ايران .. التطور الفائق في تكنولوجيا النانو
على مدى الاعوام الـ41 الماضية من عمر الثورة الاسلامية، استطاعت ايران وبالاعتماد على الطاقات الذاتية تحقيق انجازات كبيرة على المستوى العلمي والتكنولوجي، حيث دفعت البلاد كي تصبح في مصاف الدول المتقدمة على الرغم من كل محاولات العزل الدولية التي شهدتها منذ عقود الثورة.
وكالة تسنيم الدولية للأنباء - على مدى الاعوام الـ41 الماضية من عمر الثورة الاسلامية، استطاعت ايران وبالاعتماد على الطاقات الذاتية تحقيق انجازات كبيرة على المستوى العلمي والتكنولوجي، حيث دفعت البلاد كي تصبح في مصاف الدول المتقدمة على الرغم من كل محاولات العزل الدولية التي شهدتها منذ عقود الثورة.
علماء الاحياء قطعوا اشواطا كبيرة في مجال الخلايا الجذعية
ومن اهم المجالات العلمية هي تقنية النانو والتي يستفاد منها بشكل واسع في الطب والابحاث الزارعية وغيرها من الامور. ففي مجال النانو وتكنولوجيا الجزيئات استطاعت ايران ان تقطع اشواطا كبيرة لتشكل في هذا المجال نقلة نوعية لتحتل المركز السابع عالميا والاوّل اقليميا في عام 2015.
هذا بالاضافة الى انجازات ايران في مجال الخلايا الجذعية، حيث قطع علماء الاحياء في ايران اشواطا كبيرة في الوصول الى تقنيات حديثة للاستفادة من الخلايا الجذعية في معالجة امراض مستعصية لا يوجد لها علاج آمن ومضمون النتائج، فيما تم معالجة 60 نوعا من الامراض المختلفة عن طريق زرع الخلايا الجذعية.
اما الطب فهو من التطورات العلمية الاخرى التي شهدتها ايران وخاصة في جراحة القلب والشرايين والمخ والاعصاب، حيث توصلت الى مراكز متقدمة ما جعلها مقصدا للكثير من المرضى لتلقي العلاج.
ارتفاع نسبة التطور العلمي حسب الاوساط العالمية
خلال الاعوام الاخيرة سجل العلماء الايرانيون انجازات علمية كبيرة فيما بلغت نسبة التطور العلمي في ايران اليوم واستناداً للاوساط العلمية 13 ضعفا للمعدلات العالمية.
وحسب موقع اسكوبوس العالمي وحتى نهاية عام 2015 تظهر ان ايران قد حازت على المرتبة الـ16 عالمياً في انتاج العلم.
ايران مركز التكنولوجيا النانوية في العالمالاسلامي
ماهي التكنولوجيا النانوية : ان التكنولوجيا النانوية الجزيئية اسم يطلق على انواع من التكنولوجيا الانتاجية . وكما هو واضح من اسمها فان التكنولوجيا النانوية الجزيئية تتحقق عندما يكون بامكاننا صناعة اشياء من الذرة وعندها سيكون بمقدورنا ايجاد التشكيل المجدد للمواد بالدقة الذرية.
ان التكنولوجيا النانوية هي احد احدث الانجازات العلمية التي تستخدم في النهوض بالحياة والانتاج الجديد والمتطور وانتاج محاصيل زهيدة الثمن. ان التكنولوجيا النانوية تتيح لنا امكانية تصنيع وتصميم مواد تملك خصائص ومواصفات جديدة.
مكانة ايران منحيث التكنولوجيا النانوية
تحتل ايران المركز الاول بين الدول الاسلامية من ناحية الحصول على التكنولوجيا النانوية والمركز ال 4 في العالم. وقد بدات نشاطات النانو في ايران منذ عام 1991. والنشاطات التي انجزت حتى عام 1993 كانت عن طريق مكتب التعاون التكنولوجي برئاسة الجمهورية، كما اقدمت وزارات العلوم والصناعة والجهاد الزراعي والصحة على تشكيل لجان للتعرف على التكنولوجيا النانوية. وفي عام 1993 اصدر رئيس الجمهورية آنذاك امرا بتشكيل مجموعة خاصة لادارة النانو تحت اسم اللجنة الخاصة لتطوير التكنولوجيا النانوية ضمت في عضويتها 6 وزارات و 5 من المتخصصين والنائب الاول لرئيس الجمهورية باعتباره رئيسا للجنه.
واهم مهام اللجنة تمثل في وضع برنامج لعشر سنوات للتكنولوجيا النانوية للبلاد. ويشمل برنامجا قصير الامد لمدة سنتين ومتوسط الامد لمدة ثلاث سنوات وطويل الامد لمدة خمس سنوات. وقد بدات اللجنة في المرحلة الثانية تنفيذ 4 برامج قصيرة الامد للبنى التحتية.
والنشاطات الاخرى لهذه اللجنة تمثلت في تاسيس شبكة مختبرات للتكنولوجيا النانوية لتسوية المشكلات المختبرية للمتخصصين في البلاد وتم في هذا المجال ايجاد 40 مختبرا في 9 محافظات و 10 مدن.
المنجزات العلمية للتكنولوجيا النانوية لايران مقارنةبدول العالم
وقد احرزت ايران في الفترة من 1999 الى 2001 المركز ال 53 من حيث كتابة 44 مقالة في ال ISI وارتفع هذا الرقم الى 43عام 2004 من خلال كتابة 53 مقالة والى المركز 36 عام 2005 من خلال كتابة 125 مقالة واصبحت ايران اعلى من بلغاريا وسوفاكيا والنرويج. ان الصعود بنسبة 17 مركزا مؤشر على النمو العلمي لايران في هذا الميدان. لذلك فانه من المؤمل ان نتمكن في المستقبل في مجال انتاج الثروة وايجاد القيمة المضافة في الصناعة والذي يشكل الهدف الرئيسي للبلاد ، مقارنة انفسنا بالدول المتقدمة في هذا المضمار.
وتحتل ايران في الوقت الحاضر المركز الاول في التكنولوجيا النانوية في الشرق الاوسط وبين الدول الاسلامية مثل تركيا وماليزيا ومصر وتونس.
منتجات التكنولوجيا النانوية
وقد تمكنت ايران وبفضل جهود المتخصصين الشبان من تحقيق انجازات علمية بالغة في مجال انتاج عدة انواع من منتجات التكنولوجيا النانوية بما فيها مسحوق النانو و انابيب النانو الكربونية واستخدام ذرات النانو في العروق الاصطناعية وانتاج مكمل الزيوت وانتاج عدة انواع من نانو كومبوزيت وانتاج المواد والسوائل المغناطيسية وحواجز النانو متري وتصنيع نموذج لجهاز STM وانتاج مواد النانو باكتريال. وفي مجال النفط استطاعت ايران لاول في العالم ومن خلال الافادة من التكنولوجيا النانوية تحويل النفط الثقيل الى نفط خفيف وهو يعد انجازا ضخما.
وفيما يخص انتاج المواد النانوية المضافة الى الوقود والتي تؤدي الى خفض استهلاك الوقود فقد حققت ايران نجاحات باهرة.
النانو في الطب
وفيما يخص هذا المجال ، رغم ان ايران دخلت في هذا المضمار متاخرة الا انها حققت مكاسب تستحق الاهتمام فعلى سبيل المثال يمكن الاشارة الى : نجاح الباحثين الايرانيين في انتاج العروق الاصطناعية بمدد النانو الياف.
العروق الاصطناعية
وتتابع التكنولوجيا الهندسية للانسجة استراتيجية جديدة بعنوان تصنيع الانسجة الطبيعية في البيئة المخبرية من خلايا الشخص نفسه. وقد نجح العلماء الايرانيون لاول مرة في انتاج نوع من العرق الصناعي ذي مواصفات فريدة من نوعها. وتم زراعة النموذج الاولي للعرق الصناعي قبل نحو عام في عنق خروف ويشير اخر الاختبارات الى ان هذا العرق يواصل اداءه بشكل طبيعي.
وتم في ايران زراعة هذه العروق بالشريان الرئيسي للخروف ونجحت في تحمل الضغط المرتفع للدم في هذه الناحية. ويتم في الوقت الحاضر في ايران انجاز العمليات المتعلقه بزراعة خلايا اندوتليال في داخل هذه العروق الصناعية والخلايا العضلية في السطوح الخارجية للعروق.
تصنيع جهاز STM
وتم في ايران تصميم وتصنيع وانتاج جهاز STM بشكل وفير تحت الاسم التجاري "نما". وهذا الجهاز بوصفه مجهر نفقي متطور هو حصيلة جهود فريق ايراني في كافة المراحل بدء من التصميم وانتهاء بالتصنيع ويشكل مثالا على توطين تكنولوجيا المعدات المخبرية.
وهذا المجهر قادر على عرض صور ذات بعدين وثلاثية الابعاد في قياس النانومتر كما بامكانه التقاط صور عن جميع هيكليات النانو وانتي بودي والبروتينات وجزيئات ال DNA و... . وهو فريد من نوعه من حيث بعض المواصفات.
ان قدرة هذا المجهر على التصوير تبلغ من نانومتر واحد الى 8 ميكرونات ويعد فريدا من نوعه في هذا الخصوص. كما يتم ضبط راسه بصورة اتوماتيكية حتى نانومتر واحد ، في حين ان بعض النماذج الاجنبية منه يجب ضبط راسها بواسطة اليد ما يؤدى الى الاضرار بالعينة.
وتم انتاج هذا الجهاز بدعم من شبكة مختبرات التكنولوجيا النانوية على مقياس تجاري وتم في عام 1997 انتاجه بشكل وفير بكلفة بلغت نحو ثلث نمودجه الاجنبي. وفي ظل هذه الجهود انضمت ايران الى عدد محدود من الدول التي تملك تكنولوجيا صناعة المجهر النفقي STM
/انتهى/