علي الهيل لـ "تسنيم": الرسالة القطرية كانت رداً على رسالة بعثتها الكويت..لانريد ان نتصالح مع الامارات
اكد الأكاديمي والمحلل السياسي القطري الدكتور علي الهيل، ان الرسالة القطرية الى الكويت كانت رداً على رسالة بعثتها الاخيرة، قائلا، لا نريد ان نتصالح مع الامارات لأنها سببت لنا الكثير.
*حاوره / سعيد شاوردي
وحول الرسالة القطرية الى الكويت لتسوية الازمة مع السعودية من دون الامارات، قال الأكاديمي والمحلل السياسي القطري الدكتور علي الهيل في تصريح لمراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء، ان الرسالة كانت رداً على رسالة بعثت بها الكويت بإعتبارها صاحبة الوساطة الوحيدة على خط الازمة الخليجية او دول الحصار الاربع، الرد على رسالة دولة الكويت كان يتضمن اعادة العلاقات والتصالح مع السعودية بمعزل عن الامارات وعندما اقول بمعزل عن الامارات وهذا ايضاً يتضمن البحرين ومصر، دولة قطر أبلغت بن سلمان بأنه أذا رفض هذا الشرط فإن قطر لن تكون معنية بالصلح مع الرياض.
وعن اصرار قطر على الصلح مع السعودية فقط، قال الهيل، أولاً، لأن السعودية فيها الحج والعمرة والقطريون يضغطون شعبياً "نحن نريد ان نذهب الى الحج" ويجب ان يكون بعثة حج وقنصلية قطرية في الديار المقدسة، أي عندما يتعرض الحاج او المعتمر القطري لمشكلة من المشكلات يعرف لمن يلجأ نحن لانريد ان نلجأ الى الدولة التي ترعى مصالحنا نحن نريد ان تكون لدينا بعثة قطرية وتكون الامور عادية كما كانت قبل الخامس من حزيران 2017، العامل الثاني، نحن لدينا عائلات كثيرة مشتركة مع السعودية اكثر من تلك التي بيننا وبين الامارات، وثالثاً نحن نعتبر السعودية العمق الاستراتيجي لقطر والخليج (الفارسي) والعالم العربي، نحن نريد ان نتصالح صلحاً يتضمن الحفاظ على مصالحنا مع السعودية بمعزل عن الامارات لان لا نريد ان نتصالح مع الامارات لان الذي أتى من الامارات شىء كثير ولانريد ان نكون معهم.
وبشأن موقف الكويت تجاه الطلب القطري، قال، الكويت لم تعلق على الرد القطري، اكتفت بالرد القطري، وهذا الشىء يتعلق بالقرار السيادي القطري لانها لاتريد التصالح مع الامارات.
وحول الرد الاماراتي الغاضب من المحاولة القطرية للتصالح مع السعودية، قال، ان انور قرقاش رأى بذلك مؤامرة وهي ليست مؤامرة، وان قطر تحاول ان تدق اسفيناً في العلاقات بين السعودية والامارات وهذا لم نقصده، إنما قصدنا التصالح مع السعودية بمعزل عن الامارات.
وفي معرض رده على سؤال حول حدوث اتصالات قطرية مع السعودية خلف الكواليس بشأن هذه القضية، قال، ليس لدي علم اكيد، ولكن ربما جرى وراء الكواليس شىء من هذا القبيل.
وعن خشية السعودية من ان يكون الاقتراب مع قطر على حساب التعاون مع الامارات في اليمن، قال الهيل، "السعودية لديها ازمات كثيرة في الداخل والخارج، نحن نشعر بأن السعودية لديها هذه الازمات واننا لانريد ان يلحق اي اذى بالشعوب والقبائل العربية في السعودية ولانريد ان يحدث ضرر للسعودية كالتجزئة والتقسيم والحراك القبلي الذي قد يؤدي الى احتراب قبلي داخل السعودية وبالتالي هذه من الازمات التي جعلتنا ان نوافق على ان نتصالح مع السعودية بمعزل عن الامارات، ربما السعودية رأت ان الامارات يجب ان تكون طرفاً في هذا التصالح لأن الامارات معها في حرب اليمن، والطرف الاخر في حرب اليمن يدرك ان السعودية والامارات يحاولان الخروج بحفظ ماء الوجه من اليمن وبالتالي هم يعملون على اغاصة اقدام السعودية والامارات في المستنقع اليمني".
وحول عدم تماشي السعودية مع الكثير من الدعوات لاسيما التي اطلقها الرئيس الايراني أمس من محافظة بوشهر والتي دعا فيها الى علاقات قوية وودية مع جميع دول الجوار، ، قال، "ان السعودية ودول عربية اخرى وقعت بالمصيدة الصهيونية الامريكية وهي ان ايران هي العدو الاوحد الاول للعالم العربي وليس اسرائيل وان الادارة الامريكية واللوبي الصهيوني يستعمل ايران كبعبع لإخافة دول الخليج (الفارسي) الغنية بالنفط للإقبال على شراء الاسلحة الامريكية والروسية اكثر ".
ورأى ان هناك توافق من تحت الطاولة بين روسيا وامريكا حول انهم لايريدون ان ينجروا الى حرب عالمية ثالثة لان الحرب العالمية الثانية قتل فيها اكثر من 80 مليون انسان في اوروبا وامريكا لذلك هم يخلقون "حروب الانابة" في داخل الخليج (الفارسي) والعالم العربي.
واضاف، لو أن مصانع الاسلحة في روسيا وامريكا واوروبا الغربية تغلق وتوقف حروب الانابة ماذا سيحدث؟ سنجد اكثر من 50 مليون انسان عاطل عن العمل وهذا ما لا تريده امريكا وروسيا واوروبا الغربية ولا الصين لذلك الصين هي اقل من امريكا من حيث بيع السلاح على الدول النفطية، الصين تنتهج المنهج الاقتصادي ولا تطلق رصاصة واحدة ولا تبيع اسلحة إلا ما قل وندر ولكن امريكا وروسيا واوروبا لا يستطيعون ان يتركوا عالمنا العربي والاسلامي والامم الاخرى في سلام لانهم يتاجرون بالاضطرابات، وهم يعرفون ان دول الاضطرابات لا تصنع الاسلحة وبالتالي ستستورده منهم.
وتابع بالقول، نحن بحاجة الى ادارة جديدة، ربما ايران وتركيا وكوريا الشمالية وماليزيا هذه الدول الحية في العالم بدأت تصنع سلاحها ودوائها وغذائها ولو كانت البداية ولكنها ستتطور بشكل نوعي في المستقبل لكي نكتفي ذاتياً ولكي لا تعيرنا امريكا وروسيا وبريطانيا بأننا لا نصنع الاسلحة وأننا دائماً بحاجة اسلحتهم.
واختتم قوله، هم اليوم يحاولون ان يخلقوا عدواً وهمياً للعالم العربي، ايران جار اصيل في المنطقة العربية وليس جارا متطفلا كـ"اسرائيل" والدولة الكردية المستقبلية التي يتحدثون عنها، ان ايران جار اصيل في المنطقة بيننا وبينها اختلاف ولكن يمكن ان نناقشه حول طاولة المفاوضات وبالحوار بإعتباره انجع السبل لتفهم الخلافات وحلها بين الدول المتحضرة.
/انتهى/