المعالم التراثية والطبيعية في مدينة "كلات نادر" بمهشد المقدسة + صور
طهران / تسنيم // محافظة خراسان الرضوية في جميع ضواحيها ونواحيها تحكي عن تأريخ عريق وتراث أصيل، ولا سيما المناطق التراثية في مدينة مشهد المقدسة مثل مدينة "كلات نادر" التي تقع في أقصى شرق الجمهورية الإسلامية، والتي عجز القائد المغولي تيمور لنك من فتحها بعد 14 هجمة شرسة.
هذا التقرير هو من سلسلة التقارير الخاصة بوكالة تسنيم الدولية للأنباء حول أجمل المعالم الأثرية والأماكن السياحية والدينية في إيران والتي تستقطب سنوياً الملايين من السائحين والزائرين المحليين والأجانب، وهناك الكثير من المناطق التي ما زالت بكراً ولم تشيد فيها مواقع خاصة لتقديم خدمات سياحية لكن يمكن للمتكتشفين ومحبي الطبيعة شد الرحال إليها لاستطلاع معالمها عن كثب والتلذذ بمناظرها الطبيعية والجغرافية الفريدة من نوعها. وإيران هي واحدة من البلدان الأكثر أماناً في العالم وجميع السائحين والزائرين يمضون أوقات ممتعة في أجواء آمنة حين يقصدونها كما أن نفقاتهم المالية أقل بكثير مما ينفقونه فيما لو قصدوا أي بلد سياحي آخر، لذلك فإن أعدادهم تتزايد عاماً بعد عام.
المناطق الأثرية العريقة في مدينة مشهد المقدسة مركز محافظة خراسان الرضوية لا حصر لها ولا عدد، ومن أبرزها آثار مدينة "كلات نادر" شمالي شرق مشهد وتبعد عنها مسافة 145 كم.
* جغرافيا مدينة "كلات نادر"
تقع هذه المدينة الجميلة بآثارها وطبيعتها في منطقة جبلية، وتبلغ مساحتها 3817 كيلومتراً مربعاً، والسلسلة الجبلية هناك اسمها جبال مسجد تكية حيث تقع في أقصى النوحي الشرقية للجمهورية الإسلامية بمحاذاة حدود جمهورية تركمانستان.
تضم هذه مدينة كلات نادر في تقسيماتها الإدارية ثلاثة أرياف هي "كبود گنبد" و "پسا كوه" و "زاوين" وهي بمجملها تشمل 140 منطقة سكنية بواقع 10000 نسمة يقطنون في مركز المدينة و 40000 نسمة يقطنون في القرى والأرياف؛ يبلغ ارتفاع هذه المنطقة عن سطح البحر 2100 م وأجواؤها جبلية معتدلة في فصل الصيف وباردة في فصل الشتاء.
* تأريخ مدينة "كلات نادر"
تأريخ مدينة "كلات نادر" عريق وحافل بالأحداث المتنوعة ولا سيما الهجمات التي قادها الزعيم المغولي الشهير تيمور لنك، لكنه عجز عن فتحها بعد أن شن 14 هجمة شرسة عليها، وفي نهاية المطاف اعترف بعجزه وأذعن بعدم قدرته على ضمها إلى إمبراطوريته المغولية.
وهي كانت قلعة حصينة أسسها القائد الايراني الكبير "نادر شاه أفشار" لتخزين الأموال والغنائم الحربية التي كان يحصل عليها من الهند وذلك لأنها نائية ولا يمكن لأحد احتلالها بسهولة نظراً لتضاريسها الجبلية الوعرة آنذاك، كما كان ينفي إليها كل مسؤول أو حاكم يتمرد على أوامره، وبقيت منفى حتى العهد القاجاري.
* منتوجات مدينة "كلات نادر"
أهالي مدينة "كلات نادر" يزاولون الرزاعة وتربية المواشي بشكل أساسي لتوفير متطلبات معيشتهم، وأهم المحاصيل الزراعية لديهم الخضروات والأرز والقمح والشعير والذرة والسمسم والعدس والحمص وحبوب عباد الشمس بمختلف أنواها، كما تنتشر فيها مزارع الأشجار المثمرة وغير المثمرة على شكل غابات كثيفة، لذلك فهي تعد مدينة منتجة للأخشاب. إضافة إلى ذلك تكثر فيها الجلود والسجاد بجميع أنواعه وحتى إنتاج قماش الحرير.
* الأعراق البشرية في مدينة "كلات نادر"
السكنة المحليون في هذه المدينة العريقة ينحدرون من أصول كردية وتركية وفارسية، لكنهم ايرانيون اصليون وما زال كل قوم محتفظين بلغتهم المحلية حتى اليوم، وفي قديم الزمان كانت هذه الفئات السكانية المتنوعة تشكل البنية الأساسية لقوات الزعيم نادر شاه أفشار.
وتجدر الإشارة أن السياسي الناشط في احداث الثورة الدستورية مجد الإسلام كرماني كان قد نفي إليها.
* المعالم الأثرية في مدينة "كلات نادر"
- حجر منقوش في سفح الجبل
المعالم التراثية والأثرية في مدينة كلات نادر كثيرة ومتنوعه، ومنها حجر منقوش يقع في المدخل القديم للمدينة وعلى سفح الجبل، ولكن نقوشه لم تكتمل إثر مقتل القائد نادر شاه أفشار.
يبلغ ارتفاع هذا الحجر المنقوش على الجبل 15 م تقريباً ومن الصعوبة بمكان قراءة الكلمات المنقوشة فيه، حيث يتضمن شعراً باللغة التركية لمدح وتمجيد نادر شاه أفشار مسبوق بعبارات في ذكر الله تعالى ورسوله (ص) وأهل البيت (ع).
* برج "كلات نادر"
هناك برج قديم يقع على قمة الجبل نفسه كان يستخدم قديما كمرصد لمراقبة تحركات الأعداء، ولكن من المؤسف أنّ معظم آثاره قد اندثرت على مر العصور، وقد تم تشييده في العهد المغولي والقائد نادر شاه أفشار قام بترميمه وتوسيع مساحته.
* مسجد "كبود گنبد"
وأقدم أثر تأريخي في مدينة "كلات نادر" هو مسجد باسم "كبود گنبد" ويرجع تأريخ تشييده إلى عهد حكومة السلاجقة الذين حكموا إيران ونواحيها إبان القرنين الخامس والسادس الهجريين، وهذا الأمر ينم عن أن هذه المدينة كانت مأهولة بالسكان منذ العهود السحيقة.
* قصر خورشيد
أهم أثر تاريخي في مدينة "كلات نادر" هو قصر خورشيد بحيث يعتبر المعلم المميز لتلك المنطقة، وقد تم بناؤه في عهد نادر شاه أفشار، وتدل الحفريات والتنقيبات الأثرية التي أجريت فيه على أنه مشيد فوق أطلال مبنى قديم يرجع تأريخه إلى العهد الإيلخاني.
إضافة إلى كون هذا القصر معلماً أثرياً فذاً فهو كذلك منظر طبيعي جميل حيث يقع في وسط حديقة غناء مليئة بالأشجار الشاهقة القديمة ، ولكنه فقد الكثير من معالمه على مر الأزمنة وتلاشت الكثير من آثاره التي امتاز بها عن غيره، ويقول السكنة المحليون أنّ أهم سبب لتخريبه هو سيل جارف اجتاح المدينة في عام 1976 م.
يتكون قصر خورشيد من ثلاثة طوابق وقبو، وفيه العديد من الغرف والممرات حيث يقال إنه كان مخزناً لحفظ كنوز وأموال نادر شاه أفشار ولا سيما الغنائم الحربية التي كان يحصل عليها، ويقول بعض علماء الآثار أنّه كان سجناً لاعتقال المتمردين على هذا القائد العسكري.
* سد قديم باسم "بند نادري"
"بند نادري" هو سد قديم يبعد عن مدينة كلات نادر مسافة 5 كم وهو مشيد من الحجر والإسمنت لتخزين المياه والاستفادة منها في فصل الصيف، إذ يبلغ ارتفاعه 70 م عن سطح النهر الذي يصب فيها وعرضه يبلغ من 7 إلى 12 م، وفيه ثلاث فتحات لتصريف المياه وكذلك فيه عدد من البوابات الصغيرة للسيطرة على حجم المياه، وفي العصر الراهن تم ترميمه وإعادة تأهيله من جديد، ولكن المياه التي تخزن لسقي الأراضي الزراعية تغير مجراها اليوم لأنها سابقاً كانت تجري نحو أراضي جمهورية تركمانستان، لذلك بادرت السلطات المحلية إلى تغيير مسيرها نحو الأراضي الإيرنية.
ضفاف هذا السد التراثي محفوفة بالمناظر الطبيعية الخلابة المليئة بالأشجار والنباتات الجميلة؛ كما ان هناك الكثير من المعالم الأثرية والطبيعية في هذه المنطقة الخلابة مثل شلالات المياه وقلعة رود.
/ انتهى/