من "ناوك" إلى "هاتف-2"… رواية عام من التنوع الفضائي الإيراني

من "ناوک" إلى "هاتف-2"… روایة عام من التنوع الفضائی الإیرانی

خلال العام المنصرم، تمكنت منظمة الفضاء الإيرانية بالتعاون مع مركز أبحاث الفضاء، الصناعات الدفاعية، والقطاع الخاص، من كشف النقاب عن مجموعة متنوعة من الأقمار الصناعية وإطلاقها، بدءاً من «ناوك» و«بارس» وصولاً إلى «هاتف-2» و«كوثر».

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن الصناعة الفضائية للجمهورية الإسلامية الإيرانية حققت بين شهري أيلول/سبتمبر 2024 وأيلول/سبتمبر 2025 إنجازات مهمة وبارزة شملت مجالات تصميم وصناعة الأقمار الصناعية، تطوير البنى التحتية الأرضية والقاعدية، وتعزيز قدرات الإطلاق والإدخال المداري. هذه التقدمات، التي جاءت نتيجة تعاون وثيق بين المؤسسات العلمية والصناعية والتنظيمية، تؤكد أنّ إيران رسخت موقعها كقوة متنامية في ميدان التكنولوجيا الفضائية.

إنجازات في التصميم والبناء

خلال هذا العام، اكتمل تصميم وخروج خمسة أقمار صناعية إلى العلن، أبرزها: «ناوك» و«بارس-1» (النموذج المطوَّر) من إنتاج مركز أبحاث الفضاء الإيراني. و«بارس-2» من تطوير مجموعة الفضاء التابعة لـ"صاايران". والقمر «كوثر» بنسخته المطوّرة. و«هاتف-2» الذي طوّره القطاع الخاص.

كما تستمر البرامج المستقبلية بإنجاز مشاريع مثل «منظومة الأقمار الصناعية ذات النطاق الضيق» (مشروع الشهيد سليماني)، وتطوير القمر الراداري «راد-1» بدقة 50 متراً من إنتاج صاايران، إضافة إلى أقمار «بجوهش» 1 و2 و4 من القطاع الخاص.

البنى التحتية الفضائية

شهد مشروع مركز اختبار وتجميع الأقمار الصناعية في فئة الطن الواحد تقدماً ملحوظاً، فيما ارتفعت نسبة إنجاز المرحلة الأولى من قاعدة الإطلاق في چابهار من 60٪ إلى نحو 92٪، ما يجعلها قابلة للاستخدام قريباً.

كذلك، ارتفع مستوى إنجاز البنى التحتية لمراكز التحكم واستقبال البيانات في سلماس و جناران من 55٪ إلى نحو 85٪، على أن تدخل الخدمة الكاملة في المستقبل القريب، بالتوازي مع بدء المرحلة الثانية من قاعدة چابهار.

قدرات الإطلاق والمدار

على الصعيد المحلي، نجحت إيران في إطلاق القمر «جمران-1» بواسطة الصاروخ الحامل «قائم-100»، إضافة إلى استخدام وحدة الانتقال المداري «سامان-1» مع الصاروخ «سيمرغ»، حيث أُنجز بنجاح أول اختبار للنموذج المطوَّر من «سيمرغ».

أما دولياً، فقد أُدخلت أقمار «هدهد» و«كوثر-1» إلى المدار عبر الصاروخ «سايوز»، وكذلك «ناهيد-2». وتشمل البرامج المقبلة إطلاق عينات تجريبية من منظومة النطاق الضيق وأقمار استشعار مثل «ظفر-2»، «بايا» و«كوثر» المطوَّر.

آفاق المستقبل

تؤكد هذه الإنجازات أنّ الصناعة الفضائية الإيرانية دخلت مرحلة جديدة من حيث تعزيز القدرات الداخلية والقدرة على المشاركة الفاعلة في المشاريع الدولية. ومع استمرار هذا النهج، ستكون إيران قادرة على توظيف التكنولوجيا الفضائية في مجالات الاتصالات، مراقبة الأرض، إدارة الأزمات، وتعزيز الأمن الوطني.

لقد أثبتت تجربة العام الماضي أن التكامل بين القطاعين العام والخاص والمراكز البحثية يمكن أن يفتح الطريق أمام خطوات كبيرة نحو الاكتفاء الذاتي والتطور الفضائي. إن الاستمرار في الاستثمار وتطوير البنى التحتية واستكمال المشاريع المقررة سيقرب إيران أكثر من الاستفادة الاستراتيجية من الفضاء لخدمة التنمية الوطنية والمستدامة.

/انتهى/

أهم الأخبار تكنولوجيا الفضاء
عناوين مختارة