لاريجاني: حزب الله حركة راسخة والغرب لا يريد مفاوضات حقيقية
أكد علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن الغرب يسعى للضغط على إيران بدل الدخول في مفاوضات حقيقية، قائلاً: «حين يعلن الطرف الأميركي صراحة أن مدى صواريخكم يجب أن يكون أقل من 500 كيلومتر، فهذا دليل على أنه لا يريد تفاوضًا جادًا».
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن لاريجاني تحدث خلال برنامج تلفزيوني عن شخصية الشهيد نصر الله، مشيرًا إلى أن الحديث عنه يحتاج وقتًا طويلاً نظرًا لتعدد أبعاد شخصيته الكبيرة، مضيفًا أن الجمع بين خصال أخلاقية وفكرية رفيعة جعل منه شخصية مؤثرة وجذابة.
وأوضح لاريجاني أن من أبرز سمات الشهيد نصر الله امتلاكه رؤية استراتيجية واضحة تجاه قضايا المنطقة، خصوصًا في لبنان والعالم الإسلامي، على عكس بعض القادة الذين يتعاملون مع الأحداث بارتباك وتشتت. وأشار إلى أن هذه الرؤية المستقبلية مكّنته من قيادة المؤسسات والحركات المدنية بوعي وحنكة، بعيدًا عن ردود الفعل الآنية أو القرارات التكتيكية المحدودة.
وتابع: «من ميزاته أنه كان دائمًا يستمع إلى آراء الآخرين ويستفيد من تنوعها، لكنه لم يكن يضيع وسط الكم الكبير من المعلومات، بل كان يستخلص منها رؤية واضحة للمستقبل». وأكد أن نصر الله كان ملتزمًا بمبدأ الشورى داخل حزب الله، ويعتبر نفسه ملزمًا بقراراتها، حتى في الجلسات التي حضرها إلى جانب الشهيد قاسم سليماني، حيث أظهر مرونة وقبولاً بالآراء الجديدة رغم امتلاكه مواقف حاسمة أحيانًا.
وشدد لاريجاني على أن هذه الروح التشاركية ظلت بارزة حتى في أصعب اللحظات، قائلاً: «في أوج حرب تموز، حين كان نصر الله رمزًا جهاديًا بارزًا في العالم الإسلامي، لم يتغير شيء من تواضعه وأسلوبه القيادي».
الواقعية من أبرز سمات الشهيد نصرالله
وأشاد علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، بروح الواقعية التي تميز بها الشهيد نصرالله، مؤكداً أنها من أبرز خصاله القيادية والفكرية.
وقال لاريجاني إن نصرالله لم يكن يسعى يومًا إلى تضليل جمهوره أو دفعه في مسار خاطئ عبر معلومات مغلوطة، بل كان ينقل الحقيقة بدقة ووضوح. وأضاف أن هذه النزعة الواقعية مكّنته من النظر إلى الأحداث المرّة والحلوة معًا، واتخاذ قرارات متوازنة مبنية على تحليل شامل للوقائع.
وأوضح لاريجاني، مستشهدًا بتجربة شخصية، أنه في فترة معقدة كانت فيها أوضاع المنطقة مضطربة وتزامنت مع دخول الملف النووي الإيراني مرحلة حساسة، حاول الغرب الربط بين الملف النووي وحرب لبنان عام 2006. وأشار إلى أن هنري كيسنجر كتب حينها مقالة دعا فيها إلى استغلال الحرب لإصدار قرار دولي ضد إيران، في حين أن خافيير سولانا صرّح له هاتفيًا بأن "المخربين أنجزوا عملهم"، في إشارة إلى محاولات خلط الأوراق.
وأضاف لاريجاني أن هذه التشابكات خلقت صعوبات كثيرة، إلا أن نصرالله بقراءته العميقة كان يرى أن أي اتفاق نووي يمكن أن يعود بالفائدة على المنطقة بأسرها، معتبرًا أن مثل هذه التفاهمات تفتح الطريق أمام إيران في علاقاتها الدبلوماسية الإقليمية والدولية.
وأكد أن هذه الروح الواقعية عنصر أساسي في نجاح أي قائد سياسي أو حزبي، لا سيما حين يواجه خصومًا وأعداء متعددين، إذ تمكّنه من اتخاذ قرارات دقيقة وفي الوقت المناسب.
الشهيد نصرالله أحسن استثمار الزمان والمكان وصان أمن لبنان
وأوضح أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، أن من أبرز سمات الشهيد السيد حسن نصرالله كانت القدرة على استثمار اللحظة التاريخية والظروف الزمانية والمكانية لصالح المقاومة، وهو ما جعله قائدًا استثنائيًا.
وقال لاريجاني في حديث متلفز: «أفلاطون يستخدم مصطلح "كايروس" للدلالة على قدرة القائد السياسي على الإمساك بالزمان والمكان واتخاذ القرار المناسب في اللحظة المناسبة، وهذه الخصلة كانت متجسدة تمامًا في شخصية نصرالله».
وأشار إلى أن مواقف الأمين العام لحزب الله في حرب تموز جسّدت هذا البعد القيادي؛ فمع أن كثيرين ـ من سياسيين وخبراء ـ كانوا يرون أن المقاومة مغامرة بلا جدوى ويدعون للتراجع، تمسّك نصرالله بخيار الصمود، وهو ما أكد عليه الشهيد قاسم سليماني خلال لقاءاته مع القيادة الإيرانية في تلك الفترة، مما عزّز تصميم نصرالله على الاستمرار حتى تحقيق النصر.
وأضاف لاريجاني أن حُسن استثمار اللحظة تجلى أيضًا في إعادة بناء وتطوير حزب الله، الذي بدأ حركة صغيرة بقدرات محدودة، لكن قراراته المبكرة في مجال التدريب والتنظيم حوّلته إلى قوة دفاعية كبرى. وقال: «لو لم يُحسن نصرالله استغلال تلك المرحلة القصيرة، لما أتيح لحزب الله أن يصبح ما هو عليه اليوم».
كما أشار إلى أن هذا البعد القيادي ظهر كذلك مع اندلاع الأزمة السورية وصعود الجماعات الإرهابية، حيث كان كثيرون يحذرون من تدخل حزب الله بحجة الكلفة البشرية والمادية والسياسية، لكن نصرالله أدرك أن ترك المعركة دون تدخل سيعرّض لبنان نفسه للخطر. وأضاف: «لقد وفّر التدخل في سوريا مظلة أمان للبنان، إذ لو سُمح للإرهابيين بالتقدم، لما ترددوا في اجتياح بلد صغير مثل لبنان بعد أن هددوا سوريا نفسها».
وأضاف إن قرار نصرالله بالدخول في مواجهة الإرهاب خارج حدود لبنان كان استراتيجيًا وحاسمًا، حيث حمى بلاده من خطر داهم وضمن أمنها القومي، مؤكداً أن هذه القدرة على قراءة الزمان والمكان واتخاذ القرار المناسب هي ما جعلته قائداً استثنائياً في تاريخ المنطقة.
الشهيد حسن نصرالله كان شخصية معنوية متواضعة وذات جاذبية استثنائية
وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، إن من أبرز سمات الشهيد السيد حسن نصرالله أنه كان يمتلك شخصية معنوية وجذّابة، مختلفة عن كثير من الزعماء السياسيين الذين يتخذون قرارات صائبة أحيانًا لكنهم يفتقدون التأثير والجاذبية الحقيقية.
وأوضح لاريجاني أن جاذبية نصرالله لم تكن قائمة على الظهور أو تضخيم الذات، بل على تواضعه وفروسيته الروحية، مشيرًا إلى أن بعض القادة مثل الإمام الخميني (رض) أو قائد الثورة السيد علي الخامنئي (دام ظله) كانوا يتحركون بدافع الإخلاص لله والتضحية، وهو ما منحهم جاذبية خاصة، مضيفًا: «الشهيد نصرالله كان على هذا النهج».
وأضاف أن نصرالله، رغم الخطاب الحماسي المعروف عنه، كان في الجلسات الخاصة إنسانًا بسيطًا متواضعًا، يتحدث بروح مرحة وبساطة واضحة، مما زاد من تأثير شخصيته. وقال: «القادة الذين يجمعون بين التفكير العميق والعقلانية من جهة، والمعنوية والتواضع من جهة أخرى، يضاعفون تأثيرهم على من حولهم».
وأشار لاريجاني إلى ذكرياته مع نصرالله في لقاءات خاصة حضرها الشهيد عماد مغنية واللواء قاسم سليماني، حيث كانت النقاشات تشمل قضايا لبنان والمنطقة وإيران، إلى جانب موضوعات فكرية ودينية متعددة.
ولفت إلى أن من أبرز ما لاحظه في تلك الجلسات هو اهتمام نصرالله العميق بالشأن الإيراني، موضحًا أنه كان يتابع أدق التفاصيل والأحداث في إيران ويبحث عن انعكاساتها على قضايا المنطقة. وقال: «كان سريع الربط بين تطورات العراق والأحداث في إيران، ويسأل دائمًا: ما تحليلكم؟ ولماذا حدث ذلك؟».
حزب الله تيّار راسخ
وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إن ضربات العدو لحزب الله لا تنفي حقيقة أن هذا التيار ممتدّ الجذور ومؤمن بمسار المجاهَدة، مشدّدًا على أن محاولة اغتيال قادٍ أو أكثر تشكّل ضربة لكنها لا تقضي على الفكرة ولا تنهي المسيرة.
وأضاف لاريجاني أن الشهيد حسن نصرالله كان يتمتع بكاريزما أثّرت في الروح الجماعية لحزب الله، ولهذا أحدث استشهاده صدمة معنوية، لكنّ العدو يخطئ إن ظنّ أن ذلك كافٍ للإضرار بجوهر الحركة. فوجود فكر أيديولوجي ومنهج مجاهِد يجعل التيار قابلاً لإعادة البناء والتعافي بسرعة، فيما تُعمّق الضغوط قدرة أمثاله على التجذّر والتكاثر فكريًا وميدانيًا.
وشرح لاريجاني ذلك بمثال من الملفّ النووي الإيراني: إن اغتيال عدد من الأكاديميين لا يعني زوال المعرفة أو الاختصاص، لأن النظرية والقدرات العلمية تبقى موجودة وتنتج أجيالًا جديدة من الخبرات؛ لذا «القصف أو الاغتيال ليس تفريغًا، فالمسألة أعمق بكثير».
وتابع: «حزب الله تيار راسخ ومجاهِد فعلاً. في زياراتي لاحظت نموًّا عميقًا لديه؛ فقد أعادوا بناء أنفسهم سريعًا». وأشار إلى أن العدو لم ينجح في التقدّم داخل لبنان بسهولة؛ فقد تقدّم ببعض النقاط مئات الأمتار أو كيلومترات محدودة، لكنه لم يستطع اختراق الدفاعات لأن قوات حزب الله كانت تقاتل وتقاوم.
وذكر لاريجاني لقاءه بشبان من حزب الله قائلاً إنه شعر بالفخر والتأثر من عزيمتهم؛ فقد اجتمعوا في ساحات القتال وشيعوا الشهيد نصرالله، وبالرغم من تأثّرهم الأولي وقيامهم بساعات من الحداد، سرعان ما انتابهم شعور بأن روح شهدائهم تحثّهم على «الثبات حتى النفس الأخير» — وهو ما يجري في أي تيار أيديولوجي مجاهِد.
واعتبر لاريجاني أن القوى الغربية — خصوصًا أمريكا وبريطانيا — ساهمت في ولادة حركات مقاومة في دولٍ مثل العراق، مستدركًا: «في أحد الاجتماعات سُئلت لماذا نُشجّع تيار المقاومة في العراق؟ فقلت: ألم تكنوا أنتم من أطلقتم نموذج حزب الله في لبنان؟ الآن تفعلون الشيء ذاته في العراق».
وأضاف لاريجاني أن الغرب ارتكب خطأ مزدوجًا: «أنتم من أسستم نموذج حزب الله في لبنان، والآن تكررونه في العراق». وأوضح أن تدخل القوى الغربية أدى إلى خلق بيئة دفع الناس إلى المقاومة، موضحًا أن احتلال بيروت وسلوك الاحتلال في أوقات سابقة دفع شباب المدينة للاجتماع والدفاع عن وطنهم، فتشكّلت حركة ولدت من شدة الحاجة والضغوط الشعبية. وبيّن: «نحن ساعدناهم، ولا أزعم العكس، لكنهم تشكّلوا من أنفسهم في الأساس».
وتابع لاريجاني أن المشهد نفسه تكرر في العراق، حيث حاولت دول غربية أن تجعل من العراق ولايةً تابعة؛ فقد دخل بول بريمر وكتب الدستور وعيّن الوزراء، بينما ظل مستشار عراقي ظاهرًا للواجهة بشكل شكلي، فحسّ غالبية الناس بالإذلال. واعتبر أن ممارسات الجنود من اقتحامات للمنازل وتفتيش قاسٍ أثارت سخط الشباب العراقي، فكانت النتيجة قيامًا شعبيًا وانبثاق قوى مقاومة ولدت من هذا الإذلال.
وأكد لاريجاني أن طهران دعمت هذه القوى حين رأت أنها نتاج مباشر لسياسات الاحتلال والتدخل الخارجي، «فإذا كنتم أنتم من بنتُم هذه الحركات بيدكم، فمن الطبيعي أننا نساندها».
التيارات الأيديولوجية تتوسع بضغط متزايد
وقال لاريجاني إن الحقيقة هي أن الحركات الأيديولوجية لا تزول بفعل الضغوط، بل قد تتوسع وتزداد قوة. وأضاف أن حزب الله أصبح أعمق وأقوى مع مرور الوقت، مشيرًا إلى أن أي منظمة قد تواجه اضطرابًا عند تلقيها ضربة، لكن الحركة العميقة الجذور تستطيع إعادة السيطرة. وأكد: «حزب الله حركة راسخة، والآن، بسبب التزامهم بالهدنة، لا يسعون لإثارة المشاكل، لكن لديهم القدرة على قلب المعادلة إذا اقتضى الأمر، وهذا يمثل رصيدًا كبيرًا للشعب اللبناني والعالم الإسلامي، فهؤلاء الشباب المتمرسون في الجهاد والتدريب هم ثروة حقيقية».
وتابع لاريجاني أن سبب قلق إسرائيل هو مكانة هذه الحركة وتأثيرها، موضحًا: «لو كان حزب الله حركة سطحية أو ضعيفة، لما شعرت إسرائيل بالقلق، كما هو الحال مع بعض الحركات في دول أخرى». وأوضح أن الفهم الكامل لدور حزب الله يحتاج إلى وقت لمعرفة أثر هذه القوات على مصير المسلمين، وما كان يمكن أن يحدث لولا وجودها. وأشار إلى أن وجود المقاومة في سوريا حال دون قيام إسرائيل بإجراءاتها، بينما إزالة خطوط المقاومة أدت إلى فوضى وانتهاكات واسعة، مع محاولات تقسيم وتهديد وقتل. وأضاف إن غياب المقاومة قبل ثلاثين عامًا كان سيؤدي إلى تجربة كارثية للمنطقة بأكملها.
برنامج أمريكا وإسرائيل يعتمد على الضغط العسكري لإرساء هيمنة إسرائيل
وقال لاريجاني إن الولايات المتحدة وإسرائيل والدول الغربية يبدو أنها أدركت أن لديها وقتًا محدودًا لتغيير الجغرافيا السياسية للمنطقة، وأنها ليست غافلة عن الخصائص الجيوسياسية المهمة، لا سيما أن محور المقاومة يمثل قوة مؤثرة حاليًا. وأضاف أن الهدف الحقيقي لهذه الدول هو القضاء على المقاومة في مختلف البلدان وفرض هيمنة إسرائيل، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن هيمنة إسرائيل تواجه قيودًا كبيرة، فهي دولة صغيرة بعدد سكان يهود محدود، ولها توجهاتها الخاصة. وأضاف أن فرض هيمنة مقبولة عادةً يتطلب سيادة فكرية أو اقتصادية أو تكنولوجية، وهي سمات غير متوفرة بشكل واضح في إسرائيل.
وأوضح لاريجاني أن أي دولة في المنطقة لن تقبل بالأفكار المسيطرة لإسرائيل، وأن الدولة العبرية لا تمتلك هجمة اقتصادية أو تكنولوجية ملحوظة، وتعتمد في كثير من خصائصها على الولايات المتحدة ودول أخرى، ولا تمتلك مصادر داخلية بارزة. لذلك، وفقًا له، يبقى الخيار الوحيد لإسرائيل هو اللجوء للضغط العسكري، مؤكداً أن الدول الإقليمية يجب أن تدرك أن برنامج أمريكا وإسرائيل قائم على استخدام القوة العسكرية لفرض هيمنة إسرائيل.
وأضاف لاريجاني: «إذا أرادت أمريكا، يمكنها أن تشهد جنازة كل يوم، أو تهاجم دولًا مختلفة».
أمريكا وإسرائيل تعتبر الصين وروسيا وإيران تهديدات
وأشار لاريجاني إلى أن الحرب المعلنة على إيران جاءت بسبب إدراك الطرف الآخر أن إيران قوة إقليمية كبرى، وأن فرض هيمنة عليها ليس بالأمر الممكن، فهي دولة ذات جذور عميقة، تمتلك التكنولوجيا والقدرات، ويبلغ عدد سكانها مئة مليون نسمة، ومرت بعصور إمبراطوريات كبيرة. وأضاف: «كيف يمكن فرض الهيمنة على مثل هذا البلد؟ لا يمكن. حتى لو افترضنا امتلاك إيران للأسلحة النووية، فهي قوة لا يمكن السيطرة عليها». واعتبر أن كل هذه الحجج مجرد ذرائع، وأن العدو لم يجد وسيلة أخرى للسيطرة.
وأشار لاريجاني إلى أن الهجمات على قطر أظهرت بعض القبول المبدئي من الأطراف الغربية، لكنه أكد أن الأمر يحتاج إلى إرادة عملية حقيقية، موضحًا أن هذا الأمر صعب بسبب مصالحهم ورفاهياتهم، ويستلزم مواجهة مباشرة ومجاهدات للوصول إلى ما يسعون إليه.
وأوضح أن برنامج الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة يهدف إلى تقسيم المنطقة وفرض السيطرة الإسرائيلية، مع قطع أي اتصال اقتصادي بالصين، نظرًا لدورها كقوة اقتصادية متنامية عبر مشروع «الحزام والطريق» الذي يمتد نحو أوروبا. وأضاف أن السياسة الأمريكية تعتبر الصين في المنطقة التحدي الأول، تليها روسيا ثم إيران، وترى فيها جميعًا تهديدًا للأمن الإقليمي.
وأشار لاريجاني إلى أن إيران سعت للتوصل إلى تفاهمات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتم وضع إطار واضح بعد تعرض بعض المراكز النووية للقصف لأول مرة في التاريخ، وشملت الاتفاقيات تعاونًا مع مصر، وطرح الروس وأوروبا لاحقًا خططًا تم قبولها من إيران، مع إجراء مفاوضات متعددة لتطبيق جميع الحلول الممكنة.
الغرب لا يريد إجراء مفاوضات حقيقية مع إيران
وأوضح علي لاريجاني أن الطرف الغربي لا يقبل بالانخراط في مفاوضات حقيقية مع إيران، قائلاً إن لديهم تصورًا بأن الوقت مناسب لممارسة الضغط على البلاد. وأشار إلى أن المعلومات الواردة تفيد بأن الغرب وإسرائيل يعتقدان أن الضغط الاقتصادي على إيران قد يؤدي إلى أزمات اجتماعية، ما يسهل عليهم تسوية حساباتهم مع طهران. وأضاف: «لقد استنفدنا كل السبل لمنع ذلك، وقد قيل لنا أن نجري المفاوضات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وحتى المفاوضات مع الأمريكيين طرحت، لكن بشروط محددة». وأوضح أن القيادة الإيرانية رفضت هذه الشروط باعتبارها ليست تفاوضًا حقيقيًا، لكنها سمحت بإجراء محادثات في إطار «5+1» إذا لم تكن هناك شروط مسبقة.
وأشار لاريجاني إلى أن مطالبة الجانب الأمريكي بتقليص مدى الصواريخ الإيرانية إلى أقل من 500 كيلومتر، تعكس رفضهم لإجراء مفاوضات حقيقية. وأضاف: «لقد جربنا كل السبل، لكن لديهم تصور أن لديهم فرصة لتقييم شعبنا. صحيح أن هذا يسبب مشقات للبلاد، لكن يجب علينا الاستمرار في المحاولة، والله يساعدنا حتى لا تتحقق مشقاتهم كما يريدون، خاصة أن حجم العقوبات كبير جدًا إلى درجة تكوين نوع من الاتحاد بين الدول المستهدفة بالعقوبات».
وعن آلية حل الخلافات في إطار الاتفاق النووي، قال لاريجاني إن اقتراحه كان أن يتخذ قرار من يمثل إيران، وآخر يمثل مجموعة «5+1»، وثالث مرضٍ للطرفين، لكنه لم يلق قبولاً لدى بعض المسؤولين الإيرانيين. وأضاف أن آلية «سناب باك» لم تكن جيدة، مشيرًا إلى أن أمريكا وأوروبا انتهكتا الاتفاق أولاً، ثم اتهمتا إيران بالمخالفة.
/انتهى/