الإمام الخامنئي : المشاركة الملحمية في انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة ضمانة لتقدم البلاد واستمرار مسيرتها
اعتبر قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي ، المشاركة الملحمية لابناء الشعب في انتخابات رئاسة الجمهورية بنسختها الحادية عشرة المقرر اجراؤها في الرابع عشر من حزيران المقبل ضمانة و صيانة لتقدم البلاد و استمرار مسيرتها ، و شدد على أهمية التزام المؤسسات المشرفة و التنفيذية و المرشحين بمراعاة القانون بدقة في كافة المراحل .
و عدّ سماحة القائد الانتخابات بأنها أمانة وطنية و إسلامية كبيرة و قيّمة ، و قال خلال استقباله ، الإثنين ، المشرفين على انتخابات رئاسة الجمهورية و المجالس المحلية : ان مجلس صيانة الدستور و اللجان المشرفة و الأجهزة التنفيذية المسؤولة عن الحفاظ على أمن الانتخابات و مناخها السليم ، هم حملة هذه الأمانة الكبرى ، و هم يتولون مهام قيمة و خالدة . و أشار الإمام الخامنئي إلى الدور الأساسي للانتخابات في تجديد حياة البلد و النظام قائلاً : ان مشاركة الشعب في كافة العمليات الانتخابية التي أقيمت خلال الأعوام الـ 34 الماضية من عمر الثورة الاسلامية تدفع في كل مرة مجموعة من البلايا عن البلاد ، و تبث روحاً و طاقات جديدة في جسم البلاد و الشعب و الثورة . و اعتبر سماحته انتخابات الرابع عشر من حزيران المقبل أهمّ مما سبقها من بعض النواحي ، و قال : ان إقامة اثنين من الانتخابات المهمة جداً و هما انتخابات رئاسة الجمهورية والمجالس المحلية بشكل متزامن ، هي من جملة العوامل التي تضفي أهمية كبيرة على الانتخابات القادمة . و أوضح آية الله الخامنئي أن تأسيس المجالس المحلية في كافة القرى و مدن البلاد يعكس المشاركة العينية و المستمرة للجماهير في اتخاذ القرارات و إنجاز الأعمال ، و أوصى المسؤولين و الشعب و النخب السياسية قائلاً : ينبغي أن لا يهمّش الاهتمامُ بانتخابات رئاسة الجمهورية الاهتمامَ بانتخابات المجالس المحلية . و في معرض بيانه للأبعاد الأخرى لأهمية اقتراع الرابع عشر من حزيران المقبل ، أشار قائد الثورة الإسلامية الى الإمكانات و الصلاحيات و الواجبات الواسعة جداً لرئاسة الجمهورية في دستور البلاد و سائر القوانين ، مردفا ًالقول : ان هذه المكانة القانونية تدلّ على أن انتخابات رئاسة الجمهورية في غاية الأهمية . و أكد سماحته أن الإمام الخميني (رض) هو المبدع والمصمم و المهندس لصرح هائل هو صرح مشاركة الشعب في النظام الإسلامي ، و ألمح إلى إصرار و متابعة الإمام الخميني الحاسمة لإقامة استفتاء تعيين النظام و غيره من الانتخابات ، متابعا ً:ان حضور الشعب و انتخابه الحاسم و المصيري في مختلف المجالات هو امر من طبيعة الجمهورية الإسلامية ، و قد تمّ لحد الآن و الحمد لله الحفاظ على هذه الطبيعة الجذابة و المشوقة . و أشار إلى بعض المحاولات اليائسة و غير المجدية ، الرامية للاستهانة بمشاركة الشعب و حضوره في الساحة ، قائلاً : ان البعض حاول او يحاول أن تكون الانتخابات ضعيفة و باهتة ، أو أن لا تقام في موعدها المقرر ، لكنهم أخفقوا بتوفيق من الله ، و سوف لن يجنوا أية نتيجة بعد الآن أيضاً . و اعتبر قائد الثورة الإسلامية تواجد الشعب و حضوره في الساحة عاملاً مهماً على قوام الجمهورية الإسلامية الايرانية و نهضتها ، مضيفاً : ان الجمهورية الإسلامية تعني المشاركة العامة للشعب و حركته الشاملة نحو المبادئ و الاهداف الكبرى و العملية ، و ان العدو يحاول عبر إدراكه لهذه النقطة تقليل مشاركة الشعب و إضعاف الانتخابات . و أضاف آية الله الخامنئي في هذا الصدد : ان اقتدار الجمهورية الإسلامية قائم على قلوب الناس و عواطفهم و عقولهم و أفكارهم و بصيرتهم و مشاركتهم ، و لو لا هذه الدعامة القوية لما ترك طلاب الهيمنة الخبثاء في العالم نظاماً يرفع شعارات الجمهورية الإسلامية على قيد الحياة . و أردف يقول : طبعاً بفضل من الله و بهمّة ابناء الشعب العزيز ستكون الانتخابات المقبلة إن شاء الله من أفضل الانتخابات و أكثرها حماساً و ملحمية . و خصّص قائد الثورة الإسلامية جانباً آخر من حديثه لتبيين أهمية الالتزام بالقانون في كل المراحل و كافة الظروف . و في هذا الصدد ، أشار الإمام الخامنئي إلى المساعي الدائمة للأجانب و الرامية إلى إحباط الآثار المباركة لتواجد الشعب عند صناديق الاقتراع ، مضيفاً : في عام 2009 دفع البعض لتوقع أمور و العمل بأشياء خلافاً للقانون ، عسى أن يحرّضوا الناس و يدفعوهم للوقوف بوجه النظام الاسلامي ، لكنهم لم يستطيعوا ذلك بلطف من الله . و ألمح سماحته إلى بعض الخطوات التي اتخذت في عام 2009 من أجل تبديد بعض حالات الإبهام و الغموض ، مردفا القول ً: ان الذين كلفوا البلاد و الشعب كل تلك الخسائر و التكاليف ، رفضوا قبول القانون و العمل بالسبل القانونية ، لكن النظام في ضوء طبيعته الشعبية تغلب على تلك المضايقات . و عدّ قائد الثورة الإسلامية الالتزام الكامل بالقانون الطريق الأساسي للحؤول دون بروز مشكلات انتخابية ، مؤكداً ان كل أبناء الشعب في كل القرى و المدن يجب أن تكون غايتهم أن كل من يريد أن يقول شيئاً أو يكون لديه توقع ينبغي أن يكون قوله و توقعه على أساس القانون . كما أكد سماحته ان على المسؤولين الانتخابيين العمل بنصّ القانون ، و في كل المراحل و الأطوار بما في ذلك دراسة الأهليات و إقامة الانتخابات و فرز الأصوات و صيانة الأصوات و الصناديق و سائر المراحل، يجب على كل العاملين و المسؤولين في الانتخابات العمل على أساس القانون بمنتهى الأمانة ، و قد كان الأمر كذلك لحد الآن ، و الحمد لله . و شدد السيد الخامنئي على أن تعلّم الصبر و الحلم الثوري ضرورة عامة ، و حذر من إدخال عبارات غربية و مادية مثل الفائز و الخاسر في الشؤون الانتخابية ، لكن في الانتخابات لا تتحقق بشكل طبيعي توقعات و آمال البعض بخصوص مرشحهم، و هنا ينبغي أن يكون السلوك صحيحاً و على أساس القانون فقط . و في معرض شرحه لضرورة الدقة في انتخابات 14 حزيران ، أشار سماحته إلى التأثيرات الإيجابية أو السلبية لأي قول أو فعل لمن ينتخبه الشعب في الأوضاع القادمة للبلاد ، و يجب أن نتفحص الالتزام و التدين و الجاهزية و القدرات بشكل دقيق، و نعمل حسب التشخيص ، و لا شك أن كل من يدخل الساحة بنية صادقة و لأداء الواجب و من أجل مستقبل البلاد ، فإن الله سوف يهدي قلبه . و أكد آية الله الخامنئي مرة أخرى على أن الانتخابات حق الشعب و واجبه ، موضحاً : يجب ملاحظة الأهليات إلى جانب بعضها و على شكل رزمة متكاملة ، و أن نأخذ بنظر الاعتبار خصوصيات مثل الفاعلية العالية و النزعة الشعبية و التوجّه القيمي في الشخص الذي نريد أن نوكل إليه مقاليد الأمور التنفيذية للبلاد . كما اعتبر سماحته المقاومة أمام الأعداء ، و التمتع بالقابلية على التدبير، و الالتزام بالقانون، و الاهتمام بالطبقات المختلفة من الناس، و وعي مشكلات الناس و آلامهم من الخصائص الأخرى الضرورية لرئاسة الجمهورية . و شدد قائد الثورة الإسلامية على أن أصوات الناس جميعهم مؤثرة في نتائج الانتخابات ، و قال : لا ينبغي القول إن صوتي لا تأثير له في مصير الانتخابات ، إذ إن هذه الأصوات الفردية هي التي ستقرّر في النهاية الأصوات المليونية و مصير الانتخابات . و شدّد الإمام الخامنئي قائلاً : ان حصانة البلاد و تقدمها و مسيرتها العامة نحو الأهداف السامية سوف تتضاعف ان شاء الله عبر المشاركة القصوى للشعب و الحضور عند صناديق الاقتراع في الانتخابات المقبلة .