خبير عسكري سوري لـ"تسنيم": الدولة السورية لا يمكن ان تسمح بعدوان يواكب الارهابيين
اكد الخبير العسكري و اللواء المتقاعد في الجيش السوري محمد عباس، ان الدولة السورية لا يمكن ان تسمح بعدوان يواكب الارهابيين وبنيته العسكرية من الجيش التركي، قائلا، نحن في سوريا نرفض كل شكل من اشكال الاحتلال وهذا السلوك العدواني الذي تمارسه الدولة التركية.
وفي تصريح لمراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء قال الخبير العسكري و اللواء المتقاعد في الجيش السوري محمد عباس، ان العدوان التركي هو غزو واحتلال، والتدخل التركي في الجغرافية السورية ليس مسموحاً من قبل الدولة السورية والشعب السوري، ووصفه بعدوان هو وصف طبيعي وربما أقل ما يوصف بأنه عدوان واحتلال وهو غزو غاشم.
وأضاف، الدولة السورية الأن هي في حالة من المواجهة المباشرة مع الاحتلال التركي منذ عام 2011، والدولة السورية تعتبر أن التدخل التركي اليوم هو حالة متطورة من حالات العدوان والاعتداء على سوريا بدخول الجيوش التركية الاصلية ومعها الجيوش التركية البديلة وهذا البديلة ما سمته تركيا لا حقا بالجيش الوطني التركي الحر(الجيش السوري الحر) وهذا الجيش الوطني التركي شكل من جبهة النصرة وتنظيم القاعدة والتنظيمات الارهابية الاخرى التي دخلت الجغرافية السورية.
ونوه الى ان تركيا استثمرت في الارهابيين الذين شكلتهم في شمال سوريا في ادلب، كجيش سمته الجيش الوطني السوري الحر، ونقلت هذه القوى باتجاه منطقة الجزيرة السورية واخترقت الحدود السورية.
وتابع، هل هذا يعني ان الدولة السورية توافق على هذا الشكل الاخر من العدوان؟ هل يمكن للدولة السورية ان تسمح بعدوان يواكب الارهابيين وبنيته العسكرية من الجيش التركي المحتل الغاشم، لا اعتقد على الاطلاق ، نحن في سوريا نرفض كل شكل من اشكال الاحتلال وهذا السلوك العدواني الذي تمارسه الدولة التركية.
وحول رد الدولة السورية على الهجوم التركي، قال، نحن نواجه الارهاب التركي في شمال سوريا في منطقة ادلب، والآن نواجه الاحتلال التركي في منطقة شمال شرق سوريا في الجزيرة السورية.
وأضاف، هناك مشكلة معقدة، وهي الدور الذي مارسته مجموعات "قسد" ما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية وهذه القوات هي الشكل الاخر ايضا من اشكال الجيوش الامريكية البديلة والتي رفعت علماً امريكيا واسرائيليا وقالت أنه سوف تشكل كياناً آخر ولن تسمح للقوات السورية بالدخول الى هذه المنطقة من أجل التصدي للاحتلال التركي.
وتابع، الان اذا ما قامت القوات السورية بالتقدم نحو الشمال الشرقي في الاراضي التي بدأت تتقدم فيها القوات التركية المحتلة في تل ابيض وعين عرب ورأس العين والمناطق الاخرى، وهنا في هذه الحالة سوف تصبح القوات السورية في مواجهة مع "قسد" وبالتالي تكون قد حقت تركيا وأمريكا الهدف الاستراتيجي لعدوانها وهو اشتباك القوات السورية مع "قسد"، واليوم بدخول القوات التركية الى هذه الجغرافيا تكون قسد هي التي سمحت للأتراك بالدخول الى سوريا وفي نفس الوقت تمانع وتقف عائقاً امام تدخل القوات السورية لحرمان الاتراك من التدخل بدون مقاومة وبدون قوى قادرة على الوقوف في وجهها.
وأضاف، الاتراك اليوم حشدوا عدة فيالق من اجل الدخول في الجغرافيا السورية، هل القوات السورية في هذه المنطقة وهي منطقة محدودة، لا اعتقد ان اليوم في الحسكة والقامشلي ودير الزور وعين عيسى شمال الرقة، لا توجد قوات سورية كافية للتصدي لهذه المجموعات، واذا ما وجدت هذه القوات لا تتجاوز بضعة كتائب وبالتالي هي غير قادرة على مواجهة القوات التركية، والتركي بدأ يحتل ويخطط لاختراق عميق في الجغرافيا السورية، اؤكد ان الدولة السورية لديها وسائل مقاومة لديها تنسيق واضح مع حلفائها في ايران وروسيا، ان العنصر الاساسي للمقاومة هو المقاومة الوطنية الشعبية السورية التي سوف تنطلق وتتصدى للقوات التركية او اي خط يمكن لأتراك ان يصلوا اليه.
وبالنسبة لخطة تركيا حول اسكان اللاجئين السوريين العرب الموجودين في تركيا في مناطق كردية، قال الخبير العسكري و اللواء المتقاعد في الجيش السوري، ان التركي يعد السوريين بأنه سوف يبني لهم مدناً وقرى وجامعات ومؤسسات ويعدهم بالنموذج التركي للحكم ويعدهم اردوغان بأنه جاهز لتنفيذ هذا النموذج ويأخذ هذا الشكل من اشكال الاحتلال ويحاول اقناع السوريين الذين دخلوا الى أرضه بالاحتلال التركي وبالتالي يقول اردوغان سوف يقبل السوريون بهذا النموذج الاحتلال.
وأشار الى ان هذه الاوهام التي تعيش داخل اردوغان سوف تكون اوهاما عاجزة عن الحضور وعن التنفيذ وغير قابلة للتطبيق لأن اي عملية اعادة اعمار للبلاد سوف تتطلب الاستقرار والهدوء لكن ما تمارسه تركيا اليوم لا يصل الى اي شكل من اشكال الاستقرار، لأن هذه المناطق بانتظار المقاومة الوطنية التي سوف تتصدى لها.
وأضاف، علينا ان نتصور المشهد، كيف يمكن لك ان ترغم السوريين اليوم على اخلاء القامشلي وتل ابيض والمدن والبلدات الاخرى في الحسكة ومناطق اخرى من شتى الجغرافيا السورية، سوف يتم طرد هؤلاء الموطنين وان نقول للمواطنين الاخرين تعالوا لتسكنوا مكان هؤلاء المواطنين الذين شردناهم، هؤلاء بلا قرار بلا مقاومة وقدرة اتخاذ مواقف مواجهة، اردوغان يحلم واحلامه لا تتجاوز احلام اليقظة وهنالك من سوف يضع حدا لهذه الاحلام الا وهي التوابيت المحملة ....
وعن موقف روسيا تجاه الهجوم على شمال سوريا، قال العميد عباس، حتى الان الموقف الروسي، هو الهدوء في التعامل مع الاحداث وينتظر ان تنجلي هذه الخطوط النهائية للعدوان التركي، والموقف الروسي حاول احتواء الموقف التركي من خلال مراحل الاولى السابقة للحرب ولكن امام هذا التطور الذي نعتبره تطورا خطيرا في الحرب والصراع، روسيا من خلال تعبيرها انها تتفهم التدخل التركي في سوريا، هذا التعبير غير صحيح من حيث المبدأ لكن الظروف التي منحتها قسد وضعت الاعذار والمبررات للتدخل التركي في سوريا من خلال محاولة الانفصال عن الجغرافيا السورية، هذه الذريعة التي تمسكت بها دولة الاحتلال التركي جعلتها مبررا للدخول الى الجغرافيا السورية وايضا ما روج لها اردوغان انه سوف يدخل لمحاربة الارهاب.
وأضاف، اعتقد ان الدور الروسي اليوم انه اذا كان يتفهم مكافحة الاتراك للإرهاب على روسيا ايضاً ان تتفهم ان الدعم التركي للمجموعات المسلحة وجبهة النصرة ومشتقاتها التي قامت بمناورة لتسميتها بالجيش الوطني التركي الحر(الجيش السوري الحر) اعتقد انه يجب الان على الاصدقاء الروس ان يدركوا ان هناك تغييرات كبيرة وجوهرية في ادوات الصراع، وان التركي بكل نفاقه وكذبه اعتقد ان سوف يصل الى مرحلة يقول انه قد استولى على الجغرافيا ويتمسك بها لصالح المشروع الامريكي وهو المشروع الذي اعلن عنه جورج بوش الابن بأن اردوغان هو رئيس مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي يحمل الهوية الاخوانية في هذه المنطقة . التركي لا يزال يشكل خطرا على الجغرافيا ولكن طبيعة الموقف الروسي الان اعتقد انها تحاول ان لا تستبق الاحداث، ننتظر ان يكون الموقف الروسي اكثر صرامة...
وحول التهديد الذي اطلقه الاكراد بشأن اطلاق سراح الدواعش المحتجزين لديهم واين سيذهب هؤلاء، قال اللواء محمد عباس، ان داعش لا تشكل تهديدا على سوريا وأمنها فحسب بل على الوجود الانساني وبالتالي لا نستطيع القول ان سوريا هي المتضررة فقط، ولكن اتساءل من هو المستفيد من داعش وصنعها وأقامها؟ داعش مكون من مكونات الـ " CIA" ومكون من اجل خدمة المشروع التركي كما يعمل قسد الان لخدمة التركي.
واضاف، نحن امام مؤامرة متكاملة وعدوان متكامل في الخطط القائمة ضد الدولة السورية، وداعش جزء من هذا العدوان كما ان قسد جزء ومكون اساسي من هذا العدوان، اتساءل هل هناك مسافات بين قسد وداعش؟ عندما يتم تبديل الاستيلاء على مدينة الرقة وتخرج داعش من الرقة وتستبدل بـ"قسد" عندما يقوم افراد من "قسد" و"داعش" بتبادل الادوار في منطقة شرق الفرات وتبادل المواقع، عندما تقوم قسد باحتواء هؤلاء الارهابيين وتقوم بوضعهم بهذه السجون الامريكية كيف يمكن للحومات الامريكية ان تقوم بإخراج قيادات داعش وتنقلها من جغرافيا الى اخرى باتجاه الانبار والتنف؟ وهي موجود في التنف ومخيم الهول، هذه المخيمات التي تنشأ في الجغرافيا السورية تحت حماية امريكية ويتم تدريبها وتأهيلها وامدادها بالسلاح والدعم اللوجيستي.
ونوه الى ان داعش وقسد ينتميان الى الـ" CIA" و أعتقد ان التركي يستثمر في هذه المجموعات كما يستثمر بها الامريكي.
/انتهى/