تفاصيل جديدة حول عملية داعش في "الباب" ومقتل 16 جندياً تركياً
مسؤول عسكري تركي رفيع المستوى: بعد الهجوم الذي شنه إرهابيو داعش على الجنود الأتراك المتواجدين في مدينة الباب بواسطة سيارة مفخخة، بادرت بعض وسائل الإعلام التركية إلى أن هذا التنظيم الإرهابي حصل على معلومات وإحداثيات عسكرية حول أماكن تواجد الجنود الأتراك من بلدان أجنبية، ولكن هذه المزاعم مثيرة للسخرية حقاً.
تسنيم / خاص: في الآونة الأخيرة شنت بعض وسائل الإعلام التركية حملة إعلامية محمومة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لأسباب وأغراض معروفة، وفي هذا السياق صرح مسؤول عسكري تركي رفيع المستوى لمراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء في إسطنبول قائلاً: هذه الأخبار تهدف إلى زعزعة العلاقات الودية بين تركيا وبعض البلدان التي تحسنت علاقاتها معنا مؤخراً، والذين يروجون لها يحاولون في الحقيقة عزل تركيا بالكامل عن المنطقة والعالم.
يذكر أن ردود الأفعال قد تفاوتت حول مقتل 16 جندياً تركياً على يد مسلحي تنظيم داعش الإرهابي في ما يسمى بعمليات درع الفرات الجارية حالياً في الأراضي السورية، والمثير للسخرية أن بعض وسائل الإعلام التركية زعمت وجود تعاون بين إيران وداعش حيث اتهمت طهران بتزويد هؤلاء الإرهابيين بإحداثيات حول تواجد القوات التركية الأمر الذي أدى إلى مقتل الجنود الأتراك، ولكن هذا الادعاء الواهي أثار حفيظة قيادة القوات المسلحة التركية التي رفضته جملة وتفصيلاً.
وقد فند هذه المزاعم المسؤول العسكري الذي أجرى مراسل تسنيم لقاءً معه وأكد على أن الإرهابيين في مدينة ليسوا بحاجة إلى إحداثيات جغرافية لكونهم يعتمدون بشكل أساسي على الأنفاق التي يحفرونها في كل مكان، حيث قال في هذا الصدد: بعد الهجوم الذي شنه إرهابيو داعش على الجنود الأتراك المتواجدين في مدينة الباب بواسطة سيارة مفخخة، بادرت بعض وسائل الإعلام التركية إلى أن هذا التنظيم الإرهابي حصل على معلومات وإحداثيات عسكرية حول أماكن تواجد الجنود الأتراك من بلدان أجنبية، ولكن هذه المزاعم مثيرة للسخرية حقاً فحينما وقعت هذه الحادثة كان الجو ضبابياً والرؤية شبه منعدمة بحيث لا يمكن الاعتماد على الإحداثيات في تعيين الأهداف العسكرية، لذلك لجأ الدواعش إلى إرسال سيارات مفخخة في منطقة العمليات لاستهداف القوات المتواجدة هناك مباشرة.
وواصل هذا الخبير العسكري كلامه في السياق ذاته: هذه الأخبار والمزاعم الكاذبة هدفها إثارة الخلافات وزعزعة العلاقات بين تركيا وبعض البلدان الصديقة، فالسيارة المفخخة التي أودت بحياة الجنود الأتراك قرب مستشفى الباب كانت قبل مدة مركونة في أحد الأنفاق المخفية حينما كانت المدينة تحت سيطرة قوات داعش تحسباً لأي هجوم عليهم، لذلك عندما اقتحمت قواتنا المدينة كانت الفرصة مؤاتية لضربهم بواسطة هذه السيارة التي أعدت مسبقاً لهذا الغرض، فقد انطلقت من داخل النفق واتجهت مباشرة نحو جنودنا وهذا الأمر من الناحية العسكرية لا يحتاج إلى أية إحداثيات جغرافية، فقد راقبوا حركة قواتنا وتحينوا الفرصة المناسبة لضربهم في أقرب نقطة أخفيت فيها هذه السيارة.
/ انتهى/