استاذ جامعي لبناني لـ"تسنيم": هناك 5 فرضيات وراء اعتداء طائرات الكيان الصهيوني المسيرة على جنوب بيروت
رأى استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية صادق النابلسي، ان الطائرات الاسرائيلية المسيرة أُرسلت الى جنوب بيروت في مهمة أمنية لضرب مركز لحزب الله.
وأشار استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية صادق النابلسي في حوار مع مراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء إلى أن الكيان الصهيوني يريد توسيع هامشه في الحركة بعد أن فرض عليه حزب الله قيوداً صارمة منذ العام 2006 حيث لم يستطع أن يجاهر بعمل عدواني مكشوف.
وأوضح أن إسرائيل تريد ربط كل ملفاتها الجيوستراتيجية في المنطقة بحبل واحد من إيران إلى العراق وسوريا ولبنان وفلسطين والسير بها نحو حافة الهاوية والتلويح لحرب تقلب المعادلات وقواعد الاشتباك.
ولفت إلى أن الكيان الصهيوني يرى أن المنطقة تمر بعملية تحوّل خطيرة، فهناك طوق إستراتيجي حوله ما يرفع من احتمالات المواجهة في ظل غياب أي أفق لقهر المقاومة سياساً وعسكرياً.
وفي ما يلي نص الحوار مع استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية:
تسنيم: ما هو هدف الطائرات التي أرسلتها إسرائيل الى جنوب بيروت هل كانت تهدف اغتيال شخصية رفيعة في حزب الله كما أشارت بعض المصادر الصحفية ام أنها كانت تريد استهداف أحد مقرات حزب الله؟
صادق النابلسي: بحسب المعطيات التي باتت معروفة أن الطائرات أُرسلت في مهمة أمنية لضرب مركز لحزب الله تتواجد فيه بعض القيادات المهمة.
تسنيم: لماذا يلجأ الكيان الإسرائيلي في هذه الآونة الى استهداف المقاومة عبر الطائرات المسيرة، هل ان نتانياهو يهدف من وراء هذه العمليات اظهار نفسه للإسرائيليين على انه شخص قوي ليفوز بأصواتهم في الانتخابات القادمة التي من المقرر اجراؤها في سبتمبر القادم ام انه حقا يريد توريط المنطقة بحرب أخرى؟
صادق النابلسي: في الواقع هناك أكثر من فرضية وراء هذه العملية والعملية التي استهدفت أفراد من حزب الله في سورية.
الفرضية الأولى : العدو الإسرائيلي يريد توسيع هامشه في الحركة بعد أن فرض عليه حزب الله قيوداً صارمة منذ العام 2006 حيث لم يستطع أن يجاهر بعمل عدواني مكشوف.
وقواعد الاشتباك التي فرضها حزب الله جعلت قدرته الردعية تتآكل ، فإسرائيل من خلال العملية تريد كسر هذه القواعد ولو بطريقة متدرجة من خلال ضربات موضعية.
الفرضية الثانية : أنه جزء من رد على كلام سماحة الأمين العام لحزب الله الذي أكد وقوف كل فرقاء محور المقاومة إلى جانب إيران في حال تعرضها لهجوم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها وأن اسرائيل ستتلقى الضربة الاولى في حال حصلت المواجهة.
وعليه فإن إسرائيل أرادات من خلال هذه العملية أن تثبت أنها مستعدة للمواجهة ودفع التصعيد الى سقوف حرجة للغاية.
الفرضية الثالثة : رفض إسرائيل الاستسلام لشروط محور المقاومة وحزب الله على وجه الخصوص الذي يراكم الخبرات القتالية ويعاظم من قدراته الصاروخية والتسليحية. وبناء عليه فإن إسرائيل ترسل إشارات تتيح تفعيل المزيد من الضغوط الأمنية والعسكرية على حزب الله.
الفرضية الرابعة :أن إسرائيل تريد ربط كل ملفاتها الجيوستراتيجية في المنطقة بحبل واحد من إيران إلى العراق وسوريا ولبنان وفلسطين والسير بها نحو حافة الهاوية والتلويح لحرب تقلب المعادلات وقواعد الاشتباك .
الفرضية الخامسة: إثبات نتنياهو وهو على مشارف الانتخابات أن اسرائيل لن تقف موقف المستسلم إزاء تعاظم قدرات محور المقاومة وليست في وارد التخلي عن مكتسباتها وتحالفاتها في المنطقة ولن تساوم على نقاط ضعفها، وأنها من خلال هذه العملية بدأت التخفيف من التزاماتها تجاه الدول الراعية لبقاء الهدوء على الجبهة اللبنانية وأنها لن تكترث للقرارات الدولية طالما أن ذلك يمس بأمنها ووجودها.
تسنيم: لطالما اتهم حزب الله من قبل خصومه وخاصة من قبل أمريكا بأنه يستفز الكيان الإسرائيلي حيث تأتي هذه الاتهامات الباطلة بغية تحميل حزب الله مسؤولية الدمار الذي نتج عن الحروب السابقة!؛ لكن اليوم اتضح للجميع ان ما يدعيه خصوم حزب الله لا يمت للحقيقة بصلة والعكس هو الصحيح أي بمعنى أخر ان إسرائيل هي من تستفز حزب الله كما رأينا خلال الأيام الماضية من خلال ارسالها طائرتين مسيرتين انتهكت السيادة اللبنانية؛ اذن إذا ما اشتعل فتيل الحرب هذه المرة فمن سيكون المسؤول عنها؟
صادق النابلسي: في ظل المتغيرات التي حصلت خلال السنوات الماضية تراجعت المسؤولية الدولية ولم تعد بعض الدول تكترث لاتهامها من قبل مجلس الأمن كالسعودية في عدوانها على اليمن على سبيل المثال.وإسرائيل لطالما كانت تتصرف وكأنها فوق القوانين الدولية وتشن الحروب والاعتداءات من دون أن يحملها أحد المسؤولية.
لكن من الواضح أن إسرائيل لن تقبل استمرار الوضع على ما هو عليه . فإيران التي كانت تحت احتمال ضربها هي لا تقدم تنازلات ولا تدخل في مفاوضات مع إدارة ترامب وتتمكن من الخروج من الصعوبات التي تسببها العقوبات . وسوريا تستعيد معظم أراضيها وها هو الجيش السوري يتقدم في إدلب معقل الارهابيين، وفي اليمن تتعاظم قدرة انصار الله، وفي العراق الحشد الشعبي يحقق المزيد من الانتصارات، وفي فلسطين باتت المقاومة تمتلك صورايخ تهدد تل ابيب، وفي لبنان أصبحت المقاومة قادرة ليس فقط على تأديب إسرائيل بل إزالتها من الموجود. كل ذلك يجعل التحدي أمام إسرائيل كبيراً ، وترى أن المنطقة تمر بعملية تحوّل خطيرة، فهناك طوق إستراتيجي حولها ما يرفع من احتمالات المواجهة في ظل غياب أي أفق لقهر المقاومة سياساً وعسكرياً.
تسنيم: سماحة السيد حسن نصر الله أكد خلال خطابه الأخير ان الرد على الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة لسيادة لبنان سيكون هذه المرة من لبنان وليس من مزارع شبعا، فما معنى هذا الكلام؟
صادق النابلسي: كلام السيد واضح أن الرد لن يكون من سوريا وحتى ليس من مزارع شبعا التي تختلف التأويلات حول لبنانيتها أو سوريتها وإنما سيكون الرد من لبنان وفق تكتيك وصيغة تتقنها قيادة المقاومة.
حاوره / سعيد شاوردي
/انتهى/