مقبرة الشاعر الكبير "عمر الخيام" في نيشابور+فيديو وصور
محافظة خراسان رضوي يعرفها الناس بمركزها مدينة مشهد التي تحتضن مرقد الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، ولكنها تضم أيضاً مراقد للعديد من الشخصيات الدينية والأدبية البارزة التي سجلت أسماءها في أنصع صفحات التأريخ، مثل الشاعر والمنجم وعالم الرياضيات الكبير عمر الخيام المدفون بمدينة نيشابور والمعروف برباعياته الشهيرة.
خاص بوكالة تسنيم الدولية للأنباء- هذا التقرير هو من سلسلة التقارير الخاصة بوكالة تسنيم الدولية للأنباء حول أجمل المعالم الأثرية والأماكن السياحية والدينية في إيران والتي تستقطب سنوياً الملايين من السائحين والزائرين المحليين والأجانب، وهناك الكثير من المناطق التي ما زالت بكراً ولم تشيد فيها مواقع خاصة لتقديم خدمات سياحية لكن يمكن للمتكتشفين ومحبي الطبيعة شد الرحال إليها لاستطلاع معالمها عن كثب والتلذذ بمناظرها الطبيعية والجغرافية الفريدة من نوعها، وإيران هي واحدة من البلدان الأكثر أماناً في العالم وجميع السائحين والزائرين يمضون أوقات ممتعة في أجواء آمنة حين يقصدونها كما أن نفقاتهم المالية أقل بكثير مما ينفقونه فيما لو قصدوا أي بلد سياحي آخر، لذلك فإن أعدادهم تتزايد عاماً بعد عام.
محافظة خراسان رضوي معروفة لدى الجميع بمناظرها الطبيعية الجميلة ومراكزها الأثرية التي تضرب بجذورها في شتى حقب التأريخ، كما أنها تحتوي على العديد من البقاع المقدسة أهمها مرقد الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في مدينة مشهد، لكن هذه المدينة فيها مراقد أخرى لشخصيات فذة عرفها التأريخ بعلمها وأدبها مثل الشاعر الإيراني الكبير أبي الفتح عمر بن إبراهيم الخيام النيسابوري المعروف باسم عمر الخيام.
* مقبرة عمر الخيام
دفن الشاعر الإيراني الكبير عمر الخيام في مدينة نيشابور التي هي إحدى ضواحي مدينة مشهد المقدسة، وقبره اليوم على هيئة متحف باسم خيام في وسط حديقة جميلة زاخرة بالأشجار الخضراء الباسقة بحيث يمكن اعتبارها واحدة من أجمل المناطق في مدينة نيشابور، لذلك يقصدها الكثير من السائحين سنوياً ولا سيما في فصلي الربيع والصيف.
هذا المتحف الجميل الذي يضم قبر الشاعر عمر الخيام يقع في الناحية الجنوبية الشرقية من مدينة نيشابور بعيداً عن المباني السكنية ولكن المسافة تكون قصيرة حينما يستقل السائح سيارة، إذ لا يتجاوز الوقت للوصول إليها 15 دقيقة حتى إن بلدية المدينة خصصت حافلات لنقل الركاب إلى هناك.
* مشتملات مقبرة عمر الخيام
إلى جانب قبر ومتحف عمر الخيام هناك أماكن جميلة يمكن للسائح التجوال فيها، مثل قبر سعيد بن سلام المغربي وقبر الفضل بن شاذان وقبر حيدر يغما، والأهم من كل ذكر قبرا الشاعر عطار النيسابوري والفنان الإيراني الشهير في العهد القاجاري كمال الملك.
* من هو الشاعر عمر الخيام؟
الشاعر الذي يعرفه الناس باسم عمر الخيام هو أبو الفتح عمر بن إبراهيم الخيام النيسابوري، وإضافة إلى كونه شاعراً فقد كان منجماً وعالم رياضيات حيث ذاع صيته في خارج إيران أيضاً، ويرجح المؤرخون أنه ولد في سنة 439 هـ بمدينة نيشابور وفارق الحياة في سن الثامنة والثمانين بنفس هذه المدينة.
الحكايات المتداولة حول حياة هذا الشاعر المليئة بالأحداث ذات طابع أسطوري، ومنها رواية تقول بأنه تعاهد مع الخواجة نظام الملك الطوسي وحسن صباح حينما كانوا في باكورة حياتهم ويدرسون دراساتهم الابتدائية، أن يبادر كل واحد منهم إلى تربية زميله وتنمية شخصيته إذا أصبح عالماً كبيراً.
ويحكي المؤرخون أن عمر الخيام في سنة 452 هـ بادر إلى تدوين تقويم بالسنة الشمسية " الفارسية " بأمر من الحاكم آنذاك ملكشاه وجعل عيد النيروز أول يوم منه وبداية لفصل الربيع.
* مقبرة عمر الخيام
لم تذكر المصادر التأريخية البناية الأولى التي شيدت على مقبرة عمر الخيام، وهناك أخبار تداولتها بعض المصادر التأريخية تدل على أنها دمرت في القرن الحادي عشر الهجري ثم بنيت من جديد، ولكن هذا البناء الجديد تعرض للتلف أيضاً.
في سنة 1934 م بادرت السلطات الحاكمة إلى بناء المقبرة من جديد ولكنها لم تكن واسعة ومناسبة، وفي عام 1962 م بادرت دائرة الآثار السياحية إلى تصميم بناء هندسي أفضل حيث استلهم المهندسون والمعماريون شكلها من أشعار هذا الشاعر الكبير، فهي في ظاهرها تشابه قلنسوة الصوفية وبشكل عام على غرار قطعة حجر الماس المضلع.
وما يضفي جمالية إلى هذه المقبرة، أنها اليوم متحف أثري وحولها حديقة غناء مفعمة بالزهور الزاهية بأروع الألوان إلى جانب الأشجار الخضراء الباسقة، وكما أن رباعيات هذا الشاعر انتشرت في شتى أرجاء العالم كذلك الأزهار الحمراء الزاهية التي تغرس قرب مقبرته قد نقلت بذورها إلى بعض البلدان وغرست هناك وهي تزهر الآن ويعرفها الناس باسمه.
/ انتهى/