محلل سياسي عراقي لـ "تسنيم": ليست هناك حاجة لمحادثات جديدة بين العراق وأمريكا
قال المحلل السياسي العراقي ورئيس شبكة الهدف للدراسات الاستراتيجية، هاشم الكندي، ان مشروع المفاوضات الامريكية العراقية هو مخطط خبيث يهدف الى إبقاء القوات الامريكية في العراق لضمان عدم استقرار المنطقة.
وفي تصريح لوكالة تسنيم الدولية للأنباء حول القضايا التي من المقرر ان تتطرق اليها المحادثات المزمع عقدها يومي الأربعاء والخميس المقبلين بين أمريكا والعراق على مستوى مساعدي وزراء خارجية البلدين، قال الكندي: قبل الخوض في أهم القضايا والتي هي من المفترض ان تكون على جدولة اخراج القوات الامريكية اذا ما رضينا او سلمنا بان الأمور يجب ان تذهب الى مفاوضات ولكن الأمريكي يحاول من خلال بعض التصريحات جر الاحداث لمفاوضات كي يستطيع إبقاء القوات الامريكية تحت حجج وذرائع منها مساعدة العراقيين في القضية الأمنية ومساعدتهم في جوانب مختلفة، ثقافية واقتصادية واجتماعية وخدماتية.
واضاف،كما أعلن السفير الأمريكي قبل عدة أيام في خطاب مباشر ان المنظمات الامريكية جاهزة للمساعدة وكذلك يجب ان لا يقتضي الوجود الأمريكي على المساعدات الأمنية والعسكرية فقط وانما يجب ان يشمل جوانب متعددة أيضاً، وكل هذه الأمور تعطي انطباعا ان الجانب الأمريكي لا يريد الخروج من العراق أبداً.
وحول الأهداف والقضايا التي يطمح الوصول اليها الجانبين العراقي والأمريكي من وراء هذه المحادثات قال المحلل السياسي العراقي، بالنسبة الى موضوع المفاوضات، كل هذه تأتي ضمن المشروع الأمريكي باعتبارات كثيرة وأهمها انه ثمة هناك اتفاقية موقعة بين البلدين ومصدقة حالياً في الأمم المتحدة وموجودة ومنشورة بشكل رسمي، حيث كانت الاتفاقية تشمل خروج القوات الامريكية ويبقى موضوع عودة القوات الامريكية لمساعدة العراقيين لأنه لا توجد أي مساعدة على الاطلاق، لكن جاء في الميثاق العظيم ان عندما يطلب القائد العام للجيش والقوات المسلحة المساعدة من الولايات المتحدة في حال وقوع أي تهديد على العراق من أي جهة كانت تنظيماً ارهابياً او غيره فعلى الولايات المتحدة الامريكية ان تحضر قواتها للمساندة وان تخرج بعض طلب القائد العام ولا تكون لها أي معسكرات خاصة أو قواعد.
واضاف، فالدستور العراقي يرفض ذلك بالإضافة الى ان الاتفاقية أيضاً نصت على ذلك، حتى القواعد الامريكية التي كانت لدى أمريكا قبل انسحابها من العراق عام 2011 بحسب الاتفاق تعود ملكيتها للدولة العراقية، اما ما يصار لإجراء مفاوضات هو مشروع خبيث جديد الهدف منه هو إبقاء واطالة مدة بقاء القوات الامريكية في العراق من خلال أدواتهم السياسية والإعلامية وما الى ذلك.
ونظرا الى ان الحكومة العراقية انتهت للتو من تعيين وزير للخارجية فهل سيكون بمقدور الخارجية العراقية ان تفرض مطالب الشعب العراقي على الأمريكيين وأن تخرج بمكاسب وفق طموح الشعب العراقي من هذه المحادثات، قال الكندي: بالنسبة الى قدرة الخارجية العراقية ان تفرض مطالب الشعب العراقي على الأمريكيين، فأنا شخصياً أشك في ذلك حقيقتاً، بسبب شخص الوزير وانتمائه الواضح أولاً وضعف الخارجية العراقية في كثير من المجالات أمام الولايات المتحدة وكان من الممكن ان تتخذ مواقف شديدة وصارمة، لكن الكثير من التدخلات والبيانات لسفارات أوروبية وكذلك السفارة الامريكية التي تجاوزت كثيراً وحتى وزير الخارجية الأمريكي، لذا أعتقد ان ذلك غير ممكن الا اذا كان هناك وفد عراقي وطني ينطلق من القانون الأساسي ولا يجب ان تكون هناك مفاوضات لانه ثمة هناك اتفاقية مصدق عليها وهناك طلب الان من القائد العام السابق باخراج القوات الامريكية وقد عزز هذا الطلب بقرار برلماني عراقي معنوي والذي يعبر عن رفضاً شعبياً لمواجهة هذه القوات على الأراضي العراقية.
وعن قرار مجلس النواب العراقي الذي يؤكد على ضرورة خروج القوات الأجنبية من العراق بما فيها القوات الأمريكية وبحث الأمريكيين عن سبل لشراء الوقت واعتماد آلية المماطلة حيث يمكن رؤية ذلك من خلال ما يروجون اليه في وسائلهم الإعلامية بانه في حال انسحبت أمريكا من العراق فان داعش ستعود مرة أخرى، قال رئيس مجموعة الهدف للدراسات الإستراتيجية الدكتور هاشم الكندي: ان داعش عبارة عن ورقة أمريكية تحركها متى شاءت وهذا شيء واضح وجلي للجميع، فهناك أدلة كثيرة ودامغة على ذلك، فالدواعش هم عبارة عن ورقة تحركها الولايات المتحدة الامريكية متى ما أرادوا، يخوفون بها بعض العملاء وبعض السياسيين المرتبكين والمترددين بأنهم متى ما خرجوا من العراق فسيعود الدواعش مرة أخرى، وهذا ما تروج له الحملات الإعلامية المضللة حنى على الشعب العراقي، انما وجود الأمريكي هو يعني وجود كل التنظيمات الإرهابية فمتى استقر العراق وتم تحسينه سياسياً واقتصادياً وحتى عسكرياً فالامريكي لا داعي لوجوده مرة أخرى، لكن الامريكان ليس من مصلحتهم بان يصبح العراق مستقراً ابداً وليس من مصلحتهم ان يجدوا العراق محصناً سياسياً واقتصادياً وأمنياً، لان كل هذه المعطيات سوف تشير الى عدم الحاجة لوجود قوات أجنبية على الأرض، كما يعتبر هذا التحصين بمثابة تهديد للوجود الأمريكي في المنطقة وتهديد لما يسمى الكيان الصهيوني الذي يعمل جاهداً ليلاً نهاراً لعدم نيل العراق الاستقرار وهذا ما ينطبق على سوريا وبعض البلدان الحرة، فهو يسعى لابقاء هذه البلاد ضعيفة مفككة لا تستطيع القيام باي شيء ولا تتمتع بقرار سيادي.
وفيما يتعلق بما أعلنته بعض الحركات والأحزاب العراقية (مثل كتائب حزب الله العراق وكتلة سائرون) بإنها لا تقبل بحلول وسطية تسمح ببقاء القوات الأمريكية في العراق، وهل ستكون هذه القوات معرضة للخطر في حال امتنعت عن الانسحاب من العراق وما هي التبعات التي ستترتب على أي إصرار من قبل الأمريكيين للبقاء في العراق، قال الكندي: نحن نأمل ذلك، فمع التباين بين بعض الكتل والأحزاب والحركات هناك مقاومة شريفة أصيلة تعلن عن موقفها جهاراً نهاراً وموقفها هذا هو ذاته على الأرض بانها لا تقبل بوجود الأمريكي في العراق، ولكن ثمة هناك مواقف سياسية أخرى للأسف منافقة تعلن شيئاً وتضمر شيئاً اخراً انما سلوكها للأسف الشديد بقصد او بدون قصد هو يساعد الأمريكي ويمهد له البقاء اكثر فأكثر فهم يعطونه الحجج للبقاء، لكن هناك كتائب وفصائل عراقية مقاومة شريفة بما في ذلك بالتأكيد كتائب حزب الله التي تعمل بشكل واضح على اخراج القوات الامريكية وأيضاً هناك أصوات سياسية عراقية شريفة هي في ذات الصدد لانهاء التواجد الأمريكي في العراق، لان بقاء الامريكان في العراق هو دمار للعراق برمته.
/انتهى/