرب مقربيه و مستشاره و رئيس مكتبه رحيم مشائي ، الامر الذي واجه انتقادات حادة من مختلف التيارات ، حيث اعتبر وقوف احمدي نجاد خلفه يمكن ان يساهم في ان تصب اصوات من يؤيده لصالح مشائي الذي اصطحب معه احد ابرز الفنانين للدعاية الانتخابية . و بالمقابل احتفظ احمدي نجاد بهذا الرجل الذي كانت تثار حوله انتقادات كبيرة خاصة من تيار الاصوليين الذي انتقد بشدة افكار مشائي و منها عرضه فكرة المدرسة الايرانية قبل المدرسة الاسلامية ، الامر الذي اثار حفيظة المرجعية الدينية في ايران . و لاول مرة ، حضر رئيس الجمهورية مباشرة خلف احد المرشحين ، ما اثار انتقادات واسعة و كبيرة خاصة من قبل وسائل الاعلام و التيار المبدئي ، كما انها يمكن ان تعتبر مخالفة قانونية لان الرئيس لا يحق له ان يستخدم منصبه للدعاية الانتخابية لاحد المرشحين .
وبهذا نكون اضحينا امام مشهد انتخابي مهم و تغيير جذري للخارطة الانتخابية ، في كل ما تم رسمه خلال الفترة الماضية و ذلك بحضور اية الله هاشمي رفسنجاني الذي يمثل احد اركان النظام الاسلامي حيث يحظى بتأييد كبير من قبل طيف واسع ابتداء من الاصلاحيين و من ثم المعتدلين و حتى من الاصوليين . و بالمقابل هناك من يؤيد احمدي نجاد الذي ستصب اصواته بالتأكيد لصالح رحيم مشائي ، فيما ينتظر ان يدعو احمدي نجاد مناصريه للتصويت لرحيم مشائي ، ما قد يجعل الخارطة الانتخابية ذات قطبين ، قطب يضم هاشمي رفسنجاني و التيار المعتدل و الاصلاحي ، والقطب الاخر هو الحكومة و انصار احمدي نجاد ، خاصة اذا لم يجمع الاصوليين على مرشح واحد للقطب الثالث الذي يضم اسماء كبيرة مثل وزير الخارجية الاسبق علي اكبر ولايتي و رئيس البرلمان السابق حداد عادل و عمدة طهران محمد باقر قاليباف و سعيد جليلي سكرتير المجلس الاعلى للامن القومي كبير المفاوضين النووين الذي لم يعلن سابقا انه سيكون مرشحا لخلافة احمدي نجاد .
و اقدم هاشمي رفسنجاني على تسجيل اسمه في قائمة المرشحين في موقف فاجأ به الجميع ، اذ لم يكن قد اعلن من قبل نيته الترشح لانتخابات الرئاسة بل لم بتخذ قراره النهائي الا قبل نصف ساعة من اغلاق الترشيح . ومن بين المرشحين ايضا علي اكبر ولايتي وزير الخارجية الاسبق و مستشار قائد الثورة الاسلامية و كذلك وزير الخارجية السابق منوتشهر متكي و محسن رضائي سكرتير مجمع تشخيص مصلحة النظام و رامين مهمان برست متحدث وزارة الخارجية و حسن روحاني كبير المفاوضين النووين السابق و عمدة طهران محمد باقر قاليباف . كما سجل داود احمدي نجاد ، الشقيق الاكبر للرئيس الحالي اسمه ضمن قائمة المرشحين ، وهو مدير عام سابق للدفاع المدني ، و يتبنى مواقف و وجهات نظر مختلفة جدا عن شقيقه .
هذا و بدأت الاحد عملية دراسة أهلية المرشحين الذين سجلوا اسماءهم لخوض غمار انتخابات رئاسة الجمهورية الحادية عشرة . و قال المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور عباس علي كدخدائي إن "لجنة المراقبة بمجلس صيانة الدستور تسعى الى الانتهاء من دراسة اهلية المرشحين في الفترة المحددة ، حيث من الممكن ان يتم تمديد الفترة لخمسة ايام اخرى" .
و في ختام عملية تسجيل الترشيح التي بدات الثلاثاء قام العديد من الشخصيات البارزة بالتسجيل رسميا لخوض الانتخابات ، طيلة الايام الخمسة الماضية ، من اهمها حسب الترتيب الزمني للتسجيل :
صادق واعظ زادة ، كامران باقري لنكراني، محمد سعيدي كيا، حسن روحاني، مصطفى كواكبيان، حسين نصير زادة، حسن سبحاني، محمد غرضي، باقر خرازي، علي فلاحيان، روح الله احمد زادة كرماني، محمد رضا عارف، حداد عادل، اكبر اعلمي، علي رضا زاكاني، علي احمدي، محسن رضائي، داود احمدي نجاد، جواد اطاعت، محمد باقر قاليباف، برويز كاظمي، محمد حسن ابوترابي فرد، علي اكبر جوانفكر، ابراهيم اصغر زادة، ابوالحسن نواب، طهماسب مظاهري، مسعود بزشكيان، علي اكبر ولايتي، منوتشهر متكي ، رامين مهمان برست ، محمد شريعتمداري، سعيد جليلي، صادق خليليان، قديري ابيانه، محمد رضا رحيمي ، اسفنديار رحيم مشائي و هاشمي رفسنجاني .
و حسب اعلان وزير الداخلية مصطفى محمد نجار بلغ عدد الاشخاص الذين سجلوا ترشيحاتهم لانتخابات رئاسة الجمهورية في نهاية الفترة المقررة 686 شخصا ، بينهم 30 امراة . و اضاف : ان اصغر المرشحين سنا يبلغ من العمر 39 عاما واكبرهم سنا يبلغ 87 عاما .
و صرح صولة مرتضوي سكرتير لجنة الانتخابات بان مجلس صيانة الدستور سيبت في اهلية المترشحين للانتخابات خلال فترة 5 ايام قابلة للتمديد 5 ايام اخرى في حال عدم كفاية المهلة.