اللواء موسوي: أي عدوان جديد سيقابل برد إيراني حاسم وساحق ومختلف عن السابق
حذّر رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء سيد عبدالرحيم موسوي، المسؤولين الأميركيين والغربيين قائلاً: أسأل عقلاء أمريكا: هل تريدون حقاً التضحية بمستقبل بلادكم وأجيالكم القادمة من أجل إنقاذ نتنياهو؟ إن الشعب الإيراني لن ينسى جراح الخيانات وجرائم أمريكا.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن اللواء موسوي قال صباح اليوم الخميس، خلال مراسم إحياء أربعينية "شهداء الاقتدار الإيراني"، إن مكانة هؤلاء الشهداء الرفيعة تجعلهم أعمدة الأمن الراسخة في حاضر ومستقبل إيران.
وأكد موسوي أن مرور أربعين يوماً على استشهاد أبناء الشعب الإيراني الغيارى – من الرضّع والأطفال إلى العلماء والمسعفين والصحفيين والأطباء والقادة وغيرهم – والمتزامن مع أربعينية سيد الشهداء الإمام الحسين (ع)، يُجسّد امتداد ثقافة عاشوراء في تاريخ هذه الأمة.
وأضاف أن استشهاد هؤلاء الأحبة، رغم أنه كان ضربة موجعة، إلا أنه، ببركة دعاء الإمام المهدي (عج)، وتوجيهات قائد الثورة، وصمود الشعب الإيراني، قد فتح فصلاً جديداً من الاقتدار والتقدم العلمي والتلاحم الاجتماعي، مشيراً إلى أن العالم رأى خلال هذه الفترة أن إيران لا يمكن هزيمتها، لأن شعبها متجذر في ثقافة الإيثار والإيمان بوعد الله.
وأشاد اللواء موسوي بالشهداء من العلماء والقادة والمواطنين الذين صمدوا أمام أعنف الهجمات، مؤكداً أن مزيج الغيرة الوطنية والعلم والشجاعة والثبات والروحانية لا يوفر فقط الردع، بل يُمهّد أيضاً طريق التقدم والرقي لإيران الإسلامية.
وقال: إن الشهداء، في عصر التهديدات، بترجيحهم مسؤوليتهم التاريخية على مصالحهم الشخصية، أثبتوا أن هذا الشعب قادر على إنتاج القوة في أصعب الظروف، ورسالتهم هي استمرار طريق العزة والاستقلال والحضارة الإيرانية الإسلامية الجديدة.
وفي سياق حديثه عن مظلومية الشهداء الجدد، أشار إلى أن استشهاد هذه الوجوه الكريمة من العائلات والشباب والطلاب والرياضيين والعلماء والقادة، يدلّ على أن أعداء الجمهورية الإسلامية يرتعدون من أسس البلاد، أي الأسرة والجيل المُعدّ لصناعة المستقبل.
وأضاف: إن استشهاد هؤلاء الأعزاء زاد من قوة قبضة إيران الإسلامية، وعزّز الوحدة الوطنية، وجعل صوت صمود الشعب أكثر صدى. اليوم، الجميع قد التف تحت راية الجمهورية الإسلامية، ليُري العالم صورة جديدة لأمة عظيمة وصامدة.
وأوضح اللواء موسوي أن الشعب الإيراني اليوم يخوض معاركه ضد الأعداء على جبهات متعددة، قائلاً: يجب أن نكون مستعدين لكل الساحات؛ العسكرية، والمعرفية، والإعلامية، والثقافية، والاقتصادية. نحن نعلم بصعوبة ظروف الشعب، وندرك المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتق المسؤولين في ما يخصّ معيشة الناس وراحتهم، لكن علينا أن نكون يقظين لأن العدو يستهدف وحدتنا ومعنوياتنا عبر الحرب المركبة.
وفي إشارة إلى دور الكيان الصهيوني في الأحداث الأخيرة، قال: أثبتت هذه الوقائع أن مزاعم هذا الكيان الكاذبة لا قيمة لها، وهدفه الأساسي هو دفع إيران نحو الفوضى والحرب. لكن الأعداء لا يعلمون أن في حال وطأت قدم معتدٍ أرضنا، فإن الإيرانيين، بمختلف مشاربهم، سيقفون صفاً واحداً في مواجهته.
كما اعتبر اللواء موسوي أن أمريكا وبعض الدول الغربية شركاء للكيان الصهيوني في جرائمه، مضيفاً: هذا الكيان القاتل للأطفال لا مستقبل له، وما يظهره من تصرفات ليس إلا مؤشراً على الذعر والانهيار. إنه كمن يقود مركبة دون مكابح نحو الهاوية. والعجيب أن هناك دولاً تربط مستقبلها بمثل هذا الكيان!
وتابع محذّراً المسؤولين الأميركيين والغربيين: أسأل عقلاء أمريكا، هل تريدون حقاً التضحية بمصير بلادكم لإنقاذ نتنياهو؟ إن الشعب الإيراني لن ينسى جراح الخيانة وجرائم أمريكا، وسيهتف الأجيال القادمة بصوت عالٍ بثأر مظلومية هذا الشعب.
وتحدث بفخر عن الجيل الجديد من أبناء المقاومة، قائلاً: إن أطفالنا وناشئينا سمعوا دوي قنابلكم، وصدى هذا الصوت سيصم آذانكم يوماً ما. بنات هذا الوطن، بدموع أمهات الشهداء، سيربّين أبناءً سيمحون ابتسامة العدو القبيحة. المستقبل لشعبنا، والظالمون محكومون بالسقوط أمام إيمان هذا الشعب.
وإلى واضعي الاستراتيجيات في أمريكا، قال اللواء موسوي: إنكم تتصرفون وكأن لا مستقبل لكم، وكأن اليوم هو نهاية العالم، ولا وجود لغدٍ سيحاسبكم. لكن هذه أوهام، فحتى لو بقي فرد واحد من أبناء هذا الشعب، فلن ينجو الأعداء من صفعة انتقامه.
وتعليقاً على جرائم الكيان الصهيوني في غزة، قال: نحن اليوم نتحدث عن زهورٍ سقطت صباحاً، لكنها ستنمو من جديد في الغد.
وخاطب الداعمين للكيان الصهيوني قائلاً: هل يعتقد من يدعم هذا الكيان القاتل للأطفال أن دماء أطفال غزة الطاهرة ستمرّ دون عقاب؟ هل طُبِع على أعينهم وقلوبهم وأسماعهم، لدرجة أنهم تخلوا عن الدين والضمير والقانون؟
وتابع مستشهداً بالتاريخ: أي ظالمٍ نجا في التاريخ دون عقاب؟ والله، إن بحر دماء أطفال غزة الأبرياء سيُغرق أعداء الإنسانية، ولن يكون الجناة وحدهم في مرمى الانتقام، بل الصامتون أيضاً.
وأشاد في ختام كلمته بالشعب الإيراني قائلاً: في هذا الميدان المعقد من الحرب المركبة، أنتم أيها الشعب الإيراني أعمدة الاقتدار الوطني. صبركم ووحدتكم وتكاتفكم وصمودكم هي مفاتيح تجاوز الأزمات. منازلكم هي خط المواجهة الأول، وكل أسرة إيرانية تُعدّ خندقاً في مواجهة العدوان.
وأضاف مشيراً إلى القدرات العسكرية والدفاعية الإيرانية: قوة الردع لدى الجمهورية الإسلامية كاملة، وكما قال قائد الثورة: يد الشعب الإيراني ممدودة للتفاوض كما هي مرفوعة للدفاع.
وختم اللواء موسوي كلمته بالتحذير من أن أي عدوان جديد سيقابل برد إيراني حاسم وساحق ومختلف عن السابق، مؤكداً أن رسالة إيران للمنطقة هي السلام والاستقرار، وأنها مصمّمة على التعاون مع دول المنطقة لإرساء أمن مستدام، ولن تسمح للكيان الصهيوني بتحقيق أهدافه التوسعية عبر الفتن.
واعتبر أن التلاحم الوطني نعمة إلهية لا تُقدّر بثمن ويجب تقويتها يوماً بعد يوم، مؤكداً أن الشعب الإيراني، رغم كل التحديات، لن يسمح للأعداء بالمساس بهويته الإسلامية والإيرانية.
وفي ختام كلمته، وجّه التحية لشهداء الدفاع المقدس، وشهداء المقاومة، والقادة الأبطال، والعلماء المخلصين، وجميع شهداء إيران الإسلامية، مؤكداً العهد على مواصلة دربهم بقوة مضاعفة.
/انتهى/