"بريكس" تعتمد وثيقة تحدد آليات توسيع المجموعة
مسؤولون في مجموعة "بريكس" يؤكدون الرغبة في توسيع المجموعة، ومسؤولون من دول خارج المجموعة يصلون إلى جنوب أفريقيا، قبيل انتهاء القمة الـ15.
صرّحت رئيسة مجلس أعمال مجموعة "بريكس"، بوسي مابوزا، اليوم الأربعاء، بأنّ هناك رغبة بضمّ دول جديدة إلى المجموعة، وذلك استناداً إلى تعليقات رؤساء الدول الأعضاء في المجموعة.
وقالت مابوزا لوكالة "سبوتنيك" الروسية إنّ الإعلان عن التوسيع لم يتم الإعلان عنه بعد، مضيفةً أنّه يبدو أنّ ثمة اهتماماً بفتح العضوية في "بريكس" أمام شركاء جدد. وأضافت: "أنا متأكدة من أنّ الرؤساء سيعلنون ذلك في الوقت المناسب".
وقال مسؤولون في جنوب أفريقيا إنّ نحو 24 دولة قدّمت طلبات رسمية للانضمام إلى المجموعة، التي تمثّل حالياً 40% من سكان الأرض، وربع الاقتصاد العالمي.
بدوره، رجّح نائب المدير العام لنظم معلومات الاتصالات الحكومية في جنوب أفريقيا، ميشيل كورين، في وقت سابق من اليوم، أن يصدر رؤساء دول "بريكس" اليوم إعلاناً بشأن موضوع توسيع المجموعة.
من جهتها، أكدت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، ناليدي باندور، أنّ دول مجموعة "بريكس" اتفقت على توسيع المجموعة، واعتمدت وثيقةً تحدّد المبادئ المتعلقة بضم أعضاء جدد.
وأضافت باندور، في مقابلة مع "راديو أوبونتو" الأفريقي، أنّ "دول بريكس اعتمدت وثيقةً تحدّد المبادئ المتعلقة بتوسيع المجموعة، وسيصدر قادة المجموعة بياناً مفصّلاً بشأن الأمر قبل انتهاء القمة"، وأضافت: "إنّه أمر إيجابي جداً".
أما وزيرة تنمية الأعمال الصغيرة في جنوب أفريقيا، ستيلا ندابيني أبراهامز، فقالت في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" الروسية، إنّ صيغة "بريكس +" الموسعة، التي طُرحت في قمة هذا العام، تهدف إلى استكشاف الدول الأعضاء الإضافية التي يمكنها المساهمة بإضافة قيمة لهذا التحالف.
وأشارت أبراهامز إلى الفوائد التي جنتها جنوب أفريقيا من عضويتها في "بريكس"، معربةً عن ثقتها في أنّ الدول الأخرى يمكن أن تستفيد أيضاً من الانضمام إلى المجموعة.
وشددت الوزيرة الجنوب أفريقية على أهمية النمو الشامل، مشددةً على أنّ الحفاظ على الوحدة والمبادئ الأساسية التي توحّد دول "بريكس" يجب أن يظل "ذا أهمية قصوى"، حيث تسعى الكتلة إلى تحقيق توازن دقيق بين التوسع والتماسك.
ولفتت أبراهامز إلى أنّ "المهم هو عدم فقدان ما يجمعنا معاً كمجموعة، إذ يتعلّق الأمر بالدول النامية التي تجتمع معاً، للنظر في قضايا الحكم والأمن والقضايا السياسية العالمية الأخرى، بينما نعزز التجارة أيضاً."
وفي وقت سابق من اليوم، قال رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، إنّ بلاده تدعم توسيع مجموعة "بريكس"، مضيفًا أنّ الهند اقترحت العضوية الدائمة للاتحاد الأفريقي في المجموعة.
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لقمة مجموعة "بريكس"، أضاف مودي أنّ بلاده "تدعم، بصورة كاملة، توسيع حلقة بريكس"، مرحِّباً بتعزيز ذلك من خلال توافق الآراء.
وتابع الرئيس الهندي: "اقترحنا عضوية دائمة للاتحاد الأفريقي عندما عُقدت قمة مجموعة العشرين، ولدينا أمل أن ندعم هذا الاقتراح جميعاً، كي نوفّر مكاناً خاصاً لهذه الجهود ضمن مظلّة بريكس، حيث سيعزّز ذلك من توجهات دول الجنوب العالمي".
أما الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، فدعا دول "بريكس"، إلى توسيع التسويات بالعملات الوطنية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين البنوك.
وفي كلمة له عبر تقنية الفيديو خلال الجلسة العامة لقمة دول المجموعة، أكد بوتين "مواصلة التنفيذ الشامل لاستراتيجية الشراكة الاقتصادية لبريكس حتى عام 2025، ووضع مبادئ توجيهية جديدة طويلة الأجل".
ومن بين هذه المبادئ تعزيز دور دول المجموعة في النظام النقدي والمالي الدولي، تطوير التعاون بين البنوك، توسيع استخدام العملات الوطنية، تعميق التعاون بين هيئات الضرائب والجمارك ومكافحة الاحتكار، بحسب بوتين.
أما الرئيس الصيني، شي جين بينغ، الذي يجري في جوهانسبرغ ثاني زيارة خارجية له هذا العام، إنّ توسيع التكتّل من شأنه "حشد قوّتنا وحشد حكمتنا، لجعل الحوكمة العالمية أكثر عدلاً وإنصافاً".
وتابع شي، الذي تمثّل بلاده نحو 70% من إجمالي الناتج المحلي للمجموعة: "نجتمع في توقيت يشهد فيه العالم تغيّرات كبرى، وإعادة تشكيل للتجمّعات. لقد دخل العالم مرحلة جديدة من التحولات".
وأبدى الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي يدفع باتجاه إنشاء مصرف تنمية خاص بالمجموعة، ليكون خياراً بديلاً من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، تأييده لانضمام الأرجنتين إلى "بريكس".
وفي غضون ذلك، وصلت نائبة الرئيس الفنزويلي، ديلسي رودريغيز، إلى بروتوريا، عاصمة جنوب أفريقيا، كضيفة في ختام أشغال القمة 15 المجموعة، كما قال مصدر الميادين.
وأفاد المصدر بوصول كل من حاكم الشارقة الإماراتية، سلطان بن محمد القاسمي، وزيري الاقتصاد الكويتي و البحريني، إلى المدينة، غداة اختتام القمة.
وأفاد المصدر أيضاً بترقّب وصول وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، ووفد اقتصادي إلى جوهانسبرغ، حيث تُعقد القمة، غداة اختتامها.
وكانت قمة مجموعة "بريكس" قد انطلقت، أمس الثلاثاء، في جوهانسبرغ، إحدى مدن جنوب أفريقيا، وسط تطلع عدد من الدول إلى الانضمام إلى التكتل الاقتصادي، في سياق من الانقسامات على الساحة الدولية، عززتها الحرب في أوكرانيا.
واجتمع أكثر من 40 رئيس دولة وحكومة من دول الجنوب، وكثير منهم شجبوا لسنوات، النظام الدولي الذي يقوده الغرب لتهميشهم، لحضور القمة السنوية الـ15 لقادة مجموعة "بريكس".
وخلال القمة، ناقش قادة المجموعة مجموعة الآليات والإجراءات التي تسعى لإنهاء الهيمنة الغربية على الساحة الدولية.
وأعربت عشرات الدول عن اهتمامها بالانضمام إلى المجموعة، بما في ذلك الأرجنتين ونيجيريا وإيران وبيلاروسيا والسعودية وإندونيسيا. وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنّ "المرشحين متنوعون مثل كتلة البريكس، التي تمثل 40% من سكان العالم وربع اقتصاده".
وتسعى مجموعة "بريكس" المكوّنة من (البرازيل، روسيا، الهند، الصين وجنوب أفريقيا) إلى منافسة مجموعة السبع (كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة)، وتعدّ هذه ثاني أخطر محاولة للمنافسة منذ تشكيل "بريكس" في العام 2009، وفق وكالة "بلومبرغ" الأميركية.
المصدر: الميادين
انتهى/