"زمرة الكوملة" الارهابية ماهيتها وحقيقتها كما هي
مع انتصار الثورة الإسلامية المجيدة في إيران في 11 فبراير 1979 وظهور فراغ السلطة والأمن على الحدود السياسية لأرض إيران وخاصة مع المناطق الكردية قامت مجموعة كوملة الإرهابية المرتزقة بإيديولوجيتها الماركسية الماوية في كردستان إيران بمواجهة الحكومة الإسلامية والشعب الإيراني وارتكبوا الكثير من الجرائم و اغتالوا المسؤولين المحليين والمواطنين الذين عارضوهم.
مع بداية الحرب المفروضة على الجمهورية الاسلامية الايرانية (1980-1988)، تعاونت الزمرة الإرهابية "الكوملة" مع نظام حزب البعث في العراق وقدمت لهم المساعدة الاستخباراتية والعناصر للمشاركة في عمليات القتال ضد الشعب والنظام في ايران.
ومع انتهاء الحرب وانهيار الأنظمة الشيوعية، اضطر إرهابيوا "الكوملة" إلى إظهار أن عقائدهم تغيرت من "الشيوعية" إلى الديمقراطية الاجتماعية، وتدعي "الكوملة" أنها تقدر بالفعل القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، علي الرغم أنها لا تندم على سلوكياتها السابقة، فإنها لم تعد تعرف كيفية الرد علي ذلك.
ومع ذلك، وبعد اربعة عقود من النشاط المسلح والسياسي، لم تتخل زمرة "كوملة الانفصالية والإرهابية" عن طبيعتها الإرهابية، وهي تلجأ إليها في الفرص التي تسنح لها لتحقيق اهدافها، ففي بداية انتصار الثورة الإسلامية، كانت المناطق الكردية في غرب البلاد مسرحاً لإحدي الأزمات العسكرية والاجتماعية حيث كانت فيها مجموعتان سياسيتان معارضتان، وهما "الحزب الديمقراطي" و"حزب الكوملة"، اللذان يعدان الطرفان الرئيسيان في هذا النزاع.
مصطلح "قضية كردستان"، وهو تعبير يستخدم في بعض النصوص، في الواقع يثير قضية انفصال كردستان عن إيران، حيث يدعون على ما يبدو بالحكم الذاتي، ويسعون إلى فصل الهوية السياسية لكردستان عن إيران. هذه الرغبة في الانفصال، نشأت من خلال ارتباطهم بالحكومات الأجنبية طوال حياتهم وظهرت بشكل مواجهة عسكرية وإرهابية، وأدت إلى انعدام الأمن السياسي في المناطق الكردية.
وبطبيعة الحال، فإن بعض مواقع "كردستان" الجغرافية، مثل التضاريس الجبلية، والاستضعاف والفقر المزدوج وقربهم للحدود العراقية، والاستفزازات القديمة للحكومة البعثية، أتاحت لبعض المجموعات الفرصة للمطالبة بمطالب مثل الحكم الذاتي والانفصال عن إيران والنضال ضد الحكومة المركزية و التحضير لحرب العصابات.
من خلال مقارنة المناطق الكردية في إيران مع مناطق حدودية أخرى من إيران، نستنتج أنه على الرغم من أن قضايا التي أثيرت في أوائل الثورة، إلا أننا لم نشهد استمرار الأزمة مثلما حدث في كردستان علي الرغم من أن تلك المناطق تتسم بالطابع الحدودي وينقسم شعبها على جانبي الحدود ويوجد إختلافات ثقافية وقومية ويعاني الناس من أوضاع إقتصادية سيئة ويوجد محرضين أجانب ضد إيران.
وتسعى هذه المقالة إلى تسليط الضوء على تشكيل وتاريخ وأنشطة سياسية ووجهات نظر إيديولوجية وأنشطة عسكرية وإرهابية لزمرة "الكوملة" كأحد ركائز الحركات الانفصالية والسياسية والإرهابية في محافظة كردستان الإيرانية.
تشكيل زمرة "الكوملة" الإرهابية: يعود تأسيس هذه الزمرة الإرهابية إلي بعد الثورة الإسلامية في ايران :
قبل الثورة الاسلامية في ايران ، اعتقدت مجموعة من الطلاب الأكراد الذين تنتمي أفكارهم إلي الماوية أن الفلاحين في البلاد يجب أن يتم تنظيمهم في إطار المركزية أو المركزية السياسية وبدأوا بتحركهم الخاص من المناطق الكردية في إيران.لم يكن لهؤلاء الطلاب أي نشاط كبير قبل الثورة، ولكن بعد الثورة، تطوروا وتقدموا في كردستان، واعتقدوا أن الثورة الإسلامية كانت ثورة رأسمالية وأن الثورة الحقيقية كانت ثورة الفلاحين، بحسب زعمهم.
شكل هؤلاء جوهر زمرة الكوملة الارهابية (المنظمة الثورية الكردية للكادحين في إيران )، والكوملة باللغة الكردية تعني المجموعة والسكان وفي الماركسية، فإن محرك التحول في المجتمع يدور حول تناقض "الطبقة العاملة الصناعية" مع "الطبقة الرأسمالية"، لكن طبقة الفلاحين تلعب دوراً هاماً في عقيدة الماوية.
لذلك، أعلنت زمرة "الكوملة" الإرهابية عن تشكلها مع رفع شعار "الدفاع عن الفلاحين"، وتحت عنوان المطالبة بالحكم الذاتي في كردستان، بدأت الكفاح المسلح ضد الجمهورية الإسلامية، نفذت "الكوملة" عددا لا يحصى من الأعمال الإرهابية، بدعم من النظام البعثي في العراق وإستخدمت السلاح الذي تمت سرقته من المعسكرات التي هاجموها.
ومع ذلك، بدأت المجموعة نشاطها في عام 1978م تحت اسم مايدعى بــــــ"المنظمة الثورية الكردية"، مدعية أن "هذه المنظمة كانت ناشطة في إيران منذ 10 أعوام وأشارت الكوملة في عددها الأول من نشراتها التي سميت بــــــــ(التمرد)، الذي نشر في اكتوبر عام 1979 م حول تاريخ تأسيسها قائلة : "قبل عشر سنوات، تأسست الزمرة من قبل عدد من الرفاق و بعد سلسلة من الصعود والهبوط والركود، في النهاية تم الإعلان عن تأسيس المنظمة الثورية الكردية في ايران".
وهكذا إدعاء يفتقر إلي أي وثيقة أو دليل وبرهان يؤكد صحة مزاعمهم لذا حاولوا الإستناد علي الحياة السياسية لإثنين من أعضائهم اللذان ماتوا ويدعي الأول "محمد حسين كريمي" الذي أسس "إتحاد الفلاحين في مدينة سقز"و قتل بالرصاص في 21تشرين الاول من عام 1979م أثناء الإشتباك مع الشرطة والأخر هو يدعي "فؤاد مصطفي سلطاني" الذي قتل علي يد قوات حرس الثورة الاسلامية في "مريوان" بعدما أصدر سماحة الإمام الخميني قدس سره أمرا لقوات "التعبئة" بتطهير كردستان.
بذلك أوجدوا لأنفسهم تاريخاً من مايسمونه بالنضال وأظهروا أنهم يسمون حالهم مقاتلين ضد نظام "الشاه" الظالم حتي يكسبوا التأييد والدعم الشعبي واعترف زعماء الزمرة الإرهابية "الكوملة" المطالبة بالإنفصال بأن "وعينا بالماركسية اللينينية وكذلك تجارب ثورات الدول الأخرى ناقص جدا"، كما يدعون أنه خلال هذه الفترة ركزوا على تعزيز إيديولوجية الماركسية اللينينية ونظرية نضال الطبقة العاملة والكفاح ضد نظام "الشاه" بشكل علني، ولكن خلال السنوات التي سبقت الثورة لم يصدر عنهم أي بيان لهم.
لذلك، يبدو أن زمرة "الكوملة" الارهابية ليست صادقة في إعلانها عن التأسيس التاريخي للمنظمة، وبالتالي ينبغي اعتبار نقطة تشكيل هذه الزمرة بعد الثورة الإسلامية.
وأخيرا، ما كان يعرف باسم "الكوملة" في عام 1979م في الحقيقة هو عبارة عن إندماج ثلاث مجموعات صغيرة :
أولا : "المنظمة الثورية الكردية للكادحين في إيران"
وكان "سليمان مويني"، عضواً فيما يسمى بالحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني وفصيل متطرف في ذلك الحزب، تشكلت المجموعة في عام 1970م مع ثلاثة أعضاء آخرين من الأسر الإقطاعية من "بوكان".
ثانيا : "مجموعة الربيع"
وتتكون من جاوه ( نجل إمام جمعة مريوان)، وفؤاد مصطفى سلطاني (ابن خان من قرية آلمانه)، وصديق كامنجار (مالك كامياران) اللذين يعدون من أشهر أعضاء هذه المجموعة.
ثالثا : "اتحاد الفلاحين"
والذي أسسه "محمد حسين كريمي"، الذي كان له علاقة جيدة مع الشيوخ في "سقز". بعد مقتله في 21 تشرين الأول من عام 1979م ، تولى الشيخ عزالدين حسيني (إمام جمعة مهاباد) قيادة هذه المجموعة.
مسألة الحكم الذاتي مع انتصار الثورة الإسلامية:
دعت مجموعة "الكوملة" الارهابية، إلى جانب الحزب الديمقراطي الكردستاني، إلى استقلال كردستان وسعت إلى السيطرة على كردستان عسكرياً، ودعت هذه المجموعات، في برنامج يتكون من ثماني مواد، إلى الاعتراف بشكل رسمي بمايسمونه "إستقلال كردستان" في دستور جديد، وأكدت أيضا أنه بالإضافة إلى محافظة كردستان، إعتبار ثلاث محافظات، وهي أذربيجان الغربية، وإيلام وكرمانشاه، جزءاً من هذا النظام الخيالي للحكم الذاتي الكردستاني أيضا..
واستولى المتمردون المسلحون على الحكومة في مدينة "سنندج" وشكلوا مجلس مايسمى بـــ"الثوري المؤقت" واوجدوا اضطرابات في كل من مريوان ونقده وبوكان وباوه وسقز وقاموا بإرتكاب جرائم وأعمال عنيفة مما دفع بالحكومة إلي القيام بردة فعل عاجلة تمثلت بهجوم واسع للجيش وقوات من الناس والحرس الثوري علي هذه المدن وإنهاء أزمة التوترات الكردية المسلحة.
وتعتقد "الكوملة" الارهابية بأن جميع المسائل المتعلقة بالتشريع واللوائح والسلطة العسكرية والمدنية والثقافية يجب أن تكون بعيدة تماماً عن متناول نظام الجمهورية الإسلامية؛ وأن المجالس التشريعية والتنفيذية التي تشكلها جماعة "كوملة الإرهابية" هي أساسا مجالس ينبغي أن تكون تحت قيادة الشيوعيين والأسلحة العامة مقبولة فقط في ظل القيادة الشيوعية.
توضح البيانات التالية التي ذكرت في صحيفة "الكوملة" بشأن الحكم الذاتي وأهداف هذه المجموعة:
أ- جميع الشؤون التشريعية والقضائية والإدارية والثقافية في كردستان تحت مسؤولية حكومة الحكم الذاتي في كردستان الإيرانية.
ب: جميع الشؤون الداخلية لكردستان تحت مسؤولية الحكومة الكردية المستقلة، ولن تتم الموافقة على أي نقل عسكري للقوات المسلحة المركزية إلى الحكومة الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي إلا بعد الموافقة عليها من قبل أعلى سلطة في الحكم الذاتي.
ج: ستكون المجالس التشريعية من وجهة نظر "الكوملة" هي القانون ومنفذي القانون في آن واحد.
د: في كردستان المستقلة، يتم تنحية قوات الجيش والحرس الثوري والقوات المسلحة الأخرى وتتولي قوات البيشمركة حفظ أمن كردستان.
ه: يتم إلغاء تعيين السلطات من قبل الحكومة المركزية.
في الواقع، كانت الكوملة تهدف إلي إقالة ونزع سلطة الجمهورية الإسلامية علي كردستان وفصلها عن إيران وإنشاء النظام الاشتراكي.
الأهداف الإيديولوجية والسياسية للمجموعة الإرهابية "الكوملة"
كان الهدف الرئيسي للكوملة هو إنشاء حكومة ماركسية في جميع أنحاء إيران، بالطبع من خلال التمرد المسلح للفلاحين، ولتحقيق هذا الهدف كانوا يأملون الإنطلاق أولا من ثورة الفلاحين الأكراد ومن ثم استخدام الخلافات والخصائص العرقية، لتوسيع التمرد في جميع أنحاء البلاد.
ولذلك، كان شعار "الحكم الذاتي" للكوملة في عام 1979م الطلب الأول، الذي تسبب بعواقب وخيمة لهم فيما بعد وبعبارة أخري أقرت زمرة الكوملة بأن استقلاليتها لا يمكن تحقيقها بوجود نظام مثل الجمهورية الإسلامية، وأن هذه التوقعات العالية لا يمكن تحقيقها، ولكن المطالبة بدولة مستقلة يحتاج إلى حكومة تقودها الطبقة العاملة، ومع إيجاد النظام الشيوعي، سيكون هذا الأمر عقلاني ومنطقيا لذلك، من الطبيعي أن إنشاء الجمهورية الإسلامية كانت عائقا أمام تحقيق حقوق الشعب الصالح، وينبغي بأي طريقة تدمير هذا النظام لأن الحصول على الحكم الذاتي والإستقلال بهذا الشكل والرمز المطلوب فقط وفقط سيتحقق في ظل الحكومة البروليتاريا والجمهورية الشعبية الديمقراطية التي بدورها ستدمر النظام الحالي وتحطمه لقد اعتقدت زمرة الكوملة الانفصالية، بعقلهم وخيالهم القائم على الأفكار الغريبة للثورة، أن الوقت الموعود قد حان للوصول إلي أهدافهم المنشودة.
لذلك، في هذا الفكر الإيديولوجي وعلي أثر تحريض من قواتهم، ادعوا أن "كردستان تحرك موجات الثورة لدرجة أن أسس النظام تهتز وأن الجيش على وشك الإنقلاب وسينضم إلينا عاجلا أو آجلا".
ولكن في غضون شهر واحد، وجدوا نتيجة متناقضة تماماً لإدعائاتهم، ووصل تناقضهم وتعارضهم إلي درجة إعتبروا أن الجيش عدوا لهم في نهاية المطاف، كما اعتبروا أن الإنتصار الحاسم سيكون في تدمير الجيش.
وجاء في بيان للكوملة في 29 /9 /1979م (ان الجيش عدو استراتيجي لنا وإلي الوقت الذي ستنهار فيه الحكومة بما فيها الجيش لا يمكن ان نتحدث عن النصر وعلى هذا الصعيد، دعت الكوملة أيضا قوات أخرى تملك نفس الهدف وتسعي لتحقيق نفس الغرض وهو تدمير وتفكيك الجمهورية الإسلامية.
لكن تفكيرهم البسيط انتقد من قبل حلفائهم: (اعتقدت الكوملة أنها ستبدأ ثورة ديمقراطية وكردستان يمكن أن تسيطر علي كل إيران)
الأعمال المسلحة والإرهاب جماعة الكوملة الإرهابية:
شأنها في ذلك شأن العديد من الجماعات اليسارية الأخرى، تأخذ السلاح وتقوم بأعمال إرهابية. على الرغم من أن القاعدة الرئيسية لهذه الزمرة تم نقلها إلى العراق في عام 1981م من أجل السيطرة عليهم إلا أن أعمالهم الإرهابية استمرت، زرع الألغام في طريق القوات العسكرية، ونصب كمين في طريق القافلات العسكرية، والغارات الليلية على الشرطة والقواعد العسكرية، والهجوم على المرافق الحكومية في المدن والقرى، والتسلل في المدن والنزاع والصراع مع قوات الأمن في المدن،كانت من تكتيكات هذه الزمرة العسكرية.
بشكل عام، عرّفت "الكوملة" استراتيجيتها على أنها حرب العصابات والهجمات غير النظامية. وتظهر وثائق من منزل هذه المجموعة بعد تحرير سنندج أن الكوملة اعتقلت وأحيانا قتلت الأبرياء بتهم زائفة منها حضورهم في جلسات ضد الشعب.
وتظهر بعض التقارير وغيرها من الوثائق أن هذه المجموعة كانت تتجسس على هواتف الناس في أوائل الثورة، واستولت على تلغراف اهالي كردستان ومنعتهم من إرساله وقاموا بمصادرة السيارات الخاصة والعامة، بل وقاموا بمهاجمة الناس واعتقالهم في منتصف الليل وحاولت زمرة الكوملة الفاسدة زعزعة أمن الناس العاديين في المدن والارياف ومن خلال التخويف والترهيب والاعتقال والتعذيب والاستجواب جعلت الناس ينصاعون لأوامرهم.
إن الدعاية المناهضة للإسلام لهذه الزمرة، ولا سيما موقفها المحرج من الأخلاق الدينية، أثارت كراهية الشعب. حتى أنهم حاولوا إنكار المفاهيم الدينية من خلال عقد محاضرات واجتماعات سياسية في المساجد.
على الرغم من أن زمرة الكوملة الإرهابية تعتقد أن بعض هذه الوثائق غير واقعية وبنيت من قبل السلطات الإيرانية، ووكالة المخابرات المركزية أما الوثائق التي تسمي( ب سيا) والتي نشرت في الفترة من 1980 إلى 1986 تصور سلسلة الأعمال الإرهابية التي قامت بها زمرة الكوملة.
في تلك الوثائق يمكنك ان ترى من جرائم الكوملة :
زرع القنابل في مناطق متفرقة من قري ومدن إيران. الهجوم علي المساجد ووضع رشاشات في أماكن مختلفة وإجراء الرقص المختلط (مثال علي ذلك ماحصل في سردشت عام 1983 ) الهجوم علي المدارس وقتل المعلمون في كردستان بتهمة التعاون مع الحكومة وإستلامهم رواتب حكومية. تفجير مؤسسات إعادة الإعمار والجيش (أكثر من 19 مكان ) وقتل الموظفين. الحرب المحرضة علي سنندج ومساعدة المخابرات العراقية وبالطبع فإن الذاكرة التاريخية والشفهية لاهالي كردستان ومن ضمنهم الأسري يعتبر أفضل شاهد ودليل علي جرائمهم.
من بين الكتب التي نشرت على السلوك العنيف والإرهابي للكوملة، كتاب إسمه ( شنام ) و يصف هذا الكتاب الملاحظات الموضوعية والتجريبية لـ (كيانوش غولزار راغب) كرواية سردية في فترة 18 شهراً. غولزار، الذي كان من سجناء الكوملة مابين فترة (81و 82 ) وصور عددا من جرائم الكوملة في مناطق العمليات والإساءات للسجناء الإيرانيين.
وبشكل عام، يمكن تقسيم الحركات المسلحة للجماعات في كردستان خلال العقد الأول بعد انتصار الثورة إلى أربع فترات:
يتضمن القسم الأول أحداث 1979م، أبرزها سقوط قاعدة وفوج الدرك في مهاباد ومراكز الدرك، وحرب نقده، وقيادة الإمام في كسر الحصار على باوه، ثم تحرير المدن مثل بانه وسردشت مريوان وغيرها.
المرحلة الثانية: أحداث عامي 1980 و 1982 عاما التي تزامنت مع عدوان الجيش العراقي، وكثفت في الوقت نفسه أعمال قوات الحزب الديمقراطي وحزب الكوملة. وحاولت هذه الجماعات إبقاء جبهة كردستان نشطة، وبالتالي جزء من القوات التي ينبغي استخدامها لمواجهة الجيش العراقي في المنطقة كانت مشغولة بالقتال مع هاتين المجموعتين.
المرحلة الثالثة : أحداث عامي 1983و1985م وخلال هذه السنوات تم تشكيل مقر حمزة سيد الشهداء المكون من قوات الحرس الثوري وقوات الدرك، الذي إستطاع خلال تواجده في المنطقة من إحلال الأمن والسلام وإعادة الهدوء في المدن والقرى والطرق الرئيسية وحدود كردستان الإيرانية مع العراق، ومن خلال تطهير المناطق من القوات الكردية من إيران وجعلهم يتراجعون إلى كردستان العراق.
المرحلة الرابعة : من 1985 إلى نهاية الحرب، انخفضت التوترات خلال هذه الفترة .
المرحلة الخامسة: الأيديولوجية والتنظيم في الكوملة كانت أيديولوجية الكوملة، من عام 1981 وبعد المؤتمر الثاني، عرضة للتغيرات التي أدت إلى خلق تيارات تحت اسم "اتحاد الشيوعيين المسلحين" و "الحزب الشيوعي الإيراني" خلال العقدين 1981م و 1991م.
بالطبع، في نهاية التسعينيات، حاول "عبد الله مهتدي" إعادة بناء الزمرة من خلال اسم "الكوملة" مرة أخرى. وبعد المؤتمر الثاني، شكلت "الكوملة" تحالف المسلحين الشيوعيين فى التحالف مع مجموعة "ساهاند" فى ابريل عام 1981م. المنظمة التي وصفت نفسها بأنها "الماركسية الثورية" النظرية.
في خريف عام 1982م، شكل اتحاد الشيوعيين أول مؤتمر له، وتشكل الحزب الشيوعي الإيراني في سبتمبر 1983، واعتبر زمرة "الكوملة"، الفرع الكردي للحزب الشيوعي الإيراني.
التغيير في المواقف والأيديولوجيات وعقائد الكوملة هو علامة على إرتباك قادة هذا الحزب، وبحسب أقوال بعض أعضاءها السابقين، المواقف المتقلبة وغير الثابتة. و الاقتراحات السياسية والنظرية دائما متغيرة تبعا لظروف الزمان والمكان. في حين أنه من الواضح أن هذا المسار الذي لا نهاية له من المواقف المتغيرة والتعليق هو مجرد غطاء لفشل النظرية والعملية ووضع واجهة أكثر قبولا .
لذلك، على الرغم من أن الحزب الشيوعي الإيراني ساد في ذلك الوقت إلا أن القومية النزعة العرقية مازالت في داخل بعض أعضائها حتى الغزو الأمريكي في العراق وبعد سيطرة الأحزاب القومية في كردستان العراق انشقت مجموعة عن الزمرة وأوجدت اسم زمرة الكوملة من جديد.
العنف الإيديولوجي والمنظم على الرغم من أن جزءا من السلوك العنيف لمجموعات مثل "الكوملة" و"الحزب الديمقراطي الكردستاني" أدى إلى الإرهاب، لكن لم يكن هذا كل شيء.
والواقع أن دائرة أعمالهم العنيفة تتجاوز الاغتيال. فالطبيعة الأيديولوجية لهذه التيارات تعتبر أي شكل من أشكال العنف جائز ومسموح وتشرعه، في الواقع، كانت مشروعية الإيديولوجية لهذه العملية اليسارية هي الدعوة إلى العنف من أي نوع، وأي نوع من القسوة والشدة من شأنه أن يؤدي إلى العنف اللاحق.
لذلك، بالنسبة لمنظمات مثل الكوملة والحزب الديمقراطي، يجب أن نقول أنهم لم يكونوا مجرد منظمات إرهابية، بل منظمات مسلحة قامت بجميع أنواع العنف، بما في ذلك الاغتيال.
وأدى انتشار هذه الأعمال وهذا العنف في نهاية المطاف إلى قيام منظمتين، هما الكوملة والحزب الديمقراطي، ووقفا ضد بعضهما البعض وشرع القتال بينهما.
بدأت هذه الاشتباكات في أجزاء مختلفة من البلاد من 25 نوفمبر 1984 واستمرت حتى عام 1988 عندما أعلن زمرة الكوملة من جانب واحد وقف إطلاق النار. بعد خمسة أشهر من الحرب وإراقة الدماء بين الطرفين تفسراللجنة المركزية في الكوملة، سبب الحرب المذكورة على أنه "الهيمنة في كردستان".
وذكرفي أجزاء من الوثيقة:
أصبح النضال من أجل تحقيق السلطة في كردستان والسيطرة عليه وحركة الشعب الثوري حادا بين حزبا ( الحزب الديمقراطي) كحزب برجوازي والكوملة كممثل واعي للبروليتاريا في كردستان. وحذرت منظمة الميلشيات منافقي خلق، التي عانت بدورها من انقسام أيديولوجي وهيكلي، من تداعيات هذه الحرب ودعت إلي وقف القتال. هذا النوع من الهجمات الوحشية لم يكن صراعا من أجل الديمقراطية ولا صراعا للبروليتاريا ضد البرجوازية، بل انعكاسا لبصيرة متخلفة، وبقايا التفكير القبلية، وصراع انتقام وحقد مع القضايا السياسية والاجتماعية.
وبحثنا هنا لايدور حتي حول التكتيكات الخاطئة للنضال المسلح بين قوتين معارضتين للنظام الإسلامي ضد بعضها البعض في كردستان، فإن الكارثة أعمق بكثير من إدانة هذا الكفاح، فالممارسات اللاإنسانية التي استخدمتها المنظمتان في هذا الكفاح هو سبب التعجب الشديد. من الديمقراطيين والسلطة التي غالبا ما يسيطر عليها هذا الحزب نترك الكلام جانبا، ونخاطب الرفاق الكوملة الذين يصفون أنفسهم بالشيوعية وشكلوا الحزب الشيوعي في إيران. أيها الرفاق! هل سبق لكم أن تساءلتم عن أي نوع من صور الشيوعية يرتسم في أذهان نفس الناس العاملين، الذين تقاتلون بينهم وترغبون في نشر الأفكار الشيوعية وقيمها بينهم، بقيامكم مثل تلك الأفعال الوحشية مثل ماحصل في 26 من شهر يونيو؟
انتهى/