جوزف عون ونواف سلام بين مطرقة أمريكا وسندان إسرائيل
في حين وعد الأميركيون بأنه بعد إقرار مشروع قانون حصر السلاح في حكومة لبنان سيتمكنون من إقناع تل أبيب بوقف الهجمات بالطائرات المسيرة، تشير التقارير إلى أن إسرائيل تطالب باتخاذ خطوات عملية من الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن الحكومة اللبنانية استضافت هذا الأسبوع وفداً أميركياً رفيع المستوى كان متوقعاً أن يصل إلى بيروت وهو يحمل رسائل من تل أبيب.
وقال توماس باراك، ممثل ترامب، للرئيس اللبناني جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام إن إقناع إسرائيل بخطوات عملية لخفض التوتر مرهون بتقدم لبنان الفعلي ضد حزب الله. وأضاف أن بعد إقرار مشروع القانون في مجلس الوزراء، حان الدور على إسرائيل للرد.
في هذا الإطار، زار الوفد الأميركي تل أبيب أولاً لمحاولة إقناع الحكومة الإسرائيلية بخطوة عملية، وكان من بين أعضاء الوفد السيناتور ليندسي غراهام، المقرب من ترامب ورئيس لجنة الميزانية في مجلس الشيوخ، حاملاً رسالة لضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو.
لكن هذه التقديرات لم تصمد بعد لقاء الوفد الأميركي مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإسرائيليين، حيث أصدر مكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلية بياناً شدد على أن خطوة الحكومة اللبنانية "غير كافية"، مؤكداً ضرورة اتخاذ إجراءات عملية على الأرض، بما في ذلك استهداف مواقع حزب الله، وليس الاكتفاء بإقرار القانون.
وبذلك، وصل الوفد الأميركي إلى بيروت دون أن ينجح في إقناع إسرائيل بوقف الهجمات الجوية أو بالطائرات المسيرة، على الرغم من وعود باراك السابقة بأن إقرار القانون سيؤدي إلى وقف الهجمات كدليل على حسن النية.
وعند وصوله، أطلق الوفد تصريحات حادة، حيث قالت مورغان أورتيغاس: "الولايات المتحدة تنتظر أن تُترجم الالتزامات اللبنانية إلى خطوات عملية، ولا يمكننا قبول الوضع الحالي أو مزيد من التردد. كل شيء الآن يعتمد على الفعل وليس على الكلام."
وجاء الوفد حاملاً رسالة من الجانب الإسرائيلي بأن إقرار القانون وحده لا يكفي، وأن أي وقف للهجمات يتطلب بدء عملية نزع السلاح على الأرض، مع الإشارة إلى عدم وجود ضمان بأن ذلك سيوقف الهجمات أو يعيد الدبابات إلى الحدود الدولية.
ورغم أن هذه الزيارة لم تُسفر عن نتائج سياسية ملموسة للبنان، إلا أنها كانت مليئة بالمواقف الإعلامية المثيرة للجدل، من تصريحات أورتيغاس ومقابلاتها ضد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، وصولاً إلى تصرفات توماس باراك المهينة تجاه الصحفيين اللبنانيين.
وتخلص التقارير إلى أن الحكومة اللبنانية لم تتعلم الدرس بعد، ومن المحتمل أن تستمر في اتباع سياسة الانصياع لإدارة ترامب والخضوع للضغط الإسرائيلي.
/انتهى/