هذا ما يفعله أطفال "الفوعة" المحاصرة عندما تنفجر مظلة المساعدات فوق رؤوسهم +فيديو
دمشق - تسنيم :تروي عبير سليمان؛ الأم من بلدة الفوعة والتي عاشت عامين من الخوف والجوع والحرمان، ماذا فعلت عندما تحطمت مظلة المساعدات على الحجارة القريبة من منزلها؟
تقول الأم التي بقيت عامين كاملين تحت الحصار: "أنا عبير إسماعيل من قلعة الصمود الفوعة، كنت أعيش داخل بلدة الفوعة وزوجي خرج منها قبل بداية الحصار، وبقيت أنا محاصرة وقد عانيت كثيراً لأن لديّ طفلة حُرمت من أبيها وحرمت من أبسط الأمور التي يحتاجها أي طفل، كحليب الأطفال الذي كان مفقوداً بشدة، حاولت أن أؤمّن لها حليب البقر أو الغنم لكنه أيضاً كان مفقوداً وغالي الثمن" لافتةً أن "الأدوية كانت قليلة وليس كل ما نحتاجه من دواء كان موجوداً في الفوعة."
تسأل المراسلة عن القصص التي تُروى عن الأطفال وهم يركضون خلف الطائرات التي تلقي المساعدات فوق بلدتي الفوعة وكفريا، تجيب الأم: "هناك قصص كثيرة، فعندما ترمي الطائرة حمولتها بالقرب من المنازل، تركض الناس فرحة"
تتابع الأم: "في أحد المرات، رمت الطائرة المساعدات بالقرب من منزلنا، وكانت تحوي على "مربى المشمش" و"مربى الفريز" وعندما ارتطمت مظلة المساعدات بالأرض، تناثر المربى على الحجارة، فجلست ابنتي على الأرض وصارت تلعق بإصبعها المربى الموجود على الحجر، وقد أثّر فيّ هذا الموقف لدرجة كبيرة، ولم أستطع أن أحصل لها على المربى، لأن المظلة تعطّلت كلياً، وسقطت وارتطمت بالأرض"
وأضافت الأم: "كل الأولاد أيضاً جلسوا وصاروا يلعقون من المربى الموجود على الأرض، ويبحثون في باقي العلب الفارغة والمحطمة ليأكلوا منها أيضاً"
وعبّرت الأم عن مشاعرها بعد خروجها من الحصار، قائلة: "أقول أننا صمدنا حتى آخر لحظة في الفوعة وتحملنا أموراً كثيرة، البرد والجوع والأصعب من هذا هو الرعب والخوف، عشنا جميع المشاعر داخل الفوعة، "نحن فرحين أننا خرجنا وتخلصنا من الحصار، ولكن نريد أن يخرج إخوتنا وآباؤنا الذين بقوا في الداخل، والذين هم رجال وأبطال بكل معنى الكلمة والذين كانوا يشجعوننا بشكل كبير ويقولون لنا: "لا تخافوا، ولا تقلقوا، نحن صامدون في وجودنا ونحن ندافع عن عرضنا وأرضنا، ندافع عنكم ونستمد قوتنا منكم" ونحن بدورنا نقويهم بدعائنا، والحمد لله على كل حال".
/انتهى/