العميد رادان: العدو كان يسعى للإطاحة بالنظام لكنه فشل في تحقيق هدفه
صرح القائد العام لقوات الأمن الداخلي في ايران العميد احمد رضا رادان ان حسابات العدو (الصهيوني) كانت تقوم على أن استهداف القادة الكبار سيُضعف القدرة الدفاعية للبلاد ويصيب القوات المسلحة بالصدمة والعجز. لقد أرسلوا رسالة للأمريكيين يقولون فيها 'سننهي المهمة' لأنهم كانوا يسعون للإطاحة".
وقال العميد أحمد رضا رادان خلال مقابلة متلفزة مساء اليوم الثلثاء حول فشل حسابات العدو في الهجمات الأخيرة: كان للعدو تحليل خاطئ تماماً لوضع بلادنا عند الهجوم. لقد قاسوا إيران بمعاييرهم الخاصة، وتصوروا شعباً سريع الغضب والعصبية كمجتمعهم. ظنوا أنهم إذا فرضوا علينا حرباً، فسيتصرف الإيرانيون مثلهم".
وأضاف: "تصور الأعداء أن استهداف قادة كبار مثل اللواء باقري، واللواء رشيد، واللواء سلامي، واللواء حاجي زاده، واللواء محرابي وغيرهم من القادة والعلماء العسكريين، سيصيب قواتنا المسلحة بالصدمة والارتباك لوقت طويل. كان هذا أول خطأ فادح لهم".
وتابع القائد العام لقوات الأمن الداخلي: "كان خطأهم الثاني اعتقادهم أن الشعب الإيراني سيقف ضد النظام. بينما كما قال الإمام زين العابدين (ع): 'الحمد لله أن أعداءنا من أغبى الأغبياء'. لقد ظهر هذا الغباء بوضوح في تحليلات وتوقعات العدو".
وأكد رادان: الشعب الإيراني هو نفسه الذي صنع الملاحم في الدفاع المقدس، وهو نفسه الذي خلق مشاهد لا تنسى في دعمه للمقاومة الفلسطينية وتشييعه للشهداء وخاصة الحاج قاسم سليماني. لقد استهدف العدو حتى الشرطة، لأنه علم أنها ستكون أول خط دفاع للبلاد إذا خرج الناس إلى الشوارع. كما قال الرئيس المحترم ووزير الداخلية، لقد استهدف العدو الشرطة بحقد".
وأشار إلى وعي الشعب في الأيام الأولى للهجوم قائلاً: "في اليوم الأول من الحرب، طلبنا من الناس شيئاً واحداً: إذا شاهدوا سلوكاً أو شخصاً مريباً، أن يخبرونا. لحسن الحظ، زادت اتصالات المواطنين بنسبة 40%. لقد أنشأنا مركز عمليات كان يرد على تقارير المواطنين في أقل من دقائق، مما أعاق شبكات التجسس والخونة".
وواصل العميد رادان: "في هذه الحرب التي استمرت 12 يوماً، شاركت جميع المؤسسات بدءاً من الحرس والجيش وحتى الإذاعة وقوات الأمن. لكن دور الشعب كان استثنائياً. لقد تصرف شعبنا بوعي، حتى أنهم كانوا يبلغون عن سيارة متوقفة بشكل مريب أو حركة غريبة لمارّ".
وشكر الشعب قائلاً: "أتقدم بالشكر للشعب وأطلب منهم الحفاظ على نفس الحساسية واليقظة. أي سلوك مريب أو حالة تثير الشكوك، يجب الإبلاغ عنها فوراً . مركز عملياتنا لا يزال نشطاً وهذا التعاون الشعبي يلعب دوراً حيوياً في أمن البلاد".
وأوضح رادان الأهداف الاستراتيجية للعدو في الهجوم الأخير: "بتحليلات خاطئة، ظن العدو أنه بسبب بعض المشاكل الاقتصادية وما يسميه 'ضعف تحمل الشعب'، يمكنه إسقاط إيران بسرعة".
وأضاف: "حسابات العدو كانت تقول أن استهداف القادة الكبار سيُضعف دفاع البلاد ويشل القوات المسلحة. لقد أخبروا الأمريكيين 'انتظروا أياماً قليلة، سننهي المهمة'، حيث كانوا ينفذون مشروعاً سريعاً للإطاحة بنظام الجمهورية الإسلامية".
وأكد على دور القوات المسلحة الحاسم في إفشال العدو: "الجيش والحرس الثوري بدفاعهم الباسل وقدراتهم الصاروخية أفسدوا حسابات العدو. ظن العدو أن أنظمته الدفاعية ستمنع إصابة أي صاروخ، لكنه رأى يومياً إصابات أكثر دقة لأهداف أكثر حساسية واستراتيجية، مما اضطره للجوء إلى دول ثالثة كأمريكا وقطر لإقناع إيران بوقف إطلاق النار".
وتابع: "إلى جانب الجيش والحرس الثوري، لعب الأمن الداخلي وقوات التعبئة دوراً فعالاً في استقرار الأمن الداخلي. سيطرنا بمساعدة الشعب والمتطوعين على المناطق التي ظن العدو أنه يمكنه استغلالها. وجود هذه القوات ليل نهار في نقاط توقع العدو الاختراق أو التخريب، أفشل حتى شبكات التسلل وعملاء العدو الداخليين".
وأشاد بدور الشعب في الدفاع الشامل: "الشعب كان جنباً إلى جنب مع القوات في كل جبهات الحرب. تحليلات قسم البيانات الأمنية في الأيام الأولى أظهرت أن الفضاء الإلكتروني كان مليئاً برسائل الاستعداد للتطوع، ليس فقط في الميدان المادي بل أيضاً في المجالات المعلوماتية والأمنية والافتراضية. هذا هو الفرق الجوهري الذي لم يفهمه العدو أبداً".
واختتم رادان: "طلب سماحة قائد الثورة الإسلامية برد سريع وحاسم وذكي على العدو، أعطى دفعة معنوية مضاعفة للشعب والقوات المسلحة. ونتيجة لذلك، تم الرد بقوة على العدو من الساعات الأولى، واستمرت كل الإجراءات حتى نهاية المعركة بطريقة جعلت العدو، الذي بدأ الحرب، يسعى بنفسه لإنهائها لينتهي به الأمر بالتراجع خائفاً مهزوماً".
/انتهى/