متفائل بحل أزمة سوريا في عهد ترامب .. سندافع عن الاتفاق النووي مع ايران
لا يمكن لأي بلد كان أن يعكر الأجواء بين طهران وموسكو، فالجمهورية الإسلامية لها مكانة مرموقة في السياسة الخارجية الروسية وفي الشهر المقبل سوف نحتفل بمرور أكثر من 515 عاماً على علاقاتنا الدبلوماسية.
أجرى مراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء لقاء مع السفير الروسي في طهران السيد لوان جاغاريان، وقد تمحور اللقاء حول أهم قضايا الساعة التي تعصف بالمنطقة والعالم وعلى رأسها الاجتماع الثلاثي في موسكو واغتيال السفير الروسي في تركيا ومستقبل العلاقات الروسية الأمريكية بعد انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية ومستقبل سوريا بعد تحرير حلب من الإرهابيين، إلى جانب بعض المواضيع الأخرى.
"سوف ينال قتلة السفير الروسي جزاءهم العادل"
مراسل تسنيم: بالنسبة إلى اغتيال السفير الروسي في تركيا، هل لديكم معلومات دقيقة حول الجهات التي خططت لهذه العملية الإجرامية؟
السفير الروسي: نشعر بالأسى الشديد لهذه الحادثة الأليمة فقد كنت أعرف الفقيد شخصياً، ومن المؤكد أن الذين ارتكبوا هذه الجريمة الشنيعة هدفهم تعكير الأجواء بين تركيا وروسيا، فبعد مرور عام على إسقاط الطائرة الروسية بواسطة الأتراك عادت المياه إلى مجاريها وتحسنت العلاقات من جديد، بل وفتحت آفاق جديدة لتوسيع نطاقها وكذلك وضع حلول لبعض المشاكل العالقة في المنطقة ولا سيما فيما يتعلق بالأزمة السورية.
بعد الاتصال الهاتفي بين الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان تقرر إرسال فريق تحقيق متخصص روسي إلى تركيا بغية متابعة الموضوع مع نظرائهم الأتراك ولا شك في أن هذا الفريق سوف يتوصل إلى نتائج حول الحادثة وبالتالي سوف يعاقب كل من كان ضالعاً فيها.
"اغتيال السفير الروسي في تركيا ستتمخض عنه نتائج إيجابية خلافاً لما أراده المتصيدون في الماء العكر"
مراسل تسنيم: كيف تقيمون مستقبل العلاقات الروسية التركية بعد هذه الحادثة الإجرامية؟
السفير الروسي: الإرهابيون بكل تأكيد يسعون إلى توتير العلاقات بين موسكو وأنقرة إلا أن هذه الحادثة سوف تكون لها نتائج عكسية خلافاً لما أريد منها حيث سنشهد تعاوناً ثنائياً على نطاق أوسع، وهذا الأمر يتعارض تماماً مع رغبة أولئك الذين يتصيدون في الماء العكر.
"نحارب الإرهاب في سوريا ونسعى إلى إقرار الأمن والاستقرار في هذا البلد"
مراسل تسنيم: قبل أيام عقد اجتماع ثلاثي في موسكو حول الأزمة السورية حضره وزراء خارجية الجمهورية الإسلامية وروسيا وتركيا، فما الذي سوف يتمخض عنه برأيكم؟
السفير الروسي: نحن نأمل خيراً من هذا الاجتماع الثلاثي فهو يختلف عن الاجتماعات السابقة، حيث حضره وزراء خارجية ثلاثة بلدان لها دور فاعل في الأزمة السورية والمنطقة بأسرها وهي إيران وروسيا وتركيا، وقد أعلنت حكومتنا عن استعدادها للتعاون مع البلدان الأخرى حول أزمات المنطقة، فهدفنا الأول هو مكافحة الإرهاب وهدفنا الثاني أقرار السلم والاستقرار في سوريا.
"اجتماع كازاخستان المقبل سوف يكون سورياً - سورياً"
مراسل تسنيم: البيان الختامي لاجتماع موسكو أكد على ضرورة الحفاظ على سيادة سوريا ولكنه لم يتطرق إلى مستقبل الحكومة في هذا البلد، فهل حدث اتفاق حول هذا الموضوع برأيكم؟
السفير الروسي: من المؤكد أن الحل السياسي للأزمة السورية ليس هيناً وهو في غاية التعقيد، ولا سيما فيما يخص مستقبل الحكومة إذ كل جهة من الجهات لها وجهة نظرها الخاصة، ونحن بدورنا نقوم بمحادثات حثيثة حول هذا الموضوع وتقرر أن نعقد اجتماعاً في المستقبل القريب مع بعض أطراف المعارضة المعتدلة السورية في كازاخستان يحضره ممثلون عن الحكومة السورية.
"احترام إرادة الشعب السوري"
مراسل تسنيم: هل تغير الموقف الروسي إزاء مستقبل الحكومة السورية؟
السفير الروسي: إن موقفنا مبدئي، لذا يجب على الأطراف السورية أن تتحاور فيما بينها بغية وضع حل للأزمة التي تعصف بالبلد، ولو توصلت إلى نتائج معينة ووضعت برنامجاً منسقاً فإن إيران وروسيا وتركيا سوف تعمل على تنفيذه.
"ليست هناك تفاصيل كثيرة حول اجتماع كازاخستان المقبل"
مراسل تسنيم: يقال إن اجتماع كازاخستان المقبل سوف تحضرة أطراف روسية وتركية إلى جانب الأطراف السورية، فيا ترى من السبب في عدم دعوة الجمهورية الإسلامية للحضور فيه؟
السفير الروسي: لا يحضر هذا الاجتماع سوى أطراف سورية، وبالنسبة إلى روسيا فهي مجرد وسيط فيه لذلك سوف لم نشارك فيه بشكل رسمي لأن الأطراف السورية هي التي ستتداول حول الموضوع، وأود إخباركم بعدم وجود تفاصيل كاملة حول هذا الاجتماع إذ ليس هناك سوى اتفاق مبدئي حول عقد اجتماع لأطراف سورية.
"هناك خلاف بين وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكية حول الأزمة السورية"
مراسل تسنيم: الاجتماع الثلاثي الذي عقد في موسكو لم يحضره ممثلون عن البلدان الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، فهل تعتقدون أن واشنطن ستضع عراقيل للحيلولة دون نزول نتائجه حيز التنفيذ؟
السفير الروسي: بعد اغتيال سفيرنا في تركيا أجرى وزير الخارجية الأمريكية جون كيري اتصالاً هاتفياً مع وزير خارجيتنا السيد سيرغي لافروف للإعراب عن مواساته لما حدث، ولكن الهدف الأساسي لهذا الاتصال هو كسب معلومات حول الاجتماع الثلاثي الذي عقد في موسكو.
بالنسبة إلى الحكومة الأمريكية الحالية فمن المستبعد أن يكون لها دور فاعل في الساحة السورية إذ لم يبق من عمرها أكثر من شهر واحد، وأود أن أخبركم بأن التعامل مع هذه الحكومة صعب للغاية لأن أهم أركانها غير منسجمة في اتخاذ القرار فمسؤولو وزارة الخارجية يتخذون قرارات معينة خلافاً لما تقرره وزارة الدفاع والعكس صحيح.
أرجو أن لا يضع الأمريكان عقبات في طريق حل الأزمة السورية لأن حلها ينصب في مصلحة الولايات المتحدة وأوروبا أيضاً، فبعد الأحداث المؤلمة التي شهدتها كل من فرنسا وألمانيا تعالت الأصوات الداعية إلى عودة المهاجرين إلى بلدانهم، ولكن قبل ذلك لا بد من توفير الأجواء الملائمة لهم؛ لذا فإن حل الأزمة السورية سلمياً ينصب في مصلحة جميع البلدان الغربية.
"اجتثاث جذور الإرهاب بحاجة إلى زمن طويل وجهود حثيثة"
مراسل تسنيم: ما هي المدة المتوقعة لاجتثاث جذور إرهابيي داعش من العراق وسوريا برأيكم؟
السفير الروسي: نحن بحاجة إلى زمن طويل لاجتثاث الإرهابيين، ولحسن الحظ فإن داعش والنصرة تعرضتا لصفعات قوية ولكن لا يحاربهما بشكل حقيقي سوى إيران وروسيا، فالزمر الإرهابية مزودة بأسلحة فتاكة وتم إعدادها بشكل معقد واجتثاث أصولها بالكامل بكل تأكيد يتطلب الكثير من الوقت، وكما تعلمون فإن روسيا تحارب الإرهاب في سوريا فقط وليس لها في العراق نشاط على هذا الصعيد.
لا أستطيع أن أذكر لكم زمناً محدداً لإنجاز هذه المهمة وليس هناك أحد قادر على ذلك، فالكثير من التنبؤات عادة ما تذهب أدراج الرياح وأبرز مثال على ذلك فشل هيلاري كلنتون في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بعد أن توقع الكثيرون فوزها.
وبالنسبة إلى مستقبل العراق وسوريا فلا بد من تظافر الجهود ووضع حلول أساسية وخطط مستقبلية لهذين البلدين لمرحلة ما بعد اجتثاث الإرهاب، لذا يجب العمل على إنعاش عجلة الاقتصاد والزراعة وتدوين دستور جديد في سوريا.
"لا نوافق على أي شرط مسبق حول الأزمة السورية"
مراسل تسنيم: بعض البلدان لديها شروط مسبقة حول الحلول التي توضع للأزمة السورية ولا سيما فيما يخص مستقبل حكومة الدكتور بشار الأسد، فهل هذه الشروط ما زالت مطروحة اليوم بعد التطورات التي حدثت؟
السفير الروسي: نحن لا نوافق على أي شرط مسبق بالنسبة إلى الأزمة السورية، والشرط الوحيد الذي نوافق عليه هو مواصلة الحرب ضد إرهاب داعش والنصرة، وقد أكدنا مراراً على أن مستقبل الرئيس السوري السيد بشار الأسد لا يعينه إلا الشعب السوري بنفسه، ولو أقيمت انتخابات حرة ونزيهة واختار الشعب السوري رئيساً له فهو الرئيس القانوني بكل تأكيد ويجب على الجميع الاعتراف به رسمياً.
"من الممكن التفكيك بين الإرهابيين في سوريا"
مراسل تسنيم: كيف سيتم التفكيك بين إرهابيي سوريا حسب ما جاء في البيان الختامي لاجتماع موسكو الثلاثي؟ وهل وافق الجانب التركي على ما جاء فيه؟
السفير الروسي: من الممكن التفكيك بين الحركات الإرهابية في سوريا، ولو لم يكن الأمر كذلك لما دعونا الجانب التركي لحضور الاجتماع، وقبل ذلك زار وزير الدفاع التركي روسيا والتقى بنظيره الروسي.
"الحكومة الأمريكية الجديدة هي التي ستحدد مصير سياستها الخارجية حول سوريا"
مراسل تسنيم: يبدو أن تفكيك الحركات الإرهابية في سوريا لم يتم تبنيه من قبل الحكومة الأمريكية، فما هو تقييمكم لذلك؟
السفير الروسي: بعد شهر ستشهد أروقة البيت الأبيض حكومة أمريكية جديدة، ومن المؤكد سوف تتغير الأوضاع الحالية جراء اتخاذ سياسات خارجية جديدة حول الأزمة السورية وغيرها.
مراسل تسنيم: إذن هل يجب علينا الانتظار حتى تولي دونالد ترامب زمام الأمور في واشنطن؟
السفير الروسي: نعم، الحكومة الحالية قد انتهى دورها وعلينا الانتظار.
"الحكومة الأمريكية الحالية لم تلتزم بوعودها"
مراسل تسنيم: هل أنتم متفائلون بالنسبة إلى مواقف الحكومة الأمريكية الجديدة؟
السفير الروسي: نحن نأمل بأن تتخذ الحكومة الأمريكية الجديدة مواقف مبدئية، فالحكومة الحالية لا يمكن التعامل معها لحلحة الأزمات وقد بذلنا جهوداً حثيثة مراراً وقطع الأمريكان وعوداً على أنفسهم ولكنهم سرعان ما تنصلوا عنها.
"هناك بارقة أمل حول العلاقات الروسية الأمريكية في عهد ترامب"
مراسل تسنيم: هل تعتقدون بإمكانية التعامل الحكومة الأمريكية المقبلة حول مختلف الملفات؟
السفير الروسي: نعم، نحن على أمل كبير بأن نتمكن من التعامل مع الحكومة الجديدة.
مراسل تسنيم: هل تتوقعون اتحاد وجهات النظر حول الأزمة السورية فقط؟
السفير الروسي: بالطبع كلا، فنحن نأمل في التعامل الثنائي لوضع حلول لجميع الأزمات في المنطقة والعالم، وبما في ذلك مسألة الاتفاق النووي بين الجمهورية الإسلامية والمجموعة السداسية والأزمة الفلسطينية وأوضاع أوكرانيا.
"نحن ندافع عن الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة الستة"
مراسل تسنيم: هل بإمكانكم اتخاذ قرارات إيجابية مشتركة مع واشنطن حول الاتفاق النووي بين الجمهورية الإسلامية والمجموعة السداسية؟
السفير الروسي: نعم، إن الاتفاق النووي هو حصيلة جهود سبعة بلدان فقد بذلت جهود حثيثة لوضع حل مناسب في هذا الصدد، لذا نحن نؤيد نتائجه وندافع عما تم الاتفاق عليه.
"تحرير مدينة حلب شهد تعاوناً كبيراً بين إيران وروسيا"
مراسل تسنيم: هناك من يقول إن روسيا بين الفينة والأخرى تتفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية أو تركيا حول الأزمة السورية، وجراء ذلك فهي ترغم طهران للموافقة على ما تم التوصل إليها من اتفاق. فما هو رأيكم بهذا الادعاء؟
السفير الروسي: الذين يدعون ذلك هم في الحقيقة بعيدون كل البعد عن تفاصيل الموضوع، من المؤكد أننا لا نصرح بكل تفاصيل ما تم الاتفاق عليه لوسائل الإعلام، ولكننا نتعامل بشفافية تامة مع الجانب الإيراني ولدينا أواصر تعاون وطيدة ودائماً نتبادل المعلومات والآراء حول مجريات الأحداث.
أنا شخصياً عادة ما أزور مكتب وزارة الخارجية الإيرانية في طهران أسبوعياً وفي بعض الأحيان مرتان في الأسبوع لكي أضع المسؤولين الإيرانيين في الصورة حول ما يجري، وكذا هو الحال بالنسبة إلى السفير الإيراني في موسكو، كما أن السيد لافرونتيف المبعوث الخاص للسيد فلاديمير بوتين إلى سوريا زار طهران أربعة مرات خلال أقل من شهر ونصف، والهدف من ذلك بكل تأكيد هو نقل رسائل خاصة من موسكو إلى طهران وبالعكس.
"كونوا على ثقة بالقرارات التي تتخذها الحكومة الروسية"
وواصل السيد لوان جاغاريان سفير روسيا في طهران كلامه قائلاً: اطمئنوا للمواقف التي تتخذها الحكومة الروسية ومن أراد التأكد منها عليه أن يتعرف على التفاصيل من مسؤولي الجمهورية الإسلامية، وخير شاهد على ذلك زيارة وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف لموسكو وكذلك زيارة وزير الدفاع الجنرال دهقان ناهيك عن الاتصالات الهاتفية التي أجراها رئيسا جمهورية البلدين وكذلك الاتصالات الحثيثة بين شتى المسؤولين.
ولا نبالغ لو قلنا إن علاقات روسيا مع الجمهورية الإسلامية تختلف عن علاقاتها مع أي بلد آخر بحيث لا يمكن المقارنة في هذا الصعيد، فالإيرانيون أصدقاء لنا.
"الرئيس الأمريكي باراك أوباما اتخذ أسوأ القرارات حول إيران وروسيا"
مراسل تسنيم: بادرت الحكومة الأمريكية مؤخراً إلى تمديد الحظر المفروض على كل من إيران وروسيا، فما هي توقعاتكم بالنسبة إلى مستقبل هذه الإجراءات في عهد الرئيس دونالد ترامب؟
السفير الروسي: لا يمكننا استبقا الأحداث والبت بالأمور في هذه اللحظة، ولكنني أعتقد أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد اتخذ أسوأ القرارات التي يمكن توقعها، فمنذ أن تصدى لمقاليد الأمور شهدت العلاقات بين البلدين أدنى مستويات التعاون المشترك، وهذه الحكومة قد انتهى عمرها وسترحل في غضون أقل من شهر، ولكنها مع ذلك اتخذت قرارات متعجرفة بشأن بلدان لكننا لا نعير أهمية لها ولدينا رؤية متفائلة بالنسبة إلى مستقبل الحكومة الأمريكية.
"روسيا لم تتدخل في الانتخابات الأمريكية"
مراسل تسنيم: يدعي بعض المسؤولين الأمريكان أن روسيا كانت لها يد في الانتخابات الأمريكية، فما هو صحة هذا الادعاء برأيكم؟
السفير الروسي: هذا الأمر عار عن الصحة جملة وتفصيلاً، فلا حاجة لنا للتدخل في الانتخابات الأمريكية، لذلك طلبنا منهم أن يثبتوا ذلك لكنهم بكل تأكيد عاجزون وكلامهم لا يعدو مجرد اتهام واه.
كذلك هناك أحد المواقع الإلكترونية اتهم روسيا بالتدخل في الشؤون الداخلية الإيرانية قبل عدة أيام دعماً لأحد مرشحي الانتخابات الرئاسية المقبلة، في حين أننا لم نبادر إلى ذلك بتاتاً ونحترم رأي الشعب الإيراني مهما كانت نتائج الانتخابات، وقبل ثلاث سنوات حينما جرت الانتخابات الرئاسية في إيران طرح علي سؤال حول المرشح الذي تؤيده موسكو، فأجبت عن هذا السؤال بأننا نؤيد كل شخص يتم انتخابه من قبل الشعب الإيراني؛ لذا نحن لم ولن نتدخل في الشأن الإيراني.
منذ خمس سنوات وأنا أتصدى لمنصب سفير لروسيا في طهران لكنني لم اتخذ أي موقف ينم عن تدخل في الشؤون الداخلية الإيرانية.
"هيلاري كلينتون اتهمت روسيا بعدم امتلاكها نظام انتخابي عادل"
مراسل تسنيم: وهل كانت لديكم أية جهود فيما يخص الانتخابات الأمريكية؟
السفير الروسي: كلا، كما قلت لكم لم تكن لدينا أية نشاطات بالنسبة إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بل الأمر على العكس من ذلك تماماً فالأمريكان هم الذين يتدخلون في شؤوننا الداخلية، فالسيدة هيلاري كلينتون حينما كانت وزيرة للخارجية اتهمت روسيا بعدم امتلاك نظام انتخابي عادل.
وأنا بدوري أنصح الأمريكان أن يلتفتوا إلى واقع أوضاعهم المزرية والكف عن التدخل في شؤوننا.
"اتفقنا مع طهران لتأسيس مفاعلات حرارية في بندر عباس"
مراسل تسنيم: ذكرت بعض وسائل الإعلام أن موسكو وافقت على تزويد طهران بطائرات سوبر سوخوي 100 فما مدى صحة هذه الأخبار؟
السفير الروسي: أنا لا أؤيد هذا الخبر، ولكن كان لدينا اجتماع مشترك وتوصلنا إلى نتائج مريحة ومرضية وبما في ذلك تأسيس مفاعلات حرارية في بندر عباس بمبلغ مليار يورو، وكذلك تحويل سكك الحديد الرابطة بين مدينتي كرمسار وإينتشه برون إلى خطوط تعمل بالطاقة الكهربائية وذلك بكلفة 1,2 مليار يورو ناهيك عن التوقيع على 70 مشروعاً وأود هنا من المسؤولين الإيرانيين أن يجروا محادثات مع المسؤولين الروس حول صفقات شراء الطائرات فهي أنسب وأقل كلفة من غيرها وبما في ذلك شراء طائرات سوبر سوخوي 100.
"نأمل رفع مستوى التبادل الاقتصادي بين طهران وموسكو"
مراسل تسنيم: قبل مدة توجه إلى طهران وفد اقتصادي روسي مكون من 300 شخصية، فما مدى تأثير هذه الزيارة على مستقبل علاقات البلدين التجارية برأيكم؟
السفير الروسي: نحن نأمل رفع مستوى التبادل الاقتصادي بين البلدين وفي نهاية العام الميلادي الحالي ستصل المبادلات التجارية إلى ملياري دولار ولكن هذا المستوى ليس هو المطلوب إذ لدينا إمكانيات واسعة يمكن الاعتماد عليها لرفع مستوى التداولات الاقتصادية، لذا أرجو أن يتحقق ذلك في العام الميلادي المقبل ولا سيما بعد توقع عدد من الاتفاقيات على هذا الصعيد.
سوف تشهد العلاقات الاقتصادية الروسية الإيرانية في العام المقبل تعاوناً أكثر وسيقوم المسؤولون في البلدين بزيارات في شتى المستويات وبالأخص بعد تسهيل عملية إصدار تأشيرات السفر.
"لا يمكن لأحد تعكير الأجواء بين طهران وموسكو"
مراسل تسنيم: هل سيكون لحكومة دونالد ترامب تأثير على واقع العلاقات الروسية الإيرانية؟
السفير الروسي: لا يمكن لأي بلد كان أن يعكر الأجواء بين طهران وموسكو، فالجمهورية الإسلامية لها مكانة مرموقة في السياسة الخارجية الروسية وفي الشهر المقبل سوف نحتفل بمرور أكثر من 515 عاماً على علاقاتنا الدبلوماسية.